رأى الكاتب والمُحلل الإسرائيلي "يورام دوري" أن حروب لبنان، واحتجاز الرهائن في غزة، تؤكد أن إسرائيل لا تتعلم الدروس.

 

وأضاف دوري في مقال بصحيفة "معاريف" الإسرائيلية، أنه كما في حروب لبنان السابقة، ثمة تقارير عن نجاحات الجيش الإسرائيلي ضد حزب الله قد تؤدي إلى غطرسة مفرطة، وهو ما قد يتسبب بخطر رهيب، الا أنه ذكّر بأن الإسرائيليين قالوا في الماضي إن القوة ستعيد الرهائن، ولكن لم يحدث ذلك.


واستشهد الكاتب بمقولة شهيرة لألبريت أينشتاين، مفادها أن "الجنون هو أن تفعل الشيء نفسه مراراً وتكراراً، وتتوقع نتائج مختلفة"، مضيفاً أن الهجمات الناجحة التي شنها سلاح الجو الإسرائيلي في لبنان –وفقاً لتصريحات المتحدث باسم الجيش – تذكرنا بما تم نسيانه بشأن حرب لبنان الأولى.
في ذلك الوقت، كان الجمهور مبتهجاً ببيانات نجاحات الجيش الإسرائيلي واستقبل السكان المحليون صور جنود الجيش الإسرائيلي بهتافات فرحة، مما عزز الفخر في قلوب الجميع وخلق شعوراً بأن المشكلة مع لبنان قد تم حلها تلقائياً، ولكن بدأ التعثر بعدها، وتكبدت إسرائيل خسائر فادحة، وانتهى الأمر بتعزيز تنظيم حزب الله في لبنان.

 

معاريف: العالم لن يقبل "خدعة" بزشكيان في نيويوركhttps://t.co/PKwS6u5Ra4

— 24.ae (@20fourMedia) September 25, 2024

 


تكرار الخطأ

وبعد مرور 42 عاماً، هناك تكرار لأعراض النشوة الإسرائيلية منذ الأيام الأولى للقتال. وأشارت معاريف إلى أنه في عام 2006، كاد التصفيق لنجاحات الجيش الإسرائيلي أن يمزق آذان الإسرائيليين، بعد البيانات التي أعلن فيها القضاء على المئات من عناصر تنظيم "حزب الله" اللبناني، والتي جاء فيها: "لقد قضينا على المئات من عناصر حزب الله اللبناني.. دمرنا البنى التحتية المسلحة.. لقد ألحقنا الضرر بقدرات الإطلاق تجاه إسرائيل".


تعزيز قوة حزب الله

وقال الكاتب إن حرب لبنان الثانية على الرغم من نجاحها، لم تؤد إلى القضاء على حزب الله، بل إلى تعزيزه، لأن المسلحين عرفوا كيفية استخلاص الدروس وحولوا أنفسهم من مصدر إزعاج إلى تهديد استراتيجي لإسرائيل، مضيفة وبعد 18 عاماً، تجد إسرائيل نفسها مرة أخرى عند نفس النقطة تقريباً، وهناك تصريحات تشمل عدداً من الكليشيهات التي تقود الحكومة وقيادة الجيش إلى الغطرسة المفرطة التي تشكل خطراً كبيراً.

 

معاريف: حزب الله "مشلول" أمام الهجوم الإسرائيليhttps://t.co/6h50wSWmKb

— 24.ae (@20fourMedia) September 26, 2024

 


خطأ إسرائيل مع حماس

وأشار إلى أن ذاكرة وزراء الحكومة الإسرائيلية ليست ضعيفة إلى الحد الذي ينسون فيه مدى حماستهم أثناء العدوان على غزة، الذي بدأ قبل عام، واقتناعهم بأن المعركة ستعيد الرهائن أحياء، وأنهم على بُعد خطوة من القضاء على حماس، ولكن مضى الوقت، وقُتل بعض الرهائن.
ويقول الكاتب إنه ليس من دعاة السلام، ويدرك حقيقة أنه في هذه المنطقة يجب استخدام القوة في كثير من الأحيان، ولكن هناك حقيقة بأن استخدام القوة دون زيادة استخدام العقل سوف يقود إلى سلوك مشابه لمقولة أينشتاين.
ووجه نصيحة واحدة للحكومة الإسرائيلية، بالتذكر أن المزيج الصحيح من القوة والعقل هو الوصفة الوحيدة للنجاح الذي سيجلب الهدوء في المنطقة.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: إسرائيل وحزب الله تفجيرات البيجر في لبنان رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إسرائيل وحزب الله تفجيرات البيجر في لبنان غزة وإسرائيل إسرائيل حزب الله

إقرأ أيضاً:

ما هي الأسباب التي تعزز فرص الهجوم الإسرائيلي على إيران؟

تناولت صحيفة "غلوبس" الاقتصادية العبرية التقارير الأجنبية عن "هجوم إسرائيلي مُخطط على إيران"، ونقلت تحليل معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي بشأن تلك القضية، موضحة أن طهران تحاول إخفاء وضعها الاقتصادي البائس.

