لجريدة عمان:
2025-04-29@13:41:58 GMT

زوبعة المواصي تنذر بشتاء قاس على النازحين

تاريخ النشر: 26th, September 2024 GMT

زوبعة المواصي تنذر بشتاء قاس على النازحين

ضربت عاصفة هوائية بحر خان يونس، وامتدت من المواصي إلى منطقة ما يعرف بمنطقة الصناعة التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين؛ ما تسبب في إثارة مخاوف النازحين المتكدسين بالقرب من الشاطئ، خاصة بعدما تسبب العاصفة في تلف عدد كبير من خيم النازحين، واقتلاع بعض الخيم من أماكنها والتي تأوي العديد من العائلات الفلسطينية النازحة، كما تسبب في تدمير ألواح الطاقة الشمسية التي يعتمد عليها النازحين.

الزوبعة التي تسببت في إحداث دمار واسع النطاق في منطقة المواصي؛ أثارت مخاوف العديد من الأسر التي أصبحت بلا مأوى نتيجة الظروف القاسية التي فرضتها الحرب الغاشمة التي يشنها العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر.

لحظات مرعبة

وعاش النازحون لحظات مرعبة نتيجة العاصفة الهوائية، التي اقتلعت الخيام وتسببت في تطاير ألواح «الزينقو» مشهد أرعب النازحين الذين يستعدون لدخول فصل الشتاء، خاصة في ظل تكدسهم قرب الشاطئ.

قرب شاطئ بحر غزة في منطقة المواصي الذي أصبح الملاذ الأخير لنازحي قطاع غزة، بعد العملية العسكرية التي شنها العدوان الإسرائيلي، لم يعد الملاذ الآمن مع اقتراب فصل الشتاء، إذ غمرته مياه البحر، وأصبحت خيام النازحين مهددة بالغرق مع مد البحر، ولا يوجد أماكن للهروب من جحيم الاحتلال والذي أجبرهم على النزوح لأماكن آمنة وحددها على مساحات صغيرة.

غرق الخيام

إبراهيم عوض الله، أحد نازحي شاطئ المواصي يقول إنه فوجئ في الليل أثناء نومه بحدوث مد بحري، وغرق أثناء نومه برفقة زوجته وأطفاله، وأغرق محتويات خيمته، وسارع في الهروب من الخيمة وبدأ يبحث عن مكان بعيدًا عن المياه برفقة جيرانه في الخيم المجاورة له، وخرج إلى الطريق برفقة بعضًا من أغراضه التي بللها البحر، يبحثون عن مكان يأويهم معلقًا: «لا أعرف أين سنذهب، إلى أي منطقة سنلجأ».

ويضيف إبراهيم: «حياتنا كئيبة كتير، عندي أطفال وصغار ولا أدري كيف أحميهم من البرودة، البارحة غرقنا في المياه وأعمدة الخيمة من الخشب انكسرت، والشوادر مزقتها الرياح، كيف نستر حالنا ونقدر نعيش».

أشجان عباس، إحدى النازحين، تقول إن لها أكثر من ثلاثة أشهر لا تجد مكان يأويها وأطفالها، والآن أصبح البحر يغرقهم في الليل، وجاءت الزوبعة لتكمل عليهم وتطيح بخيمتها؛ لتجد نفسها برفقة أطفالها اليتامى بلا مأوى ولا خيمة تسترهم.

وتضيف أشجان أن معاناة الحرب والتشريد ستتضاعف عليها مع دخول فصل الشتاء، فهناك معاناة حقيقية في توفير ملابس لأولادها ومكان يحميهم من البرودة والهواء، والآن أيضًا معاناة أخرى وهو طواف البحر، ففي أي لحظة معرضة لترك الخيام والخروج للطريق لحماية أطفالها من الغرق.

