الجزيرة:
2024-09-27@04:12:33 GMT

عائلات فلسطينية في صيدا تفتح منازلها لنازحي الجنوب

تاريخ النشر: 26th, September 2024 GMT

عائلات فلسطينية في صيدا تفتح منازلها لنازحي الجنوب

صيدا – مع تفاقم أزمة النزوح نتيجة التصعيد العسكري الإسرائيلي والغارات الجوية، بادرت عائلات من اللاجئين الفلسطينيين في مدينة صيدا إلى استقبال عشرات اللبنانيين النازحين من مناطق المواجهة في الجنوب.

وفي منطقة سيروب المحاذية لمخيم عين الحلوة، خصّص فلسطينيون مركزًا لإيواء العائلات اللبنانية النازحة في مدرسة درب السيم الرسمية، ووفروا لهم الخدمات الأساسية كالمأوى والغذاء والمستلزمات الضرورية، بالإضافة إلى تسهيل الاتصالات اللازمة للاطمئنان على ذويهم وأقاربهم.

وتؤكد العائلات النازحة أن هذه المبادرة تمثل تعبيرًا حقيقيا عن العلاقات الإنسانية النبيلة والروابط الأخوية القوية بين الشعبين اللبناني والفلسطيني، اللذين يتشاركان وحدة المسار والمصير في مواجهة الحرب مع إسرائيل، بعد فتح جبهة الجنوب لدعم غزة.

وأوضح منسق لجنة "تجمع شباب سيروب" علاء الجابري أن التجمع وأهالي المنطقة من اللاجئين الفلسطينيين يقومون بدعم واستقبال النازحين القادمين من الجنوب في ظل الحرب الدائرة مع "العدو الصهيوني"، وأشار إلى أن المساعدات تُقدم وفق الإمكانيات المتاحة، مؤكدا أنهم "يعتبرون أنفسهم شعبا وجسدا واحدا".

وأعرب الجابري، في حديث للجزيرة نت، عن تقديره للدور الذي تلعبه المقاومة اللبنانية، مؤكدًا أنهم يقفون إلى جانب أهلهم بكل ما يستطيعون تقديمه بالتعاون مع اللجان الموجودة في المنطقة، ومن خلال العمل داخل مدرسة سيروب. وأضاف أن الجميع ملتزمون ببذل أقصى الجهود لتحقيق التوقعات المرجوة.

محمد، أحد الشبان المتطوعين في مركز الإيواء، يقول للجزيرة نت "نحن الفلسطينيين نعرف جيدًا معنى النزوح، ولذلك كان من واجبنا الإنساني أن نفتح أبوابنا لإخواننا اللبنانيين في هذه الظروف الصعبة". ويضيف أن هذا التعاون ليس بجديد، بل هو امتداد للتضامن المتبادل الذي يتجسد في الأزمات، حيث يصبح الجميع "يدًا واحدة في مواجهة العدو".

تضامن وطني

تجلس العائلات النازحة في الباحة الخارجية لمركز الإيواء هذا، ويمكنك ملاحظة القلق في عيونهم، لكن الإيمان يجمعهم. يتبادلون أطراف الحديث عن المقاومة والصمود والمعاناة. فهذه ليست المرة الأولى لهم في تجربة النزوح، لكنهم يبدون ثباتا وثقة بعودتهم إلى منازلهم وبلداتهم.

تقول اللبنانية فاطمة، إحدى النازحات من بلدة حولا الجنوبية، للجزيرة نت إن الحرب المستمرة منذ 11 شهرًا لم تكسر صمودهم أو إصرارهم على التحمل. وأوضحت أن الأوضاع تغيّرت عندما بدأت إسرائيل تستهدف المدنيين استهدافا مباشرا، مشيرة إلى أن الضربات امتدت إلى مناطق مثل تول والنبطية والكفور، لكنهم بقوا في منازلهم حتى اللحظة التي اقترب فيها القصف من دير الزهراني، مما أجبرهم على المغادرة فورا، دون أن يدركوا كيف تمكنوا من الفرار.

واستعادت فاطمة مشاهد اللحظات الصعبة التي رافقت رحلة نزوحهم المحفوفة بالمخاطر، ووصفت الدمار الكبير الذي حلّ بالمنطقة جراء استهداف المنازل السكنية وتصاعد الغبار والدخان. لكنها بدت ممتنة لتمكنهم من الهروب والانتقال مباشرة إلى منطقة سيروب- درب السيم.

وتشيد السيدة بالدعم الذي تلقاه النازحون في مدرسة درب السيم، حيث استقبلهم أهل المنطقة وإدارة المدرسة بحفاوة بالغة. وترى أن هذا الاستقبال "عكس روح الأخوة والمقاومة المشتركة بينهم"، وقالت "هؤلاء ليسوا مجرد متضامنين، بل إنهم مقاومون يقفون إلى جانبنا في محنتنا".

وأبدت تفاؤلها بعودة قريبة، مشيرة إلى أن "النصر بإذن الله قريب، ولن يطول غيابنا وسنعود إلى بيوتنا قريبًا". وأكدت أن صمودهم واستمرارهم في المقاومة "يعد جزءًا لا يتجزأ من الجهاد الذي يخوضه اللبنانيون جميعًا، سواء على الحدود أو في مراكز النزوح".

