صخرة الدفاع نهيلة تكسر تابو الفيفا
تاريخ النشر: 12th, August 2023 GMT
لاعبة كرة قدم مغربية تلعب في مركز قلب الدفاع، حصدت مع فريقها الجيش الملكي 15 بطولة محلية وأفريقية، وحققت نتائج تاريخية مع منتخب بلادها.
كانت حديث وسائل الإعلام بعد ظهورها بالحجاب في كأس العالم للسيدات، وأثارت نقمة وغضب المتطرفين في فرنسا وما أكثرهم.
تلعب نهيلة بنزينة المولودة عام 1998 في مدينة القنيطرة على ساحل الأطلسي شمال العاصمة الرباط، لنادي الجيش الملكي للسيدات (النسوي) منذ عام 2016.
وتعتبر سيدات هذا النادي "زعيمات المغرب وأفريقيا"، وأكثر الفرق المغربية والأفريقية نجاحا برصيد 20 لقبا رسميا، منها 19 لقبا محليا؛ الدوري المغربي 10 مرات، وكأس العرش 9 مرات، وقاريا دوري أبطال أفريقيا، ووصلن لنهائيات كل المسابقات التي شاركن فيها.
شاركت نهيلة بنزينة في دوري أبطال أفريقيا للسيدات التي أقيمت في المغرب عام 2022، والتي فاز فيها الجيش الملكي باللقب لأول مرة في تاريخه على نادي "ماميلودي صن داونز" الجنوب أفريقي، وكانت نهيلة ضمن التشكيلة الأساسية في المباراة النهائية.
وكان الجيش الملكي أول فريق مغربي وعربي يحقق لقبا قاريا؛ دوري الأبطال النسخة الثانية، وأول فريق في تاريخ أفريقيا والمغرب يحققن الثلاثية التاريخية (الدوري، والكأس، ودوري أبطال أفريقيا).
حققت نهيلة مع فريقها، الجيش الملكي 7 بطولات وطنية، وكأس العرش 5 مرات، وكأس شمال أفريقيا، وكأس أبطال أفريقيا.
وفازت مع المنتخب المغربي ببطولة دورة اتحاد شمال أفريقيا للسيدات 2020، وبطولة مالطا الدولية 2022، وكأس أفريقيا للسيدات الوصيف 2022. والإنجاز الأهم التأهل مع منتخب المغرب للدور الثاني في بطولة العالم للسيدات (ثمن نهائي البطولة) التي أقيمت أخيرا في أستراليا ونيوزيلندا.
وحقق فيها منتخب المغرب إنجازا تاريخيا غير مسبوق لكرة القدم النسائية العربية، في بطولة عالمية، وظهرت فيها نهيلة كأول لاعبة في تاريخ كأس العالم للسيدات ترتدي الحجاب في مباريات البطولة.
وسمح الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) منذ عقد من الزمن بارتداء الحجاب والعمامة خلال المباريات، بناء على طلب تقدمت به دول إسلامية وطائفة السيخ في كندا.
وثار جدل من نوع آخر على منصات إعلامية يمينية فرنسية حول حجاب نهيلة مدافعة لبؤات الأطلس، خصوصا بعد أن أوقعت نتائج الدور الأول منتخب المغرب للعب ضد المنتخب الفرنسي.
وأصيب اليمين الفرنسي المتطرف بحملة جنون كراهية منفلتة ونزقة، انضم إليها حزب "التجمع الوطني" اليميني المتطرف، بزعامة مارين لوبان، حين غرد الحزب "بينما ما تزال بعض الدول، ومنها فرنسا، تُقصي النساء المحجبات من ممارسة الرياضة، فإن تأثير نهيلة سيجعل ملايين النساء حول العالم يشعرن بأنهن ممثلات، كما لم يحدث من قبل".
وهاجم المتحدث باسم حزب "التجمع الوطني" جوليان أودول في تغريدة على حسابه على منصة "إكس" (تويتر سابقا) نشر خبر حجاب نهيله قائلا :"عار على instant foot الترويج لتراجع وهجوم على كرامة المرأة، من خلال استخدام مصطلحات الإسلاميين، نذكر أن نسوة يقتلن في إيران لرفضهن الحجاب. يجب طرد الإسلاموية من الملاعب الرياضية".
لكن جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) كان له رأي آخر وقف فيه ضد جبهة المتطرفين حين هنأ المنتخب الوطني النسوي على إنجازه، وقال عبر حسابه على منصة "إنستغرام": "نهيلة بنزينة أصبحت أول لاعبة ترتدي الحجاب في إحدى مباريات كأس العالم للسيدات، كرة القدم شاملة وأكثر تسامحا وعالمية ومتنوعة"، وأرفق منشوره بوسم "لا تمييز".
وحتى يشرب غلاة اليمين في فرنسا من ماء البحر، فقد ارتدت الحكمة هبة سعدية الحجاب خلال ظهورها في مباراة منتخب إنجلترا ومنتخب الصين ضمن بطولة كأس العالم للسيدات 2023، لتكون أول امرأة فلسطينية تفعل ذلك على مر التاريخ.
