"تذكير: طاطا مدينة مغربية" بهذه الجُملة عبّر جمهور نادي الجيش الملكي لكرة القدم، أمس الأربعاء، خلال مباراة الفريق أمام النادي المكناسي، عن التضامن مع كافة ضحايا الفيضانات والسيول الجارفة التي تُقاومها مدينة طاطا (جنوب المغرب)، والنواحي، منذ أيام.

الرسالة التي حملتها الجماهير العسكرية، على أرضية الملعب البلدي بمدينة القنيطرة (غرب المغرب)، جابت مُختلف مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تداولها عدد متسارع من المغاربة، المُعربين عن تضامنهم مع طاطا.



وفي السياق نفسه، استنكرت جُل الحسابات المُتفاعلة مع رسالة الجيش الملكي، لما وصفوه بـ"الإهمال الذي طال المدينة المغربية، على الرغم من المأساة الكبيرة التي تُكابدها، لأسابيع، ورغم ارتفاع عدد الضحايا"؛ فيما أشار البعض بالقول: "لماذا تم التفاعل السّريع مع الضحايا في الزلزال، وتم إهمال الضحايا في الفيضانات، طاطا كذلك مدينة مغربية".



وكانت "عربي21" قد رصدت، قبل أيام، عدّة منشورات وتغريدات متسارعة، على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، في المغرب، تتفاعل مع أحداث طاطا، عبر جُملة من الصور ومقاطع الفيديو، التي تكشف الوضع السيئ الذي تعيشه المنطقة، والخطورة التي تلاحق سكّانها؛ وذلك من خلال استخدام وسم: "أنقذوا طاطا".

إلى ذلك، تواصلت "عربي21" مع عدد من سكّان المدينة المغربية، ممّن تحدّثوا عن ما يعيشونه من مأساة؛ بين متأمّل لإيجاد مفقود له في الفيضانات، على قيد الحياة، وبين من يشتكي فقدان كافة ممتلكاته، وتهدّم منزله، ناهيك عن مشاكل مُرتبطة بالعزلة وانقطاع الماء والكهرباء.

وفي حديثهم لـ"عربي21"، اشتكى عدد من سكّان طاطا، من "قلّة المساعدات المتحصّل عليها" فيما يصف آخرين التعّاطي مع "الكارثة الطبيعية التي يقاومونها"، بـ"الإهمال، أو التهاون في إيجاد حلول سريعة وناجعة تقيهم المخاطر المُتصاعدة، التي لا تزال تهددهم".




وعلى الرغم من إعلان مُسبق من وزارة الداخلية، للمواطنين، بكافة أقاليم المملكة المعنية بالاضطرابات الجوية، موضوع النشرات الإنذارية الصادرة عن المديرية العامة للأرصاد الجوية، بتوخّي الحيطة والحذر، خاصة المتواجدين محاذاة المجاري المائية والشعاب، إلا أنّه بحسب أحاديث الساكنة لـ"عربي21" النّاس لم تعرف ما الذي يتوجّب عليها القيام به للحفاظ على سلامتها.

وكانت وزارة الداخلية، عبر بلاغ، أهابت للمواطنين بـ"عدم المغامرة بالمرور بالمقاطع القابلة للغمر أثناء ارتفاع منسوب الأودية، واتخاذ الاحتياطات اللازمة لتفادي كل خطر سواء على النفس أو على الغير، وتجنب المجازفة بتصرفات غير محسوبة العواقب، والتجاوب الإيجابي مع توجيهات وتعليمات السلطات العمومية وفرق التدخل، قصد ضمان سلامتهم".

وقال عدد من سكان طاطا، في أحاديث هاتفية، مع "عربي21" إن: "منسوب الخوف لدى سكان المنطقة، مرتفع جدا، لكن ما الذي بإمكانهم فعله؟، جرّاء العزلة التي يعيشونها، إذ أن الطرق للقرى الآمنة، مقطوعة، ومن يغامر بالركوب في وسائل النقل، يُصبح مصيره شبيها بالحافلة التي جرفتها السيول".


