الجزيرة:
2024-11-22@11:17:42 GMT

عائلات فلسطينية في صيدا تفتح منازلها لنازحي الجنوب

تاريخ النشر: 26th, September 2024 GMT

عائلات فلسطينية في صيدا تفتح منازلها لنازحي الجنوب

صيدا – مع تفاقم أزمة النزوح نتيجة التصعيد العسكري الإسرائيلي والغارات الجوية، بادرت عائلات من اللاجئين الفلسطينيين في مدينة صيدا إلى استقبال عشرات اللبنانيين النازحين من مناطق المواجهة في الجنوب.

وفي منطقة سيروب المحاذية لمخيم عين الحلوة، خصّص فلسطينيون مركزًا لإيواء العائلات اللبنانية النازحة في مدرسة درب السيم الرسمية، ووفروا لهم الخدمات الأساسية كالمأوى والغذاء والمستلزمات الضرورية، بالإضافة إلى تسهيل الاتصالات اللازمة للاطمئنان على ذويهم وأقاربهم.

وتؤكد العائلات النازحة أن هذه المبادرة تمثل تعبيرًا حقيقيا عن العلاقات الإنسانية النبيلة والروابط الأخوية القوية بين الشعبين اللبناني والفلسطيني، اللذين يتشاركان وحدة المسار والمصير في مواجهة الحرب مع إسرائيل، بعد فتح جبهة الجنوب لدعم غزة.

وأوضح منسق لجنة "تجمع شباب سيروب" علاء الجابري أن التجمع وأهالي المنطقة من اللاجئين الفلسطينيين يقومون بدعم واستقبال النازحين القادمين من الجنوب في ظل الحرب الدائرة مع "العدو الصهيوني"، وأشار إلى أن المساعدات تُقدم وفق الإمكانيات المتاحة، مؤكدا أنهم "يعتبرون أنفسهم شعبا وجسدا واحدا".

وأعرب الجابري، في حديث للجزيرة نت، عن تقديره للدور الذي تلعبه المقاومة اللبنانية، مؤكدًا أنهم يقفون إلى جانب أهلهم بكل ما يستطيعون تقديمه بالتعاون مع اللجان الموجودة في المنطقة، ومن خلال العمل داخل مدرسة سيروب. وأضاف أن الجميع ملتزمون ببذل أقصى الجهود لتحقيق التوقعات المرجوة.

محمد، أحد الشبان المتطوعين في مركز الإيواء، يقول للجزيرة نت "نحن الفلسطينيين نعرف جيدًا معنى النزوح، ولذلك كان من واجبنا الإنساني أن نفتح أبوابنا لإخواننا اللبنانيين في هذه الظروف الصعبة". ويضيف أن هذا التعاون ليس بجديد، بل هو امتداد للتضامن المتبادل الذي يتجسد في الأزمات، حيث يصبح الجميع "يدًا واحدة في مواجهة العدو".

تضامن وطني

تجلس العائلات النازحة في الباحة الخارجية لمركز الإيواء هذا، ويمكنك ملاحظة القلق في عيونهم، لكن الإيمان يجمعهم. يتبادلون أطراف الحديث عن المقاومة والصمود والمعاناة. فهذه ليست المرة الأولى لهم في تجربة النزوح، لكنهم يبدون ثباتا وثقة بعودتهم إلى منازلهم وبلداتهم.

تقول اللبنانية فاطمة، إحدى النازحات من بلدة حولا الجنوبية، للجزيرة نت إن الحرب المستمرة منذ 11 شهرًا لم تكسر صمودهم أو إصرارهم على التحمل. وأوضحت أن الأوضاع تغيّرت عندما بدأت إسرائيل تستهدف المدنيين استهدافا مباشرا، مشيرة إلى أن الضربات امتدت إلى مناطق مثل تول والنبطية والكفور، لكنهم بقوا في منازلهم حتى اللحظة التي اقترب فيها القصف من دير الزهراني، مما أجبرهم على المغادرة فورا، دون أن يدركوا كيف تمكنوا من الفرار.

واستعادت فاطمة مشاهد اللحظات الصعبة التي رافقت رحلة نزوحهم المحفوفة بالمخاطر، ووصفت الدمار الكبير الذي حلّ بالمنطقة جراء استهداف المنازل السكنية وتصاعد الغبار والدخان. لكنها بدت ممتنة لتمكنهم من الهروب والانتقال مباشرة إلى منطقة سيروب- درب السيم.

وتشيد السيدة بالدعم الذي تلقاه النازحون في مدرسة درب السيم، حيث استقبلهم أهل المنطقة وإدارة المدرسة بحفاوة بالغة. وترى أن هذا الاستقبال "عكس روح الأخوة والمقاومة المشتركة بينهم"، وقالت "هؤلاء ليسوا مجرد متضامنين، بل إنهم مقاومون يقفون إلى جانبنا في محنتنا".

