عيد ميلادي الثالث والأربعون: تأملات قبل يوم خاص
تاريخ النشر: 26th, September 2024 GMT
بعد غد، 28 سبتمبر، سأحتفل بعيد ميلادي الثالث والأربعين. هذا اليوم ليس مجرد رقم يضاف إلى عمري، بل هو لحظة أتوقف فيها للتأمل في الرحلة التي قطعتها حتى الآن. السنوات تمر بسرعة، وفي كل عام أجد نفسي أكثر نضجًا وتفهمًا لما تعنيه الحياة حقًا.
بينما أقترب من هذا اليوم الخاص، أعود بذاكرتي إلى اللحظات التي شكلتني، وأفكر في التحديات التي واجهتها والإنجازات التي حققتها.
في هذا العام، أصبح لدي فهم أعمق لما تعنيه العلاقات، سواء مع العائلة أو الأصدقاء أو حتى الزملاء. إن القوة الحقيقية لا تأتي فقط من تحقيق الأهداف المهنية، بل من القدرة على بناء روابط قوية وداعمة مع من نحبهم ونشاركهم حياتنا. وأدرك الآن أكثر من أي وقت مضى أن السعادة تكمن في تلك اللحظات البسيطة والمشتركة.
مع اقتراب عيد ميلادي الثالث والأربعين، أجد نفسي متحمسًا لما يحمله المستقبل. الأربعينيات هي فترة مميزة تجمع بين الحكمة المكتسبة والشغف المستمر لتحقيق المزيد. هناك أحلام جديدة وأهداف أسعى لتحقيقها، وأنا على ثقة بأنني سأتمكن من تحقيقها بروح مليئة بالتفاؤل والطموح.
28 سبتمبر سيكون بداية فصل جديد في حياتي. إنه ليس مجرد احتفال، بل هو فرصة للتفكير في المسار الذي سأسلكه في السنوات القادمة. أعلم أن الحياة ستستمر في تقديم تحدياتها، لكنني مستعد لاستقبالها بكل ثقة وقوة، مستندًا إلى التجارب التي علمتني الكثير حتى الآن.
بينما أستعد لهذا اليوم الخاص، أدرك أن أهم ما يمكنني فعله هو الاستمرار في النمو والتعلم، وأن أظل ممتنًا لكل ما مررت به وكل من شاركني هذه الرحلة. الحياة ليست مجرد عدد السنوات التي نعيشها، بل هي كيف نعيش تلك السنوات. وأنا على يقين أن السنوات القادمة ستكون مليئة بالمزيد من التجارب التي ستثري حياتي وتضيف المزيد إلى هذه الرحلة الرائعة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: عيد ميلادي
إقرأ أيضاً:
ظواهر من الحياة
سؤال يدور في ذهني ويعصف بفكري: هل الزمن تغير أم البشر تغيروا؟ سأكتب في مقالي عن بعض الظواهر المعينة والمهمة، وسأتحدث أولًا عن «صلة الأرحام»: صلة الأرحام واجبة، لقوله تعالى في كتابه العزيز: ﴿لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ...﴾ «سورة البقرة: الآية 83».
صلة الرحم هي أقرب إليك في إهداء الكلمة الطيبة، وفي الإنفاق، وفي التصدق، وفي زيارة المريض، وفي نواحٍ كثيرة تستطيع أن تقوم بها، ولكن -للأسف- في هذا الوقت أصبحت قلوب البعض مشحونة بالحقد والحسد والغضب لأقرب الناس، وانقطعت الزيارات بحجة «الظروف»، أيُّ ظرفٍ هذا الذي تستسلم إليه؟ أيُّ ظرفٍ هذا يجعلك قاسي القلب على أخيك أو أختك أو حتى والديك؟
خصص لهم وقتًا واترك الزعل بعيدًا، فإذا كنت قد زعلت منهم لموقفٍ ما، أو سمعت خبرًا لست متأكدًا من صحته، فلا تجعل ذلك حاجزًا بينك وبينهم، امشِ بين الناس محبوبًا، وقدم الخير دائمًا، وواجبك تجاه أهلك أن تصلهم، وتجالسهم، وتشاركهم في أفراحهم وأحزانهم.