 

وقالت "غلوبس" تحت عنوان "الانهيار الاقتصادي الإيراني يشعل فتيل البرنامج النووي.. على الورق على الأقل"، إن التقارير الأجنبية بشأن النووي الإيراني أثارت استغراب الكثيرين في إسرائيل، وجاء في أحدها بصحيفة "ذا تلغراف" البريطانية، أن إيران رفعت مستوى التأهب في نظام الدفاع الجوي بمنشآتها النووية، خوفاً من هجوم إسرائييل أمريكي، مشيرة إلى أنه على الورق، يبدو توقيت مثل هذا الهجوم مثالياً من حيث الأمن الإقليمي، لأن حركة حماس الفلسطينية ضعفت بشكل كبير، وأصبح حزب الله في وضع حرج، وفي الوقت نفسه سقط نظام بشار الأسد في سوريا، وتعطلت سلاسل الإمداد الإيرانية بالأسلحة والأموال.
ونقلت عن معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، أنه منطقياً وعسكرياً، هذا هو الوقت المناسب لضرب إيران، ولكن يبدو أن طهران تسيء تفسير نوايا إسرائيل التي لن تهاجم وحدها، مشيراً إلى أن الرئيس الأمريكي يفرض عقوبات في وقت ينفتح فيه على المفاوضات مع طهران.

في أول تعليق له.. محمد جواد ظريف يكشف كواليس استقالتهhttps://t.co/jFwmRVqVik

— 24.ae (@20fourMedia) March 3, 2025  تأثير العقوبات الأمريكية

وتقول الصحيفة الإسرائيلية إن سياسة العقوبات التي ينتهجها دونالد ترامب تسير على قدم وساق، مشيرة إلى أنه قبل نشر تقرير "ذا تلغراف"، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على أكثر من 30 تاجراً ومشغلا لناقلات النفط وشركات الشحن المشاركة في أسطول الظل الذي يخدم صناعة النفط الإيرانية، وتشمل القائمة عقوبات على تجار النفط في عدد من الدول، بالإضافة إلى مدير شركة النفط الوطنية الإيرانية، ومديري ناقلات النفط من الصين.
وتحدثت الصحيفة عن تأثير عقوبات النفط على الوضع الاقتصادي في إيران، التي يعيش أكثر من ثلث سكانها تحت خط الفقر، في الوقت الذي يقدم النظام الإيراني أكثر من 10 آلاف دولار لأسر أعضاء حزب الله الذين أصيبوا في الحرب، فيما ظلت المكاتب الحكومية والبنوك والمدارس في 22 من محافظات إيران البالغ عددها 31 مغلقة اليوم الإثنين بسبب عدم توفر الكهرباء اللازمة لتشغيلها.


تقدم البرنامج النووي

وعلى النقيض تماماً من حالة الاقتصاد المحلي، فإن البرنامج النووي الإيراني أصبح الآن في أكثر مراحله تقدماً على الإطلاق، وفقاً لتقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ونقلت غلوبس عن المعهد أنه "من الممكن أن يكون هذا نابعاً من مصلحة داخلية في إيران لإظهار قدرتها على الصمود في الخارج، بعد التصريحات الإسرائيلية بشأن القضاء على الدفاع الجوي الإيراني، وليس من المستحيل أن يرغب النظام، بسبب الوضع الاقتصادي الصعب في البلاد، في إيصال رسالة مفادها أنه على الرغم من أن الوضع الداخلي رهيب، فإن التهديد الخارجي أعظم، كما كانت الحال خلال الحرب الإيرانية العراقية في ثمانينيات القرن العشرين".
في السياق ذاته، أجرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية حواراً مع بيني سباتي، الباحث البارز في برنامج إيران في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، والذي عكس في حديثه صورة قاتمة عن إيران، مؤكداً أن الأزمة الحالية أكثر خطورة من الحرب الإيرانية العراقية.

هل يُسقط تعدين البيتكوين النظام الإيراني؟https://t.co/tepd2E95XR

— 24.ae (@20fourMedia) February 28, 2025  إقالة دون تأثير

وعلى الرغم من أن إقالة وزير الاقتصاد الإيراني عبد الناصر همتي تثير تساؤلات حول قدرة الحكومة على التعامل مع الأزمة الاقتصادية المستمرة، إلا أن سباتي يقول إن هذه الإطاحة لن يكون لها أي تأثير تقريباً، وأن "حكومة هذا الرئيس لا تتخذ القرارات حقاً، ولا تتمتع بأي تأثير حقيقي، ولكن من يتمتع بتأثير حقيقي هو الزعيم، في إشارة للمرشد علي خامنئي، ومستشاريه، وغالبيتهم من الحرس الثوري.
وبحسب سباتي، فإن إشارة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى أن الوضع الحالي أكثر خطورة من الحرب الإيرانية العراقية، تكشف عن الضعف الإيراني.
ورأى أن رفض خامنئي استئناف المحادثات مع الولايات المتحدة الأمريكية يسبب أضراراً جسيمة، لأنه يحط من قدر الدولة الإيرانية والاقتصاد الإيراني، والمجتمع أيضاً، ويذهب بكل شيء نحو الهاوية على شكل كرة من الثلج.

مقالات مشابهة

  • الرئيس اللبناني: أتطلع إلى المحادثات التي سأجريها مع الأمير محمد بن سلمان
  • ما هي الأسباب التي تعزز فرص الهجوم الإسرائيلي على إيران؟
  • "الجدار والاستيطان": 1705 اعتداءات نفذها الجيش والمستوطنون الشهر الماضي
  • معاريف: ويتكوف لن يزور إسرائيل خلال الأيام القادمة إلا بهذه الحالة
  • الجدار والاستيطان: 1705 اعتداءات نفذها الجيش والمستعمرون الشهر الماضي
  • إسرائيل تدرس التصعيد ضد غزة.. وبيان مصري شديد اللهجة
  • حدود التصعيد الإسرائيلي ضد مصر
  • الجيش الإسرائيلي يتأهب للدفاع عن الدروز في سوريا
  • الاتحاد الأوروبي يحذر من التصعيد العسكري الإسرائيلي في شمال الضفة الغربية
  • إسرائيل تهدّد مجدداً... وسلام في الجنوب: ملتزمون اعادة الاعمار وتأمين العودة