متروبوليت جبيل والبترون يوجه رسالة في عيد القدّيس سلوان الآثوسيّ
تاريخ النشر: 26th, September 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
وجه متروبوليت جبيل والبترون بـ"جبل لبنان" رسالة عن احد القديسين فقال "بالإيمان صاروا أشدّاء في الحرب" (عبرانيّين 11: 34)، وجاءت نص الرسالة كالتالي:
ما أعجبَ هذا القديس تواري في جسد، في صلاة، في مدوّنات، في تلميذ صار قدّيسًا، في حفنة من الأحبّاء لا سيّما من الكنيسة الصربيّة، لكنّه ظهر ماردًا جليلًا عملاقًا في عصر تفتّق عن إبداعات واختراعات، ولكن أيضًا عن كوارث بيئيّة وحروب عالميّة وصراعات متنوّعة واضطهادات كيل فيها الأمرَّان لبنـي البشر، لا سيّما لأهل الإيمان.
ما أبدعَ هذا القدّيس! انكشفت له حلاوة المسيح، فأحبّه حتّى المنتهى وطلبه بجِدّ ثابت حتّى الرمق الأخير. أحبّ تواضَعه، عذوبتَه، محبّتَه اللامتناهيّة. هكذا وجد فيه حقيقة الإنسان الجديد، فسخّر كلّ طاقته وكلّ وقته من أجل بلوغها، لا بلّ كرّس صلاته من أجل أن تصير حقيقة بدورها في حياة أترابه.
ما أفلحَ هذا القدّيس! أصاب مبتغاه حينما أخذ على عاتقه أن يعيش ويجاهد بحسب وصيّة يسوع إليه: "وطِّنْ نفسك على العيش في الجحيم ولا تيأسْ"! بها تحوّل إلى رافعة ترفع الوجود كلّه إلى الله، في صلاة قلبيّة منقطعة النظير في صدقها ومعاناتها ومثابرتها ورجائها. بات العالم كلّه خروفًا يحمله على كتفَيه ليدْنيه من حظيرة الإيمان بالله حيث الأمان والحفظ والسّلام والحياة.
ما أشملَ هذا القدّيس! جعل شعوب الأرض كلّها تحت كنف رعايته الدائمة وعنايته، وأولاها اهتمامه الكلّي، فسطّر حقيقة معاناتها وكشف لها المرتجى الذي بإمكانها أن تبلغه، في صلاة من أجلهم جميعًا نادرة في بساطتها وشموليّتها ورجائها: "أتوسّل إليك أيّها الإله الرحيم أن تعرفك جميع شعوب الأرض بروحك القدّوس"!
ما أحبَّ هذا القدّيس! تعلّم محبّة الأعداء مـمّا عاصره في أيّامه وما عاشه أبناء جيله، فعرف محبّة الإنسان أيًّا كان، حتّى قال فيه: "أخي هو حياتي"، وأكّد من خلال خبرته: "أن تصلّي من أجل الناس، يعني أن تسكب دمك من أجلهم".
هذه كانت حربه من أجله ومن أجلنا. فيها أجاد فتميّز، تألّـم فصلّى، جاهد فوجد، أحبّ فانتصر. عرفه العالم بفضل تلميذه القدّيس صفروني سخاروف (1993+)، الذي وضع سيرته وقدّم لمدوّناته، وتعرّف عليه من خلال أحد الكتب الذي تحمل هذا العنوان: "الراهب سلوان والحرب اللامنظورة".
فيه يصحّ ما جاء في الرسالة إلى العبرانيّين: "بالإيمان صاروا أشدّاء في الحرب" (عبرانيّين 11: 34)، أي في الحرب اللامنظورة التي تعصف بالخليقة والخلائق التي على صورة الله، والتي تفقد حقيقتها هذه بما يعتمل في نفوسها من قلق وخوف، وما يشوّش ذهنها من ضلال، وما يسود قلبها من شهوات، فتفقد بوصلة إنسانيّتها وتدمّر ذاتها والقريب معها.
أظهر لنا في ذاته معنى أن تناضل من أخيك الإنسان ليكون إنسانًا على صورة خالقه، وأن تنير الشعوب، كرسول جديد، إلى حقيقة استعادتها السّلام فيما بينها، وإلى إرادة الله من نحوها وكيفيّة تجسيدها إن تابت، على غرار أهل نينوى بدعوة يونان النبيّ.
