يعد استخدام الشاي الأخضر كوسيلة لتخفيف الوزن أمر تم تداوله لقرون. ففي الصين القديمة منذ 2000 عام، روج الناس للمشروب لهذا الغرض. وفي العصر الحديث، كان المشروب عنصرا أساسيا في كتب الحمية وخطط الوجبات، حسب تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.

وأشار التقرير الذي أعدته مراسلة الصحيفة للشؤون الصحية داني بلوم، وترجمته "عربي21"، إلى أن الشاي الأخضر، الآن، اتبع المسار الحتمي لأي وسيلة لفقدان الوزن.



وأضاف أنه يحظى بشعبية كبيرة على "تيك توك" حيث تزعم مقاطع الفيديو سريعة الانتشار أن المشروب يساعد في التخلص من الوزن الزائد، حتى أنه يطلق عليه "أوزمبيك الطبيعة"، في إشارة إلى عقار أوزمبيك لعلاج السكري من النوع الثاني، الذي سبق أن روج له على أنه يساعد على خسارة الوزن.

وتقترح بعض المنشورات على "تيك توك" شرب ما يصل إلى خمسة أكواب يوميا من الشاي الأخضر، حسب التقرير. 


في حين أن هناك بعض الأبحاث حول الشاي الأخضر والوزن، فإن الأدلة على ما إذا كان كوب (أو عدة أكواب) يمكن أن يذيب الوزن غير واضحة، كما نقلت الصحيفة عن الدكتورة جيوتسنا غوش، طبيبة طب السمنة في جامعة جونز هوبكنز.

تزعم العديد من مقاطع فيديو "تيك توك"، أن الشاي الأخضر يعزز إنتاج GLP-1، وهو هرمون الأمعاء الذي يدفع البنكرياس إلى إفراز الأنسولين بعد تناول الطعام. هذا الأنسولين، بدوره، يخفض نسبة السكر في الدم. كما يبطئ GLP-1 معدل خروج الطعام من المعدة، ويؤثر على مناطق الدماغ التي تنظم الجوع. 

يوفر أوزمبيك والأدوية المماثلة له مركبا يحاكي GLP-1، ما يجعل الناس يشعرون بالشبع بشكل أسرع. يتوقف الكثيرون عن الشعور بالرغبة الشديدة في الطعام. 

افترض بعض الباحثين أن الشاي الأخضر قد يحفز GLP-1، ويرجع ذلك جزئيا إلى أن الدراسات وجدت أن مستخلص الشاي الأخضر يمكن أن يخفض نسبة السكر في الدم لدى الفئران المصابة بمرض السكري. ولكن لم تكن هناك سوى دراسات صغيرة قليلة على البشر، والنتائج غير حاسمة. أشارت إحدى التجارب السريرية القليلة حول هذا الموضوع، والتي أجريت على 92 شخصا مصابا بداء السكري من النوع 2، إلى عدم وجود فرق ملحوظ في إنتاج GLP-1 بين الأشخاص الذين تناولوا مستخلص الشاي الأخضر وأولئك الذين تناولوا حبة دواء وهمي. 

وقال الخبراء، حسب التقرير، إن أي تأثير قد يحدثه الشاي الأخضر على GLP-1 من المرجح أن يكون صغيرا. وقالت الدكتورة غوش إن أي طعام أو مشروب يمكن أن يزيد مستويات GLP-1 قليلا. لكن مستويات GLP-1 في مجرى الدم تنخفض بعد دقائق من تناول أي شيء أو شراب. وهذا أحد الأسباب التي تجعلنا نشعر بالجوع مرة أخرى، وسبب عدم ضمان أن يؤدي تعزيز الهرمون مؤقتا إلى فقدان الوزن. 

وعلى النقيض من ذلك، تبقى أدوية أوزيمبيك والأدوية المماثلة في الجسم لأيام، وهي أقوى بكثير من الهرمون الطبيعي، مما يجعلها جيدة بشكل فريد في قمع الشهية. 

