لجريدة عمان:
2025-01-30@05:17:40 GMT

زوبعة المواصي تنذر بشتاء قاس على النازحين

تاريخ النشر: 26th, September 2024 GMT

زوبعة المواصي تنذر بشتاء قاس على النازحين

ضربت عاصفة هوائية بحر خان يونس، وامتدت من المواصي إلى منطقة ما يعرف بمنطقة الصناعة التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين؛ ما تسبب في إثارة مخاوف النازحين المتكدسين بالقرب من الشاطئ، خاصة بعدما تسبب العاصفة في تلف عدد كبير من خيم النازحين، واقتلاع بعض الخيم من أماكنها والتي تأوي العديد من العائلات الفلسطينية النازحة، كما تسبب في تدمير ألواح الطاقة الشمسية التي يعتمد عليها النازحين.

الزوبعة التي تسببت في إحداث دمار واسع النطاق في منطقة المواصي؛ أثارت مخاوف العديد من الأسر التي أصبحت بلا مأوى نتيجة الظروف القاسية التي فرضتها الحرب الغاشمة التي يشنها العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر.

لحظات مرعبة

وعاش النازحون لحظات مرعبة نتيجة العاصفة الهوائية، التي اقتلعت الخيام وتسببت في تطاير ألواح «الزينقو» مشهد أرعب النازحين الذين يستعدون لدخول فصل الشتاء، خاصة في ظل تكدسهم قرب الشاطئ.

قرب شاطئ بحر غزة في منطقة المواصي الذي أصبح الملاذ الأخير لنازحي قطاع غزة، بعد العملية العسكرية التي شنها العدوان الإسرائيلي، لم يعد الملاذ الآمن مع اقتراب فصل الشتاء، إذ غمرته مياه البحر، وأصبحت خيام النازحين مهددة بالغرق مع مد البحر، ولا يوجد أماكن للهروب من جحيم الاحتلال والذي أجبرهم على النزوح لأماكن آمنة وحددها على مساحات صغيرة.

غرق الخيام

إبراهيم عوض الله، أحد نازحي شاطئ المواصي يقول إنه فوجئ في الليل أثناء نومه بحدوث مد بحري، وغرق أثناء نومه برفقة زوجته وأطفاله، وأغرق محتويات خيمته، وسارع في الهروب من الخيمة وبدأ يبحث عن مكان بعيدًا عن المياه برفقة جيرانه في الخيم المجاورة له، وخرج إلى الطريق برفقة بعضًا من أغراضه التي بللها البحر، يبحثون عن مكان يأويهم معلقًا: «لا أعرف أين سنذهب، إلى أي منطقة سنلجأ».

ويضيف إبراهيم: «حياتنا كئيبة كتير، عندي أطفال وصغار ولا أدري كيف أحميهم من البرودة، البارحة غرقنا في المياه وأعمدة الخيمة من الخشب انكسرت، والشوادر مزقتها الرياح، كيف نستر حالنا ونقدر نعيش».

أشجان عباس، إحدى النازحين، تقول إن لها أكثر من ثلاثة أشهر لا تجد مكان يأويها وأطفالها، والآن أصبح البحر يغرقهم في الليل، وجاءت الزوبعة لتكمل عليهم وتطيح بخيمتها؛ لتجد نفسها برفقة أطفالها اليتامى بلا مأوى ولا خيمة تسترهم.

وتضيف أشجان أن معاناة الحرب والتشريد ستتضاعف عليها مع دخول فصل الشتاء، فهناك معاناة حقيقية في توفير ملابس لأولادها ومكان يحميهم من البرودة والهواء، والآن أيضًا معاناة أخرى وهو طواف البحر، ففي أي لحظة معرضة لترك الخيام والخروج للطريق لحماية أطفالها من الغرق.

وتتساءل: «أين سأذهب، نحن في مواصي خانيونس، نازحين وهذه المنطقة معروفة بالبرودة العالية والهواء، كيف استطيع أن أحمي أولادي من هذا الخطر الداهم؟».

وحاول عدد من النازحين بناء سواتر رملية لصد أمواج البحر وحماية خيامهم، في محاولة للدفاع عن خيامهم التي تحميهم وتستر عائلاتهم.

عبد الرحمن أبو سمعان، يقول إنهم فكروا في بناء سواتر رملية لصد مياه البحر، ورغم أنها ليست كافية إلا أنها محاولة لستر خيمته التي تأوي عائلته وزوجته ووالدته، بعد قيام المياه بإغراق الخيمة.

ويضيف: «أنا لي طفلين طول الليل وأنا استرهم بالنايلون، نزلت النايلون من فوق الخيمة وقمت بلف أولادي فيه لكي اقيهم من المياه والبرد، ملابسنا وامتعتنا صارت عريقة في مياه البحر».