وأبدت تفاؤلها بعودة قريبة، مشيرة إلى أن "النصر بإذن الله قريب، ولن يطول غيابنا وسنعود إلى بيوتنا قريبًا". وأكدت أن صمودهم واستمرارهم في المقاومة "يعد جزءًا لا يتجزأ من الجهاد الذي يخوضه اللبنانيون جميعًا، سواء على الحدود أو في مراكز النزوح".

عائلات لبنانية نازحة في أحد مراكز الإيواء التي وفرها فلسطينيون في صيدا (الجزيرة) فتحوا منازلهم

وفي مشهد إنساني آخر، فتح عامر شريدي أبواب منزله ومنازل أقاربه لاستقبال عائلات نازحة من النبطية، التي طالتها الغارات الجوية الإسرائيلية بشكل كثيف. وقد توزعت الضربات بين الأحياء السكنية، مما أثار الخوف والرعب في قلوب أبنائها والنازحين إليها معًا.

وفي حديثه للجزيرة نت، قال شريدي "بوصفنا شعبا فلسطينيا من واجبنا استقبال أهلنا من الجنوب، كل ما يقومون به من تضحيات هو من أجل غزة وما يحدث فيها. كما يتضامنون معنا، فمن واجبنا أن نفتح لهم بيوتنا. وإن شاء الله يعود كل واحد إلى بيته، أهل الجنوب هم أهلنا، ونحن مستعدون لتلبية أي طلب أو مساعدة".

ورافقت الجزيرة نت الرجل إلى أحد المنازل التي استقبلت نازحين، حيث التقينا بهم واستمعنا إلى قصة نزوحهم الطويلة حتى وصولهم إلى مدينة صيدا.

وقال حسن رسلان "في بداية المواجهات الحدودية قبل 11 شهرًا، استقبلنا نازحين في منزلنا، كانت عندنا عائلتان من الطيبة، نزحتا أولا إلى النبطية حيث مكان إقامتنا. ولكن مع تصاعد الأوضاع وتدهورها، قررنا جميعًا النزوح نحو صيدا. وتوجهنا أولاً إلى منطقة جون وأقمنا في مدرسة هناك، حتى تواصل معنا شاب من صيدا عرض علينا شقة للإقامة مجانا".

وأضاف "جئنا جميعًا إلى هنا، حيث وجدنا الجميع متعاونًا، إذ فتح الشباب بيوتهم وساعدونا في تأمين كل احتياجاتنا. شكرا على التعاون الكبير الذي تقدمونه لنا".

وتأتي هذه المبادرة في سياق جهود فردية وجماعية مشابهة في مختلف المناطق اللبنانية، حيث توحّد الناس في مواجهة الحرب وتداعياتها، في مشهد يعكس كيف يمكن للتضامن الإنساني أن يتخطى الحدود السياسية والجغرافية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات للجزیرة نت

إقرأ أيضاً:

بعد مرور 1000 يوم.. ما حجم الخسائر التي تكبدتها أوكرانيا بسبب الحرب؟

يصادف اليوم مرور ألف يوم على الحرب الروسية في أوكرانيا، الذي يمثل أكبر صراع دموي في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. ومع استمرار المعارك، تتفاقم الخسائر البشرية والمادية في ظل مواجهة أوكرانيا تحديات غير مسبوقة منذ بداية الحرب عام 2022.

وتُقدر الأمم المتحدة أن أكثر من 11 ألفا و700 مدني قتلوا، في حين أصيب أكثر من 24 ألفا و600 آخرين منذ بداية الحرب. ومع ذلك، تشير التقارير إلى أن العدد الحقيقي قد يكون أعلى بكثير، خاصة في المناطق التي يصعب الوصول إليها مثل ماريوبول، المدينة التي تعرضت لدمار واسع وتخضع الآن لسيطرة القوات الروسية.

كما أعلنت السلطات الأوكرانية أن ما يقرب من 600 طفل فقدوا حياتهم بسبب الحرب. ورغم هذه الخسائر في صفوف المدنيين، فإن غالبية الضحايا هم من الجنود، بسبب طبيعة المعارك المباشرة التي تستخدم فيها الأسلحة الثقيلة والآليات المدرعة.

من جهتها، تشير تقديرات الدول الغربية إلى أن كلا الطرفين تكبد خسائر فادحة، حيث يُعتقد أن روسيا عانت من خسائر أكبر بسبب المعارك العنيفة في الشرق. ومع ذلك، تواجه أوكرانيا تحديا أكبر نتيجة انخفاض عدد سكانها مقارنة بروسيا. وتسببت الحرب في انخفاض عدد السكان بمقدار 10 ملايين شخص نتيجة الهجرة والنزوح الداخلي.

وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد أوضح في وقت سابق أن أكثر من 31 ألف جندي أوكراني قتلوا خلال المعارك مع الروس، دون تقديم تفاصيل إضافية عن الجرحى أو المفقودين.