وقال الحساب الرسمي لبطولة كأس العالم على منصة "إكس" (تويتر سابقا): "الحكمة الدولية هبة سعدية دخلت التاريخ اليوم، تواجدت في مباراة الصين وإنجلترا وأصبحت أول حكمة فلسطينية محجبة في كأس العالم للسيدات ".
ويعود الفضل في إثارة قضية الحجاب إلى الكندية أسمهان منصور، التي كانت محور النقاش الذي أفضى إلى إقرار ارتداء الحجاب داخل المستطيل الأخضر.
وتعود واقعة أسمهان إلى عام 2007 عندما حاولت اللاعبة الشابة التي كانت تلعب لفريق محلي يمثل العاصمة أوتاوا، ارتداء الحجاب في إحدى البطولات، لكن حكم المباراة لم يسمح لها بذلك استنادا إلى قرارات "الفيفا"، وعلى إثر منعها، قرر فريقها الانسحاب من المسابقة التي كانت تقام في مدينة لافال بمقاطعة كيبيك.
وقدمت أسمهان منصور والاتحاد الكندي لكرة القدم طعنا ضد قرار "الفيفا".
وفي عام 2012، سمح مجلس اتحاد كرة القدم الذي يسن قوانين "الساحرة المستديرة" في العالم، بتدشين فترة تجريبية لمدة عامين يتم خلالها ارتداء اللاعبات "الحجاب الرياضي".
وبعد انتهاء المرحلة التجريبية، سمح بارتداء الحجاب خلال المباريات الدولية ابتداء من عام 2014.
وبعد ذلك بعامين وخلال منافسات في كأس العالم تحت 17 سنة في الأردن، كانت رند البستنجي وتسنيم أبو الرب من المنتخب الأردني أول لاعبات يرتدين الحجاب في إحدى البطولات التي تنظمها "الفيفا".
وتعد اللاعبة نهيلة بنزينة من أفضل لاعبات الجيش الملكي في الوقت الراهن، إلى جانب الحارسة خديجة الرميشي وغزلان الشباك وفاطمة تاغناوت، لاعبات المنتخب أيضا، حيث ساهمت في تتويج الفريق العسكري بالعديد من الألقاب المحلية والقارية.
وها هي تدخل التاريخ عبر الحجاب وعبر موهبتها الكروية كصخرة دفاع صلبة ليس من اليسير على المهاجمات المرور من خلالها إلى مرمى الرميشي، وليس سهلا على متطرف قابع في باريس أن يؤثر على حقها في ارتداء الحجاب.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي عالم الفن كاريكاتير بورتريه بورتريه نهيلة بنزينة المغرب الحجاب فيفا المغرب فيفا حجاب نهيلة بنزينة بورتريه بورتريه بورتريه بورتريه بورتريه بورتريه سياسة عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة کأس العالم للسیدات أبطال أفریقیا ارتداء الحجاب الجیش الملکی منتخب المغرب نهیلة بنزینة لکرة القدم الحجاب فی
إقرأ أيضاً:
وزير الدفاع السوداني لـ”الشرق”: الجيش يمتلك زمام المبادرة ولن نتخلى عن دارفور
بورتسودان – الشرق/ قال وزير الدفاع السوداني ياسين إبراهيم، إن القوات المسلحة تمتلك "زمام المبادرة" في الحرب التي دخلت عامها الثالث، مشيراً إلى أن الجيش لن يتخلى عن أي شبر من أراضي البلاد بما في ذلك مدن الفاشر والجنينة في إقليم دارفور.
وتشهد مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور وآخر المناطق السكنية التي تقع خارج سيطرة قوات الدعم السريع بالإقليم، معارك محتدمة منذ أيام بعد أن أعلنت "الدعم السريع"، الأحد، سيطرتها على مخيم زمزم للنازحين المتاخم للمدينة.
وأضاف إبراهيم في مقابلة مع "الشرق": "الأوضاع في السودان بخير، والقوات المسلحة تمتلك زمام المبادرة وهي قادرة، وفقاً للتخطيط السليم وخبراتها التراكمية على مدى 100 عام من التنسيق والترتيب والتنظيم والقتال، على إزالة واستئصال التمرد"، في إشارة إلى قوات الدعم السريع.
ولفت الوزير السوداني إلى اكتمال "المرحلة الأولى" من عمليات الجيش، معرباً عن أمله في أن تتكامل بقية المراحل اللاحقة فيما يتعلق بـ"أمر تطهير أرض الوطن من دنس التمرد"، على حد تعبيره.
وذكر أن كل الترتيبات المتعلقة بالحرب "تجري بخطط واضحة وبيّنة ولكلٍ وقته وأوانه"، مشدداً على أن القوات المسلحة السودانية "قادرة على قهر ترسانة التمرد".
ووصف إبراهيم خلال لقاء مع "الشرق"، الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع بأنها "حرب دولية"، وقال، إنها "بُنيت على أجندات دولية وإقليمية ومحلية، والدعم السريع لم يكن إلا أداة لتنفيذ هذه الحرب البشعة".
