مناشدة عاجلة للإدارة الأهلية لقبيلة الشايقية وابنائها العاقلين الوطنيين
تاريخ النشر: 26th, September 2024 GMT
بقلم/ أوهاج م صالح
اولاً، وقبل الخوض في صلب الدعوة، يجب ان أؤكد للجميع بأنني لست من دعاة العنصرية والقبلية والمناطقية. بجانب ذلك فإن لي اهل كثر من الشوايقة، لذلك ما دعاني لكتابة هذا المقال هو إشفاقي الشديد على ابناء هذه القبيلة العريقة مما قد يصيبهم ويصيب سائر القبيلة من بلاء نتيجة ما يقوم به البعض القليل من السفهاء من ابناء هذه القبيلة.
وما دعاني الى هذه المناشدة هو الكثيرمن المآسي الآنية والتاريخية التي لعب فيها ابنائكم رأس الرمح، فأضرت بجميع ابناء السودان بمختلف قبائلهم ومشاربهم. وحتى لا يتهمني البعض بأنني اتهم بعض ابناء هذه القبيلة بدون أي مسوق قانوني أو دليل مادي، اختصرعليهم الطريق وأدلف مباشرة الى نماذج من المآسي الكارثية الكبيرة التى حدثت للسودان و تسبب فيها ابناء الشايقية ، وهي مرتبة تاريخيا من الأقدم الى الأحدث، وهي على سبيل المثال لا الحصر:
أولا: بيع مدينة حلفا القديمة:
من المعروف ان مدينة حلفا هي اقدم مدينة على وجه الأرض، ويقال انها أول مدينة في التاريخ بالمعنى الحديث للمدن. هذه المدينة باعها الجنرال ابراهيم عبود، الرئيس السوداني السابق الذي اسقطته ثورة اكتوبر، وهو من ابناء الشايقية. وكان قراره قراراً فردياً. وقد باعها ب 25 مليون دولار، تلكع المصريين في دفعها، وظلوا يساومون السودان على دفع 18 مليون دولار بدلا عن 25 مليون وذلك بعد ان تم الإتفاق وتهجير سكان المدينة الى حلفا الجديدة . ويقال ان الرئيس ابراهيم عبود، تدخل مرة أخرى ورفع الأمر الى الرئيس جمال عبد الناصر، واوكل اليه أمر الفصل في المبلغ واعتقد ان عبد الناصر حكم على ان تدفع مصر 18 مليون، وقيل انها ايضاً لم تدفع كاملة، فأضاع ابراهيم عبود عروس مدن السودان بدراهم تافهة معدودة لا تساوى قيمة المسجد الذي لا تزال مئذنته قائمة حتى يومنا هذا. فكون ان تظل مئذنة مسجد حلفا القديمة قائمة حتى اليوم في وسط هذه الكمية الكبيرة من المياه، فهذا أمر وهذه ظاهرة جديرة بالدراسة من قبل المختصين للتعرف على أنواع المواد التي استخدمت فيها. كما أن بقاء المئذنة تعد شاهداً مادياً لخطيئة الرئيس ابراهيم عبود.
ثانياً: حرب الجنوب:
في بدايـات حرب الجنوب وأيضاً في عهد الرئيس الفريق ابراهيم عبود، كان هناك احد الضباط من ابناء الشايقية ويدعى/ حسن بشير نصر. وكان ذلك الضابط يدعو الى حرق الجنوب بما فيه من بشر وشجر وحيوان، ولولا ان الجيش كان جيشاً وطنياً مهنياً ذو عقيدة قتالية تراعي حقوق الإنسان والمواثيق الدولية، بل انه كان جيشاً خالياً من المؤدلجين العنصريين امثال ياسر العطى والبرهان، ولولا ذلك لتم حرق الجنوب بما فيه، وتظل تبعاته تلاحقنها الى يوم الدين.
ثالثاً: حروب دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان:
كل الحروب التي جرت ابان حكم الإنقاذ كانت تدار من قبل اللجنة الأمنية التي تتكون من على عثمان محمد طه، وصلاح قوش، وأبو الجاز، وعلي كرتي، وهم من ابناء الشايقية. و كان السيد علي عثمان محمد طه هو الشخص المسؤول المباشر عن حرب دارفور حيث انه هو الشخص الذي كان يرجع اليه الجنجويد ولا يعرفون ولا يعترفون بأحد سواه. وقد اصدر علي عثمان بطاقات شخصية لأبناء الجنجويد من اكبر شخص الى اصغر طفل، ويصرفون بموجبها رواتب شهرية. علماً ان السيد عبد الفتاح البرهان، قائد الجيش الحالي، هو الشخص الذي كان يشرف على تنفيذ العمليات في دارفور، حيث كان يعرف نفسه بأنه رب الفور، والعياذة بالله.
رابعاً: انفصال الجنوب:
كان ملف مفاوضات الجنوب تحت مسؤولية الدكتور غازي صلاح الدين العتباني، وكان ذلك الشخص يجد القبول من الجنوبيين وكانت المفاوضات تسير بخطى حثيثة يمكن ان تفضي الى حل جذري لمشكلة الجنوب دون اللجوء الى خيار الإنفصال. ولكن عندما شعر الكيزان بأن المشكلة في طريقها الى حل يرضى الطرفين، فجأة صعد الى السطح البعض من ابناء الشايقية المتحكمين في كل شيء، وعلى رأسهم على عثمان، صلاح قوش، وأبو الجاز، وعلي كرتي، واسحبوا الملف من الدكتور غازي صلاح الدين، وسلموه الى طائر الشؤم، على عثمان محمد طه ومجموعته المذكورة اعلاه، فقاموا بتنفيذ مخططهم المريض وهو فصل الجنوب، الذي ظل غصة في حلوق السودانيين الوطنيين.