وناشد عبد الرحمن العالم بالنظر في أمر النازحين، فإذا استمر الأمر على هذا الحال والمكوث في الخيام قرب الشاطئ مع هطول أمطار الشتاء، فسيؤول الأمر إلى غرق النازحين وتعرض الأطفال للموت من شدة البرد، لافتًا إلى أن هذه ليست معاناته فقط، بل هي معاناة 2 مليون نازح في قطاع غزة مطالبًا: «نتمنى من العالم أن يتطلع في أمرنا».

ياسر أبو حمدة، أحد النازحين، يقول إنه يبحث عن مكان آمن لأطفاله وزوجته بعيدًا عن البحر، لكنه لم يستطيع إيجاد أماكن لإقامة خيمته. وأشار إلى أن المكوث بجوار البحر هو موت محقق لأطفاله في ظل عدم وجود ملابس شتوية تحميهم من برد الشتاء، فأصبحت المعاناة أكثر حدة، وهي الغرق والبلل وعدم توافر ملابس تحمي أطفاله من برد الشتاء.

ويوضح ياسر، أنه اضطر في بداية الصيف إلى قص ملابسه الشتوية وأطفاله وتحويلها إلى ملابس صيفية، عندما أقبل صيف 2024 فلم يكن يملك أموال كافية لشراء ملابس صيفية بسبب ارتفاع أسعارها نتيجة الحرب وعدم توافرها في الأسواق بسبب الحصار على القطاع، ولم يستطيع الحصول على ملابس أطفاله من تحت ركام منزله والذي قُصف في بداية الحرب.

وحسب المكتب الإعلامي الحكومي، بلغ عدد النازحين داخل القطاع منذ بد الحرب مليوني شخص من أصل 2.3 مليون إجمالي الفلسطينيين فيه حتى اليوم، وتوزعوا على عشرات آلاف الخيام على الشواطئ، وفي مئات المدارس ومراكز الإيواء.

وأسفر العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة الـ 353 على قطاع غزة، عن ارتقاء 41,455 شهيدا، بينهم 4,630 طفلاً، و3,130 إمرأة، و١٠٠٠ مسنا، فيما بلغ عدد الإصابات نحو 95,878 ألفا، في حصيلة غير نهائية. وما زال أكثر من ١٣ ألف مواطنا في عداد المفقودين أو تحت الأنقاض، بينهم 1700 طفل.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

بن غفير بعد عودة النازحين: استسلام كامل ومهين

سرايا - مع عودة آلاف النازحين الفلسطينيين إلى شمال غزة بعد حرب استمرت 15 شهراً من الموت والدمار، علق وزير الأمن القومي الإسرائيلي المستقيل إيتمار بن غفير، الاثنين، على المشاهد، معتبراً أن ذلك "جزء مهين" من اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل.

وقال بن غفير في تغريدة نشرها على منصة "إكس"، اليوم الاثنين: "إن افتتاح طريق نتساريم هذا الصباح ودخول عشرات الآلاف من سكان غزة إلى شمال قطاع غزة هي صور من انتصار حماس وجزء مهين آخر من الصفقة المتهورة. هذا ليس ما يبدو عليه النصر الكامل، هذا ما يبدو عليه الاستسلام الكامل".

كما أضاف: "لم يقاتل جنود جيش الدفاع الإسرائيلي الأبطال ولم يضحوا بأرواحهم في قطاع غزة لجعل هذه الصور ممكنة".

وطالب وزير الأمن القومي السابق بالعودة إلى الحرب في قطاع غزة، وقال "يجب علينا العودة إلى الحرب والتدمير!".


من مشاهد عودة النازحين إلى شمال غزة

واحتشد الغزيون في وقت مبكر من اليوم الاثنين عند شارع الرشيد، وبدأوا العودة إلى الشمال، عقب إعلان الجيش الإسرائيلي بدء انسحابه من محور نتساريم والسماح بعودة السكان مشياً على الأقدام من خلال شارع الرشيد اعتباراً من الساعة السابعة صباحاً بالتوقيت المحلي.

وأظهرت صور نشرتها وكالات الأنباء مشاهد مؤثرة لعدد من الفلسطينيين وهم يحملون ما تيسر من أمتعتهم ويسيرون مشياً على الأقدام، للعودة إلى منازلهم ولو كانت كومة من الركام.

يذكر أن شمال القطاع كان الأكثر تضرراً خلال الحرب الإسرائيلية الدامية التي اشتعلت يوم السابع من أكتوبر 2023. إذ بلغت نسبة الدمار 80% وفق تقديرات الأمم المتحدة.

في حين بلغ حجم الركام 42 مليون طن، وقضت الحرب على 60 عاما من التنمية في القطاع المنكوب.

