الجزيرة:
2025-04-25@04:39:52 GMT

لن أنسى قصة الطفلة فاطمة التي تفجّر وجهها في لبنان

تاريخ النشر: 26th, September 2024 GMT

لن أنسى قصة الطفلة فاطمة التي تفجّر وجهها في لبنان

بحلول الوقت الحالي، وربما باستثناء عائلتها وأصدقائها، قد يكون العمر القصير والموت المروّع للطفلة فاطمة عبدالله جعفر، ذات العشرة أعوام، قد نُسي.

ولكن الظروف المرضية التي أحاطت بكيفية ومكان وسبب مقتل فاطمة تستحق أن تبقى في الذاكرة. يجب أن نتذكرها؛ لأنّ موتها المفاجئ والمشوه يُعد بمثابة رد صارخ على الاحتفاء المتزايد بما يسمى بـ"الطرق المبدعة" التي تبتكرها إسرائيل لاغتيال خصومها.

كما أن موتها يمثل نذيرًا لأعداد أخرى من الأبرياء الذين سيلقون حتفهم، في وقت يبدو فيه الشرق الأوسط مقدرًا أن يغرق في حرب أوسع. ففي غضون 48 ساعة فقط، قُتل 50 طفلًا في لبنان، كلهم ضحايا الغارات الإسرائيلية الأخيرة.

فاطمة وطفل آخر يبلغ من العمر 11 عامًا، بلال كنج، قُتلا خلال الموجة الأولى من الهجمات الإسرائيلية التي استهدفت مقاتلي حزب الله باستخدام أجهزة بيجر تحتوي على متفجرات انفجرت في تمام الساعة 3:30 بعد ظهر يوم 17 سبتمبر/أيلول في جميع أنحاء لبنان.

كانت فاطمة قد عادت للتوّ إلى المنزل بعد أول يوم من العام الدراسي الجديد. كانت في الصف الرابع. تتذكر عمتها كيف كانت فاطمة متحمسة لتعلم اللغة الإنجليزية.

قالت: "كانت فاطمة تحاول أخذ دورات في اللغة الإنجليزية". "كانت تحبّ الإنجليزية."

كانت فاطمة في المطبخ عندما بدأ جهاز بيجر، كان موضوعًا على طاولة، بإصدار صوت تنبيه. التقطت الجهاز، عازمة على تسليمه لوالدها. وفي الطريق، انفجر. تحول وجه فاطمة الطفولي الصغير فورًا إلى كتلة مشوهة. غمر الدم غرفة الطفلة المدرسية – شهادة مروعة على القوة المميتة لهذا القنبلة المرتجلة. في جنازتها التي أقيمت في وادي البقاع بلبنان، حمل زملاؤها صورة كبيرة لفاطمة. بينما كانت والدتها تمشي بجانب التابوت الصغير المغطى بالزهور وهي تبكي.

توقف المشيعون في ساحة البلدة قبل التوجه إلى مقبرة قريبة. هناك صلوا، وتضرع أحد الشيوخ الدينيين إلى الله طلبًا للعدالة.

لم يكن لموت فاطمة أي تأثير يُذكر على جموع الصحفيين الغربيين وما يسمى بـ "خبراء الأمن" الذين "أعجبوا بتعقيد" المؤامرة السرية التي خططت لها إسرائيل لاختراق حزب الله على هذا النطاق "الهائل". لم تؤكد إسرائيل أو تنفِ تورطها. ومع ذلك، يُعتقد على نطاق واسع أن أجهزة الأمن الإسرائيلية كانت مسؤولة عن تنظيم وتنفيذ هذه الهجمات. بالطبع، هذا ليس جديدًا. فالأطفال – سواء كانوا أيتامًا أو مصدومين أو مشوهين أو مقتولين في غزة أو الضفة الغربية المحتلة أو لبنان – يُعتبرون وقودًا يمكن التخلص منه، بينما تستمر إسرائيل في تنفيس "غضبها القاتل" دون رادع.

فاطمة وآلاف الأطفال في غزة والضفة الغربية ولبنان الذين قُتلوا وسيُقتلون باتوا مجرد هامش غير مريح في أذهان أولئك الذين يشجعون إسرائيل في الخارج. من بينهم، آرثر ويلسينسكي، السفير الكندي السابق والمسؤول الأمني الكبير، الذي سارع إلى منصة "إكس" (تويتر سابقًا) ليصف اللعبة الإسرائيلية القاسية التي أودت بحياة فاطمة عبد الله وبلال كنج بأنها "رائعة".

كتب ويلسينسكي: "استهداف حزب الله اليوم كان رائعًا. وجّه ضربة كبيرة ضد جماعة إرهابية أطلقت آلاف الصواريخ ضد المدنيين، في حين تقف مهمة الأمم المتحدة في لبنان بلا فائدة. هناك ثمن يجب دفعه". لكن وفاة فاطمة وبلال كجزء من هذا "الثمن" الذي كان على المدنيين اللبنانيين دفعه، لم تردع ويلسينسكي عن نشر صورة متحركة (GIF) على الفور بعد ساعات من بدء الانفجارات القاتلة.

