تضارب في التصريحات، خلال الساعات الماضية، وقع بشأن التوقيع على مقترح اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان ودولة الاحتلال الإسرائيلية؛ إذ زعمت وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية، بأنّ نجيب ميقاتي، رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبناني، وقع على المقترح بعد لقائه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن والمبعوث الأمريكي آموس هوكشتاين في نيويورك.

 

ماذا قال مكتب رئيس الوزراء اللبناني؟ 

ونفت رئاسة الوزراء اللبنانية، في بيان، توقيع نجيب ميقاتي على مقترح اتفاق لوقف إطلاق النار بعد لقائه مسؤولين أمريكيين، بحسب ما جاء في «القاهرة الإخبارية»، والتي أكدت نقلا عن مكتب ميقاتي، أن «هذا الكلام غير صحيح على الإطلاق، ونذّكر بما كان أعلنه رئيس الوزراء فور صدور النداء المشترك بمبادرة من الولايات المتّحدة الأمريكية وفرنسا، وبدعم من الاتحاد الأوروبي وعدد من الدول الغربية والعربية، لإرساء وقف مؤقت لإطلاق النار في لبنان، حيث قال بالحرف: نرحب بالبيان وتبقى العبرة في التطبيق عبر التزام إسرائيل بتنفيذ القرارات الدولية. فاقتضى التوضيح». 

وبحسب الصحف الأمريكية، نقلا عن مسؤولين أمريكيين، أنهم يتطلعون إلى استغلال توقف القتال لمدة 3 أسابيع لاستئناف المفاوضات المتوقفة من أجل وقف إطلاق النار في غزة واتفاق إطلاق سراح المحتجزين بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية. 

جانب دولة الاحتلال الإسرائيلي 

وفي وقت سابق، أعلن بنيامين نتنياهو، مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، أن الأنباء عن وقف إطلاق النار غير صحيحة ورئيس الوزراء لم يرد على العرض الأمريكي الفرنسي، وذلك بعد تقارير بشأن إعطاء الضوء الأخضر لبحث الاتفاق، في حين يعارض اليمين المتطرف الإسرائيلي المبادرة الأمريكية الفرنسية.

ومن جهته، رفض يسرائيل كاتس، وزير الخارجية الإسرائيلي، اليوم، مقترحات وقف إطلاق النار في لبنان لمدة 21 يومًا، قائلا في بيان نشره على منصة «إكس» للتواصل الاجتماعي: «لن يكون هناك وقف لإطلاق النار في الشمال.. سنواصل القتال ضد حزب الله بكل قوتنا حتى النصر والعودة الآمنة لسكان الشمال إلى ديارهم، لا يجب منح حزب الله وقتًا للتعافي من الضربات الثقيلة التي تلقاها ولإعادة تنظيم صفوفه لمواصلة الحرب بعد 21 يومًا».

كانت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وعدد من الدول حول العالم دعت إلى وقف فوري لإطلاق النار مدته 21 يومًا بين حزب الله وإسرائيل، في ظل استمرار عدوان جوي إسرائيلي واسع على لبنان يتسبب في سقوط العديد من الشهداء والجرحى المدنيين.

وجاء في بيان مشترك للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول عدة، بأن الوضع بين لبنان وإسرائيل يمثل خطرًا لتصعيد إقليمي أوسع، وحان الوقت لإبرام تسوية تمكن المدنيين على جانبي الحدود من العودة لديارهم، كما ذكرت الدول الموقعة على البيان المشترك، أنها على استعداد لتقديم الدعم الدبلوماسي للتوصل لاتفاق ينهي الأزمة بين لبنان وإسرائيل.  

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: لبنان جنوب لبنان وقف إطلاق النار إسرائيل وقف إطلاق النار إطلاق النار فی رئیس الوزراء

إقرأ أيضاً:

هدنة غزة بين التمديد والانهيار.. هل يناور نتنياهو لاستئناف القتال؟

يشهد قطاع غزة تطورات متسارعة بشأن تمديد وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، وسط جهود دبلوماسية مكثفة تقودها أطراف دولية وإقليمية.

وبينما يسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى تمديد الهدنة، تبرز تحديات وتعقيدات تهدد استمرارها، خصوصًا مع تهديدات إسرائيلية بالتصعيد وانتقادات دولية لسياساتها تجاه القطاع.

تمديد وقف إطلاق النار واستئناف القتال المحتمل 

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نيته تمديد وقف إطلاق النار أسبوعًا إضافيًا، على الأقل حتى وصول المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف إلى المنطقة.

ورغم ذلك، أكد مقربون منه أنه يدرس استئناف القتال، لكنه ينتظر نتائج جهود الدول الوسيطة لتمديد المرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى.

وذكرت الصحافة الإسرائيلية أن نتنياهو هدد بممارسة ضغط أكبر على حركة حماس من خلال تهجير سكان شمال غزة إلى الجنوب، وقطع الكهرباء، واستئناف القتال الشامل. ويأتي هذا التهديد في ظل تباين وجهات النظر داخل الحكومة الإسرائيلية حول كيفية التعامل مع الوضع الراهن في غزة.

وأكدت حركة حماس أن إسرائيل لن تحصل على المحتجزين إلا من خلال صفقة تبادل أسرى. كما شددت على رفضها تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق دون تنفيذ جميع مراحله كما تم التوقيع عليها، مما يعكس تشددها في المفاوضات ويعقد جهود الوساطة.

