غزة - خاص صفا

تبددت ملامح العام الدراسي 2024-2025 للسنة الثانية توالياً مع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ اكتوبر الماضي، الذي استهدف خلالها المدارس التي تحولت لمراكز تأوي النازحين الذين هجروا من بيوتهم وحرمان حوالي ٦٣٠ ألف طالب وطالبة في قطاع غزة من التعليم.

وبحسب بيانات وزارة التربية، فقد تضررت ٩٠% من الأبنية المدرسية في جميع محافظات القطاع، وحرم ٣٩ ألف طالب من أداء امتحان الثانوية العامة.

وأشارت الوزارة إلى أن ٥٨ ألف طالب حرموا من دخول الصف الأول الابتدائي في مدارس القطاع هذا العام.

ومع استمرار العدوان وإغلاق المعابر بدأت تتكون بعض المراكز التعليمية الصغيرة بين خيام النازحين من قبل معلمين وكفاءات لمحاولة سد الفجوة واللحاق قدر الإمكان بالمسيرة التعليمية، ليتفاجأ الأهالي بالتكلفة الباهظة بأسعار القرطاسية التي اشتكى من قلتها المستوردين.

ويقول مدير مكتبة (انعيم) أحمد إسماعيل بدأ الطلب على القرطاسية هذا العام إلا أن ما يتوفر في الأسواق لدينا في جنوب القطاع لا يكفي الاحتياج وهو ما نسبته 15% من الاحتياج العام، كما تشاهد المكان شبه مفرغ من البضائع المدرسية والكثير من الأنواع مفقودة حاليا.

ويضيف إسماعيل لوكالة "صفا" إن:" هذا الأمر أدى إلى ارتفاع أسعار القرطاسية نتيجة عدم السماح بإمرارها من الجانب الإسرائيلي حتى اللحظة رغم جلوسنا مع الغرفة التجارية والتنسيق مع المؤسسات الدولية إلا أننا لم نتلق وعد محقق بإدخال هذه البضائع، بل إننا نحاول بشكل ما وبمخاطرة للوصول لبعض المخازن التي تتواجد فيها بعض القرطاسية وورق الطباعةA4  في رفح لمحاولة سد بعض العجز والتقليل من التكلفة الباهظة".

ويتابع: "هناك بعض الأصناف فاق سعرها بشكل مضاعف ليزيد عن 200% كرتونة الأوراق A4 المكونة من 2500 ورقة ارتفعت تكلفتها من 50 شيكل إلى 1000 شيكل وهي في طريقها إلى النفاد، فلم الجاف من نصف شيكل ارتفع ليصل إلى ثلاثة شواكل وهذا يسري على كافة أصناف القرطاسية".
 
الطالبة لانا شعت في الصف الرابع الابتدائي تجلس في خيمة نزوحها في غرب النصيرات لتكتب واجباتها التي كلفت بها عبر مراكز تدريس صغيرة تم انشاؤها في مناطق الإيواء بشكل فردي وتطوعي.

وتقول والدتها نيفين لوكالة "صفا":" إنها سعيدة ببدء التحاق ابنتها فيما يشبه الفصل الدراسي بعد ضياع العام السابق، وإن كان يقتصر على تعلم عدة مواد في أكثر من مكان تتنقل من خلالهم لانا لتحصل مادة العربي واللغة الإنجليزية والرياضيات وليكون نصيب كل حصة شيكل يومياً".

وتضيف نيفين:" كما أن القرطاسية التي تطلب وإن كانت بأقل الاحتياج لتصل إلى ٢٠٠ شيكل في الفصل الدراسي بدلاً عن ٣٠ شيكلاً كما كان سابقا وهذا ما يثقل على كاهل الأهالي والنازحين في ظل ظروف الحرب وانهيار المسيرة التعليمية والتي تهدد الأجيال القادمة".


وفي محافظات الضفة، يبلغ المجموع الكلي للطلاب ٨٠٦ ألف طالب وطالبة، بينهم ٦١٦ ألف يلتحقون بالمدارس الحكومية، و ٤٥ ألف طالب في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا)، و١٤٤ ألف في المدارس الخاصة.

ويبلغ عدد المدارس في الضفة ٢٤٥٩ مدرسة، بينها ١٩٣٧ مدرسة حكومية، و٩٦ مدرسة تابعة لوكالة الغوث، و٤٢٦ مدرسة خاصة.

ويبلغ مجموع المعلمين في المدارس قرابة ٥١٥٠٠ معلم ومعلمة، بينهم ٣٩٥٠٠ في المدارس الحكومية، و١٩٤٧ معلم في مدارس أونروا، ١٠ آلاف في المدارس الخاصة.