عائلات لبنانية نازحة في أحد مراكز الإيواء التي وفرها فلسطينيون في صيدا (الجزيرة) فتحوا منازلهم

وفي مشهد إنساني آخر، فتح عامر شريدي أبواب منزله ومنازل أقاربه لاستقبال عائلات نازحة من النبطية، التي طالتها الغارات الجوية الإسرائيلية بشكل كثيف. وقد توزعت الضربات بين الأحياء السكنية، مما أثار الخوف والرعب في قلوب أبنائها والنازحين إليها معًا.

وفي حديثه للجزيرة نت، قال شريدي "بوصفنا شعبا فلسطينيا من واجبنا استقبال أهلنا من الجنوب، كل ما يقومون به من تضحيات هو من أجل غزة وما يحدث فيها. كما يتضامنون معنا، فمن واجبنا أن نفتح لهم بيوتنا. وإن شاء الله يعود كل واحد إلى بيته، أهل الجنوب هم أهلنا، ونحن مستعدون لتلبية أي طلب أو مساعدة".

ورافقت الجزيرة نت الرجل إلى أحد المنازل التي استقبلت نازحين، حيث التقينا بهم واستمعنا إلى قصة نزوحهم الطويلة حتى وصولهم إلى مدينة صيدا.

وقال حسن رسلان "في بداية المواجهات الحدودية قبل 11 شهرًا، استقبلنا نازحين في منزلنا، كانت عندنا عائلتان من الطيبة، نزحتا أولا إلى النبطية حيث مكان إقامتنا. ولكن مع تصاعد الأوضاع وتدهورها، قررنا جميعًا النزوح نحو صيدا. وتوجهنا أولاً إلى منطقة جون وأقمنا في مدرسة هناك، حتى تواصل معنا شاب من صيدا عرض علينا شقة للإقامة مجانا".

وأضاف "جئنا جميعًا إلى هنا، حيث وجدنا الجميع متعاونًا، إذ فتح الشباب بيوتهم وساعدونا في تأمين كل احتياجاتنا. شكرا على التعاون الكبير الذي تقدمونه لنا".

وتأتي هذه المبادرة في سياق جهود فردية وجماعية مشابهة في مختلف المناطق اللبنانية، حيث توحّد الناس في مواجهة الحرب وتداعياتها، في مشهد يعكس كيف يمكن للتضامن الإنساني أن يتخطى الحدود السياسية والجغرافية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات للجزیرة نت

إقرأ أيضاً:

باحثة سياسية: الجنوب اللبناني يشهد موجة شديدة من النزوح

قالت جوزيان الحاج، الكاتبة والباحثة السياسية، إن نجيب ميقاتي رئيس الحكومة اللبنانية توجه إلى ولاية نيويورك الأمريكية، مشيرة إلى أن الهدف من هذه الزيارة هو التوجه لمجلس الأمن لكي يطالب بالإجراءات اللازمة التي يجب اتخاذها لحماية لبنان وعدم التصعيد كي لا يكون مصير لبنان نفس مصير قطاع غزة.

وأضافت خلال مداخلة عبر تطبيق «زوم» مذاعة على قناة «القاهرة الإخبارية»، أنه من المقرر أن يعقد مجلس الأمن جلسة طارئة اليوم، مشيرة إلى أن آمال الشعب اللبناني تتجه صوب أن يحمي ذلك المجلس لبنان من خطر الحرب مع إسرائيل.

قصف إسرائيلي مكثف يستهدف مناطق متفرقة في جنوب لبنان.. فيديو إليسا.. رسالة غضب ومطالبات سياسية لحماية لبنان

وأوضحت أن الدولة اللبنانية لم تصدر أي قرارات فيما يتعلق باستقبال النازحين من الجنوب اللبناني، مشيرة إلى أن الشعب اللبناني عمل بنفسه على تلك المسألة إذ سعى لاستقبال النازحين، ذاكرة أن الجنوب اللبناني شهد موجهة شديدة من النزوح بالأمس، متابعة أن بعض أفراد الشعب توجهوا للشوارع لمساعدة النازحين وتوفير أماكن سكنية لهم إن استطاعوا.

وأشارت إلى أن المدارس قامت كذلك باستقبال العديد من الطلاب النازحين من الجنوب اللبناني، مؤكدة أن الشعب اللبناني يتكاتف بشكل كبير لتخطي تلك الأزمة ومساعدة النازحين بكل الطرق الممكنة.

مقالات مشابهة

  • فنان لبناني يرفض النزوح من الجنوب ويكشف كذب الاحتلال الإسرائيلي حول إخفاء الأسلحة في المنازل
  • وزير الداخلية اللبناني: 150 ألف نازح تحركوا من الجنوب باتجاه بيروت
  • عن رحلة النزوح الطويلة.. لبنانيون يكشفون لـعربي21 بعضا من معاناتهم
  • عن رحلة النزوح الطويلة.. لبنانيين يكشفون لـعربي21 بعضا من معاناتهم
  • تعاطف واسع على المنصات مع آلاف النازحين من جنوب لبنان
  • باحثة سياسية: الجنوب اللبناني يشهد موجة شديدة من النزوح
  • حركة النزوح مستمرة.. ازدحام مروري وعجقة أمام المحطات
  • في صيدا على محطات الوقود والأفران... وأمن الدولة تتحرك
  • نزوح عائلات من الجنوب والبقاع الى بلدات عكارية