التطورات الميدانية 

على الصعيد الميداني، أفادت مصادر طبية ووسائل إعلام محلية بأن طائرة مسيرة إسرائيلية استهدفت منطقة رفح بجنوب قطاع غزة، ما أدى إلى مقتل فلسطينيين. ويأتي هذا التصعيد في وقت تواجه فيه إسرائيل انتقادات دولية حادة بسبب سياستها تجاه القطاع.

وواجهت إسرائيل انتقادات حادة، خاصة بعد قرارها وقف دخول جميع المواد الغذائية والإمدادات إلى غزة، ما دفع مصر وقطر، الوسيطتين في المحادثات، إلى اتهامها بخرق القانون الإنساني الدولي من خلال استخدام التجويع سلاحًا ضد الفلسطينيين. كما وصفت حركة حماس هذه الإجراءات بأنها "جريمة حرب" و"هجوم سافر" على الهدنة.

المفاوضات حول المرحلة الثانية من الاتفاق 

في إطار الجهود الدولية لتمديد الهدنة، طرحت الولايات المتحدة اقتراحًا جديدًا يقضي بتمديد المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار حتى نهاية عيد الفصح اليهودي في 20 أبريل. 

ووفقًا لهذا الاقتراح، ستطلق حماس سراح نصف الرهائن في اليوم الأول، بينما سيتم الإفراج عن الباقين عند التوصل إلى اتفاق حول وقف إطلاق نار دائم.

وأعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن قلقها من التصعيد، مشيرة إلى أن وقف إطلاق النار ساهم في إنقاذ العديد من الأرواح. كما حذر منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، توم فليتشر، من أن أي تراجع عن التقدم الذي تحقق قد يؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني. من جهتها، اتهمت منظمة أطباء بلا حدود إسرائيل باستخدام المساعدات الإنسانية كورقة مساومة، ووصفت ذلك بأنه "غير مقبول".

التحذيرات الأممية والمطالبات القانونية 

حث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش جميع الأطراف على العمل لمنع العودة إلى الأعمال العدائية، مطالبًا بالسماح بوصول المساعدات الإنسانية دون عوائق. وفي الوقت نفسه، قدمت خمس منظمات غير حكومية التماسًا إلى المحكمة العليا الإسرائيلية لمنع الحكومة من منع دخول المساعدات إلى غزة، معتبرة أن ذلك يشكل انتهاكًا للقانون الدولي.

وتعاني غزة من أزمة إنسانية حادة بسبب الحرب المستمرة، حيث أصبح معظم سكانها يعتمدون بشكل كامل على المساعدات الدولية. وخلال المرحلة الأولى من الهدنة، دخلت حوالي 600 شاحنة مساعدات يوميًا، مما خفف جزئيًا من خطر المجاعة. ومع ذلك، فإن قرار إسرائيل بوقف دخول المساعدات يثير مخاوف متزايدة بشأن تدهور الوضع الإنساني.

ومع استمرار الجهود الدولية لمنع انهيار الهدنة في غزة، يبقى الوضع على المحك بين التصعيد والتهدئة. وبينما تضغط الأطراف الوسيطة لتمديد وقف إطلاق النار، فإن القرارات الإسرائيلية والردود الفلسطينية ستحدد مستقبل الهدنة، وسط قلق دولي من تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع.

الدكتور عمرو حسيننتنياهو يناور

وفي هذا السياق، قال الباحث في العلاقات الدولية، الدكتور عمرو حسين، إن حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية تعمدت عرقلة الصفقة بعد تنفيذ المرحلة الأولى، معتبرًا أن ذلك يمثل انتهاكًا صارخًا للاتفاق الموقع في الدوحة. 

وأضاف حسين في تصريحات لـ “صدى البلد”، أن مماطلة نتنياهو في بدء المرحلة الثانية تكشف رغبته في كسب مزيد من الوقت لإرضاء اليمين المتطرف، خصوصًا بقيادة بتسلئيل سموتريتش، لضمان بقاء حكومته وعدم تفكك الائتلاف الحاكم.

ولفت حسين إلى أن سلوك حكومة نتنياهو يعكس مخططًا توسعيًا واضحًا، إذ ترفض إسرائيل تنفيذ الانسحاب من محور فيلادلفيا وفق الاتفاق، مع استمرارها في التمركز بخمسة مواقع عسكرية في لبنان، والتوغل في السويداء والقنيطرة وجنوب درعا. 

وأشار إلى أن ما يحدث في الضفة الغربية من عمليات إبادة وتهجير يعزز الشكوك حول نية الحكومة الإسرائيلية استئناف الحرب وإطالة أمدها، في محاولة من نتنياهو للبقاء في السلطة بأي ثمن.

مقالات مشابهة

  • هدنة غزة بين التمديد والانهيار.. هل يناور نتنياهو لاستئناف القتال؟
  • رئيس وزراء بريطانيا: فشل مقترح الهدنة في أوكرانيا ودعم غير مسبوق لكييف
  • الاتحاد الأوروبي يدعو إلى استئناف سريع للمفاوضات بين حماس وإسرائيل
  • الاحتلال يكشف تفاصيل مقترح تمديد الهدنة ونتنياهو يهدد بالتصعيد
  • هذا ما وافق عليه لبنان في اعلان وقف اطلاق النار
  • إسرائيل تكشف تفاصيل مقترح تمديد الهدنة وتخطط للتصعيد
  • الصليب الأحمر يؤكد ضرورة الحفاظ على الهدنة في غزة
  • غموض يحيط باتفاق وقف إطلاق النار.. وخبير يكشف موقف حماس وإسرائيل
  • رئيس الوزراء البريطاني: هدفي الرئيسي إعادة التركيز على وقف إطلاق النار في أوكرانيا
  • حماس وإسرائيل.. هل تستأنف المفاوضات أم الحرب؟