أخبارنا المغربية-بدر هيكل

تساءل غير مرة السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، مخاطبًا السفير الجزائري: من يمول "البوليساريو"؟ من يحتضنها على أراضيه؟ من يسلحها؟ من يجهزها بالصواريخ والدبابات وغيرها من الآليات العسكرية التي تُفرغ في ميناء وهران؟ من يمنحها جوازات السفر الدبلوماسية؟ من يدفع لها ثمن تذاكر الطيران في درجة رجال الأعمال والفنادق ذات الخمس نجوم؟ أليست الجزائر هي التي تقوم بذلك على حساب شعبها وتنميتها الاقتصادية والاجتماعية؟

وتُعتبر الجزائر الداعم والمحتضن الوحيد المتبقي لجبهة البوليساريو الانفصالية، في ظل تراجع العديد من داعمي الطرح الانفصالي الذي تتبناه.

ويتوقع الكثير من الخبراء أن تزداد حدة هذا التراجع بعد انضمام فرنسا إلى الدول التي تدعم مغربية الصحراء.

غير أن تمويل الجزائر للبوليساريو أمر تجاوز التفسيرات العادية، إذ أصبح عقدة لدى الكابرانات، عقدة مرضية تكلف المليارات دون أية نتائج تُذكر. وقد قال محمد بوضياف، الرئيس الأسبق للجزائر، في إحدى مقابلاته الصحفية إنه يريد فعلاً أن يحل مشكل الصحراء، مضيفًا: من سيعوضنا عن الأموال التي خسرناها!

ويُقدَّر تمويل الجزائر للبوليساريو في المتوسط بمليار دولار سنويًا، حيث كشف مقال نُشر على الموقع الإخباري الجزائري "ألجيري بارت" (Algérie Part) سابقًا عن الأموال الخيالية التي تصرفها الدولة الجزائرية سنويًا من الخزينة العامة لتمويل مختلف أنشطة انفصاليي البوليساريو. وقال الموقع إن "الجمهورية الصحراوية تكلف الدولة الجزائرية، في المتوسط، مليار دولار"، مضيفًا أن "ميزانية وزارة الدفاع في الجمهورية الصحراوية تبلغ قرابة 497 مليون دولار، ممولة بشكل أساسي من الجزائر".

هذا، ولا تكتفي الجزائر بإهدار المال العام في دعم البوليساريو فقط، حيث كشفت مجلة "جون أفريك" الفرنسية أن السلطات الجزائرية أنفقت خلال السنوات المنصرمة أكثر من 3 ملايين دولار على جماعات الضغط بهدف الإضرار بمصالح المغرب في القارة الإفريقية وتلميع صورتها من خلال تنظيم رحلات وإقامة منتديات ومؤتمرات للترويج لجبهة البوليساريو ومحاولة تصدير صورة مغلوطة عن المغرب.

وإذا كانت هذه التمويلات السخية من الجزائر تجد مصدرها في الاقتصاد الريعي المعتمد على المحروقات، التي لم يستفد منها الشعب الجزائري شيئًا يُذكر، فإن استمرار هذا الدعم السخي يطرح الكثير من التساؤلات في ضوء العديد من المعطيات حول مستقبل اعتماد الجزائر على المحروقات، التي وفي حدود السنوات العشر المقبلة سيكون واقعها مختلفًا عما هو عليه اليوم.

فالاقتصاد الجزائري اليوم يعتمد بنسبة 90% على المحروقات، لكن إلى متى؟ فالنفط الجزائري يتجه نحو نهايته. وقد تساءلت وكالة الأنباء الأمريكية "بلومبرغ"، التي تعد مرجعًا في ما وراء الأطلسي، خاصة في وول ستريت: "هل ما تزال الجزائر دولة نفطية؟" حيث يُعتقد أن صادرات الجزائر من الخام تمثل أقل من 1٪ من صادرات منظمة البلدان المصدرة للبترول.

وهذا بلا شك يدفع بالكابرانات نحو نفق مظلم ويهدد الجزائر نفسها التي ينتظرها مستقبل محفوف بالمخاطر، قبل أن يهدد البوليساريو من ناحية التمويل على المدى المتوسط والبعيد. إذ وأمام انخفاض قيمة المحروقات، سيصبح تمويل البوليساريو مؤلمًا.

