لجريدة عمان:
2024-09-27@02:20:29 GMT

زوبعة المواصي تنذر بشتاء قاس على النازحين

تاريخ النشر: 26th, September 2024 GMT

زوبعة المواصي تنذر بشتاء قاس على النازحين

ضربت عاصفة هوائية بحر خان يونس، وامتدت من المواصي إلى منطقة ما يعرف بمنطقة الصناعة التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين؛ ما تسبب في إثارة مخاوف النازحين المتكدسين بالقرب من الشاطئ، خاصة بعدما تسبب العاصفة في تلف عدد كبير من خيم النازحين، واقتلاع بعض الخيم من أماكنها والتي تأوي العديد من العائلات الفلسطينية النازحة، كما تسبب في تدمير ألواح الطاقة الشمسية التي يعتمد عليها النازحين.

الزوبعة التي تسببت في إحداث دمار واسع النطاق في منطقة المواصي؛ أثارت مخاوف العديد من الأسر التي أصبحت بلا مأوى نتيجة الظروف القاسية التي فرضتها الحرب الغاشمة التي يشنها العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر.

لحظات مرعبة

وعاش النازحون لحظات مرعبة نتيجة العاصفة الهوائية، التي اقتلعت الخيام وتسببت في تطاير ألواح «الزينقو» مشهد أرعب النازحين الذين يستعدون لدخول فصل الشتاء، خاصة في ظل تكدسهم قرب الشاطئ.

قرب شاطئ بحر غزة في منطقة المواصي الذي أصبح الملاذ الأخير لنازحي قطاع غزة، بعد العملية العسكرية التي شنها العدوان الإسرائيلي، لم يعد الملاذ الآمن مع اقتراب فصل الشتاء، إذ غمرته مياه البحر، وأصبحت خيام النازحين مهددة بالغرق مع مد البحر، ولا يوجد أماكن للهروب من جحيم الاحتلال والذي أجبرهم على النزوح لأماكن آمنة وحددها على مساحات صغيرة.

غرق الخيام

إبراهيم عوض الله، أحد نازحي شاطئ المواصي يقول إنه فوجئ في الليل أثناء نومه بحدوث مد بحري، وغرق أثناء نومه برفقة زوجته وأطفاله، وأغرق محتويات خيمته، وسارع في الهروب من الخيمة وبدأ يبحث عن مكان بعيدًا عن المياه برفقة جيرانه في الخيم المجاورة له، وخرج إلى الطريق برفقة بعضًا من أغراضه التي بللها البحر، يبحثون عن مكان يأويهم معلقًا: «لا أعرف أين سنذهب، إلى أي منطقة سنلجأ».

ويضيف إبراهيم: «حياتنا كئيبة كتير، عندي أطفال وصغار ولا أدري كيف أحميهم من البرودة، البارحة غرقنا في المياه وأعمدة الخيمة من الخشب انكسرت، والشوادر مزقتها الرياح، كيف نستر حالنا ونقدر نعيش».

أشجان عباس، إحدى النازحين، تقول إن لها أكثر من ثلاثة أشهر لا تجد مكان يأويها وأطفالها، والآن أصبح البحر يغرقهم في الليل، وجاءت الزوبعة لتكمل عليهم وتطيح بخيمتها؛ لتجد نفسها برفقة أطفالها اليتامى بلا مأوى ولا خيمة تسترهم.

وتضيف أشجان أن معاناة الحرب والتشريد ستتضاعف عليها مع دخول فصل الشتاء، فهناك معاناة حقيقية في توفير ملابس لأولادها ومكان يحميهم من البرودة والهواء، والآن أيضًا معاناة أخرى وهو طواف البحر، ففي أي لحظة معرضة لترك الخيام والخروج للطريق لحماية أطفالها من الغرق.

وتتساءل: «أين سأذهب، نحن في مواصي خانيونس، نازحين وهذه المنطقة معروفة بالبرودة العالية والهواء، كيف استطيع أن أحمي أولادي من هذا الخطر الداهم؟».