في السابق، كان الناس يهتمون بصلة الرحم، ويكثرون من الزيارات في كل وقت، ولم يكن هناك موعدٌ محددٌ لزيارة والديك، أو عمك، أو خالتك، أما الآن، فأصبحت الزيارات تتم بمواعيد مسبقة، وقلت اللقاءات بحجة «الظروف».
الظاهرة الثانية هي: العادات والتقاليد من ناحية «اللباس»، للأسف أشاهد تغيرًا كبيرًا بين عاداتنا وتقاليدنا سابقًا وبين وقتنا الحاضر، لباس الرجال هو الدشداشة العُمانية ذات اللون الأبيض الناصع، وغطاء الرأس هو الكمة أو المِصر، وهنا أتحدث عن أن البعض أصبح يواكب الموضة، ويا لها من موضة غريبة دخيلة سيطرت على عقول شبابنا، أنا شخصيًا أسميه «التقليد الأعمى»، حيث يرتدي كلا الجنسين، الولد والبنت، الملابس الضيقة، والألوان المخلوطة، والرسومات الغريبة، ناهيكم عن تسريحات الشعر.
ومن ناحية أخرى، نجد أن البعض يذهب لتأدية الصلاة بملابس النوم «البجامة»، كيف ذلك؟! لو أتينا وقارنا ذهابك إلى مناسبة مهمة، هل سترتدي هذا اللباس؟ لا، بالطبع ستلبس وتختار أجمل الثياب، وتضع أحلى العطور، للأسف الشديد، هذا هو حال البعض، كان اللباس أو الزي التقليدي مصدر فخر لنا، لا سيما في أيام المناسبات.
الظاهرة الثالثة: «جلوس الأبناء خلف الشاشات الإلكترونية لساعات طويلة»، لا رقيب ولا حسيب! وهذا واقع للأسف يجب الحد منه، والتنويه بخطورته، والانتباه والحذر الحذر، أكيد سمعت، عزيزي القارئ، عن أضرار هذه الظاهرة، وما يعاني منه أبناؤنا من مضار صحية واجتماعية -وخاصة الأطفال- تخيل طفلًا في عمر الأربع سنوات يمسك جوال أحد والديه بحجة أن يصمت ويلهو مع هذا الجهاز السام، بدلًا من صراخه وإزعاجه! أيهما أفضل: إزعاجه وصراخه أم انعزاله بعيدًا عنك، أيها المربي، حتى يصاب بعدة أمراض تفقده للأبد؟!
أطفالكم أمانة، كونوا معهم، وراقبوهم، كانت الأسرة في السابق تجتمع في مكان واحد في البيت، بحب وود وترابط أسري، يستمعون لبعضهم البعض، ويتشاركون أحزانهم وأفراحهم في قالب ممزوج بالتعاطف الأسري، كانوا يتشاركون الأكل في صحن واحد، أما وقت اللعب فكانوا يمارسون الألعاب الشعبية التي تتطلب الحركة والنشاط البدني، يا لها من أيام لن تعود، أما الآن، فقد حلَّت محلها الألعاب الإلكترونية، والجلوس لساعات طويلة أمام الشاشات، مما تسبب في أمراض العصر المزمنة، وقلة الحركة، واضطراب النوم، حتى ضعفت أجسادهم ومرضت.
وكثيرة هي الظواهر والسلوكيات التي يمارسها البشر في مختلف مجالات الحياة، ولكن يبقى الفكر والتطور هما ما يحددان للإنسان الصواب، ويجعلانه يبتعد عما يسمى بـ«التقليد الأعمى»، ويمارس متطلبات الحياة وفقًا للصواب، سعيًا نحو الأفضل والأحسن.