مؤرخ إسرائيلي: حرب لبنان لاستعادة الردع الذي فقدناه في 7 أكتوبر
تاريخ النشر: 26th, September 2024 GMT
قال المؤرخ والسفير الإسرائيلي السابق لدى الولايات المتحدة ميخائيل أورن إن الحرب التي تشنها إسرائيل في لبنان يجب أن تعمل على استعادة الردع الإسرائيلي الذي لم تتمكن تل أبيب من استعادته بعد هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، داعيا إلى استخلاص دروس مهمة من الماضي العسكري لواشنطن.
وفي مقاله في صحيفة يديعوت أحرونوت، قال أورن "بالنسبة لجميع الإسرائيليين، سيكون يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول دائما يوما يحمل في طياته المعاناة والجحيم والألم الشديد.
تشكيك
وبينما اعتبر أن إسرائيل -قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023- تمكنت من تعزيز مكانتها بوصفها قوة عسكرية رادعة في مواجهة إيران وحلفائها، وعززت اقتصادها وساعدت في تمهيد الطريق للسلام مع الدول العربية المهمة، أكد أن هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الذي "تمكنت فيه من قتل 1200 إسرائيلي وأسر 252، دمر صورة إسرائيل القوية".
وأشار أورن إلى أنه "وفقا لمعظم التقييمات المهنية، لم يتمكن الجيش الإسرائيلي بعد أكثر من 11 شهرا من القتال العنيف من استعادة سمعته ولم تهزم حماس بعد، على الرغم من الضربات القاسية التي تعرضت لها".
وتساءل "أين هو الجيش الذي هزم قوات 4 دول عربية في 6 أيام عام 1967، والذي سارع إلى التعافي من الهجمات المفاجئة لسوريا ومصر عام 1973، والذي أنقذ المحتجزين في عنتيبي عام 1976، وتمكن من تدمير المفاعل النووي العراقي في عام 1981؟".
ورأى السفير الإسرائيلي السابق أن ما جرى منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي ألقى بظلال من الشك على القدرات الدفاعية والهجومية لجيش الاحتلال، وأضر بأمن تل أبيب، في حين أدى الفشل في وقف قصف حزب الله لشمال إسرائيل لمدة عام كامل تقريبا إلى تفاقم هذا الضرر لأنها كانت تقوم بأعمال انتقامية محدودة شجعت الحزب على تكثيف إطلاق النار.
وعن الحرب في لبنان، قال أورن إن إسرائيل قضت على العشرات من قادة حزب الله ودمرت آلاف الصواريخ، ولكن "الحزب لا يزال أبعد ما يكون عن الهزيمة الكاملة ولم يستخدم بعد ذخيرته الأكثر دقة وفتكا".
وشدد على عدم تراجع إسرائيل عن هدفي وقف إطلاق الحزب النار عليها ودفعه إلى ما وراء نهر الليطاني، لأنه "إذا فشلت تل أبيب في تحقيق ذلك، فلن تتمكن من إعادة عشرات الآلاف من مواطنيها المشردين إلى ديارهم".
مخاطر
ورغم تقديره بأن تحقيق هذه الأهداف المحدودة ينطوي أيضا على خطر فتح جبهة أكثر قوة ضد إيران، وخلق توترات متزايدة مع البيت الأبيض الذي يسعى إلى تهدئة الوضع، فإنه يرى أن "مخاطر تجنب الحرب تفوق مخاطر استمرارها، لأن قدرة إسرائيل على تحقيق السلام والأمن في الأمد البعيد في الشرق الأوسط أصبحت على المحك، وليس فقط إنقاذ الشمال".
وقارن السفير الإسرائيلي السابق وضع إسرائيل الحالي بالوضع الذي أدى لدخول الولايات المتحدة إلى الحرب العالمية الثانية عام 1941 بعد هجوم اليابان المفاجئ على بيرل هاربر.
وقال "بعد 6 أشهر من بيرل هاربر، في معركة ميدواي، عكست القوات الأميركية ميزان القوى ضد اليابان وتمكنت من التعافي، وحققت انتصارات تاريخية كادت تمحو هذه الهزيمة من صفحات التاريخ، ولذلك يجب أن تعمل تل أبيب بالطريقة نفسها تماما، ومن أجل القيام بذلك يجب أن تحقق نصرا حاسما على حزب الله".
وخلص إلى أنه "عندما تواجه إسرائيل لبنان، هذه هي معركتها من أجل ميدواي". وإذا ترددت في القضاء على الحزب، فلن يمكنها استعادة سمعتها التي فقدتها في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، "وسيرافقنا الألم والصدمة في ذلك اليوم لبقية أيامنا، يجب أن نفعل كل شيء لاستعادة صورة إسرائيل في الردع والقوة".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات أکتوبر تشرین الأول حزب الله تل أبیب یجب أن
إقرأ أيضاً:
كيف تبخرت جثث 2800 شهيد في قطاع غزة؟ وما السلاح الذي استعملته إسرائيل؟
قال الدفاع المدني في قطاع غزة إن أكثر من 2800 شهيد قد تبخرت جثثهم، فما طبيعة السلاح الذي يمكن أن يبخر الجثث؟ وما تأثيراته على جسم الضحية إذا لم يقتله على الفور؟
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني في قطاع غزة الرائد محمود بصل -اليوم الاثنين- إن "عدد الشهداء الذين تبخرت أجسادهم ولم نجد لهم أثرا بسبب القصف الإسرائيلي بلغ 2842 شهيدا".
