إيكونوميست: هل أخطأ نصر الله تقدير رد فعل إسرائيل؟
تاريخ النشر: 26th, September 2024 GMT
قال تقرير في إيكونوميست إن زعيم حزب الله حسن نصر الله قد أخطأ في حساباته بصراعه المستمر مع إسرائيل منذ بداية الحرب على غزة، إذ تصاعد ما كان من المفترض أن يكون مهمة دعم محدودة للقطاع إلى صراع قد يمتد ليشمل لبنان كله.
ووفق تقرير المجلة البريطانية، كان هدف نصر الله الضغط على إسرائيل لوقف حربها في غزة ولكن ذلك أتى بنتائج عكسية إذ تحولت الإستراتيجية الإسرائيلية لمواجهة حزب الله لتصبح أكثر شراسة بهدف "إجباره على وقف إطلاق النار على شمال إسرائيل وسحب مقاتليه من الحدود".
وكانت نقطة التحول في يوليو/تموز 2024 عندما اغتيل القائد العسكري لحزب الله فؤاد شكر، وتوالت الهجمات بعد ذلك، فشنّت إسرائيل عملية تفجيرات "البيجر" المدمرة في منتصف سبتمبر/أيلول والتي شلت اتصالات الحزب، وأتبعت ذلك بغارات جوية مكثفة نتج عنها مقتل نحو 500 شخص حتى الآن، فيما عده التقرير "أكثر الأيام دموية منذ الحرب الأهلية اللبنانية"، كما اغتالت القوات الإسرائيلية القيادي العسكري الكبير في الحزب إبراهيم عقيل، وقادة قوة الرضوان التابعة له.
وبرأي التقرير، يعيش نصر الله وحدة موحشة داخل الحزب الآن، فقد قتل العديد من حلفائه الرئيسيين، كما أن هناك شكوكا بوجود خونة في الحزب، إذ لم يكن لعمليات التفجير التي طالت الحزب خلال الأسبوعين الماضيين أن تنجح لولا تلقي إسرائيل مساعدة داخلية.
وفي السياق نفسه، يرى التقرير أن الأحداث الأخيرة أضرت بسمعة حزب الله الذي كان يعد حامي شيعة لبنان، إذ يشعر الكثير من اللبنانيين الآن -والذين يعانون بالفعل تحت وطأة أزمة اقتصادية- بالسخط جراء جرهم لصراع يعتقدون أن حزب الله لا يستطيع الانتصار فيه، وما يزيد الأمر تعقيدا هو أفواج النازحين المستمرة والتي ضمت عشرات آلاف المتضررين من الضربات الإسرائيلية جنوبي وشرقي لبنان، وفق التقرير.
وأبرزت الإيكونوميست، من ناحية أخرى، تردد إيران الواضح في التدخل على الرغم من كونها الداعم الرئيسي لحزب الله، إذ أكد مسؤولون إيرانيون أن على الحزب أن يدافع عن لبنان بمفرده، وأرجع التقرير ذلك لمخاوف المسؤولين من التسبب في المزيد من الهجمات الإسرائيلية على أرضهم، خصوصا أنهم لم يردوا بعد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية.
ومن غير المرجح، حسب ما جاء في نهاية التقرير، أن يحقق أي من حزب الله وإسرائيل مكاسب حقيقية من استمرار التصعيد، وقد تكون الهدنة، على الرغم من أنها "محرجة" لنصر الله، الطريقة الوحيدة لتجنب المزيد من الدمار والانخراط بحرب لا طائل منها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات حزب الله نصر الله
إقرأ أيضاً:
أسباب إرجاء الانسحاب الإسرائيلي ميدانيا واستراتيجيا
كتب سمير تويني في" النهار": ما الأسباب التي جعلت الجيش الإسرائيلي يرحل انسحابه من جنوب لبنان إلى 18 شباط المقبل؟ ولماذا لم يتمكن الجيش اللبناني من تنفيذ انتشاره جنوبا؟ وهل تتمكن القيادة الجديدة من إحداث تغيير جوهري بمعزل عن سيطرة "حزب الله على الدولة ؟
تشير مصادر عسكرية إلى أن الجيش اللبناني لم يتمكن من تنفيذ انتشاره في جنوب الليطاني وفق ما جاء في اتفاق وقف النار الذي أمهل الأطراف 60 يوما لتحقيق ذلك، لأسباب عدة:
أولا غياب الإرادة السياسية في ظل حكومة تصريف أعمال رفضت حصول مواجهة بين الجيش اللبناني وعناصر من "حزب الله" في حال تطبيق القرار الدولي 1701 بمندرجاته. أما الرئيس جوزف عون فيفضل تجنب مواجهة في مطلع عهده. وفي هذا السياق، نجحت الآلية الحالية بقيادة أميركية في منع تفاقم الوضع، فتوصلت إلى تمديد المهلة.
ثانيا - تعتبر المصادر أن نقص العديد " والعتاد لا يمكن الجيش من القيام بكل المهمات الملقاة على عاتقه من ضمان أمن الحدود والأمن الداخلي والانتشار جنوب الليطاني، لذلك طلبت القيادة منذ أشهر فتح باب التطويع لنحو 5 آلاف جندي لتشكيل 4 ألوية يمكنها الانتشار في الجنوب.
ثالثا - تلاحظ المصادر أنه خلال فترة الستين يوما انسحب الجيش الإسرائيلي جزئيا من لبنان في القطاعين الغربي والأوسط، ونجح الجيش اللبناني في الانتشار في القطاعين. لكن الوضع مختلف في القطاع الشرقي حيث يقوم الجيش الإسرائيلي بعملياته لأنه ما زال يشكل مصدر قلق أمني لسكان الجليل وفق القيادة العسكرية الإسرائيلية.
رابعا - العاملان الجيو سياسي والخارجي، إذ إن عدم التوصل إلى اتفاق أميركي - إيراني يؤدي إلى إبطاء هذا الانسحاب. فالتهديدات بمواصلة البرنامج النووي الإيراني تصعّد التوتر على الحدود اللبنانية، في ظل إدارة أميركية جديدة قد توجه ضربة عسكرية لإيران، والحزب ما زال يمتلك ترسانة صاروخية يمكن استخدامها لدعم طهران وفي هذا السياق، يبدو أن الآلية الجديدة التي تقودها الولايات المتحدة وتشارك فيها فرنسا تعمل بفاعلية، وقد تثمر نتائج إيجابية في شأن تنفيذ القرار الدولي 1701 بخلاف فشل القرارات الدولية السابقة في المحافظة على الأمن والاستقرار في جنوب لبنان. ورغم ذلك، هناك العديد من المخاوف من عدم صمود الاتفاق في حال قام الحزب بتعديل مقاربته للهدنة، بما يجعل إسرائيل تعيد النظر في استراتيجيتها العسكرية. ويعول على الجيش للاضطلاع بمسؤوليته في تأمين الاستقرار. فمستقبل الحزب مرتبط بإعادة تقويم إيران لاستراتيجيتها الإقليمية التي تراجعت وفقدت قدراتها بعد انسحابها من سوريا.
فهل تشكل التغيرات فرصة استراتجية الحصول تحول في لبنان يؤدي إلى نزع سلاح الحزب ويوصل إلى الدعم الغربي والإقليمي لتعزيز الاقتصاد اللبناني؟ وهل يدخل لبنان في مسار التطبيع وبناء مستقبل أكثر استقرارا وسلما؟