لن أنسى قصة الطفلة فاطمة التي تفجّر وجهها في لبنان
تاريخ النشر: 26th, September 2024 GMT
بحلول الوقت الحالي، وربما باستثناء عائلتها وأصدقائها، قد يكون العمر القصير والموت المروّع للطفلة فاطمة عبدالله جعفر، ذات العشرة أعوام، قد نُسي.
ولكن الظروف المرضية التي أحاطت بكيفية ومكان وسبب مقتل فاطمة تستحق أن تبقى في الذاكرة. يجب أن نتذكرها؛ لأنّ موتها المفاجئ والمشوه يُعد بمثابة رد صارخ على الاحتفاء المتزايد بما يسمى بـ"الطرق المبدعة" التي تبتكرها إسرائيل لاغتيال خصومها.
كما أن موتها يمثل نذيرًا لأعداد أخرى من الأبرياء الذين سيلقون حتفهم، في وقت يبدو فيه الشرق الأوسط مقدرًا أن يغرق في حرب أوسع. ففي غضون 48 ساعة فقط، قُتل 50 طفلًا في لبنان، كلهم ضحايا الغارات الإسرائيلية الأخيرة.
فاطمة وطفل آخر يبلغ من العمر 11 عامًا، بلال كنج، قُتلا خلال الموجة الأولى من الهجمات الإسرائيلية التي استهدفت مقاتلي حزب الله باستخدام أجهزة بيجر تحتوي على متفجرات انفجرت في تمام الساعة 3:30 بعد ظهر يوم 17 سبتمبر/أيلول في جميع أنحاء لبنان.
كانت فاطمة قد عادت للتوّ إلى المنزل بعد أول يوم من العام الدراسي الجديد. كانت في الصف الرابع. تتذكر عمتها كيف كانت فاطمة متحمسة لتعلم اللغة الإنجليزية.
قالت: "كانت فاطمة تحاول أخذ دورات في اللغة الإنجليزية". "كانت تحبّ الإنجليزية."
كانت فاطمة في المطبخ عندما بدأ جهاز بيجر، كان موضوعًا على طاولة، بإصدار صوت تنبيه. التقطت الجهاز، عازمة على تسليمه لوالدها. وفي الطريق، انفجر. تحول وجه فاطمة الطفولي الصغير فورًا إلى كتلة مشوهة. غمر الدم غرفة الطفلة المدرسية – شهادة مروعة على القوة المميتة لهذا القنبلة المرتجلة. في جنازتها التي أقيمت في وادي البقاع بلبنان، حمل زملاؤها صورة كبيرة لفاطمة. بينما كانت والدتها تمشي بجانب التابوت الصغير المغطى بالزهور وهي تبكي.
توقف المشيعون في ساحة البلدة قبل التوجه إلى مقبرة قريبة. هناك صلوا، وتضرع أحد الشيوخ الدينيين إلى الله طلبًا للعدالة.
لم يكن لموت فاطمة أي تأثير يُذكر على جموع الصحفيين الغربيين وما يسمى بـ "خبراء الأمن" الذين "أعجبوا بتعقيد" المؤامرة السرية التي خططت لها إسرائيل لاختراق حزب الله على هذا النطاق "الهائل". لم تؤكد إسرائيل أو تنفِ تورطها. ومع ذلك، يُعتقد على نطاق واسع أن أجهزة الأمن الإسرائيلية كانت مسؤولة عن تنظيم وتنفيذ هذه الهجمات. بالطبع، هذا ليس جديدًا. فالأطفال – سواء كانوا أيتامًا أو مصدومين أو مشوهين أو مقتولين في غزة أو الضفة الغربية المحتلة أو لبنان – يُعتبرون وقودًا يمكن التخلص منه، بينما تستمر إسرائيل في تنفيس "غضبها القاتل" دون رادع.
فاطمة وآلاف الأطفال في غزة والضفة الغربية ولبنان الذين قُتلوا وسيُقتلون باتوا مجرد هامش غير مريح في أذهان أولئك الذين يشجعون إسرائيل في الخارج. من بينهم، آرثر ويلسينسكي، السفير الكندي السابق والمسؤول الأمني الكبير، الذي سارع إلى منصة "إكس" (تويتر سابقًا) ليصف اللعبة الإسرائيلية القاسية التي أودت بحياة فاطمة عبد الله وبلال كنج بأنها "رائعة".