وأشار إلى أن "القوات المسلحة بخبراتها التراكمية والتفاف القوات النظامية والمقاومة الشعبية والمُستنفرين (المتطوعين) والمواطنين حولها، تمكنت من ترتيب قدراتها، واستعادة جزء كبير من المناطق".
إقليم دارفور
ورداً على سؤال بشأن صحة الأنباء التي تحدثت عن إمكانية تخلي الحكومة عن إقليم دارفور الذي تسيطر قوات الدعم السريع على 4 من أصل ولاياته الخمس بعد سيطرة الجيش على العاصمة الخرطوم، اعتبر إبراهيم هذه "الاتهامات لا أساس لها من الصحة".
وأكد أن الحكومة "لن تتخلى أبداً عن أي شبر في أرض هذا الوطن بما في ذلك مدن الفاشر والجنينة"، معتبراً أن "استهداف قوات الدعم السريع لمخيمات النازحين في زمزم وأبو شوك هو انتهاك صريح للقانون الدولي الإنساني، والقانون الدولي لحقوق الإنسان فيما يتعلق بأمر حماية المدنيين".
ويرى الوزير السوداني أن "المجتمع الدولي فشل في تنفيذ قرار مجلس الأمن 2736 الخاص بفك حصار الفاشر، ومطالبة الدعم السريع بالابتعاد عن ساحة المدينة"، مضيفاً: "قد يكون ذلك قد تسبب بالإشكالات الحالية البيّنة والواضحة، والتي شهدها كل العالم، فيما يتعلق بأمر استهداف معسكرات النازحين".
وكانت الأمم المتحدة أعلنت، الاثنين الماضي، سقوط أكثر من 300 مدني في اشتباكات اندلعت الجمعة والسبت الماضيين حول مخيمي زمزم وأبو شوك للنازحين ومدينة الفاشر في ولاية شمال دارفور.
وقال متحدث باسم الأمم المتحدة، إن "هذا يشمل 10 من موظفي منظمة الإغاثة الدولية قُتلوا أثناء إدارتهم أحد آخر المراكز الصحية العاملة في مخيم زمزم"، فيما أعلنت قوات الدعم السريع السودانية، الأحد، السيطرة على المخيم الواقع في شمال دارفور.
"انقلاب خاطف"
واندلعت الحرب في السودان في 15 أبريل 2023 نتيجة صراع على السلطة بين الجيش وقوات الدعم السريع ما بدد آمال الانتقال إلى حكم مدني. ومنذ ذلك الحين، شرد الصراع الملايين، ودمر مناطق في مختلف أنحاء البلاد.
واعتبر وزير الدفاع السوداني، أن الحرب اندلعت في البلاد بعد أن خطط الدعم السريع لتنفيذ "انقلاب خاطف" للسيطرة على السلطة في كل أنحاء البلاد في زمن وجيز، مشيراً إلى أن "فشل هذا المخطط أدى إلى القيام بعملية تدمير كامل وشامل لمقدرات الوطن في بنيته التحتية بعمليات تكاد تكون أكثر وحشية".
وعن تزايد استخدام الطائرات المسيرة خلال الحرب، أكد ياسين، أن "القوات المسلحة التي أظهرت وأثبتت قدرتها في تدمير الترسانة العسكرية الكبيرة لقوات المليشيا، قادرة على وضع خطوات وهي جارية للحد من استخدام هذه المسيرات".
وعن الاتهامات المتكررة بقيام الجيش السوداني بعدة انتهاكات، اعتبر الوزير، أن القوات المسلحة "مهنية ومحترفة وعمرها الآن 100"، لافتاً إلى أنه "يعمل وفق القانون الدولي الإنساني".
وتابع: "أما إذا ظهرت بعض الحالات الشاذة في هذا الجانب فهي تصرفات فردية لمقابلة ما حصل من الدعم السريع بإذلال الشعب السوداني، وليس هنالك أي عمليات خارج إطار القانون والأطر القانونية".
دمج قوات الحركات المسلحة
ورداً على سؤال بشأن أخر التطورات في ملف دمج القوات المساندة للجيش السوداني، أجاب ياسين: "إن اتفاقية جوبا للسلام الموقعة في 2020 تضمنت اتفاقاً بشأن دمج كافة حركات الكفاح المسلح في القوات المسلحة". وأشار إلى أن هذه الإجراءات "بدأت بصورة طيبة"، موضحاً أنه "تم دمج معظم القوات في القوات المسلحة"، وأشار إلى أن الحرب "قطعت" عملية استمرار الترتيبات الأمنية المتعلقة بالدمج.
وأضاف: "كل ما هو مرتب ومخطط له يسير بصورة واضحة وجلية في دمج كل القوات العاملة في القوات المسلحة كجيش مهني واحد محترف".
وذكر أن باب القوات المسلحة "مفتوح أمام كل سوداني يرغب في الانضمام لها".
ونصت اتفاقية جوبا التي تم توقيعها في أكتوبر 2020 بين الحكومة الانتقالية حينها والحركات المسلحة، على أن يتم دمج جميع القوات في الجيش خلال 90 يوماً من توقيع الاتفاقية.