عالمنا ينزف عدوانًا وصلفًا وسحقًا واستعبادًا وموتًا للإنسانيّة مشينًا. هوذا أمامنا مَن ينير درب الشفاء ويحمله إلينا، ببساطة ودون كلفة ولا إدانة. كلام من أخ إلى أخيه، حتّى يرتدع عن غيّه وغضبه وروح الانتقام والقتل فيه، ويرعوي.
ألا اهدِنا يا ربّ الدرب الذي كشفتَه لصفيّك بين الأبرار، وأعنَّا حتّى ننجو.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: أقباط أقباط الإرثوذكس
إقرأ أيضاً:
الثابتة على الحق.. الرئيس السيسي يوجه رسالة للمرأة الفلسطينية الصامدة
وجه الرئيس عبدالفتاح السيسي رسالة إلى المرأة الفلسطينية قائلا "لا يفوتنى هنا، أن أحيى سيدات وأمهات فلسطين الصامدات، الثابتات على الحق، القويات فى الدفاع عن أرضهن وأهلهن".
شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الأحد، في لقاء المرأة المصرية والأم المثالية، بحضور الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والدكتورة رانيا المشاط وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، والدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، والدكتورة منال عوض ميخائيل وزيرة التنمية المحلية، والدكتورة مايا مرسي وزيرة التضامن الاجتماعي، والمستشارة أمل عمار رئيس المجلس القومي للمرأة، وعدد من القيادات النسائية والسيدات المصريات من مختلف المجالات.
وأوضح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن الرئيس السيسي استمع إلى كلمة المستشارة أمل عمار رئيس المجلس القومي للمرأة، والتي استعرضت جهود المجلس في دعم وتمكين المرأة المصرية، خاصةً في مجالات التمكين الإجتماعي وتولي المناصب القيادية بالمجتمع، فضلاً عن إعداد الإستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة 2030.
حقوق المرأة في أمان.. الرئيس السيسي يوجه بتوفير بيئة آمنة تحمي حقوق المصريات وتحقق التمكين الاقتصادي
الرئيس السيسي: الدولة مستمرة فى تمكين المرأة بكل المجالات وتشجيع النماذج الملهمة
الرئيس السيسي يشارك في لقاء المرأة المصرية والأم المثالية
السيدة انتصار السيسي: أسمى آيات التقدير والاحترام لكل أم مصرية رمز العطاء والحب
وأضاف السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي، أن اللقاء شهد استعراض الدكتورة مايا مرسي وزيرة التضامن الاجتماعي والدكتورة رانيا المشاط وزيرة التخطيط والتنمية الإقتصادية والتعاون الدولي لجهود الحكومة لدعم المرأة المصرية، خاصةً من خلال برامج الحماية الإجتماعية مثل "تكافل وكرامة"، وزيادة الدعم النقدي المقدم للأسر المصرية وللمرأة المعيلة، وتعزيز التمكين الإقتصادي للسيدات من خلال رؤية مصر 2030.
كما اطّلع الرئيس خلال اللقاء على فيلم تسجيلي عن جهود الدولة لدعم المرأة المصرية.
دور محوري للمرأة في بناء الدولةوأوضح المتحدث الرسمي أن اللقاء شهد حواراً تفاعلياً بين الرئيس السيسي وبعض المشاركات حول الموضوعات المختلفة المرتبطة بالمرأة والأمومة والطفولة ومرض الزهايمر ودور الفن والإعلام في تشكيل الشخصية المصرية والذوق العام ودور رائدات العمل الاجتماعي، وقد ألقى السيد الرئيس كلمة في نهاية اللقاء، أكد خلالها على الدور المحوري للمرأة في بناء الدولة وتنميتها، مشيداً بالتقدم الذي تحرزه المرأة المصرية في مختلف المجالات.
وقد قلت دائما، وما زلت أكرر: إن المرأة المصرية كانت أساس بناء هذه الحضارة المصرية الراسخة، التى استمرت لآلاف السنين، بشموخها وبهائها.. ورقيها وسموها.
إن كل خطوة، خطتها أمتنا المصرية منذ فجر التاريخ، حملت بصمة المرأة المصرية، شريكة في تسيير الحياة، عالمة وأديبة، وطبيبة ومعلمة، أما وزوجة، وأختا وابنة.