ناشونال إنترست: لماذا تحرص واشنطن على إعادة تركيا إلى برنامج إف-35؟
تاريخ النشر: 26th, September 2024 GMT
نشرت مجلة ناشونال إنترست مقالا تناول الأسباب وراء حرص الولايات المتحدة على إقناع تركيا بالعودة إلى برنامج إنتاج وتطوير المقاتلة الشبح "إف-35".
وكانت المناقشات حول مدى أهلية تركيا للحصول على طائرة الشبح المقاتلة من طراز "إف-35" الأميركية قد وصلت إلى نهاية مفاجئة في عام 2019، بعد إصرار أنقرة على الحصول على نظام دفاع جوي روسي الصنع.
وكشف سنان سيدي، الباحث في السياسات التركية بمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في واشنطن وهي جماعة ضغط موالية لإسرائيل، في مقاله بمجلة ناشونال إنترست، أن أميركا ناشدت الحكومة التركية ألا تمضي قدما في شراء منظومة "إس-400" الدفاعية من موسكو لأن اقتناء نظام أسلحة من "عدو" من شأنه الإضرار بأمن حلف شمال الأطلسي (الناتو) والعمل العسكري المشترك بين أعضائه.
وزاد قائلا إن شراء أنقرة الصواريخ الروسية تسبب في إقصائها من برنامج "إف-35″، وفرض عقوبات أميركية عليها، وهي المرة الأولى التي يعاقب حليف في الناتو حليفا آخر.
ووفقا له، يبدو أن تركيا تريد التراجع عن هذا القرار "المصيري" فقد بدأت حوارا مع واشنطن لإيجاد طريقة للعودة إلى برنامج "إف-35".
ورأى الباحث، وهو مؤيد لإسرائيل، أن الحوار المزمع مع أنقرة حاليا خطأ، لأن "الحل الذي اقترحته تركيا لمعالجة قضية شراء منظومة "إس-400" ليس كافيا ليؤهلها للحصول على منصة دفاع إستراتيجية تضمن لحلف الناتو التفوق على خصومه"، وفقا للكاتب.
ولعل الأهم من ذلك أن أنقرة لا تؤمن حقا بالقيم التي تميز حلف شمال الأطلسي، فهي معادية للغرب بشكل واضح في سلوكها وتقوّض المصالح الأمنية الأساسية للحلف، فضلا عن مصالح أعضائه، كما يزعم سيدي في مقاله واصفا تركيا بأنها "حليف على الورق فقط وتتصرف باستمرار مثل الخصم".
وواصل انتقاده لتركيا قائلا إن معالجتها لمسألة صواريخ "إس-400" الروسية ليست سوى خطوة صغيرة للغاية لا تخوّلها العودة إلى برنامج "إف-35".
ونقل عن مصادر أن أنقرة تعتقد أنها وجدت وصفة سحرية للحصول على طائرات "إف-35" وإرضاء واشنطن في الوقت نفسه. ففي أواخر أغسطس/آب، قدم المسؤولون الأتراك لنظرائهم الأميركيين خطة من شأنها ضمان التخزين الدائم لنظام "إس-400" التركي، وتتيح للولايات المتحدة التحقق منه باستمرار.
وقال الباحث في مقاله إن تركيا تطوعت بعدم تفعيل صواريخها الروسية على الإطلاق، وهو تعهد يحق لأميركا إخضاعه للتدقيق، ومن ثم إفراغ التهديد الذي تتصوره الولايات المتحدة والناتو من جدواه.
ولم ينفِ مسؤول رفيع المستوى في السفارة الأميركية في أنقرة أن تركيا قدمت عرضا لحل قضية "إس-400" وأكد أن "الكرة الآن في الملعب التركي".
ومع ذلك، سرعان ما نفى مسؤولون في أنقرة لم يُكشف عن أسمائهم، أي استعداد لبيع منظومة "إس-400" أو إيقاف تفعيلها. وقالت مصادر في وزارة الدفاع لوكالة الأناضول "إن حاجة بلادنا إلى أنظمة الدفاع الجوي لا تزال قائمة. وفي هذا السياق، لا يزال نظام الدفاع الجوي إس-400 موجودا في مخزون القوات المسلحة التركية".
ولفت سيدي إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعلن في أوائل سبتمبر/أيلول الماضي قرارا بالتقدم بطلب للانضمام إلى عضوية مجموعة البريكس المكونة من دول الأسواق الناشئة.
وأضاف أن رغبة تركيا في الانضمام إلى هذا التجمع الاقتصادي الجديد يجب أن ينتبه إليها، ولا ينبغي لعواصم دول الناتو تجاهلها أو رفضها.
ومواصلة لهجومه العنيف على أنقرة، أشار سيدي إلى حادثة تعرض أفراد مشاة البحرية الأميركية الملحقين بالأسطول السادس، الذين كانوا في إجازة على الشاطئ في مقاطعة إزمير التركية، للاعتداء من قبل حشد من الناس طالبوهم بمغادرة البلاد. ورأى أن الواقعة تدل على مدى العداء الذي يضمره الأتراك لأميركا والغرب.