وأكد المتحدثين لـ"عربي21": "وحدها السلطات المختصة من بإمكانها معرفة طرق الحفاظ على السلامة، وإجلاء السكان، للحفاظ على حياتهم، ولكن الأمور بطيئة جدا".

ومنذ مطلع الشهر الجاري، تعيش عدد من المناطق المغربية، في الجنوب الشرقي، على إيقاع لحظات توصف بـ"المهولة والعصيبة" حيث اجتاحتها السيول الجارفة، وشهدت أمطارا رعدية قويّة، خلّفت 18 قتيلا، كما تسبّبت في انهيار عدد من المنازل، وتشقّق في أخرى، ناهيك عن جُملة من الخسائر المادية.

وتأتي هذه الفيضانات، عقب عام من الزلزال العنيف الذي هزّ المناطق ذاتها؛ وفي آب/ أغسطس الماضي، ضربت فيضانات وسيول عددا من المناطق المغربية، في مدينة ورزازات (جنوب) بعدما تسبّبت التساقطات المطرية الغزيرة في حدوث سيول قويّة، خلّفت جُملة خسائر، تصفها السّاكنة بـ"المهولة بين المادّي والبشري".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية طاطا الجيش الملكي المغرب المغرب الجيش الملكي طاطا المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة عدد من

إقرأ أيضاً:

«التواصل الاجتماعي مخاطر وضوابط وأحكام» ندوة لخريجي الأزهر بالغربية

شاركت المنظمة العالمية لخريجي الأزهر الشريف فرع الغربية، في فعاليات المحاضرة الثانية من سلسلة المحاضرات التثقيفية التي يتم تنفيذها بالتعاون مع الجمعية الشرعية بالمحلة، بإشراف فضيلة الدكتور سيف رجب قزامل رئيس فرع المنظمة بالغربية والعميد الأسبق لكلية الشريعة والقانون بطنطا وعضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وفضيلة الدكتور محمود عثمان نائب رئيس فرع المنظمة بالغربية، والعميد الأسبق لكلية الشريعة والقانون بطنطا، والدكتور حاتم عبدالرحمن رئيس الجمعية الشريعة والأستاذ بجامعة الملك عبدالعزيز بالسعودية، وذلك بالقاعة الرئيسية بمركز القدس الطبي بالمحلة.

وقدم اللقاء الدكتور أحمد العطفي أستاذ الحديث بجامعة الأزهر، وحاضر بالندوة الأستاذ الدكتور ياسر الفقي أستاذ الفقه بكلية التربية بجامعة الأزهر الشريف

وأشار إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي الاتصال بين البشر، ووفّرت فرص التعليم والعمل عن بعد، لكنها أيضًا سيطرت على البشر وهزت كيان الأسر ، وساعدت على تصدّر التفهات، وغياب الهوية وانحراف الفكر والعقيدة، وانتشار الأمراض النفسية والعصبية، فبات من واجب أرباب الأسر أن يستعيدوا دورهم التربوي، ويعيدوا الدفء والمودة إلى البيوت فالأسرة هي البنيان الأساسي للمجتمع، وتحظى بالمكانة العالية في الإسلام، وحرص الإسلام على تعزيز العلاقة الزوجية وتوفير المودة والرحمة بين الزوجين، قال تعالى: ﴿‌وَمِنْ ‌آيَاتِهِ ‌أَنْ ‌خَلَقَ ‌لَكُمْ ‌مِنْ ‌أَنْفُسِكُمْ ‌أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾

وأضاف أن التواصل بين البشر غاية منشودة، لتحقيق إعمار الأرض وتعزيز التعارف بين البشر، واكتساب المعرفة، وتبادل الخبرات والمعلومات: ﴿يَا أَيُّهَا ‌النَّاسُ ‌إِنَّا ‌خَلَقْنَاكُمْ ‌مِنْ ‌ذَكَرٍ ‌وَأُنْثَى ‌وَجَعَلْنَاكُمْ ‌شُعُوبًا ‌وَقَبَائِلَ ‌لِتَعَارَفُوا﴾ وتوسعت آفاق الاتصال بين البشر، وظهرت مواقع للتواصل الاجتماعي مع بداية القرن الحادي والعشرين، و عجزت عن التوحد حول هدف يجمعهم إلا أن استخدام هذه الشبكات والتفاعل عليها كان شيئًا توحدوا حوله من الشرق إلى الغرب، وكان له أثرٌ كبير على البشريةِ، وجزءًا من حياتنا،