تذكر العديد من الادعاءات حول الشاي الأخضر وفقدان الوزن مكونين من المشروب: الكافيين ومضادات الأكسدة. 

قد يعمل الكافيين، من الناحية النظرية، على تسريع عملية التمثيل الغذائي قليلا لدى الشخص. ولكن من غير المرجح أن يترجم هذا التأثير مباشرة إلى فقدان كبير للوزن، كما قالت الدكتورة غوش. 

يحتوي الشاي الأخضر أيضا على مركبات تسمى البوليفينول، وهي مضادات الأكسدة التي يمكن أن تساعد في حماية الخلايا من التلف وتقليل الالتهاب. وقد أشارت الدراسات التي أجريت على الحيوانات وفي الخلايا البشرية إلى أن هذه المركبات يمكن أن تعمل على تحسين التمثيل الغذائي وتقليل امتصاص الدهون من الأمعاء. ولكن التجارب التي أجريت على البشر كانت نتائجها مختلطة. 


كما أجريت العديد من الدراسات الصغيرة التي تبحث بشكل مباشر في ما إذا كان الشاي الأخضر مرتبطا بفقدان الوزن. ووجدت إحدى أوراق المراجعة، التي نظرت في أكثر من اثنتي عشرة تجربة عشوائية محكومة، أن الأشخاص الذين يتناولون مستخلص الشاي الأخضر غالبا ما يفقدون كمية ضئيلة من الوزن "من غير المرجح أن تكون مهمة سريريا". كما وجدت دراسات أخرى أن الأشخاص الذين تناولوا الشاي الأخضر يميلون إلى فقدان كمية صغيرة من الوزن، عادة أقل من أربعة أرطال. 

قال روب فان دام، أستاذ علوم التمارين والتغذية في كلية الصحة العامة بمعهد ميلكن في جامعة جورج واشنطن، إن الأشخاص الذين يلجأون إلى الشاي الأخضر لفقدان الوزن "لا يمكنهم توقع تأثير كبير، وبالتأكيد ليس قريبا من الأدوية مثل أوزيمبيك". 

وأضافت جوليا زومبانو، أخصائية التغذية المسجلة في عيادة كليفلاند في أوهايو، أن التركيز على طعام أو مشروب واحد يتجاهل العديد من العوامل الأخرى التي تلعب دورا في فقدان الوزن. وتشمل هذه العوامل النظام الغذائي الأوسع للشخص، وعادات ممارسة الرياضة، والجينات، والإجهاد، والصحة الأيضية، وحتى جودة النوم الذي يحصل عليه الفرد. 

وقالت: "انظر كيف يمكنك تحسين نمط حياتك، إذا كان فقدان الوزن هو هدفك. ليس فقط طعاما أو دواء أو مكملا معينا، أو أيا كان". 

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحة طب وصحة طب وصحة الشاي الأخضر خسارة الوزن الصحة صحة الشاي الأخضر خسارة الوزن المزيد في صحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة صحة صحة صحة سياسة سياسة صحة صحة صحة صحة صحة صحة صحة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الأشخاص الذین الشای الأخضر فقدان الوزن العدید من یمکن أن

إقرأ أيضاً:

هل نجح الفيتناميون الذين فروا إلى أميركا في التعايش؟

نشرت صحيفة واشنطن بوست تقريرا في ذكرى مرور نصف قرن على حرب فيتنام التي وضعت أوزارها في 30 أبريل/نيسان 1975 وانتهت بتوحيد شطري البلاد بسقوط سايغون عاصمة فيتنام الجنوبية، وهزيمة القوات الأميركية على يد قوات فيتنام الشمالية.

وتقول الصحيفة إن العديد من الفيتناميين الذين نجوا من تلك الحرب وهربوا إلى الولايات المتحدة، لا يزالون يبذلون جهدهم لغرس قيم وطنهم الأصلي في نفوس أبنائهم الذين اكتسبوا الجنسية الأميركية.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2عرض عسكري ضخم في احتفال فيتنام بمرور 50 عاما على نهاية الحربlist 2 of 2ما أشبه فيتنام قبل 50 عاما بغزة اليوم.. الصورة تقول ما لا يقوله كتابend of list

وتضيف أن مئات الآلاف من الفيتناميين استقر بهم المقام في الولايات المتحدة في السنوات التي تلت نهاية الحرب، حيث تمثل الذكرى السنوية بالنسبة لهم منعطفا معقّدا كتب نهاية لحياتهم في موطنهم الأصلي، وأملا في أن تكون أيامهم في أميركا أكثر إشراقا.