كتب ويلسينسكي: "استهداف حزب الله اليوم كان رائعًا. وجّه ضربة كبيرة ضد جماعة إرهابية أطلقت آلاف الصواريخ ضد المدنيين، في حين تقف مهمة الأمم المتحدة في لبنان بلا فائدة. هناك ثمن يجب دفعه". لكن وفاة فاطمة وبلال كجزء من هذا "الثمن" الذي كان على المدنيين اللبنانيين دفعه، لم تردع ويلسينسكي عن نشر صورة متحركة (GIF) على الفور بعد ساعات من بدء الانفجارات القاتلة.
وفي وقت لاحق، وبعد انتقادات شديدة من الكاتبة الفلسطينية الشهيرة مريم البرغوثي التي أشارت إلى أن الضحايا كانوا من الأطفال، ردّ ويلسينسكي بنشر صورة متحركة أخرى لرجل في فيلم يصفق بإعجاب. أثارت منشورات ويلسينسكي استنكارًا واسعًا، خاصةً أنه عُين مستشارًا خاصًا لمكافحة معاداة السامية في جامعة أوتاوا قبل شهور فقط.
وفي محاولة منه لتبرير منشوراته، ادعى ويلسينسكي أن الصورة المتحركة كانت "تصريحًا حول المحاولات المستمرة على مرّ القرون لقتل اليهود التي باءت بالفشل".
ولكن، سيدي، نشر صورة كرتونية للتعليق على المذابح التي تعرض لها اليهود على مر العصور هو إهانة لذكرى الملايين من الضحايا: أطفال وبالغين.
وفي النهاية، استقال ويلسينسكي من منصبه في 18 سبتمبر/أيلول، بعد أن أثارت منشوراته ضجة واسعة.
ومع ذلك، تبقى فاطمة وبلال مدفونين. لن يتخرجا، لن يتزوجا، ولن ينجبا أطفالًا.
وفاطمة لن تتعلم الإنجليزية أبدًا.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلاميةالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات کانت فاطمة
إقرأ أيضاً:
نشرة الحوادث| محاكمة هدير عبد الرازق .. صفع سوزي الأردنية .. قضية اجدة وزوجة عبد الله رشدي
نشر قسم الحوادث بموقع صدى البلد العديد من الأخبار المهمة خلال الساعات الماضية على رأسها صفع سوزي الأردنية ومحاكمة هدير عبد الرازق ومحاكمة قاتلة الطفلة سجدة وزوجة عبد الله رشدي
انتهاء فعاليات المؤتمر السنوي لجمعية النواب العموم العربتفاصيل محاكمة المتهمين بقـ.تل الطفلة "سجدة" بالسلامبعد حجز قضيتها للحكم.. حكاية هدير عبد الرازق صاحبة الفيديوهات المثيرةصفع سوزي الأردنية.. تفاصيل الاعتداء على صاحبة تريند الشارع اللي وراهتخفيف حكم سجن المتهمين في قضية بونات وزارة البترول لـ 3 سنواتقرار عاجل من جهات التحقيق ضد مدير كيان تعليمي وهميمحاكمة هدير عبد الرازق
جاء قرار محكمة القاهرة الاقتصادية، بحجز محاكمة البلوجر هدير عبد الرازق لاتهامها بنشر فيديهات خادشة للحياء، للحكم بجلسة 28 ديسمبر الجارى، لتكثر التساؤلات عن حكاية هدير عبد الرازق التي تثير الجدل دائمًا منذ أن بدأت مسيرتها على مواقع التواصل الاجتماعى عام 2018 وصولا إلى نشرها مقاطع فيديو بملابس داخلية مثيرة.. ونشر موقع صدى البلد الإخباري تقرير رصد فيه رحلة هدير عبد الرازق من ظهورها على السوشيال ميديا وصولا لمحاكمتها وحجز القضية للحكم..
هدير عبد الرازق.. بدأت مسيرتها كمؤثرة على السوشيال ميديا منذ عام 2018، واكتسبت شهرة واسعة بفضل محتواها المتنوع الذي يتناول الجمال والأزياء.. ومع ذلك، فإن الأزمات التي تواجهها تؤثر سلبًا على سمعتها، وتسريب الفيديوهات يجعلها تواجه انتقادات قاسية من المتابعين، ما ينعكس على عدد مشاهدات فيديوهاتها في المستقبل.
صفع سوزي الأردنية
تطور مفاجىء جعل اسم البلوجر سوزي الأردنية يتصدر محركات البحث ومواقع التواصل الاجتماعي.. بتعرضها للصفع على وجهها.
