زنقة 20 | الرباط

تسير الأوضاع في قطاع الصيد البحري إلى المزيد من التصعيد، في ظل التوترات بين الصيد التقليدي وأعالي البحار، وسط دعوات لتدخل رئيس الحكومة، لضمان التوازن بين مختلف الفاعلين في القطاع واستدامة الثروة السمكية.

ويشهد قطاع الصيد البحري في الأقاليم الجنوبية، يشهد، في الآونة الأخيرة، توترات حادة بين الأطراف المعنية، وسط اتهامات بشأن سياسات استغلال الثروة السمكية، ودسائس لوبي الضغط الذي يستهدف قطاع الصيد التقليدي،حسبما نقلت يومية الصباح في عددها الأخير.

واشار ذات المصدر، إلى أن مهنيي قطاع الصيد التقليدي بالداخلة قد عبروا عن استيائهم مما وصفوه بمحاولات «الإبادة» التي يتعرضون لها من قبل بعض الأطراف المرتبطة بقطاع الصيد في أعالي البحار، بعد مرور 20 عاما على تطبيق مخطط تهيئة مصائد الأخطبوط، المنحاز بشكل كبير لفائدة سفن الصيد في أعالي البحار على حساب الصيد التقليدي، الذي يعاني منذ ذلك الحين من تأثيرات سلبية متزايدة.

وقال نفس المصدر ان مسؤولا باكادير قد نجح في بناء شبكة من العلاقات القوية مع شخصيات سياسية نافذة، بما في ذلك وزير الصيد البحري وبرلمانيون ومستشارون، وهو ما يستغله لتحقيق مصالح الصيد في أعالي البحار على حساب الصيد التقليدي في منطقة الداخلة، ما يؤدي إلى تدمير القطاع وفتح المجال أمام الهيمنة على الأسواق.

واوضح المصدر نفسه «إن ما يثير الاستغراب، هو استغلال «البحوث العلمية» أداة للضغط من أجل فرض «الراحة البيولوجية» على بعض أنواع الأسماك مثل «الكلمار» و»السيبيا»، ما يعتبره المهنيون وسيلة غير مبررة تهدف إلى تقليص نشاط الصيد التقليدي، الذي يُعرف بأنه أكثر استدامة وصديق للبيئة».

ورغم هذه التحركات، يؤكد ممثلو الصيد التقليدي في الداخلة أن لديهم من يحميهم ويدافع عنهم، سواء من الجهات الرسمية أو الفاعلين في القطاع كما يشددون على أن التدهور الذي تشهده الثروة السمكية في البلاد يعود إلى «السياسات الخاطئة» التي اتبعتها وزارة الصيد البحري، ويطالبون بضرورة وضع حد لهذه السياسات حفاظا على استدامة الموارد البحرية.

المصدر: زنقة 20

كلمات دلالية: الصید التقلیدی الصید البحری قطاع الصید

إقرأ أيضاً:

علماء مغربيون يؤكدون أن تلوث البحار بالبلاستيك أخطر مما نظن

تظهر نتائج دراسة علمية جديدة أن النفايات البلاستيكية الدقيقة أصبحت تشكل تهديدا متزايدا على الحياة في البحار والمحيطات. وأكدت النتائج أن انتشار هذه المواد يعرّض صحة النظم البيئية البحرية والساحلية للخطر، ومن ثم يؤثر على التنوع البيولوجي وخدمات النظم البيئية التي يعتمد عليها مليارات الأفراد.

وبحسب الدراسة الجديدة المنشورة حديثا في دورية "جورنال أوف هازردوس ماتيريالز أدفانسز"، فإن هذه النفايات المتزايدة تلحق أضرارا فادحة بالنظام البيئي العالمي تستوجب اتخاذ إجراءات متضافرة لوقف هذه الظاهرة.

الاعتماد المتزايد على المنتجات البلاستيكية أدى إلى زيادة هائلة في النفايات البلاستيكية (بيكسلز) ظاهرة في تفاقم

أدى الاعتماد المتزايد على المنتجات البلاستيكية إلى زيادة هائلة في النفايات البلاستيكية، فقد قفز الإنتاج العالمي من 1.7 إلى 311 مليون طن خلال نصف قرن، كما تقول الدكتورة سناء بن سماعيل الباحثة في المعهد الوطني لعلوم وتكنولوجيا البحار بتونس، في حديث خاص مع الجزيرة نت.

وتظهر الدراسات أن المواد البلاستيكية تشكل حوالي 80% من إجمالي نفايات المحيطات، وفي كل عام يدخل أكثر من 13 مليون طن من البلاستيك إلى البيئة البحرية. وتشير بن سماعيل إلى أن البحر الأبيض المتوسط يعدّ سادس أكبر منطقة تراكم للنفايات البلاستيكية في العالم بحوالي 229 ألفا منها 13 ألف طن من الجسيمات البلاستيكية الدقيقة.

إعلان

تهدد هذه النفايات التنوع البيولوجي البحري وتؤثر تأثيرا بالغا على خدمات النظم البيئية التي تعتمد عليها اقتصادات البلدان الساحلية، حيث تلعب الموائل البحرية، مثل أشجار المانغروف وأعشاب البحر والشعاب المرجانية، دورا حيويا في توفير المأوى والغذاء للعديد من الأنواع.

ويعتمد أكثر من 3 مليارات شخص على الموارد البحرية والساحلية، وتقدر القيمة السوقية لهذه الموارد والصناعات الزرقاء المرتبطة بها بنحو 3 تريليونات دولار سنويا، أو نحو 5% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.