ويحرص الجانبان على الاحتفاظ بسجلات خسائرهما العسكرية كأسرار تتعلق بالأمن القومي، وتتفاوت التقديرات العلنية التي تقدمها الدول الغربية بشكل كبير استنادا إلى حد كبير للتقارير الاستخباراتية. لكن معظم التقديرات تشير إلى وقوع مئات الآلاف من الجرحى والقتلى من كلا الجانبين.

وتسيطر روسيا حاليا على حوالي خُمس مساحة أوكرانيا، بما في ذلك مناطق إستراتيجية في الجنوب والشرق. أما القوات الأوكرانية، فتمكنت من شن هجوم مضاد هذا العام، وحققت اختراقات في مناطق روسية مثل كورسك، لكنها لم تستطع استعادة السيطرة على معظم الأراضي التي خسرتها.

الخسائر  الاقتصادية

وتعرض الاقتصاد الأوكراني لانكماش كبير، حيث تقلص بمقدار الثلث في عام 2022. وعلى الرغم من تحسن طفيف في العامين التاليين، ما زال الاقتصاد يمثل أقل من 80% من حجمه قبل الحرب.

وأظهرت التقييمات الأخيرة التي أجرتها جهات دولية، منها البنك الدولي والمفوضية الأوروبية والأمم المتحدة والحكومة الأوكرانية، أن الحرب في أوكرانيا خلفت أضرارا مباشرة بلغت قيمتها 152 مليار دولار حتى ديسمبر/كانون الأول 2023. وشملت هذه الأضرار بشكل خاص قطاعات حيوية مثل الإسكان والنقل والتجارة والصناعة والطاقة والزراعة.

وقدرت الحكومة الأوكرانية والبنك الدولي التكلفة الإجمالية لإعادة الإعمار والتعافي بحوالي 486 مليار دولار بنهاية العام الماضي، وهو مبلغ يعادل نحو 2.8 مرة من الناتج المحلي الإجمالي لأوكرانيا في عام 2023.

أما قطاع الطاقة في أوكرانيا، فقد تأثر بشكل خاص نتيجة الاستهداف المستمر للبنية التحتية من قبل روسيا عبر هجمات بعيدة المدى.

كما شهدت صادرات الحبوب، التي تعد من أهم مصادر الدخل لأوكرانيا، انخفاضا حادا في البداية قبل أن تتمكن كييف من التكيف مع الوضع واستعادة جزء من تدفقاتها التجارية عبر إيجاد طرق بديلة لتجاوز الحصار الروسي.

وفيما يتعلق بالإنفاق الحكومي، تخصص أوكرانيا معظم عائداتها لتمويل الدفاع، وتعتمد بشكل كبير على الدعم المالي من الدول الغربية لتغطية نفقات أخرى، مثل الرواتب العامة ومعاشات التقاعد والبرامج الاجتماعية. وتشير تقديرات برلمانية إلى أن الحرب تكلف البلاد نحو 140 مليون دولار يوميا.

ومن المتوقع أن تستحوذ ميزانية الدفاع على نحو 26% من الناتج المحلي الإجمالي في مسودة ميزانية 2025، وهو ما يعادل حوالي 2.2 تريليون هريفنيا (53.3 مليار دولار). كما تلقت أوكرانيا مساعدات مالية تجاوزت 100 مليار دولار من شركائها الغربيين منذ بداية الحرب.

ومع استمرار المعارك وغياب أي مؤشرات على نهاية قريبة للصراع، تدخل أوكرانيا مرحلة حرجة مع مرور ألف يوم على بدء الحرب، حيث تضع التحديات الاقتصادية والبشرية والعسكرية البلاد أمام اختبارات صعبة، رغم الدعم الدولي المتواصل لها.

مقالات مشابهة

  • وقف النار في الجنوب اللبناني وما بعد!
  • «درة»: «وين صرنا» فيلم يحكي قصة حقيقية لأسرة فلسطينية عاشت ظروف الحرب ونقلتها بصدق
  • فصائل فلسطينية تعقب على قرار الجنائية الدولية بحث نتنياهو وغالانت
  • مجلس الأمن الذي لم يُخلق مثله في البلاد!
  • "من سيناديني ماما الآن؟".. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة بعد غارة إسرائيلية على غزة
  • ميقاتي بذكرى الاستقلال: الجيش الذي يستعد لتعزيز حضوره في الجنوب يقدم التضحيات زودا عن ارض الوطن
  • المعارك مستمرة في الجنوب.. وغارات جديدة تطال صيدا
  • فصائل فلسطينية تدين الفيتو الأمريكي ضد وقف الحرب في غزة
  • أزمة الجوع تتفاقم بدولة الجنوب مع استمرار تدفق الفارين من الحرب في السودان
  • بعد مرور 1000 يوم.. ما حجم الخسائر التي تكبدتها أوكرانيا بسبب الحرب؟