النزوح إلى سوريا.. أين يتمركز اللبنانيون؟
تاريخ النشر: 26th, September 2024 GMT
كتب موقع العربية: في منطقة الكولا وعلى بُعد عدّة كيلومترات من الضاحية الجنوبية لبيروت التي استهدفت فيها إسرائيل على مدى الأيام الماضية قادة ومسؤولين من "حزب الله"، وعلى وقع التصعيد الأخير في جنوب لبنان، ينتظر عدد كبير من النازحين السوريين الحافلات لتقلّهم إلى الداخل السوري بعدما اتخذ العديد منهم قرار العودة إلى بلدهم عقب سنواتٍ طويلة من اللجوء في لبنان، هرباً من القصف الإسرائيلي الذي تصاعدت وتيرته خلال هذا الأسبوع.
ورغم قرار الهروب والعودة إلى بلدهم، اشتكى العديد من السوريين الراغبين في العودة من ارتفاع بدل أجرة الركّاب، إذ تفرض شركات النقل أسعاراً باهظة تصل إلى مبلغ 350 دولاراً أميركياً على الشخص الواحد للوصول إلى مدينة إدلب السورية، وفق ما كشف لـ"العربية.نت" سائق ولاجئ عادت عائلته إلى المدينة الخاضعة لسيطرة "هيئة تحرير الشام".
استثناءات محدودة
وأكد بعض المسافرين أن "التسهيلات على الجانب السوري في المعبر الحدودي، لم تتغير ولا تزال الإجراءات كما كانت قبل الحرب، باستثناء فرض دفع مئة دولار على كل السوريين العائدين إلى البلد"، لافتين إلى أنه "قد يعفى من دفع هذا المبلغ كل من ليس لديه أي أغراضٍ أو أثاث أو جاء مشياً على الأقدام مع أهله، ولكن أغلب الناس لا يتم إعفاؤهم من الدفع، إلاّ بعض الأشخاص الذين يتضح عليهم أنهم فقراء"، وفق ما وصف عدة سوريين عادوا مؤخراً من بيروت إلى مدينة حلب.
كما أشار أحد اللاجئين إلى أنه "لا يمكن القول إن هناك تسهيلات للعودة، لكن هناك تسريع لمعاملات الدخول لأكبر عدد ممكن من القادمين فقط". أما بالنسبة للخدمة الإلزامية بالجيش السوري، والتي على إثرها يرفض الآلاف من الشبان السوريين العودة، أوضح شاب عائد إلى إدلب أن "الشبان يدخلون على الحدود ويقولون لهم راجعوا شعبة التجنيد بعد ثلاثة أو خمسة شهور، لأن المدة الخارجية للعفو كانت ستة أشهر، لذا فإن الموضوع بهذا الجانب جيد نوعاً ما، ولا يتم إمساك أو إيقاف أي من العائدين. وهذا الإجراء كان يطبق قبل الحرب أيضاً لكنه بات يأخذ حيّزاً مهماً الآن".
وعن موضوع الازدحام، أكد لاجئ آخر "أن الزحمة قد تصل إلى كيلومترات على الحدود، خاصة على معبر جديدة يابوس"، مشددا على أن "الموضوع صعب جدا ومعقد بسبب كثافة أعداد العائدين".
كما أوضح أن "موضوع المئة دولار يتسبب بمشكلة أيضاً" وقال: "حين دخلنا الحدود كان محافظ ريف دمشق هناك يتفقد الناس، فاشتكوا من مسألة دفع مئة دولار لأن هناك نازحين ليس لديهم هذا المبلغ، خاصة أن أغلبهم خرجوا هرباً من القصف ولا يملكون هذا المبلغ".
وعلى وقع التصعيد الإسرائيلي في لبنان، فرّ آلاف اللبنانيين والسوريين على حد سواء إلى سوريا، وبلغ عددهم حتى الآن أكثر من 27 ألفاً.
فيما ارتفع الازدحام على المعابر الحدودية بين البلدين مع تواجد آلاف الحافلات، وفق ما أكدت مصادر مطلعة للعربية.نت.
وتوجه معظم اللبنانيين إلى ريف دمشق، في حين توزع السوريون على مختلف المحافظات.