جسيمات البلاستيك الدقيقة يمكن أن تتسبب في الحد من قدرة العوالق النباتية التي تلعب دورا رئيسيا في مضخة احتجاز الكربون (بيكسابي) البلاستيك الدقيق كارثة على البيئة البحرية

في الدراسة الجديدة، قام باحثون من المركز الوطني للطاقة والعلوم والتقنيات النووية بالرباط المغربية باستكشاف تأثير النفايات البلاستيكية على خدمات النظم البيئية البحرية والساحلية. وأظهروا أن وجود الحطام البلاستيكي في مياه المحيطات والبحار يمكن أن يلحق أضرارا جسيمة بالنظم البيئية الهشة.

وكشفت الدراسة أن وجود المواد البلاستيكية الدقيقة في الموائل البحرية، سواء الشعاب المرجانية أو أشجار المانغروف أو المستنقعات المالحة أو أعشاب البحر، يمكن أن تكون له عواقب مدمرة.

وذلك لأن الحطام البلاستيكي يعمل على خنق الشعاب المرجانية، وحجب ضوء الشمس الضروري لعملية التمثيل الضوئي في النباتات البحرية، وتعطيل العمليات الأيضية في الكائنات الحية. ويمثل تراكم المواد البلاستيكية الدقيقة في رواسب أشجار المانغروف، التي تعد مصادر حقيقية للكربون، أمرا مثيرا للقلق بشكل خاص، حيث تلعب هذه النظم البيئية دورا أساسيا في حماية السواحل وتعد موطنا للتنوع البيولوجي الغني.

وتقول سناء بن سماعيل إن "التلوث بالجسيمات البلاستيكية الدقيقة يعد من أخطر أنواع التلوث في المحيطات؛ فقد أثبتت الدراسات أن المنظومات البيئية البحرية قادرة على امتصاص هذه الجسيمات التي يمكن أن تتراكم في العديد من الأنواع من الكائنات البحرية".

إعلان

وأضافت أن "دراسات أخرى أثبتت كذلك تأثيرها على الكائنات في قاع البحار والمحيطات مثل المرجان القاعي ونبتة البوسيدونيا بالإضافة إلى عدد من الأنواع البحرية كالسلاحف البحرية التي تلتهم قطع البلاستيك على أنها طعام، مما يؤدي إلى اختناقها وموتها".

وبحسب المؤلفين، فإن تلوث البيئات البحرية بالجسيمات البلاستيكية الدقيقة لا يهدد النباتات والحيوانات المحلية فحسب، بل يهدد أيضا السكان الذين يعتمدون على هذه الموارد في غذائهم، حيث "يمكن للجسيمات البلاستيكية الدقيقة أن تتسرب إلى أنواع الأسماك التي يستهلكها الإنسان مما قد يسبب بعض الأمراض ويهدد الصحة البشرية"، كما تقول الباحثة التونسية في حديثها مع الجزيرة نت.

التلوث البلاستيكي يؤثر على المناخ أيضا

من ناحية أخرى، كشفت الدراسة أن انتشار المواد البلاستيكية قد يعطل الدور الحاسم الذي تلعبه النظم البيئية البحرية والساحلية في التخفيف من آثار تغير المناخ من خلال عزل الكربون.

ويمكن لجسيمات البلاستيك الدقيقة أن تتسبب في الحد من قدرة العوالق النباتية على احتجاز الكربون فهي تلعب دورا رئيسيا في مضخة احتجاز الكربون البيولوجية. وعلى نحو مماثل، تواجه النظم البيئية الساحلية "للكربون الأزرق"، مثل أشجار المانغروف وأعشاب البحر التي تخزن قدرا كبيرا من الكربون البحري، تهديدا متزايدا من المواد البلاستيكية الدقيقة، يهدد أيضا قدرتها على توفير خدمات أساسية مثل الحماية من الفيضانات والتآكل والعواصف.

وقد أشار الباحثون في الدراسة إلى نقص البيانات المتعلقة بتأثير المواد البلاستيكية الدقيقة على بعض خدمات النظام البيئي، كالخدمات الداعمة. وشددوا على الحاجة إلى إجراء مزيد من الأبحاث لفهم الآليات التي تؤثر بها المواد البلاستيكية الدقيقة على الكائنات البحرية والنظم البيئية البحرية.

ودعا الباحثون إلى اتخاذ إجراءات عالمية متضافرة للحد من إنتاج البلاستيك واستهلاكه، وتحسين إدارة النفايات، وتطوير حلول مبتكرة لمكافحة التلوث البلاستيكي.

إعلان

مقالات مشابهة

  • التحول الرقمي في القطاع الزراعي.. ثورة جديدة لدعم الثروة الحيوانية
  • انتحار العقل التقليدي و هزيمة الميليشيا
  • الفاو: “75 %” من حقول القطاع تضررت وخسائر الثروة الحيوانية تصل لـ”96 %” 
  • رئيس الوزراء: الحكومة حريصة على نجاح المبادرة الاقتصادية مع القطاع الخاص
  • الفاو: 96% من الثروة الحيوانية في غزة دُمرت بفعل العدوان الإسرائيلي
  • علماء مغربيون يؤكدون أن تلوث البحار بالبلاستيك أخطر مما نظن
  • رئيس أمريكا الذي تسيره المؤسسات
  • الخارجية الفلسطينية جرائم الهدم في الضفة نسخة متدحرجة من صورة الدمار الذي ارتكبه العدو في قطاع غزة
  • رئيس الوزراء: دور الحكومة هو مساعدة القطاع الخاص لنمو الاقتصاد المصري
  • ترامب: السيسي صديقي.. وتحدثت معه عن استقبال لاجئين فلسطينيين