وحاول عدد من النازحين بناء سواتر رملية لصد أمواج البحر وحماية خيامهم، في محاولة للدفاع عن خيامهم التي تحميهم وتستر عائلاتهم.

عبد الرحمن أبو سمعان، يقول إنهم فكروا في بناء سواتر رملية لصد مياه البحر، ورغم أنها ليست كافية إلا أنها محاولة لستر خيمته التي تأوي عائلته وزوجته ووالدته، بعد قيام المياه بإغراق الخيمة.

ويضيف: «أنا لي طفلين طول الليل وأنا استرهم بالنايلون، نزلت النايلون من فوق الخيمة وقمت بلف أولادي فيه لكي اقيهم من المياه والبرد، ملابسنا وامتعتنا صارت عريقة في مياه البحر».

وناشد عبد الرحمن العالم بالنظر في أمر النازحين، فإذا استمر الأمر على هذا الحال والمكوث في الخيام قرب الشاطئ مع هطول أمطار الشتاء، فسيؤول الأمر إلى غرق النازحين وتعرض الأطفال للموت من شدة البرد، لافتًا إلى أن هذه ليست معاناته فقط، بل هي معاناة 2 مليون نازح في قطاع غزة مطالبًا: «نتمنى من العالم أن يتطلع في أمرنا».

ياسر أبو حمدة، أحد النازحين، يقول إنه يبحث عن مكان آمن لأطفاله وزوجته بعيدًا عن البحر، لكنه لم يستطيع إيجاد أماكن لإقامة خيمته. وأشار إلى أن المكوث بجوار البحر هو موت محقق لأطفاله في ظل عدم وجود ملابس شتوية تحميهم من برد الشتاء، فأصبحت المعاناة أكثر حدة، وهي الغرق والبلل وعدم توافر ملابس تحمي أطفاله من برد الشتاء.

ويوضح ياسر، أنه اضطر في بداية الصيف إلى قص ملابسه الشتوية وأطفاله وتحويلها إلى ملابس صيفية، عندما أقبل صيف 2024 فلم يكن يملك أموال كافية لشراء ملابس صيفية بسبب ارتفاع أسعارها نتيجة الحرب وعدم توافرها في الأسواق بسبب الحصار على القطاع، ولم يستطيع الحصول على ملابس أطفاله من تحت ركام منزله والذي قُصف في بداية الحرب.

وحسب المكتب الإعلامي الحكومي، بلغ عدد النازحين داخل القطاع منذ بد الحرب مليوني شخص من أصل 2.3 مليون إجمالي الفلسطينيين فيه حتى اليوم، وتوزعوا على عشرات آلاف الخيام على الشواطئ، وفي مئات المدارس ومراكز الإيواء.

وأسفر العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة الـ 353 على قطاع غزة، عن ارتقاء 41,455 شهيدا، بينهم 4,630 طفلاً، و3,130 إمرأة، و١٠٠٠ مسنا، فيما بلغ عدد الإصابات نحو 95,878 ألفا، في حصيلة غير نهائية. وما زال أكثر من ١٣ ألف مواطنا في عداد المفقودين أو تحت الأنقاض، بينهم 1700 طفل.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

رئيس الوزراء: ملف تحلية المياه أحد الملفات المهمة التي تعمل عليها الحكومة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

عقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم؛ اجتماعًا بشأن متابعة جهود تحلية مياه البحر، وذلك بحضور كل من الدكتورهاني سويلم، وزير الموارد المائية والري، والمهندس شريف الشربيني، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، والدكتور سيد إسماعيل، نائب وزير الإسكان، واللواء عاصم شكر، نائب رئيس الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي، والمهندس محمد صالح، رئيس مصلحة الري، والمهندس محمد عبد السميع، رئيس الهيئة المصرية العامة لمشروعات الصرف، والمهندس وليد حقيقي، رئيس قطاع التخطيط بوزارة الري، والمهندس محمد عمر مكرم، معاون وزير الموارد المائية والري للمشروعات الكبرى.

واستهل رئيس الوزراء الاجتماع، بالتأكيد على أن ملف تحلية المياه أحد الملفات المهمة التي تعمل عليها الحكومة في إطار خطط التوسع التنموية المختلفة، سواء في الصناعة، أو الإسكان، وغيرها من القطاعات.