هذه الفتاة بدأت حكايتها بمشاجرة مع والدها عبر بث مباشر وانتهت بحكم محكمة جنايات مستأنف القاهرة بتأييد حبسها عامين ودخولها المستشفى مريضة وتحديد محكمة النقض جلسة 26 ديسمبر الجاري لنظر الطعن على حكم تأييد حبسها.
و نشر موقع صدى البلد القصة الكاملة لـ البلوجر سوزي الأردنية التي تلقت صفعات اليوم على وجهها وتم القبض على المتهمين.
تعرضت البلوجر سوزي الأردنية لموقف صعب كاد ان يكلفها عمرها بعدما تجمع حولها عدد من الشباب وبدءوا في الاعتداء عليها والتحرش بها في منطقة المطرية بالقاهرة، وتسبب الحادث في موجة من الاستياء على منصات التواصل الاجتماعي وظهرت سوزي توضح تفاصيل الاعتداء التي تعرضت له في منطقة المطرية، حيث تعرضت للضرب والتحرش من قبل مجموعة من الأشخاص، وتم تصوير مما أثار ردود فعل غاضبة من متابعيها والمجتمع بشكل عام.
وألقت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة القبض على المتهمين بصفع سوزي الأردنية في منطقة الأميرية أثناء التصوير معها.
قضية الطفلة سجدة
أجلت محكمة جنايات شمال القاهرة، المنعقدة في مجمع محاكم العباسية، محاكمة بائعة خضار لاتهامهما بقتل الطفلة سجدة وإلقاء جثمانها داخل شوال في منطقة النهضة للانتقام من والدتها لـ جلسة 24 ديسمبر الجاري، لحضور الطبيبة الشرعية.
وكشفت التحقيقات أن السيدة التي تعمل خادمة وتعتبر صديقة لوالدة الطفلة هي المتهمة الأولى في الجريمة، حيث أتت على فعلتها البشعة بدافع الانتقام من صديقتها نتيجة خلافات بينهما.
وأضافت التحقيقات أن المتهمة، بالتعاون مع المسن، تخلصا من جثة الطفلة بوضعها في خزان المياه الموجود أعلى سطح المبنى، وبعد عدة ساعات أخرجاها ووضعاها داخل جوال وألقياها أمام منزل أسرتها، كما أن المتهمة استدرجت الطفلة إلى منزل رجل مسن يبلغ من العمر 60 عامًا، حيث كانت تعمل سابقًا خادمة في منزله، وقد أبدى المسن إعجابه بالطفلة، الأمر الذي دفع المتهمة لاستدراجها إليه، ليعتدي عليها المسن جنسيًا، ثم عذبها حتى فارقت الحياة.
وفاة زوجة عبد الله رشدي
كشفت تقرير الطب الشرعى الذى تسلمته محكمة القاهرة الجديدة المنعقدة بالتجمع الخامس والتي قررت تأجيل أولى جلسات نظر قضية وفاة زوجة عبدالله رشدي بأحد المستشفيات الخاصة.
أكد التقرير أن ما قام به طبيب النسا والتوليد المشكو في حقه من إجراءات طبية وجراحية خلال عملية المنظار الرحمي، التي أجراها للمريضة المذكورة قد تمت في مجملها وفق الأصول الطبية الصحيحة المتعارف عليها، من حيث خطواته وزمن إجرائه ونوعية السائل المستخدم كعازل، ونجحت هذه الإجراءات بالمنظار في الاستئصال التام للورم الليفي بالرحم، والتكيس الالتهابي بعنق الرحم.
وأكد عدم وجود ما يثبت طبيا وجود علاقة سببية بين ما ألم بالمذكورة من نقص حاد بنسبة الأكسجين بالدم في نهاية عملية المنظار الرحمي، وما قام به طبيب النساء والتوليد المشكو في حقه من إجراءات خلال هذا المنظار الرحمي، كما أن ما حدث للمذكورة من مضاعفات صحية على النحو السالف بيانه بعد بضعة أيام من تاريخ استعادتها لوعيها بتاريخ 27 نوفمبر 2022، التي انتهت بوفاتها ليس له علاقة بما قام به طبيب النساء والتوليد من إجراءات خلال المنظار الرحمي كما سبق، ومن ثم لم يتبين ثمة أدلة فنية طبية تشير إلى وجود خطأ أو إهمال أو تقصير طبي، يمكن نسبته لطبيب النسا المشكو في حقه.