غارات جوية في الخرطوم والجيش السوداني يهاجم مواقع شبه عسكرية
تاريخ النشر: 26th, September 2024 GMT
الخرطوم- هزت غارات جوية وقصف مدفعي الخرطوم الخميس26سبتمبر2024، فيما هاجم الجيش مواقع شبه عسكرية في أنحاء العاصمة السودانية، وفق ما أفاد شهود عيان ومصدر عسكري وكالة فرانس برس.
وبدأت الاشتباكات عند الفجر، حسبما أفاد العديد من السكان، فيما يبدو أنه أول هجوم كبير للجيش منذ أشهر لاستعادة أجزاء من العاصمة تسيطر عليها قوات الدعم السريع شبه العسكرية المنافسة.
ويأتي ذلك في الوقت الذي تتصدر فيه قضية السودان جدول أعمال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك هذا الأسبوع.
وعلى هامش المحادثات، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لرئيس أركان الجيش عبد الفتاح البرهان "عن قلقه إزاء تصعيد الصراع في السودان"، بحسب ما أعلنت الأمم المتحدة الأربعاء.
وقال مصدر في الجيش السوداني لوكالة فرانس برس إن قوات الجيش "تخوض معارك ضارية ضد الميليشيات المتمردة داخل الخرطوم"، في إشارة إلى قوات الدعم السريع.
وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول له التحدث إلى وسائل الإعلام، إن قوات الجيش عبرت ثلاثة جسور رئيسية فوق نهر النيل - الذي يفصل أجزاء من العاصمة التي يسيطر عليها الجيش عن تلك الخاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع.
منذ أبريل/نيسان 2023، عندما اندلعت الحرب بين القوات المسلحة السودانية بقيادة البرهان ونائبه السابق، قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، نجحت القوات شبه العسكرية في دفع الجيش إلى خارج الخرطوم تقريبًا.
وفي أعقاب هجومه الكبير الأخير في فبراير/شباط، استعاد الجيش أجزاء كبيرة من أم درمان، المدينة التوأم للعاصمة الواقعة على الضفة الأخرى من النهر، وجزء من الخرطوم الكبرى.
- قصف "مكثف" -
وقال عدد من سكان أم درمان إن "قصفا مدفعيا مكثفا" بدأ في ساعة مبكرة من فجر الخميس، حيث سقطت القذائف على المباني السكنية بينما حلقت طائرات حربية عسكرية في سماء المنطقة.
منذ بدء الحرب، دارت أغلب معاركها الأسوأ في مناطق ذات كثافة سكانية عالية، واتهم كلا الجانبين بقصف المناطق السكنية بشكل عشوائي.
وقد أسفرت الحرب بالفعل عن مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص، حيث تتراوح التقديرات على نطاق واسع بين 20 ألفًا و150 ألفًا، وفقًا للأطباء.
وقد أدى ذلك أيضًا إلى خلق أكبر أزمة نزوح في العالم، وفقًا للأمم المتحدة.
وأجبر أكثر من 10 ملايين شخص ـ أي نحو خمس سكان السودان ـ على النزوح من منازلهم داخل البلاد، وفر مليونان آخران إلى الدول المجاورة، بحسب الأمم المتحدة.
أعلنت المجاعة في مخيم زمزم للاجئين في دارفور بالقرب من مدينة الفاشر، حيث شنت قوات الدعم السريع نهاية الأسبوع الماضي هجوما واسع النطاق بعد أشهر من الحصار.
الفاشر هي العاصمة الوحيدة من بين خمس عواصم ولايات في منطقة دارفور الشاسعة التي لم تسيطر عليها قوات الدعم السريع بعد.
وفي لقائه مع البرهان، قال غوتيريش إن الحرب "تنطوي على خطر امتدادها إلى منطقة إقليمية"، بحسب الأمم المتحدة.
وقالت منسقة الإغاثة في الأمم المتحدة جويس ميسويا في تصريح منفصل إن "الناس في السودان تحملوا 17 شهرا من الجحيم، والمعاناة مستمرة في الازدياد".
Your browser does not support the video tag.
المصدر: شبكة الأمة برس
إقرأ أيضاً:
الجيش السوداني: مقتل 41 مدنيا بقصف مدفعي للدعم السريع على الفاشر
السودان – أعلن الجيش السوداني، الثلاثاء، مقتل 41 مدنيا بينهم أطفال ونساء وإصابة عشرات آخرين، جراء قصف مدفعي لقوات الدعم السريع استهدف مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، غربي البلاد.
وأفادت الفرقة السادسة مشاة للجيش بالفاشر في بيان، بأن “قوات الدعم السريع واصلت نهجها الإجرامي عبر استهداف الأحياء السكنية في مدينة الفاشر بالقصف المدفعي، أمس الاثنين” .
وأضاف البيان أن القصف أدى إلى “استشهاد 41 مواطنا بينهم أطفال ونساء، وإصابة العشرات بجروح متفاوتة، تم نقلهم إلى المستشفيات لتلقي العلاج”.
وأشار الجيش في بيانه إلى أن قواته “تمكنت من صد الهجوم الشرس الذي شنته الدعم السريع على الفاشر”.
وذكر أن خسائر الدعم السريع في الهجوم “بلغت حوالي 600 قتيل، فضلا عن تدمير أكثر من 25 مركبة عسكرية”، بحسب المصدر ذاته.
وحتى الساعة 06:30 (ت.غ) لم يصدر تعليق من “الدعم السريع” بالخصوص، إلا أنها طالبت في بيان الثلاثاء، الجيش والقوات المساندة له (لم تسمها) بـ”تسليم السلاح وإخلاء مدينة الفاشر بصورة آمنة”.
والاثنين، اندلعت اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية في الفاشر، توقفت على إثرها عدد من المطابخ الخيرية عن تقديم وجبات الطعام داخل المدينة.
ومنذ 10 مايو/ أيار 2024، تشهد الفاشر اشتباكات بين الجيش و”الدعم السريع” رغم تحذيرات دولية من خطورة المعارك في المدينة، التي تعد مركز العمليات الإنسانية لولايات دارفور الخمس.
وتأتي هذه التطورات بعد هجوم متواصل لقوات الدعم السريع على مخيم “زمزم” للنازحين بالفاشر، استمر عدة أيام.
وفي 13 أبريل/ نيسان الجاري، أعلنت “الدعم السريع” السيطرة على المخيم بعد اشتباكات مع الجيش، ما أدى إلى سقوط 400 قتيل ونزوح أكثر من 400 ألف شخص، وفق الأمم المتحدة.
ويخوض الجيش السوداني و”الدعم السريع” منذ منتصف أبريل 2023 حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.
ومنذ أسابيع وبوتيرة متسارعة، بدأت تتناقص مساحات سيطرة الدعم السريع في ولايات السودان لصالح الجيش، وتمددت انتصارات الأخير في العاصمة الخرطوم بما شمل السيطرة على القصر الرئاسي، ومقار الوزارات بمحيطه، والمطار، ومقار أمنية وعسكرية.
وفي الولايات الـ17 الأخرى في السودان، لم تعد “الدعم السريع” تسيطر سوى على أجزاء من ولايتي شمال كردفان وغرب كردفان وجيوب في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، بجانب 4 من ولايات إقليم دارفور.
الأناضول