وأشار الدكتور مصطفى مدبولي، إلى أن تكنولوجيات تحلية المياه قد تقدمت بصورة كبيرة في الفترة الأخيرة، مما يتطلب التوسع حاليًا في مشروعات التحلية، والاستعانة بالخبرات والشركات العالمية المُتخصصة في هذا المجال.

وخلال الاجتماع، قدم الدكتور هاني سويلم، وزير الموارد المائية والري، شرحًا تفصيليًا لمقترح خطة تحلية مياه الشرب ضمن الخطة القومية للموارد المائية والري 2037، والتي اشتملت في محاورها، التحلية، وترشيد نصيب الفرد من استهلاك المياه، وكذا جهود توفير المياه لقطاعات الزراعة والصناعة.

ومن جانبه، عرض المهندس شريف الشربيني، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، تقريرًا حول الموقف الحالي لتحلية مياه اللحر لاستخدامها فى الشرب، والخطة الاستراتيجية حتى عام 2050، والتحديات التي يتم العمل على تذليلها في هذا الصدد.

وتناول المهندس شريف الشربيني، موقف محطات التحلية القائمة والجاري تنفيذها، موضحًا أن هناك 125 محطة تحلية قائمة، بطاقة إجمالية 1.3 مليون م3/يوم، وجار تنفيذ 12 محطة تحلية جديدة بطاقة اجمالية 136 ألف م3/يوم، كما قامت وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية بإعداد الخطة الإستراتيجية لتحلية مياه البحر بغرض تغطية احتياجات مياه الشرب حتى 2050 بطاقة إجمالية 8.9 مليون م3/يوم في 11 محافظة، حيث تُغطى الخطة الخمسية الأولى لتحلية المياه تنفيذ 29 محطة تحلية من الطاقة المتجددة بسعة 3.4 مليون م3/يوم قابلة للتوسع إلى5.9  مليون م3/يوم، حيث عرض موقف تنفيذ الخطة والاحتياجات المطلوبة لاستكمال محاورها.

وتطرق المهندس شريف الشربيني، إلى الأهداف الاستراتيجية لقطاع مرافق مياه الشرب والصرف الصحي وخططه المستقبلية، مشيرًا إلى أنه يتم العمل على التوسع في المشروعات المتكاملة للمبادرة الرئاسية "حياة كريمة" في هذا القطاع، وزيادة محطات تحلية مياه البحر، والتوسع في انشاء محطات معالجة مياه الصرف الصحي وتحسين كفاءة محطات المعالجة القائمة، وإعادة استخدام مياه الصرف الصحي والزراعي المعالجة، فضلًا عن بناء قدرات العاملين بقطاع مياه الشرب والصرف الصحي بكافة المستويات الوظيفية، وتفعيل المشاركة مع القطاع الخاص في تنفيذ مشروعات ترتقي بالخدمات المقدمة للمواطن في هذا القطاع.

مقالات مشابهة

  • منزلق خطير على العراق تجنبه.. مجازر الصهاينة تنذر بحرب شاملة شرارتها ستنتقل لكل العالم - عاجل
  • "زمة المياه في مصر".. التحديات والحلول من خلال تحلية مياه البحر
  • الشرقية تنهى استعداداتها لفصل الشتاء وتجهز غرفا لتصريف المياه
  • البحر الأحمر.. استنفار عام لتأمين مخرات السيول واستقبال فصل الشتاء
  • الأمطار تغرق خيام النازحين الفلسطينيين.. والمعاناة تزداد قبل دخول الشتاء
  • رئيس الوزراء: ملف تحلية المياه أحد الملفات المهمة التي تعمل عليها الحكومة
  • مدبولي: تحلية المياه أحد الملفات المهمة التي تعمل عليها الحكومة
  • الدفاع المدني اللبناني: نؤمن المياه إلى مراكز إيواء النازحين في كل المناطق
  • الدفاع المدني: نؤمن المياه إلى مراكز إيواء النازحين في كل المناطق