بغداد اليوم - متابعة

هاجم الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، اليوم الخميس (26 أيلول 2024)، الكيان الصهيوني وحماته، واصفا إياهم بأكبر الإرهابيين في العالم.

وقال بزشكيان في حديث للتلفزيون الإيراني بعد وصوله إلى العاصمة طهران قادماً من نيويورك عقب انتهاء مشاركته في الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن "الكيان الصهيوني وداعموه هم أكبر الإرهابيين ويقومون من خلال قدراتهم بالقضاء على الأبرياء"، مضيفاً "الصهاينة وحماتهم وفي ظل الانقسام بين المسلمين يرتكبون الجرائم بكل وقاحة".

وتابع: "الاعتداءات على لبنان تثبت ان رئيس الكيان بنيامين نتنياهو لا ينوي وقف جرائمه ويسعى لتوسيع الصراع في المنطقة".

وفي شمال إسرائيل وجنوب لبنان، حيث تتصاعد أصوات الصواريخ وتشتعل السماء بوميض الانفجارات، تقف المنطقة على حافة الهاوية التي يحذر منها العالم القلق من حرب شاملة ومكلفة.

وبينما يسعى كل طرف إلى فرض قوته وموقفه، تطرح التساؤلات حول ما إذا كانت هذه المواجهة ستقود إلى حرب شاملة أم إلى حل دبلوماسي ينهي عقودا من الصراع والتوتر.

وشنت إسرائيل ضربات جوية على أهداف لحزب الله الاثنين الماضي، أسفرت عن استشهاد مئات الأشخاص، وفقا للسلطات اللبنانية.

لكن هذه الضربات قد تقود إلى رد من حزب الله، الذي يمتلك ما يقدر بـ 150 ألف صاروخ، حيث أطلق فعليا مئات الصواريخ باتجاه شمال إسرائيل.

وصواريخ حزب الله تتنوع بين قصيرة وطويلة المدى، وتملتك قدرات تمكنها من تحقيق استهداف دقيق للمناطق العسكرية والمدنية على حد سواء.

في هذا السياق المتوتر، علقت قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة دورياتها في جنوب لبنان، معتبرة أن الوضع أصبح خطيرا جدا بسبب حجم تبادل إطلاق النار.

وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن "قلقه العميق" إزاء تصاعد العنف، داعيا إلى تهدئة الأوضاع والبحث عن حلول دبلوماسية.

ويشير التاريخ إلى أن حزب الله، حتى بعد تلقيه ضربات كبيرة، قادر على إعادة بناء نفسه والعودة بقوة أكبر. من جهة أخرى، يبدو أن إسرائيل لن تتردد في مواصلة عملياتها العسكرية إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق سياسي ينهي تهديدات الحزب.

ويبقى المستقبل غامضا، والتوتر في المنطقة مرشح للزيادة، وبينما يحاول المجتمع الدولي البحث عن حل، يظل الطرفان في موقف صعب حيث لا يبدو أن أيا منهما مستعد للتنازل. وما لم يتم التوصل إلى حل سياسي يرضي جميع الأطراف، فإن شبح الحرب سيظل يلوح في الأفق.

المصدر: وكالات

المصدر: وكالة بغداد اليوم

إقرأ أيضاً:

إسرائيل: من كامب ديفيد إلى وإنا فوقهم قاهرون (2-2)

أمريكا هي كلمة السر

أمام هذا المشهد المؤذي المؤلم لكل عربي ومسلم حرّ، قد نستدعي فكرة الدور الأمريكي، وأنه كلمة السر، وأن إسرائيل مجرد أداة تنفيذية، والأدلة كثيرة، ومنها ما كان بُعيد التصريحات الإسرائيلية المعادية لتركيا ودورها في سوريا، كيف أن ترامب كبح جماح نتنياهو ورسم له حدود التعامل مع الأتراك، وانصاع الأخير إلى رغبات ترامب، وقد نرى في قادم الأيام والأسابيع شكلا مختلفا لإدارة الملف بين إسرائيل وتركيا.

هذا صحيح، بل حتى وقف إطلاق النار الذي انقلبت عليه إسرائيل، أشرفت عليه الولايات المتحدة، وهي التي تقرر موعد وقف الحرب في حقيقة الحال.

ومع ذلك، فإن إسرائيل هي ذراع أو موظف له "طبيعة خاصة" في المؤسسة الأمريكية؛ فهي تشبه ذلك النوع الذي نعرفه من الموظفين النشطين في مؤسسة ما، الذي يمتاز بالمبادرة والنشاط، والحركة المستمرة، لخدمة مصالحه الشخصية، وتقديم خدمات وإنجازات لإدارة المؤسسة أو الشركة. وتعطيه إدارة الشركة صلاحيات ونفوذ يتقن استخدامه، ولا تتخذ ضده أي إجراء عقابي في حال ارتكب خطأ ما، بل تتغاضى عن أخطائه حتى لو كررها!