وتتساءل: «أين سأذهب، نحن في مواصي خانيونس، نازحين وهذه المنطقة معروفة بالبرودة العالية والهواء، كيف استطيع أن أحمي أولادي من هذا الخطر الداهم؟».

وحاول عدد من النازحين بناء سواتر رملية لصد أمواج البحر وحماية خيامهم، في محاولة للدفاع عن خيامهم التي تحميهم وتستر عائلاتهم.

عبد الرحمن أبو سمعان، يقول إنهم فكروا في بناء سواتر رملية لصد مياه البحر، ورغم أنها ليست كافية إلا أنها محاولة لستر خيمته التي تأوي عائلته وزوجته ووالدته، بعد قيام المياه بإغراق الخيمة.

ويضيف: «أنا لي طفلين طول الليل وأنا استرهم بالنايلون، نزلت النايلون من فوق الخيمة وقمت بلف أولادي فيه لكي اقيهم من المياه والبرد، ملابسنا وامتعتنا صارت عريقة في مياه البحر».

وناشد عبد الرحمن العالم بالنظر في أمر النازحين، فإذا استمر الأمر على هذا الحال والمكوث في الخيام قرب الشاطئ مع هطول أمطار الشتاء، فسيؤول الأمر إلى غرق النازحين وتعرض الأطفال للموت من شدة البرد، لافتًا إلى أن هذه ليست معاناته فقط، بل هي معاناة 2 مليون نازح في قطاع غزة مطالبًا: «نتمنى من العالم أن يتطلع في أمرنا».

ياسر أبو حمدة، أحد النازحين، يقول إنه يبحث عن مكان آمن لأطفاله وزوجته بعيدًا عن البحر، لكنه لم يستطيع إيجاد أماكن لإقامة خيمته. وأشار إلى أن المكوث بجوار البحر هو موت محقق لأطفاله في ظل عدم وجود ملابس شتوية تحميهم من برد الشتاء، فأصبحت المعاناة أكثر حدة، وهي الغرق والبلل وعدم توافر ملابس تحمي أطفاله من برد الشتاء.

ويوضح ياسر، أنه اضطر في بداية الصيف إلى قص ملابسه الشتوية وأطفاله وتحويلها إلى ملابس صيفية، عندما أقبل صيف 2024 فلم يكن يملك أموال كافية لشراء ملابس صيفية بسبب ارتفاع أسعارها نتيجة الحرب وعدم توافرها في الأسواق بسبب الحصار على القطاع، ولم يستطيع الحصول على ملابس أطفاله من تحت ركام منزله والذي قُصف في بداية الحرب.

وحسب المكتب الإعلامي الحكومي، بلغ عدد النازحين داخل القطاع منذ بد الحرب مليوني شخص من أصل 2.3 مليون إجمالي الفلسطينيين فيه حتى اليوم، وتوزعوا على عشرات آلاف الخيام على الشواطئ، وفي مئات المدارس ومراكز الإيواء.

وأسفر العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة الـ 353 على قطاع غزة، عن ارتقاء 41,455 شهيدا، بينهم 4,630 طفلاً، و3,130 إمرأة، و١٠٠٠ مسنا، فيما بلغ عدد الإصابات نحو 95,878 ألفا، في حصيلة غير نهائية. وما زال أكثر من ١٣ ألف مواطنا في عداد المفقودين أو تحت الأنقاض، بينهم 1700 طفل.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

تراكم أخطاء إتفاقيات السلام … وثمارها المرة الحرب الحالية .. 2023 – 2025م .. وفي الحروب التي ستأتي !