وأعلن الاتحاد العام للمعلمين عن انتظام العملية التعليمية حتى ١٩ الشهر الجاري، لإنهاء الإجراءات المتعلقة بافتتاح العام الدراسي، ومن ثم الدوام بواقع أربعة أيام وجاهية في الأسبوع.

يذكر أن مئات المدارس في قطاع عزة تعرضت للقصف والتدمير الشامل والتجريف، فيما يعيش آلاف الطلاب في مراكز الإيواء والخيام، ويعاني الكثير منهم المجاعة ونقص الغذاء والأدوية.

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: العام الدراسي فی المدارس ألف طالب

إقرأ أيضاً:

العراق يبدأ العام الدراسي بعجز في عدد الأبنية المدرسية

بغداد- بدأ العام الدراسي الجديد في العراق هذا الأسبوع، وعاد معه الحديث عن ملف الأبنية المدرسية التي يعاني البلد نقصا كبيرا فيها بسبب الزيادة السكانية وعدم بناء مدارس جديدة خلال العقود الماضية.

وتوافد هذا الأسبوع نحو 12 مليون تلميذ وطالب على المدارس في مختلف المحافظات العراقية، مع تسجيل نحو 1.2 مليون تلميذ جديد في المرحلة الابتدائية الأولى، بحسب ما كشفت عنه وزارة التربية الاتحادية.

ورغم جهود الحكومة العراقية خلال الفترة الماضية في تشييد وإعمار مئات المدارس، فإن العجز الكبير في أعداد المباني لا يزال حاضرا.

حيدر مجيد يقول إن الحكومة العراقية بنت 460 مدرسة حتى الآن ضمن العقد الصيني (الجزيرة) اكتظاظ كبير

وتشهد مدارس البلاد منذ نحو 3 عقود اكتظاظا كبيرا بالطلاب والتلاميذ مع استخدام البناء الواحد من قبل أكثر من مدرسة وفق نظام الدوام المزدوج الصباحي والمسائي، وحتى الثلاثي في بعض القرى النائية.

ويبلغ عدد المدارس في جميع المحافظات باستثناء إقليم كردستان، 28 ألفا و117 مدرسة موزعة ما بين رياض الأطفال والابتدائية والمتوسطة والثانوية، وفق آخر تحديث للجهاز المركزي للإحصاء لعام 2020، وبإضافة مئات المدارس التي أُنجزت خلال الأعوام الأربعة الماضية، لا يزال العراق يسجل عجزا كبيرا.

ووفق المتحدث باسم فريق الاتصال الحكومي حيدر مجيد، فإن الحكومة تولي أهمية كبيرة لملف الأبنية المدرسية، واستطاعت بناء 460 مدرسة حتى الآن ضمن العقد الصيني الذي سيضيف ألف مدرسة في عموم المحافظات.

وفي تصريحه للجزيرة نت، أوضح مجيد أن الحكومة تسير بخطط متعددة، وأن مشروع وزارة التربية المعروف بـ"مشروع رقم واحد" كان "متلكئا" خلال السنوات الماضية، وتمكنت الحكومة من حل جميع مشاكله القانونية بما سيهيئ الأرضية لاستنئاف بناء مئات المدارس الجديدة.

من جهته، يقول المتحدث باسم وزارة التربية كريم السيد إن وزارته تقدر العجز في المباني المدرسية بنحو 8 آلاف مدرسة، مبينا أن قرابة 600 مدرسة دخلت الخدمة هذه السنة مع إمكانية وصول العدد لنحو ألف نهاية العام الجاري.

وكشف للجزيرة نت عن وجود العديد من الخطط لبناء نحو 5 آلاف مدرسة خلال السنوات القليلة القادمة لحل مشكلة الاستخدام المزدوج للمدارس، لا سيما في المحافظات الكبيرة مثل بغداد ونينوى والبصرة وذي قار.

كريم السيد: العجز في المباني المدرسية يقدر بنحو 8 آلاف مدرسة (الصحافة العراقية) ملف حيوي

من جهتها، تقول عضو لجنة التربية النيابية نجوى حميد إن السنوات الأخيرة عرفت اهتمامًا واضحًا بملف التربية في البلاد، لا سيما أن هذا العام شهد دخول مئات المدارس للخدمة، مع توفير جميع المناهج قبل حلول العام الدراسي.

وعن اكتظاظ المدارس بالطلاب، بينت حميد -للجزيرة نت- أن ملف التربية حيوي ومتحرك ويحتاج لعمل مستمر خاصة أن العام الحالي شهد انضمام أكثر من مليون تلميذ للمدارس في معدل قياسي بسبب الزيادة السكانية، مضيفة أن لجنة التربية سجلت عجزا كبيرا في جميع المحافظات العراقية دون استثناء.

