26 سبتمبر، 2024

بغداد/المسلة: العراق يشهد أزمة حادة في مجال المشاريع التنموية والخدمية، حيث تواجه البلاد تحديات هائلة في تنفيذ 1291 مشروعًا عالقًا.

وهذه الأرقام تعكس عمق المشكلات التي يعاني منها قطاع المشاريع، التي تشمل مجالات حيوية مثل الإسكان، الكهرباء، الصحة، والتعليم. فرغم الوعود الحكومية المتكررة بإعادة تفعيل هذه المشاريع، إلا أن الإنجاز على الأرض يبدو بطيئًا وغير ملموس.

أحد أبرز الأسباب التي تقف وراء هذا التأخير هو الفساد المالي والإداري، حيث تُحاط عمليات إحالة المشاريع بشبهات فساد تشمل شركات ومقاولين مرتبطين بجهات نافذة.

وهذه الشركات تتمتع بحصانة غير معلنة أمام أي محاسبة قانونية فعّالة.

ويتضح ذلك من خلال غياب العقوبات الجزائية على تلكؤ الشركات في تنفيذ العقود، حيث يبقى العقاب مقتصرًا على العقوبات المدنية المحدودة مثل مصادرة كفالة حسن الأداء.

العراق لم يفتقد فقط إلى القدرة على تمويل هذه المشاريع نتيجة الأزمات الاقتصادية المتعاقبة، بل يعاني أيضًا من غياب تخطيط استراتيجي مدروس.

وأدت قرارات غير محسوبة الى احالة آلاف المشاريع دفعة واحدة دون النظر إلى القدرات المتاحة لتنفيذها بشكل مستدام على المدى الطويل.

وتقول تقارير ان هذه القرارات أدت إلى إيقاف مشاريع بمليارات الدولارات، وخسائر مالية هائلة تصل إلى 300 مليار دولار منذ عام 2003.

ويقول المتحدث باسم وزارة التخطيط، عبد الزهرة الهنداوي إن “جهود الوزارة مستمرة مع الجهات المعنية لمعالجة مشكلات المشاريع المتلكئة في مختلف القطاعات”، مستدركاً أن “الأولية أعطيت لمشاريع القطاع الصحي والمستشفيات”.
ويردف، أن “أسباب توقف المشاريع مختلفة، ولكن أبرزها هو قرار 347 لسنة 2015 الذي قضى بإيقاف تنفيذ المشاريع، بسبب الضائقة المالية التي كان يمر بها العراق”.
ويوضح، أن “عدد المشاريع المتلكئة 1291 مشروعاً”، مشيراً إلى أنه “شُكِّل لجان للنظر بالمشاريع المتلكئة”.
ويتابع، أن “هناك الكثير من المشاريع استئناف العمل بها يعد وضع المعالجات”.

الظاهرة التي تسود هنا ليست مجرد تلكؤ في الإنجاز، بل تمتد إلى وجود ما يسمى “المشاريع الوهمية”، حيث لم يتم تنفيذها على أرض الواقع رغم وجود ميزانيات مخصصة لها. مثل هذه المشاريع تكشف عن ثغرات في الرقابة الحكومية، بالإضافة إلى التحديات التي تفرضها الأزمات الأمنية والسياسية.

مع ذلك، تواصل الحكومة الحالية الإعلان عن خطط لتصحيح المسار، مشيرة إلى استئناف العمل في بعض المشاريع وإتمام 366 مشروعًا خلال العام الماضي. لكنها ما تزال بعيدة عن تحقيق إنجاز ملموس بالنظر إلى الحجم الكلي للمشاريع العالقة. ويبقى المواطن العراقي يدفع ثمن هذا التلكؤ، إذ يعاني من نقص الخدمات الأساسية، من كهرباء إلى مياه نظيفة ورعاية صحية ملائمة.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: المشاریع المتلکئة

إقرأ أيضاً:

هل العراق دخل ميدان الحرب عبر قصف الفصائل لإسرائيل؟

25 سبتمبر، 2024

بغداد/المسلة: تشهد المنطقة تصعيداً متزايداً مع تفاقم الأوضاع في لبنان وغزة، وظهور مشاركة الفصائل العراقية في عمليات استهداف إسرائيل، مما يعكس تحولاً جيوسياسياً مهماً في الصراع الإقليمي. في هذا السياق، طرح العديد من الخبراء والمحللين قراءات متعددة لهذا التصعيد وتأثيره على مستقبل المنطقة.