وأكد -في مؤتمر صحفي عقده وسط مدينة غزة- أن طواقم الدفاع المدني في أرجاء القطاع تواصل انتشال الجثث المتحللة لعشرات الشهداء، سواء الموجودة تحت الأنقاض أو التي تركت بالشوارع، ولم يمكن الوصول إليها بسبب القصف الإسرائيلي وحجم الدمار، وقلة الإمكانيات، خاصة في غياب الآليات الثقيلة.
وتابع "انتشلت طواقمنا في جميع محافظات القطاع جثث أكثر من 38 ألف شهيد، وأكثر من 97 ألف مصاب من الأماكن والمنازل والمباني التي استهدفتها إسرائيل منذ بداية الحرب على غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023".
وطالب الرائد بصل بالسماح بإدخال طواقم دفاع مدني عربية وأجنبية إلى القطاع المحاصر، للمساعدة في البحث عن جثث أكثر من 10 آلاف شهيد لا تزال أجسادهم تحت الأنقاض حتى الآن.
وقال المركز الفلسطيني للإعلام -في تقرير نشر بداية ديسمبر/كانون الأول 2024- إن الاحتلال الإسرائيلي استخدم أسلحة محرمة دوليا تؤدي إلى حرق الأجساد وتبخرها إلى حد التلاشي.
إعلانوأضاف المركز أن "آلاف الشهداء قضوا بقنابل لا تعرف ماهيتها حتى الآن، لكنها تؤدي إلى إذابة الجثث وتبخرها جراء الحرارة العالية التي تنبعث عند وقوع الانفجار وتحول الأجساد الواقعة في (عين الاستهداف) إلى ذرات صغيرة لا ترى بالعين المجردة تتطاير وتذوب في الهواء والتربة".
ونقل التقرير عن المدير العام لوزارة الصحة في غزة منير البرش تصريحه بأن جيش الاحتلال يستخدم أسلحة لا يعرف كنهها في شمال القطاع تؤدي إلى تبخر الأجساد.
وأكد البرش في تصريحات صحفية متعددة أن نتيجة القصف الإسرائيلي المتواصل بهذه الأسلحة المحرمة، اختفت جثامين عائلات كاملة بعد قصفها، ولم تعثر عليها طواقم الدفاع المدني.
وأضاف أن من بين الأسلحة المستخدمة قنابل شديدة الانفجار ذات أصوات "مرعبة"، وعندما يقترب منها الشخص مسافة 200- 300 متر يتبخر.
عند أي درجة حرارة يتبخر الجسم البشري؟لا يوجد جواب علمي موثق لهذا السؤال، ولكن -علميا- درجة الحرارة المطلوبة لحرق الجثث (cremate) في إجراءات الحرق تتراوح بين 800 وألف درجة مئوية. وتعمل الحرارة الشديدة داخل الفرن الصناعي المعروف باسم غرفة حرق الجثث على تفكك الجثة حيث تعمل على تقليص الجثة إلى مركباتها الكيميائية الأساسية من الغازات والرماد والشظايا المعدنية.
تشير معطيات متعددة -وصلنا إليها في إعداد هذا التقرير- إلى أن درجة حرارة تتراوح من 1500 إلى 3000 درجة مئوية ستكون كافية لتبخير الجثة، خاصة مع تزامنها مع ضغط قوي للغاية نتيجة تفجير.
هذا يعني أن تبخر الجثث في قطاع غزة سيكون ناجما عن أسلحة تؤدي لارتفاع درجة حرارة المنطقة المستهدفة إلى أكثر من 1500 درجة مئوية، مع حدوث ضغط كبير على البدن. وهذا يقودنا إلى نوع السلاح الذي قد يقود إلى تبخر الجثث، وهو القنبلة الحرارية أو الفراغية.
ما القنبلة الحرارية؟القنبلة الحرارية (وتسمى أيضا القنبلة الفراغية أو المتفجرات الهوائية الوقودية) هي قنبلة تتكون من حاوية وقود بها شحنتان متفجرتان منفصلتان، وهذا وفقا لتقرير نشره موقع "بي بي سي".
إعلانويمكن إطلاق القنبلة الحرارية كصاروخ أو إسقاطها كقنبلة من طائرة. عندما تضرب هدفها، تفتح الشحنة المتفجرة الأولى الحاوية وتنتشر على نطاق واسع خليط الوقود كسحابة.
يمكن لهذه السحابة اختراق أي فتحات أو دفاعات في المباني غير محكمة الغلق تماما.
ثم تفجر شحنة ثانية السحابة، مما ينتج عنها كرة نارية ضخمة وموجة انفجار هائلة وفراغ يمتص كل الأكسجين المحيط. يمكن للسلاح تدمير المباني والمعدات المحصنة وقتل أو إصابة الناس.