تراكم أخطاء إتفاقيات السلام …
وثمارها المرة الحرب الحالية … 2023 – 2025م … وفي الحروب التي ستأتي !
إن هذه الحرب بكل فظاعاتها وإجرامها المرتكب من القوات المتمردة هي نتيجة حتمية للأخطاء التفاوضية الكارثية لكل إتفاقيات السلام منذ 1972م ، ومن هذه الأخطاء مثالا لا حصرا :
+ قبول التفاوض مع الحركات المتمردة.
+ دمج المتمرد في الجيش والأسوأ أن يكون ضابطا في الجيش ويتمرد ثم يعاد دمجه من جديد.
+ تعيين قيادات التمرد في المناصب القيادية في الدولة.
+ السكوت عن إنتزاع إقرار بتجريم استهداف الممتلكات العامة :
في كل الإتفاقيات سكت المفاوض الحكومي عن إنتزاع إقرار واعتذار من الحركات المتمردة عن إستهدافها وتخريبها للبنيات التحتية والممتلكات العامة وهذا التخريب للممتلكات العامة تحديدا ظل ممارسة كل الحركات المتمردة ، وليت الأمر توقف عند ذلك فقد وصل إلى أن يتحول المتمرد السابق إلى مفاوض حكومي في تمرد تال !
+ السكوت عن ترويج المتمرد السابق لسرديته الخاصة وتاريخه الشخصي الذي يسميه كفاحا ونضالا.
فبعد إنضمام المتمرد السابق لأجهزة الدولة تم السكوت عن قيام المتمردين السابقين بالترويج لقتالهم ضد الجيش السوداني باعتباره كفاح ونضال وإسباغ هالات البطولة على قياداتهم ما يعني تجريما ضمنيا للجيش السوداني وهضما لتضحيات ضباطه وجنوده.
كل هذه التفريطات شجعت التكاثر المتزايد للحركات حتى تضخمت أعداد الحركات المسلحة ووصلت العشرات وصارت بارعة في تكتيكات الإنشقاقات بحيث يتفاوض منها جزء وينضم لإجهزة الدولة بيننا يظل شقهم الآخر متمترسا في الميدان.
ولكل هذه الأخطاء المتراكمة لا ييأس التمرد الحالي 2023م – 2025م وداعميه من إرتكاب الجرائم والانتهاكات لأن لديهم سوابق لا يختلف عنها إلا باختلاف القوة والكم وجميعها تم السكوت عنها في مفاوضات السلام بل وتم لاحقا إصدار قرارات بالعفو أو إلغاء العقوبات عن مرتكبيها.
وحتى لا تتواصل دورات الحروب فلا مناص لكل الحركات المتمردة حاليا أو التي وصلت للمناصب من التبروء والإعتذار عن كل ما مارسته من استهداف للممتلكات العامة وتحريضها على الحصار الاقتصادي للسودان والمؤسسات السودانية مع تجريم استخدام مصصطلحات التهميش والعدالة والمساواة كمبررات لحمل السلاح.
#كمال_حامد ????

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • قصف إسرائيلي عنيف استهدف خيام النازحين بمنطقة المواصي
  • الماضي الذي يأسرنا والبحار التي فرقتنا تجربة مُزنة المسافر السينمائية
  • قصف إسرائيلي يستهدف خيام النازحين في المواصي جنوب خان يونس
  • الخارجية: الحرب التي تخوضها ميليشيا الجنجويد بالوكالة عن راعيتها الإقليمية موجهة ضد الشعب السوداني ودولته الوطنية
  • الجوية الجزائرية تُطلق خطوط مباشرة جديدة خلال الشتاء المقبل
  • بعد قرنين من الهدوء.. هل تنذر زلازل إثيوبيا بانفجار بركاني قريب؟
  • عودة النازحين السودانيين-مناورة سياسية فوق أنقاض وطن ممزق
  • وزير الطاقة يبحث مع رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر التحديات التي تواجه قطاعي المياه والكهرباء
  • تراكم أخطاء إتفاقيات السلام … وثمارها المرة الحرب الحالية .. 2023 – 2025م .. وفي الحروب التي ستأتي !
  • موقع الحرب الأمريكي: ما هي الدفاعات الجوية التي يمتلكها الحوثيون في اليمن فعليًا؟ (ترجمة خاصة)