لكن هناك آلاف العائلات السورية التي نزحت من جنوب لبنان إلى بيروت دون أن تتخذ قرار العودة، بل توجهت معظم هذه العائلات إلى منازل أقاربها في أحياء بيروت مثل برج حمود والدورة وسن الفيل والدكوانة. (العربية)
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
ما دوافع فرنسا من العودة إلى المشهد السوري بعد سقوط الأسد؟
سلطت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية الضوء على استضافة باريس المؤتمر الدولي الثالث حول سوريا منذ سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، مشيرة إلى أن فرنسا، التي أصبحت مهمشة في الأزمة في الشرق الأوسط، تعود الآن إلى الانخراط في لبنان وسوريا، حيث يمتد دورها التاريخي، وتحتفظ ببعض أدوات النفوذ في المنطقة.
وبحسب تقرير نشرته الصحيفة الفرنسية، فإن فرنسا تسعى إلى "المساعدة في المناورة" من خلال "قلب الطاولة" لاستعادة نفوذها في سوريا.
وأوضحت الصحيفة أن المؤتمر يهدف إلى الاستجابة لـ"احتياجات عاجلة" في سوريا، وهي دعم الانتقال السلمي الذي يحترم سيادة سوريا وأمنها، وحشد شركاء سوريا لدعم إعادة الإعمار والاستقرار، ومعالجة قضايا العدالة وتعزيز مكافحة الإفلات من العقاب.
وأضافت أن المؤتمر، المخصص لتنسيق المساعدات الدولية، تم تنظيم نسخته الأولى في العقبة بالأردن، وعقد أمس الخميس في العاصمة الفرنسية باريس، في إطار الجهود الرامية إلى تنسيق الجهود الدولية لمساعدة سوريا.
وقالت الصحيفة إن فرنسا لديها ثلاثة دوافع رئيسية للعودة إلى المشهد السوري. أولا، دعم تطلعات الشعب السوري منذ بداية الأزمة في عام 2011، حيث تبنت باريس موقفًا مساندًا للمعارضة ضد النظام السابق.
ثانيا، مكافحة الإرهاب، إذ ترى الصحيفة أن أي اضطراب في العملية الانتقالية قد يؤدي إلى عودة نشاط تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، وهو ما يشكل تهديدًا مباشرًا للاستقرار الإقليمي والدولي.
ثالثا، التعامل مع ملف الجهاديين الفرنسيين، حيث لا يزال العديد منهم موجودين في سوريا، بعضهم أحرار في الشمال الغربي، والبعض الآخر في سجون الأكراد في الشمال الشرقي. وأكدت الصحيفة أن باريس تشعر بالقلق من الدور الذي قد يلعبه هؤلاء المتطرفون في حال حدوث فوضى خلال عملية إعادة هيكلة البلاد.
وأشارت الصحيفة إلى أن فرنسا تسعى للعب دور الوسيط بين دمشق وقوات سوريا الديمقراطية "قسد"، حيث نقلت عن دبلوماسي فرنسي قوله إن باريس تريد التأكد من أن استعادة السلطات السورية الجديدة سيطرتها على كامل الأراضي تتم بتفاهم جيد مع الحلفاء الأكراد، الذين كانوا في طليعة القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
وأضافت أن طموحات باريس تتمثل في ضمان "اندماج كامل" للأكراد في العملية السياسية، بحيث لا يتم تهميشهم أو استبعادهم من مستقبل البلاد.
أكدت الصحيفة أن فرنسا تريد سوريا "حرة وذات سيادة"، بعيدة عن نفوذ روسيا وإيران، ولا تشكل بعد الآن وسيلة لنقل الأسلحة إلى المليشيات الشيعية التي تزعزع استقرار المنطقة.
وذكرت أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون شدد، في مكالمته الهاتفية الأخيرة مع الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية أحمد الشرع، على "دعم فرنسا الكامل لمرحلة الانتقال في سوريا"، كما أكد على جهوده لرفع العقوبات عن سوريا و"فتح الطريق أمام النمو والتعافي".
رغم هذه الجهود، قالت الصحيفة إن العديد من الأسئلة لا تزال دون إجابة، لا سيما ما يتعلق بدور روسيا التي لم تتنازل عن نفوذها في سوريا رغم سقوط حليفها بشار الأسد، وكذلك موقف الإدارة الأمريكية الجديدة، الذي لا يزال غير واضح حتى الآن.
وأشارت إلى أن تركيا، التي شاركت أيضا في مؤتمر باريس، تهدد بعملية عسكرية ضد قوات سوريا الديمقراطية، وهو ما يزيد من تعقيد المشهد السوري ويطرح تحديات إضافية أمام الدور الفرنسي في المنطقة.