و يرى الخبير الأمني أحمد الشريفي أن العراق دخل ميدان الحرب بشكل رسمي من خلال مشاركته عبر الفصائل المسلحة. يُعتبر هذا الدخول جزءاً من استراتيجية “وحدة الساحات” التي تتبناها قوى المقاومة، حيث لا تقتصر المواجهة على حدود جغرافية محددة، بل تشمل عدة ساحات، كالعراق ولبنان وغزة. وتأتي هذه الخطوة كتعزيز للوجود العراقي في محور المقاومة، مما يشكل ضغطاً إضافياً على إسرائيل.

و يشير الشريفي إلى أن التكنولوجيا التي تستخدمها الفصائل العراقية، بما في ذلك الصواريخ الفرط صوتية والمسيرات غير المتأثرة بالتشويش الإلكتروني، تشكل تحدياً كبيراً لنظام الدفاع الإسرائيلي المعروف بـ”القبة الحديدية”. وقد أظهرت هذه الأسلحة قدرة على اختراق الدفاعات الإسرائيلية، مما يزيد من تعقيد الموقف العسكري في المنطقة.

بالإضافة إلى ذلك، أشار الشريفي إلى أن القاعدة التي استهدفها حزب الله مؤخراً كانت نقطة انطلاق الطائرات التي قصفت المفاعل النووي العراقي في السابق، مما يعكس عمق العلاقات التاريخية بين العراق وحزب الله في مواجهة التهديدات الإسرائيلية.

وفيما يتعلق بإيران، يشير الشريفي إلى أن طهران تسعى لتجنب الدخول في حرب عالمية ثالثة، رغم دعمها المستمر للفصائل المقاومة. لكن في المقابل، يرى أن إسرائيل تعمل على التمهيد لصراع واسع لا يمكن تحقيق مشروعها الإقليمي إلا من خلاله.

تأثير موقف مقتدى الصدر

بيان زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، من المتوقع أن يكون له تأثير كبير على الشارع العراقي، حيث يعتبر عامل ضغط جديد على الحكومة العراقية التي تجد نفسها في موقف صعب. من جهة، تدعم فصائل المقاومة عملياتها ضد إسرائيل، ومن جهة أخرى، تواجه الحكومة انتقادات بسبب موقفها “الرمادي”، حسب وصف فيصل عبد الساتر، الذي يشير إلى أن فصائل المقاومة أصبحت غير قادرة على تحمل هذا الموقف المتردد.

مشاركة العراق في المستقبل

ويعتقد الكاتب والمحلل السياسي فيصل عبد الساتر أن المسيّرات العراقية ستكون جزءاً من السيناريو المقبل في المواجهة مع إسرائيل . وأضاف أن الموقف الأمريكي تجاه إسرائيل قد يشهد تحولاً في حال اتبعت الدول العربية نفس النهج الذي تسلكه العراق حالياً في دعم المقاومة.

و يعكس التصعيد الأخير بين الفصائل العراقية وإسرائيل دخولاً واضحاً للعراق في دائرة المواجهة الإقليمية، مع تحول نوعي في استخدام الأسلحة المتطورة والتنسيق مع قوى أخرى مثل حزب الله.

ومع استمرار الضغوط الداخلية والخارجية على الحكومة العراقية، فإن مستقبل المنطقة يبدو غير واضح، خاصة في ظل التوترات المتزايدة والمواقف المتباينة للدول الإقليمية والدولية.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

مقالات مشابهة

  • إيران:شركاتنا تمتلك “الخبرة” في تنفيذ المشاريع داخل العراق
  • مسيرات جوية من العراق نحو اسرائيل: تصعيد جديد في الصراع
  • هل العراق دخل ميدان الحرب عبر قصف الفصائل لإسرائيل؟
  • السفير الصيني في العراق: ارتفاع الفائدة الأمريكية يعرقل المشاريع
  • الموارد تعلن اعداد تصاميم المشاريع الإروائية التي تعتمد تقنيات الري الحديثة
  • العراق تحت الضغط: تداعيات الصراع اللبناني الإسرائيلي
  • أردوغان: يجب دعم الخطوات الحاسمة التي يتخذها العراق لإعادة الإعمار
  • العراق والولايات المتحدة يبحثان تعزيز العلاقات الاقتصادية الثنائية
  • رئيس الوزراء: الحكومة قطعت شوطاً كبيراً في ملف الإصلاح المالي والمصرفي