جدير بالذكر أنه وبعد أن كان البوليساريو ينعم بخيرات الجزائر سابقًا، رصدت الأمم المتحدة بوادر الأزمة على أرض الواقع. فقد أشار تقرير الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الصادر مؤخرًا حول الوضع في الصحراء المغربية (الفترة الممتدة من 1 يوليو 2023 إلى 30 يونيو 2024)، إلى الأوضاع الصعبة التي يعيشها السكان المحتجزون في تندوف. وجاء في التقرير أن مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وصندوق الأمم المتحدة للطفولة وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الصحة العالمية، بدعم من مكتب منسق الأمم المتحدة المقيم، واصلوا تقديم المساعدة الإنسانية للاجئين الصحراويين في المخيمات الخمسة القريبة من تندوف، الجزائر، رغم التحديات التمويلية الحرجة. وأضاف أن بعثة تقييم الاحتياجات المشتركة التي أُجريت في مارس 2024 أكدت على الفجوات الكبيرة في التمويل وتأثير نقص الموارد على استجابة المساعدة الإنسانية.

المصدر: أخبارنا

كلمات دلالية: الأمم المتحدة

إقرأ أيضاً:

توقيع إتفاقية بين الوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات “النفط” وشركة “شيفرون” الأمريكية

أشرف وزير الدولة وزير الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة، محمد عرقاب، على مراسم التوقيع على إتفاقية لإنجاز دراسة حول الإمكانات من موارد المحروقات في المناطق البحرية الجزائرية. بين الوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات (ALNAFT) وشركة “شيفرون نورث أفريكا فنتشرز ليميتد Chevron North Africa Ventures Ltd، الرائدة عالميا في قطاع الطاقة.

ووقع الاتفاقية عن الجانب الجزائري مراد بلجهم، رئيس الوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات. وعن شركة شيفرون لوكا ريغو دي ريفي Luca Rigo De Righi مدیر المشاريع الجديدة العالمية وهذا بحضور الرئيس المدير العام لسوناطراك رشيد حشيشي واطارات من الوزارة. من النفط ومن الشركة الأمريكية شيفرون

تأتي هذه الاتفاقية في سياق رؤية الجزائر لتعزيز استغلال مواردها الطبيعية بكفاءة. وترسيخ مكانتها كشريك طاقوي موثوق به على المستوى الدولي.

كما تهدف هذه الاتفاقية التي تمتد لمدة 24 شهرا إلى إنجاز دراسة معمقة لتقييم إمكانيات الموارد النقطية في المنطقة البحرية الجزائرية. كما تمثل خطوة إستراتيجية لتعزيز التعاون بين الجزائر وشركة شيفرون في مجال الدراسات التقنية والجيولوجية. مما يمهد الطريق المشاريع استكشاف وتطوير مستقبلية تهدف إلى تثمين موارد المحروقات الوطنية.

وأكد مراد بلجهم خلال مراسم التوقيع على أهمية هذه الشراكة، مشيرا إلى أن هذه الاتفاقية تعد جزء من جهود الوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات لجذب استثمارات نوعية وتعزيز القدرات التقنية في مجال الاستكشاف البحري. وأعرب عن الثقة الكبيرة في الشراكة مع شيفرون التي ستساهم من دون شك في اكتشاف إمكانيات جديدة وتعزيز مكانة الجزائر كوجهة رائدة للاستثمارات الطاقوية.

من جهته، أعرب لوكا ريغو دي ريغي عن سعادته بالتعاون مع الجزائر، قائلا أن شيفرون فخورة بالمشاركة في هذه المبادرة التي من شأنها دعم جهود الجزائر لتطوير قطاع الطاقة، تعكس هذه الاتفاقية التزام بدعم مشاريع مبتكرة ومستدامة تتماشى مع رؤيتنا لتوفير طاقة نظيفة موثوقة، وميسورة التكلفة.”

مقالات مشابهة

  • توقيع اتفاقية بين الوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات “النفط” وشركة “شيفرون” الأمريكية
  • توقيع إتفاقية بين الوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات “النفط” وشركة “شيفرون” الأمريكية
  • بنما ترفع شكوى إلى الأمم المتحدة بعد تهديدات ترامب بشأن قناة بنما
  • وزير الخارجية يبحث مع غوتيريش أولويات الجزائر في مجلس الأمن
  • الأمم المتحدة: 40 مليار دولار تكلفة إعادة إعمار غزة (إنفوغراف)
  • الأمم المتحدة: 40 مليار دولار تكلفة إعادة إعمار غزة (إنفوغرف)
  • مجلس الأمن يناقش القضية الفلسطينية
  • إحصاء بالضحايا وحجم الأضرار التي خلفتها 15 شهرًا من الحرب في غزة
  • الجزائر تقود جلسة مجلس الأمن لمناقشة الوضع في غزة وسوريا ولبنان
  • الأمم المتحدة: 92% من منازل غزة دمرت أو تضررت بسبب العدوان الإسرائيلي