واستطاع البعض الصمود دون أن تنالَ من عقيدته وثوابته، لكن آخرين جرفتهم الرياح في طريقها وبدلت أحوالهم، ولا يمكن إنكار أن بعضًا من آثار وسائل التواصل كانت بمثابة خير ومنافع وتحقيق التواصل الثقافي والفكري والسياسي بين الأفراد من شتى البقاع، وتوجيه الرأي العام العالمي تجاه الكثير من القضايا الدولية التي كانت غائبة أو مُغيبة قسرًا عن الإعلام لعقود وأبرزها القضية الفلسطينية.

وشبكات التواصل الاجتماعي تهدد بنيان الأسرة  وتستهلك الجزء الأكبر من وقت كل فرد في الأسرة، وتؤدى الي ارتفاع نسب الطلاق والإدمان وتفكك الأسر والشعور بعدم الاكتفاء الزوجي الأمر الذي قد يزيد وتيرة المشاكل الزوجية ويرفع من احتمالات الطلاق بالاضافة الى تحوله أحياناً الي هدم القيم الإجتماعية والهوية وو سيلة للإبتزاز والإنحرفات السلوكية في ظل صمت أسري كارثي وغياب الحوار بين أفراد الأسرة، والعنف وغياب الوازع الديني والأخلاقي لدى الأبناء، وفقدان الهوية الثقافية والدينية، وهذا يؤدي إلى ضعف الهوية الثقافية والاندماج الضعيف في المجتمع و تشويش الرؤية والتفكير النقدي، ما يجعل من الصعب على الأشخاص التمييز بين الحقائق والأكاذيب، وهذا يؤثر على فهمهم الصحيح للعقيدة والهوية، وتسلل ظواهر سلبية إلى المجتمع كالإلحاد والعلمانية والمثلية والتحول الجنسي 
والسلوكيات المضطربة والعدوانية والتنمر  والتطرف السلوكي والتشيع العزله الاجتماعية والأكتئاب والقلق واليأس وانعدام الثقة وضعف الهمةوخطوات العلاج هو خفض ساعات استخدام تلك المواقع تدريجيًا، وكذا ينصح الخبراء بغلق إشعارات التطبيقات للتخلص من القلق الاضطراب وخلق جو أسري دافئ والدين والأخلاق  هي السياج الواقي الذي يحافظ على بنيان الأسرة المسلمة من التفكك، لذا فإن من الأولويات المحافظة عليها وعدم تخطيها بأي حال من الأحوال.

مقالات مشابهة

  • محمد رمضان يشعل منصات التواصل بتعليق على عبارة “رمضان أحلى” .. فيديو
  • عربي21 ترصد حكايات وشهادات موجعة من معاناة الأسرى الفلسطينيين (شاهد)
  • الاحتلال يشعل الضفة.. قصف وتجريف وحصار في جنين وطولكرم (شاهد)
  • فريق الحوكمة يتفقد مستشفى «أجا» ويوجه بتوفير نواقص المستلزمات
  • هل التسول على وسائل التواصل الاجتماعي جائز؟.. الإفتاء تجيب
  • «التواصل الاجتماعي مخاطر وضوابط وأحكام» ندوة لخريجي الأزهر بالغربية
  • شاهد بالفيديو.. بعد تحرير مدينة بحري.. جنود الجيش يتفقدون بيوت المواطنين ويرفضون دخول منزل المذيعة تسابيح خاطر وزوجها الميرغني ويوجوهون لهم رسائل ساخرة
  • 97% من الأطفال المغاربة يستخدمون منصات التواصل الاجتماعي
  • منشور يشعل فوضى في منتجع تزلّج إيطالي.. ماذا كتب فيه؟
  • من هو (الصياد) الذي سُمِّي عليه متحركٌ قاده العميد جودات وتولى تحرير مدينة أم روابة؟