تستخدم هذه الأسلحة لأغراض متنوعة وتأتي بأحجام مختلفة، بما في ذلك الأسلحة التي يستخدمها الجنود الأفراد مثل القنابل اليدوية وقاذفات الصواريخ المحمولة باليد.
كما تم تصميم نسخ ضخمة يتم إطلاقها من الجو، خصيصا لقتل المدافعين في الكهوف ومجمعات الأنفاق، وتكون تأثيرات هذا السلاح أشد في الأماكن المغلقة.
في عام 2003، اختبرت الولايات المتحدة قنبلة تزن 9800 كجم، أطلق عليها لقب "أم القنابل". وبعد 4 سنوات، طوّرت روسيا جهازا مشابها، وهو "أبو القنابل". وقد أحدث هذا الجهاز انفجارا يعادل قنبلة تقليدية تزن 44 طنا، مما يجعله أكبر جهاز متفجر غير نووي في العالم.
نظرا لتأثيرها المدمر، وفعاليتها ضد الأشخاص الذين يختبئون في المباني أو المخابئ، فيتم استخدام القنابل الحرارية بشكل أساسي في البيئات الحضرية (كما في قطاع غزة).
في بيان نشر في 30 أبريل/نيسان 2024، دعا المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إلى "تحقيق دولي لفحص احتمال استخدام إسرائيل لأسلحة محظورة دوليا، بما في ذلك القنابل الحرارية، والتي تعمل أولا باستخدام متفجرات تقليدية صغيرة لخلق سحابة من الجسيمات أو القطرات شديدة الاشتعال. ثم يقوم جهاز متفجر ثان بإشعال سحابة المواد القابلة للاشتعال، مما ينتج عنه درجات حرارة عالية للغاية تصل إلى 2500 درجة مئوية، مما يتسبب في حرق شديد للجلد وأجزاء الجسم الداخلية، وحرق الجثث إلى حد الذوبان الكامل أو التبخر، خاصة في المناطق حيث تكون سحابة الانفجار أكثر كثافة".
إعلانوأضاف المرصد "يتعين على المحققين تحديد النوع الدقيق للسلاح المستخدم؛ وتشير التقديرات الأولية إلى أن بعض الجثث ربما بدأت أيضا في التحلل إلى رماد بعد فترة من الوفاة، نتيجة للظروف التي تسببها القنابل الحرارية".
أيضا هناك احتمالية أن يكون تبخر الجثث ناجما عن القنابل الفوسفورية، والتي تشير تقارير إلى استخدام القوات الإسرائيلية لها بكثافة، وهي أسلحة حارقة تحتوي على الفسفور الأبيض كحمولة أساسية، جرى تصميمها لتوليد حرارة شديدة تبلغ قرابة ألف درجة مئوية، إلى جانب قوتها التدميرية.
ما تأثيرات القنبلة الحرارية على صحة الموجودين في منطقة التفجير؟إذا لم يمت الشخص أو يتبخر في منطقة تفجير القنبلة الحرارية على الفور، فمن المتوقع أن يواجه تداعيات صحية متعددة
وتؤدي القنبلة الحرارية إلى موجة صدمة وضغط، يتسبب هذا في تعطيل المساحات الهوائية في الجسم، وهذا يؤثر بشكل أساسي على الجهاز الرئوي والقلب والأوعية الدموية والسمعي والجهاز الهضمي والجهاز العصبي المركزي.
الجهاز الرئويقد تؤدي القنبلة الحرارية إلى تمزق الحويصلات الهوائية، وهذا يقود إلى تسرب السوائل إلى الرئتين، مما قد يؤدي إلى امتلائهما.
المضاعفات الأخرى لتمزق الحويصلات الهوائية هي الانسدادات الغازية الشريانية ونزيف الصدر.
الجهاز القلبي الوعائيقد يتأثر الجهاز القلبي الوعائي بانسداد هوائي في القلب أو الشرايين التاجية أو بسبب تلف منتشر لعضلة القلب.
الجهاز السمعيفي التلف الخفيف، يتمزق غشاء الطبلة مع فقدان سمع خفيف. في الحالات الأكثر شدة، يمكن أن يتفكك الغشاء وتتحرك العظيمات، مما يتطلب تدخلا جراحيا. في أسوأ الحالات، تتضرر الأذن الداخلية مما ينتج عنه صمم "حسي عصبي" وألم معوق وغثيان ومشاكل في التوازن.
الجهاز الهضمييحدث تلف الجهاز الهضمي عندما تعبر موجات الضغط الناجم عن القنبلة جيوب الغاز المحاصرة في الأمعاء. تحدث الكدمات في الحالات الخفيفة، ولكن في الحالات الشديدة، قد يحدث ثقب في الأمعاء.
إعلان الجهاز العصبي المركزيالإصابة الرئيسية للجهاز العصبي المركزي من الانفجار الأولي هي الانسداد الغازي الشرياني الدماغي وقد يتسبب هذا في الوفاة.