استحضار العامل الأمريكي، وهو فاعل ومركزي بلا ريب، لا يغير في حقيقة الصورة في المنطقة، لا سيما أنه لا يوجد أي نوع من الكوابح مقابل صلف وغطرسة واستكبار إسرائيل، فما الذي يمنعها من استحضار "النموذج الفرعوني" وسعيها للهيمنة المطلقة على المنطقة؟
هكذا يبدو المشهد، مع أن ترامب يحرص دوما على تذكير نتنياهو والعالم أنه "المدير" وصاحب القرار، ولكنه يعطيه ما لا يعطي أحدا من الدعم السخي (مع أن ترامب يوصف بالبخل والشح).

ولذا، فإن استحضار العامل الأمريكي، وهو فاعل ومركزي بلا ريب، لا يغير في حقيقة الصورة في المنطقة، لا سيما أنه لا يوجد أي نوع من الكوابح مقابل صلف وغطرسة واستكبار إسرائيل، فما الذي يمنعها من استحضار "النموذج الفرعوني" وسعيها للهيمنة المطلقة على المنطقة؟

الليكود العربي!

كنت ومجايليّ من الرافضين لما كان يسمى "عملية السلام في الشرق الأوسط" نحذّر من الوقوع في فخ التصريحات والكلام المعسول من شمعون بيريز أو يوسي بيلين، وأن الأفاعي ناعمة الملمس ولكن في أنيابها العطب، وأنه لا يوجد "معسكر سلام" في إسرائيل كما يروّج بعض العرب اللاهثين خلف التطبيع. ولا أنكر أنه راودتنا رغبة أن يصعد اليمين إلى سدة الحكم في إسرائيل، كي يرى العرب وجهها الحقيقي بعيدا عن مساحيق التجميل التي يضعها حزب العمل وحلفائه.

وقد جاءتنا الصدمة الأولى، إبان تولي شارون مقاليد الحكم وما اقترن بتلك الفترة من تصعيد وعدوان، فقد بقي الحال العربي على هوانه وعجزه وخطابه الاستجدائي تجاه الكيان. وحين تولت أكثر الحكومات تطرفا ويمينية وعنصرية قيادة المؤسسة الإسرائيلية، صعقنا بخطاب وتوجهات عربية، لم نشاهدها حتى أيام رابين وبيريز.

فإذا كانت إسرائيل تعتبر حماس وسائر حركات المقاومة الفلسطينية أذرعا إيرانية، وأن المشكلة هي "محور إيران" لا الاحتلال المتواصل منذ عقود، بناء على عدم اعترافها بوجود الشعب الفلسطيني في مخيالها السياسي، وسلوكها وخططها، وصولا إلى ما قاله غالانت عن أهل غزة بأنهم "حيوانات بشرية"، فإن هذا متوقع من عدو نهجه الاقتلاع والإحلال والسطو والعدوان والعنصرية المتأصلة، أما أن يتبنى عرب من طبقات سياسية وثقافية ودينية هذه الرؤية فتلك من عجائب الكون؛ فنحن نرى هذا الخطاب طافيا على السطح بكل وقاحة، ويرى أن علاقة حماس مع إيران تستدعي عدم الشفقة لما يجري في غزة، باعتبار إيران عدوا مشتركا للعرب وإسرائيل، وأي حليف عربي لإيران هو بالتالي عدو للعرب.

ولست بصدد الدخول في نقاش حول العدو الأخطر، بافتراض اعتبار إيران عدوّا، بقدر الجهل أو التجهيل بأن اغتصاب فلسطين كان في 1948 والثورة الإيرانية كانت في 1979.

يرافق ذلك التباكي على الشعب السوري ودور إيران في دعم النظام، ومع أن حماس توترت علاقتها بإيران بسبب رفضها لهذا الموقف، وخرجت من سوريا وخسرت لفترة كثيرا من الدعم الإيراني، ولكن أولئك القوم يواصلون اتهاماتهم التي تتوسل تبرير الخنوع والعجز بل احتضان الرواية الإسرائيلية، ويتناسون أن النظام العربي الرسمي قبل أسابيع من سقوط نظام الأسد كان قد قطع خطوات لإعادة تأهيله من جديد!

هذا إضافة إلى استدعاء تهييجي للخلاف السني- الشيعي بطريقة مقززة مستفزة، واتهام حماس بأنها حركة "شيعية"! وصولا إلى اعتبار "طوفان الأقصى" سببا لا نتيجة للاحتلال والاستيطان والتهويد، وتحميل حماس مسئولية المقتلة في غزة، وتبرئة مبطنة بل صريحة لإسرائيل.