العربية نت





تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا


طباعة المشاهدات: 803  
1 - ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. 27-01-2025 06:42 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
رد على :
الرد على تعليق
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
اضافة
بيل غيتس يحذر: العالم غير مستعد نهائيًا لوباء جديد اميركا .. طالب يقتل زميلته داخل المدرسة ثم ينتحر بعد 61 يوما .. أميركية تعيش بكلية خنزير تسجل إنجازا كبيرا لغز حيّر العلماء .. ما سر الحرائق المدمّرة حول العالم؟ والدة "فتى الصويفية" تكشف لـ... وفاتان وإصابتان بحادث مروع في القويسمة .. فيديو النائب صالح العرموطي: "اللاءات" الملكية... بالفيديو .. شاهد لحظة وصول الفنان سامر المصري... من المكتب مع هاشم الخالدي .. الكشف عن ثغرة مكنت... الصين ترد على تقرير الاستخبارات الأمريكية حول مصدر...الاحتلال يتسلم جثث 8 محتجزين خلال الأيام المقبلةالأمن العام السوري يلقي القبض على قيادي بتنظيم...عبروا نتساريم .. فحص أمني لمركبات العائدين إلى...الاتحاد الأوروبي يستعد لتخفيف العقوبات عن سورياوسائل إعلام عبرية تكشف عن تفاصيل "نقل أسرار...نتنياهو يمثل للمرة السابعة أمام القضاء ليرد على تهم...شبان من الحريديم يغلقون الطريق إلى مركز تجنيد شرق...الولايات المتحدة .. مداهمات واسعة تستهدف المهاجرين... مصر .. سجن بلوغر شهيرة وزوجها السابق في قضايا احتيال شقيق أيمن زيدان يدافع عنه: رمز فني لا يجب تهديده... ياسمين صبري تترك تصوير مسلسلها الرمضاني لسبب مفاجئ أول ظهور لنانسي عجرم بعد خبر انفصالها أحمد فهمي يتحدث عن العصبية والأزمة الصحية التي غيرت... جمال أبو عابد في لقاء مع "سرايا": المنتخب الوطني أضاع فرصًا ذهبية .. والفيصلي رفض التعاقد مع لاعب يلعب بالدوري "الإسرائيلي" 3 إصابات في صفوف المنتخب الوطني في معسكر قطر النشامى ينهي تحضيراته لمواجهة أوزبكستان وديا برشلونة يعلن غياب بيدري عن مواجهة فالنسيا سينر يحتفظ بلقب أستراليا المفتوحة على حساب زفيريف هذه المعاهدة .. أنهت توسع العثمانيين ومهدت لسقوطهم ضغوط متزايدة على ترامب للكشف عن ملف هجرة الأمير هاري .. هل يواجه الترحيل؟ غدر بها فذبحته بالسكين .. ممرضة تصيب "قلب القاهرة" بالذعر بالصدفة .. الأشعة السينية تكشف امتلاء جسد رجل بكائنات مخيفة العثور على سفينة قديمة عمرها 2500 عام قبالة ساحل صقلية تسبب بإغلاق متحف لأسبوع كامل .. بريطاني ينتقم لطرده من العمل تطوير لقاح لوقف تفشي الأوبئة العالمية القادمة .. ما قصته؟ "الضوء الشبح" في كاليفورنيا .. ظاهرة غامضة تحمل مخاطر خفية "القولبة بالحقن" .. لحوم صناعية لا يُمكن تمييزها عن الطبيعية أودى بحياة 17 شخصًا .. "مرض غامض" يثير القلق في الهند

الصفحة الرئيسية الأردن اليوم أخبار سياسية أخبار رياضية أخبار فنية شكاوى وفيات الاردن مناسبات أريد حلا لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر(وكالة سرايا الإخبارية) saraynews.com
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...

مقالات مشابهة

  • “هآرتس”: الحشود التي تعبر نِتساريم حطّمت وهم النصر المطلق‎
  • “هآرتس”: صور الحشود التي تعبر نِتساريم تُحطّم وهم النصر المطلق‎
  • نزيف المخ.. أعراض تنذر به وكيفية التعامل مع الحالة
  • توزيع كسوة الشتاء على النازحين في غزة
  • دير البلح.. المدينة الهادئة التي استقبلت مليون نازح تعود لـالنوم باكرا
  • النازحون في المواصي يفكون خيامهم استعدادا للعودة لشمال القطاع
  • تقنية جديدة قد تساهم في حل مشكلة تحلية المياه عربيا وعالميا
  • المياه والنفايات والمساعدات.. ملفات عديدة على طاولة بلدية علي النهري
  • بن غفير بعد عودة النازحين: استسلام كامل ومهين
  • أمراض الشتاء تفاقم معاناة الأسر اليمنية: عجز أمام العلاج