وتساءل: "لماذا تصر تركيا على اقتناء طائرة إف-35؟"، وقال إن أنقرة كشفت للعالم عن طائرة "قآن" المقاتلة من الجيل الخامس المحلية الصنع، مما أدخل تركيا ضمن نادٍ صغير من الدول القادرة على إنتاج مثل هذه المقاتلات.
وادعى أن استحواذ اليونان على طائرات "إف-35" سيجعل أنقرة في وضع سيئ دون أي ميزة، مع امتلاكها قوة جوية عفا عليها الزمن تقريبًا تتكون بشكل أساسي من طائرات "إف-16″، و"إف-4″، و"إف-5" القديمة.
وخلص إلى أن أنقرة اتخذت، وما انفكت تتخذ، خطوات واضحة لفك ارتباطها بقيم وأولويات أمن حلف الناتو الذي تتمتع بعضويته منذ عام 1952.
وختم بالتساؤل عن الأسباب التي تجعل إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن على استعداد لمواصلة استكشاف الفرص المتاحة لتسليح خصم ناشئ لديه القدرة على تهديد الأعضاء الآخرين في حلف شمال الأطلسي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات إلى برنامج
إقرأ أيضاً:
صحف عالمية: ترامب قلب نظام العالم وخلافه مع زيلينسكي أضر بحلف الناتو
تناولت صحف ومواقع عالمية تداعيات نهج الرئيس الأميركي دونالد ترامب على السياسة الدولية، مشيرة إلى أنه أحدث تحولات جذرية في النظام العالمي، وسط مخاوف متزايدة بشأن مستقبل حلف الناتو في ظل تصاعد الخلافات بين واشنطن وحلفائها.
وفي هذا السياق، كتب سيمون تيسدال في صحيفة "غارديان" أن ترامب لم يقتصر تأثيره على الولايات المتحدة فحسب، بل أدى إلى قلب النظام العالمي رأسا على عقب، حيث باتت المعاهدات الدولية محل تشكيك، والتحالفات مهتزة، والثقة بين الدول عرضة للاستبدال.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إسرائيل اليوم: 15 دقيقة حسمت مصير ناحال عوز يوم السابع من أكتوبرlist 2 of 2كاتب سويسري: ترامب و"كيه جي بي" وإعادة كتابة التاريخend of listوأضاف أن الزعماء العالميين بحاجة إلى استيعاب هذه التغيرات سريعا، إذ لم يعد الالتزام بالمبادئ والقوانين أمرًا مسلمًا به.
أما صحيفة "وول ستريت جورنال" فسلطت الضوء على تداعيات الخلاف بين ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مشيرة إلى أنه ألحق أضرارا جسيمة بحلف الناتو.
ونقلت الصحيفة عن الأدميرال المتقاعد جيمس ستافريديس، القائد الأعلى السابق للحلف، قوله إن الناتو قد لا يكون على وشك الانهيار لكنه يواجه تحديات غير مسبوقة تهدد مستقبله.
وأضافت أن القلق الأوروبي يتزايد بشأن القدرة على مواجهة التهديدات الروسية في ظل الغموض الذي يحيط بالتزام واشنطن تجاه الحلف.
إعلان دعم عسكريمن جانبها، تناولت صحيفة "واشنطن تايمز" التحولات في السياسة الأميركية تجاه إسرائيل، مشيرة إلى أن إدارة ترامب أقرت صفقات أسلحة ضخمة لصالح إسرائيل، بلغت قيمتها نحو 12 مليار دولار.
وأضافت الصحيفة الأميركية أن وزير الخارجية ماركو روبيو وقع إعلان طوارئ لتسريع تسليم مساعدات عسكرية بقيمة 4 مليارات دولار، في خطوة تتناقض مع القيود التي فرضتها إدارة الرئيس السابق جو بايدن.
وفي الشأن الإسرائيلي، دعت صحيفة "هآرتس" حكومة بنيامين نتنياهو إلى الانتقال نحو المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار في غزة، معتبرة أن إنقاذ الأسرى المتبقين يتطلب قرارات حاسمة.
غير أن الصحيفة الإسرائيلية أشارت إلى أن نتنياهو يرفض إنهاء الحرب أو الانسحاب من غزة، خوفا من انهيار ائتلافه الحاكم الذي يعتمد على دعم اليمين المتطرف، واعتبرت أن إستراتيجيته تقوم على المماطلة لإعادة تشكيل شروط التفاوض وكسب مزيد من الوقت.
أما صحيفة "لوموند" الفرنسية، فألقت الضوء على الوضع في الجنوب اللبناني، مشيرة إلى أن إسرائيل تبدو عازمة على البقاء هناك، مما يعزز التوترات الإقليمية.
وأضافت أن الاحتلال الإسرائيلي للمنطقة الحدودية يسهم في تعزيز خطاب المقاومة الذي يتبناه حزب الله، إلا أن الأخير الذي أضعفته المواجهات المستمرة منذ أكثر من عام، ليس في وارد التصعيد العسكري حاليا، محملا الدولة اللبنانية مسؤولية التصدي للانتهاكات الإسرائيلية لسيادتها.