وقبل عقدين ما كنت أحسب أنني سأكتب توضيحا لما يفترض أنه بديهي لا نقاش فيه، بل اضطررنا بسبب بعض هؤلاء إلى تقديم الأدلة على أن المسجد الأقصى المذكور في مطلع سورة الإسراء الكريمة مكانه مدينة القدس في فلسطين، وليس في مكان آخر كما تجرأ بعضهم على القول!

طبيعة قوانين الحياة والكون ترفض هذه المعادلة، ولا يمكن لإسرائيل الاستمرار وفق هذه العقلية الاستعلائية في المنطقة، وهي أصلا جسم غريب زرع فيها عنوة نتاج ظروف وحروب كونية وعوامل لا مجال لشرحها
هناك نشطاء يسمون هذا التيار، وهو ليس منفصلا عن منظومة رسمية، بـ"الليكود العربي"، وإذا كنت أستوعب وجود "حزب العمل أو المعراخ أو ميرتس" عربيا في يوم ما، فإن وجود "ليكود" في المجال العربي، ربما كان أشبه بخرافات أو حالة تشاؤمية لا داعي لها قبل سنوات ولكن هذا هو الحال.

وإن الليكود العربي هو أحد أهم أسباب الحالة التي وصل إليها العلو والاستكبار الإسرائيلي الذي نراه، وهو ما زاد إسرائيل جرأة واندفاعا نحو تطبيق خططها وممارسة هواياتها المريضة بقتل الأطفال والنساء وهدم المباني والمنشآت وقصف المشافي والعيادات. فالليكود العربي حقيقة لا يقل خطرا عن الليكود الإسرائيلي، بل هو أخطر من حصان طروادة في المجال العربي.

وضع إسرائيلي يتعارض مع الطموح المجنون

ومع كل السوداوية الظاهرة فيما نرى، فإن إسرائيل في وضع داخلي لا يتلاءم مع طموحها المجنون لصهينة المنطقة، ونتنياهو الذي يبدو مطبقا لأفكار جابوتنسكي لا يحكم الجيل الطليعي من المستوطنين الصهاينة حاليا.

وتعاني إسرائيل من خلافات وانقسامات، ومشكلة في التجنيد، وجدلا حول مؤسسات القضاء، وتكاد تتحول إلى دولة أشبه بالدول الحاكمة في المنظومة العالمثالثية. بل هناك جيل إسرائيلي ولد وترعرع وجيل كبر واكتهل، لا يعرف سوى نتنياهو رئيسا للوزراء، وهو يسعى بكل قوة إلى الهيمنة على كل المؤسسات الإسرائيلية، التي بنيت بمحاكاة لنظيراتها في الغرب، بمعيار مهني صارم، وتداول منضبط سلس للقادة والمسئولين.

ولا يمكن لبضعة ملايين مستوطن يهودي إسرائيلي استعباد 400 مليون عربي وحوالي 200 مليون إيراني وتركي، حتى مع الدعم الأمريكي المطلق، ووجود الليكود العربي. فطبيعة قوانين الحياة والكون ترفض هذه المعادلة، ولا يمكن لإسرائيل الاستمرار وفق هذه العقلية الاستعلائية في المنطقة، وهي أصلا جسم غريب زرع فيها عنوة نتاج ظروف وحروب كونية وعوامل لا مجال لشرحها.

لا أقول هذا من باب التفاؤل في وضع حرج؛ ولكن من التأمل في قوانين الكون والتاريخ، وقد ثبت في تاريخ الأمة منذ عهد النبوة حتى الآن أن أي "صائل" لن يتمكن من الأمة ويخرج له من يدفعه ويجعله أثرا بعد عين.. والأيام بيننا.

مقالات مشابهة

  • بكري: غزة تمتلك أكبر حقول الغاز في المنطقة والاحتلال يسيطر عليها
  • الغاز الروسي.. أكبر احتياطي في العالم
  • أكبر صندوق ثروة سيادية في العالم يُعلن عن خسارة 40 مليار دولار في الربع الأول
  • منذ بداية وقف إطلاق النار مع لبنان.. إسرائيل تُعلن حصيلة اغتيالاتها لعناصر حزب الله (فيديو)
  • إسرائيل: من كامب ديفيد إلى وإنا فوقهم قاهرون (2-2)
  • أكبر معرض للسيارات في العالم ينطلق في مدينة شنغهاي الصينية
  • مصر تكثف الجهود لإنهاء احتلال إسرائيل لمواقع بجنوب لبنان
  • أكبر اليخوت في العالم “ليدي مورا” في سواحل المضيق
  • هل يجوز الصلاة فور سماع الله أكبر دون انتظار انتهاء الأذان؟
  • أصبحت رمزا للصمود.. أكبر بطريقة في العالم تحتفل بعيد ميلادها الـ37 بكعكة شهية! (صور)