صراع هوية

ووفق الصحيفة الأميركية، فقد عاش بعضهم ممن كانوا ينتمون إلى الطبقة المتوسطة حياة مريحة في بَلداتهم الأصلية، لكنهم اليوم يعملون في وظائف عمالية في أرض أجنبية حيث واجهوا في البداية حواجز لغوية وثقافية.

ولا يزال أبناؤهم في صراع، إذ يكابدون للتوفيق بين قيم آبائهم وأسلوب نشأتهم في الولايات المتحدة، وما سيورثونه لأبنائهم في الجيل القادم من الأميركيين الفيتناميين.

إعلان

ومن بين هؤلاء فيت ثانه نغوين الذي فرّ من فيتنام إلى الولايات المتحدة مع عائلته في 1975 ولم يكن قد تجاوز الرابعة من العمر.

وقال نغوين الحائز على جائزة بوليتزر في الأدب عام 2015، إنه يريد أن يُفهِم أطفاله التضحية التي قدمها أجداده الذين تركوا وراءهم وطنهم وعائلتهم للقدوم إلى الولايات المتحدة.

واعتبر أن ذلك التزام يتعين عليه أخذه على محمل الجد من أجل التأثير على أحفاده وتذكيرهم بما فعله أجدادهم، إدراكا منه أنه إذا لم يفعل ذلك فسوف ينشؤون كأميركيين، وأن من المهم أن يتعرف أبناؤه على تاريخ وطنهم الأم.

دروس التاريخ

ونقلت واشنطن بوست عن لونغ بوي، أستاذ الدراسات العالمية والدولية في جامعة كاليفورنيا في إيرفين، أن طلابه الأميركيين الفيتناميين غالبا ما يتساءلون لماذا لا يتحدث الناس علانية عن الحرب.

وقال إن دروس التاريخ الأميركية تميل إلى تقديم الحرب في فيتنام على أنها كانت معركة أرادت بها الولايات المتحدة الحد من انتشار الشيوعية، رغم أن هذا التعريف لا يضعها في سياق الصراعات العالمية الأخرى.

وأعرب عن اعتقاده بأن الطريقة التي تُدرس بها مادة التاريخ مجردة تماما من الطابع السياسي، بينما كانت الحرب سياسية بامتياز. ووفقا له، فإن الأميركيين الفيتناميين عرفوا عن الحرب من والديهم.

وأجرت الصحيفة مقابلات مع 3 فيتناميين أميركيين لاستجلاء أوضاعهم ومعرفة ذكرياتهم مع حرب فيتنام، ومن بينهم تروك كريستي لام جوليان التي ترعرعت في مدينة  سان خوسيه بولاية كاليفورنيا.

جروح الماضي

تقول إنها عاشت في كنف الثقافة الفيتنامية، واحتفلت مؤخرا بالسنة القمرية الجديدة في أرض المعارض المحلية، وحضرت قداسا في المعبد البوذي بالمدينة. لكن عائلتها لم تحضر فعاليات "أبريل الأسود" التذكارية للجالية الفيتنامية المحلية التي كانت تقام حدادا على سقوط سايغون.

إعلان

كان الأمر مؤلما للغاية، خاصة بالنسبة لوالدها الذي لم يتحدث أبدا عن وصولهم إلى الولايات المتحدة في عيد الشكر عام 1975.

ولم تنجح لام جوليان في حث أشقائها الأكبر سنا لمشاركة ذكرياتهم عن الفرار من فيتنام وقضاء عدة سنوات في مخيم للاجئين في ماليزيا إلا عندما بلغت سن الرشد، واصفة محاولاتها إقناعهم بأنها كانت "أشبه بعملية خلع ضرس".