وفي وقت لاحق، وبعد انتقادات شديدة من الكاتبة الفلسطينية الشهيرة مريم البرغوثي التي أشارت إلى أن الضحايا كانوا من الأطفال، ردّ ويلسينسكي بنشر صورة متحركة أخرى لرجل في فيلم يصفق بإعجاب. أثارت منشورات ويلسينسكي استنكارًا واسعًا، خاصةً أنه عُين مستشارًا خاصًا لمكافحة معاداة السامية في جامعة أوتاوا قبل شهور فقط.

وفي محاولة منه لتبرير منشوراته، ادعى ويلسينسكي أن الصورة المتحركة كانت "تصريحًا حول المحاولات المستمرة على مرّ القرون لقتل اليهود التي باءت بالفشل".

ولكن، سيدي، نشر صورة كرتونية للتعليق على المذابح التي تعرض لها اليهود على مر العصور هو إهانة لذكرى الملايين من الضحايا: أطفال وبالغين.

وفي النهاية، استقال ويلسينسكي من منصبه في 18 سبتمبر/أيلول، بعد أن أثارت منشوراته ضجة واسعة.

ومع ذلك، تبقى فاطمة وبلال مدفونين. لن يتخرجا، لن يتزوجا، ولن ينجبا أطفالًا.

وفاطمة لن تتعلم الإنجليزية أبدًا.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات کانت فاطمة

إقرأ أيضاً:

غرب كردفان.. الأضرار التي لحقت بالمشروعات والبنى التحتية

ترأس والي غرب كردفان اللواء ركن محمد آدم جايد بمكتبه في مدينة النهود، العاصمة الإدارية للولاية، اجتماعًا موسعًا لمجلس الحكومة لمناقشة عدد من القضايا المحورية التي تتعلق بإعادة الإعمار والتنمية وعدد من القضايا ذات الصلة.وفي تصريح لـ(سونا) أوضح وزير التربية المكلف والمتحدث باسم حكومة الولاية الأستاذ أحمد رحمة الله الإمام، أن الاجتماع تناول تقريرًا شاملاً قدمه رئيس اللجنة العليا لإعادة إعمار ما دمرته الحرب المهندس محمود إسماعيل، الذي استعرض الأضرار التي لحقت بالمشروعات والبنى التحتية في المناطق المتضررة، مشيرًا إلى الخطط المقدمة من بعض الوزارات والمحليات في إطار إعادة الإعمار.وأضاف أن المجتمعين توصلوا إلى توافق حول أهمية استكمال المشروعات التنموية، مع تركيز الجهود على إعادة إعمار المناطق الأكثر تضررًا من الحرب، بما يسهم في استقرار المنطقة.وكشف سعادته عن عرض وزير الإنتاج والموارد الاقتصادية بالولاية خطة شاملة استعدادًا للموسم الزراعي المقبل، التي تشمل تعزيز الإنتاج الزراعي وتوسيع المساحات المزروعة. وأوضح أن الوالي وجّه بتخصيص جلسة منفصلة لمناقشة تفاصيل الخطة وضمان تنفيذها بنجاح.وأشار رحمة الله الإمام إلى أن الاجتماع استعرض أيضًا تقريرًا منفصلًا قدمه المدير المناوب لوزارة البنى التحتية المهندس معشي لازم، عرض من خلاله التحسينات التي شهدتها مدينة النهود في مجال المياه، مشيرًا إلى المشاريع التي تحققت بفضل دعم لجنة إسناد المياه وحكومة الولاية، إضافة إلى مشاريع مماثلة في بعض محليات الولاية.وفيما يخص القضايا القانونية، أكد رحمة الله الإمام أن المدير التنفيذي لمحلية ودبندا تناول خلال مداولات الاجتماع موضوع مناقشة قانون الحكم المحلي للعام 2017، وتم الاتفاق على عقد جلسة إضافية لمواصلة مناقشة تداعياته في وقت لاحق .وفي ختام حديثه حيا المتحدث باسم حكومة الولاية الانتصارات التي حققتها القوات المسلحة والقوات المساندة لها في معركة الكرامة، وأعرب عن تطلعه إلى تحرير كامل ولاية غرب كردفان من دنس مليشيا الدعم السريع الإرهابية.سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • غرب كردفان.. الأضرار التي لحقت بالمشروعات والبنى التحتية
  • مدير تعليم الجزيرة يقف على سير امتحان أعمال الورش العملي بمدني
  • خبيرة خرائط: خريطة إسرائيل لـ طابا كانت مزورة والنقطة 91 كشفت الحقيقة
  • مختار نوح: الإخوان كانت تسعى لتسليم الأردن إلى إسرائيل
  • منذ بداية وقف إطلاق النار مع لبنان.. إسرائيل تُعلن حصيلة اغتيالاتها لعناصر حزب الله (فيديو)
  • دعاء الأم على أبنائها.. هل يستجاب حتى ولو كانت ظالمة ؟
  • مواطن يستعرض إمكانيات سيارته التي لا تتجاوز قيمتها 10 آلاف ريال .. فيديو
  • هكذا علقت إسرائيل على الغارات الأميركية التي تشنها على اليمن 
  • وزير الاقتصاد والصناعة يصدر قراراً بتشكيل ثلاث إدارات عامة ضمن الوزارة بدل الوزارات التي كانت قائمة قبل الدمج
  • مصر تكثف الجهود لإنهاء احتلال إسرائيل لمواقع بجنوب لبنان