وفي ظل التصريحات الحكومية، يبدو أن هناك بَونًا شاسعا بين الحاجة الفعلية للمدارس وبين ما يتوفر حاليا، ورغم تأكيد المتحدث باسم وزارة التربية أن العجز يقدر بنحو 8 آلاف مدرسة، فإن عدنان السراج مستشار رئيس الوزراء العراقي لشؤون التعليم أكد أن العجز الحالي يقدر بنحو 9600 مدرسة.

وبين -في حديثه لوكالة الأنباء العراقية (واع)- ارتفاع هذا العجز لنحو 12 ألف مدرسة خلال العامين المقبلين بسبب الزيادة السكانية، مؤكدا أن أكثر من ألف مدرسة ستُنجز خلال العامين المقبلين.

أسباب العجز

ويتساءل كثيرون عن أسباب العجز الذي يسجله العراق في أعداد المدارس رغم كونه بلدًا نفطيًا غنيًا ويتمتع بثروات هائلة. وتؤكد عضو لجنة التربية النيابية نجوى حميد أن "إهمال" ملف التربية لعقود طويلة مع الزيادة السكانية الكبيرة أدّيا لعجز كبير في عدد الأبنية المدرسية، وهو ما يؤكده المتحدث باسم وزارة التربية الاتحادية كذلك.

في السياق، أوضح الخبير في قطاع التربية والتعليم كرم محمد أن هناك العديد من الأسباب التي أدت إلى هذا الواقع، قائلا "منذ عام 2003 ارتفع عدد سكان العراق إلى نحو الضعف، مع عدم مراعاة ذلك في عدد الأبنية المدرسية".

وأوضح -للجزيرة نت- أن سنوات الحصار الاقتصادي للعراق بين عامي 1991 و2003 لم تشهد بناء أعداد كبيرة من المدارس، ثم جاء الغزو الأميركي الذي أدى لتدهور الوضع الأمني ولم تشهد السنوات الثلاث اللاحقة له تشييد أي مدرسة.

وتابع أن السنوات اللاحقة عرفت إهمال قطاع التربية بسبب الوضع الأمني والطائفي، ومن ثم سيطرة تنظيم الدولة على مساحات شاسعة من البلاد مما أدى "لتبديد الموازنات المالية في التسليح والأجهزة الأمنية".

ووفقا له، لم تراعِ جميع الموازنات المالية للبلاد منذ عام 2003 مشكلة نقص الأبنية المدرسية ولم تتجاوز تخصيصات وزارة التربية في موازنة عام 2022 المليار دولار، مع الأخذ بعين الاعتبار أن كلفة بناء المدرسة الواحدة لا تقل عن 400 ألف دولار.

وفيما يتعلق بنسبة العجز في أعداد المدارس في البلاد، يرى الخبير أن العجز أكبر مما هو معلن، إذ إن الصفوف الدراسية في العراق تضم أكثر من 45 طالبا، وهو رقم "مرتفع للغاية"، معتبرا "أن الحاجة الفعلية للمدارس قد تتجاوز 15 ألف مدرسة إذا ما أردنا تقليص عدد الطلاب في الصف الواحد لنحو 30 فقط". وعدّ الملف ديناميكيا وبحاجة لعمل دؤوب ومستمر يتناسب مع أعداد السكان ونسب الفئات العمرية ومتطلبات المراحل الدراسية والتوزيع السكاني.

ورغم كل المؤشرات المتعلقة بوزارة التربية، فإنه لا يمكن إنكار جهود الحكومة العراقية في السنوات الماضية، حيث نجحت بإضافة مئات المدارس وإعادة إعمار آلاف أخرى في سابقة تُحسب للحكومة الحالية.

مقالات مشابهة

  • بتكلفة 21.8 مليون جنيه.. محافظ البحيرة تفتتح مدرسة جلال قريطم الإعدادية بحوش عيسى
  • محافظ البحيرة تفتتح مدرسة جلال قريطم الإعدادية
  • محافظ مطروح يتفقد سير العملية التعليمية ويوزع أدوات مدرسية على الطلاب
  • محافظ مطروح يتفقد مدارس العاصمة ويؤكد على أهمية الانضباط
  • بسبب النظام الجديد.. رئيس الوزراء: متوسط كثافة الطلاب في الفصول أقل من 50 طالبًا
  • محافظ أسيوط يتفقد مدرسة أم المؤمنين الاعدادية بنات لمتابعة انتظام العملية التعليمية   
  • العراق يبدأ العام الدراسي بعجز كبير في المدارس
  • محافظ شمال سيناء وسط الأطفال بالفصول في ثاني أيام العام الدراسي (صور)
  • العراق يبدأ العام الدراسي بعجز في عدد الأبنية المدرسية