وعندما أصبحت أما لطفل اسمه جاكسون يبلغ من العمر الآن 8 سنوات، أرادت لام جوليان أن تربطه بتراث أجداده، فتحدثت إليه عن قصة هجرة عائلتها، وأخبرته عن حرب فيتنام وكيف أن الناس في بلدها الأم لم يكونوا متفقين على الطريقة التي يرغبون العيش بها. وأبلغته أيضا أن جدها ساعد القوات الأميركية.

مواطن آخر يدعى هونغ هوانغ (60 عاما)  تحدث إلى الصحيفة باللغة الفيتنامية قائلا إنه لم يكن يشعر بالخوف إبان تلك الحرب لأنه كان طفلا صغيرا آنذاك، لكنه أضاف أنه كان يرى من خلف باب منزل عائلته جنود فيتنام الشمالية وهم يتخلصون من أسلحتهم ويخلعون زيهم العسكري.

وأعرب هوانغ عن أمله في أن يتمكن الجيل الشاب من الفيتناميين في أميركا من الاستمرار في الحفاظ على الطابع الجيد لوطنهم الأصلي.

تعايش

وثالث الأشخاص الذين التقت بهم واشنطن بوست، امرأة تدعى آنه فونغ لوو، التي ترعرعت في مدينة نيو أورليانز، ثم عادت إلى مسقط رأسها في بورتلاند، أوريغون، في عام 2020 وانخرطت في تعاونية زراعية أسسها مزارعون أميركيون فيتناميون بعد أن دمر التسرب النفطي لشركة النفط البريطانية (بريتيش بتروليوم) عام 2010 حرفة صيد الجمبري المحلية.

وقالت إن والديها وأشقاءها -وهم من هانوي التي كانت عاصمة فيتنام الشمالية- فروا من وطنهم في عام 1979 بسبب ما يسمى عادة بحرب الهند الصينية الثالثة، وهي سلسلة من النزاعات بين فيتنام وتايلاند وكمبوديا والصين.

إعلان

ولم تحتفل عائلتها بذكرى سقوط سايغون، ونادرا ما تحدثوا عن الحرب، على الرغم من أن والدها كان يعاني من ندوب جراء شظايا قصف بالقرب من الجامعة التي كان يدرس فيها الموسيقى. وتدير لوو الآن مطعما فيتناميا في سوق كريسنت سيتي للمزارعين في مدينة نيو أورليانز.

وفي لقاء جمعها مؤخرا مع خالاتها وأعمامها في فيتنام، علمت أن العديد من أقاربها أصيبوا بالسرطان نتيجة للأسلحة الكيميائية خلال الحرب.

وقالت "لم أكن أدري حقا أن عائلتي قد تأثرت بالحرب بهذا الشكل"، مضيفة أنها أدركت أثناء حديثها مع أقربائها أن "50 عاما لم تكن تلك الفترة الطويلة جدا".

مقالات مشابهة

  • هل نجح الفيتناميون الذين فروا إلى أميركا في التعايش؟
  • فقدان ثلاثة سياح بصحراء محاميد الغزلان
  • نظام غذائي يساعد على النوم الهادئ كالأطفال.. تعرف عليه
  • خسارة الوزن تفتح باب الشفاء: دراسة تكشف معادلة ذهبية للتغلب على السكري من النوع الثاني
  • يدمر الكلى والمعدة.. خطورة غلي الشاي مع الحليب على النار
  • ليبيا تصبح متنفساً لصناعة الشاي السيلاني وسط أزمة صادرات عالمية
  • النواب يكلف بالاستماع إلى آراء أساتذة القانون المدني وخبراء الإيجار القديم
  • الخضيري يؤكد: مضغ الطعام ببطء يساعد على تقليل الوزن وتحسين الهضم .. فيديو
  • المغرب يساعد إسبانيا على استعادة التيار الكهربائي بمنطقة الأندلس
  • ‫دراسة تكشف طريقة تزيد فرص الشفاء من داء السكري