خامساً: الحرب الحالية التي بدأت في ابريل 2023م:
هذه الحرب العبثية الحالية والتي تأذى منها جميع السودانيين، قد خطط لها ونفذها البعض من ابناء الشايقية وعلى رأسهم علي كرتي، صلاح عبدالله قوش،اسامة عبد الله، عبد الفتاح البرهان قائد الجيش الحالي، وياسر العطى. وهؤلاء هم من خططوا ونفذوا هذه الحرب، وكذلك هم ايضأ من خططوا ونفذوا فض اعتصام القيادة العامة. وبكل اسف نفس هذه المجموعة ويضاف اليهم من سمى نفسه عبد الرحمن عمسيب وآخرين من ابناء الشايقية وبدعم من بعض الكتاب الهزيلين من ابناء القبيلة، يدعون الى انفصال آخر في السودان وإنشاء دولة البحر والنهر، والتي كانت في السابق مثلث حمدي الذي يستثنى دارفور فقط، فتنكمش الفكرة لتبقى فقط دولة البحر والنهر، والبعض من ابنائكم من الذين وصفوا انفسهم بأنهم رجال أعمال، جزأوا المجزء وقسموا المقسم لينادوا بالإنفصال والإنضمام الى الجارة الشمالية ليصبحوا بوابين ومواطنين درجة ثالثة. وكما هو معلوم فإن الشرق (البحرالأحمر) سوف لن ينضم الى دويلتهم المزعومة، حتى لا يصبحوا مواطنين من الدرجة الرابعة، لأن اهل الشرق اهل هامش ويكفيهم ما اصباهم من ضرر جراء سياسات المركز، وبالتالي فسوف لن ينقادوا لأفكارابنائكم الشاذة ليكونوا جزء من دويلة البحروالنهر، ومن ثم يصبحوا مواطنين درجة رابعة، وهم سودانيون اصيلون اصالة هذا الوطن العريق الذي قزمه الأقزام من ابنائكم.
ارجع واكرر بأنني لست من دعاء العنصرية ولا القبلية ولا الجهوية، وما ذكرته هنا بالضرورة معلوم لجميع السودانيين، لذلك آمل من قيادات الإدارة الأهلية والعقلاء من ابناء هذه القبيلة المحترمة ان يتحدثوا مع هؤلاء الشواذ من ابنائهم واثنائهم عن تلك الأفكار الهدامة التي سوف لن تبقي هذا الوطن الغالي موحداً. كما آمل افهامهم بأنهم، اقصد هذه الفئة من ابنائكم، يستطيعون ان يضحكوا على بعض الناس لبعض الوقت ولكنهم حتماً سوف لن يتمكنوا من الفهلوة والضحك على كل الناس في كل الأوقات، وعندئذ، سوف ينفر الجميع منهم. و كما هو ملاحظ الآن فإن الكثير بدأ يقفذ من مركبهم الغارق، خاصة بعض ابناء قبائل الوسط والشمال الذين تضرروا كثيرا من سلوك ابنائكم هؤلاء، وعلى ورأس هذه القبائل سوف يكون اهلنا الجاعليين اول االذين يقفذون من مركب ابنائكم الغارقة، وسوف يتبعهم الدناقلة والحلفاويين والمحس، والشكرية، والبطاحين، وقبائل الشرق، والجموعية وغيرهم.
وكما تلاحظون فإنني لم اذكر قبائل غرب وجنوب السودان الحالي والنيل الأزرق، لأنهم في الأساس قد قفز معظمهم من زمن بعيد من مركب المركز الغارق الذي يقوده ابنائكم وحتى الذين لم يقفزوا في السابق، فإن ما يقوم به ابناؤكم من ضرب ممنهج بالطائرة لمدن الغرب بدون تفرقة بين مذنب وبرىء وانسان وحيوان وبنى تحتية، كفيل بأن يجعل جميع ابناء هذه الأقاليم يقفزوا من مركب ابنائكم. وأعيد وأكرر، فإذا ما حدث ان قفزت هذه القبائل الرئيسية في الوسط والشمال والشرق، من مركب ابنائكم الغارق - وهذا الإحتمال وارد بشكل كبير- فسوف تؤخذ القبيلة بجريرة الشريرين من ابنائها فتجد نفسها في مواجهة معظم القبائل السودانية التي سوف يكون بأسها شديد، وسيتضررجميع افراد القبيلة بما فيهم الأبرياء، وهم كثر. وكما يقول المثل المعروف ان الخير يخص والشر يعم، كما هو الحال الآن لجميع افرد الشعب السوداني جراء هذه الحربة الشريرة.
وانهي مقالي هذا بتكرار الدعوة للإدارة الأهلية لقبيلة الشايقية وأبنائها العاقلين الوطنيين، بان يعملوا جاهدين لتوجيه النصح لإبنائكم الذين يقودون هذه المخططات الشريرة وإثنائهم عن السير في هذا المنحى الذي حتما سوف يؤدي الى زوال الوطن وتشريد شعبه في شتى بقاع الأرض في وقت بالغ التعقيد، وعندها سوف تصب جميع قبائل السودان جاما غضبها على هذه القبيلة المختطفة من قلة من ابنائها من شواذ الآفاق. وآمل من الله ان يتبين أبناؤكم الرشد قبل ضحى الغد.
عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْها: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، دَخَلَ عَلَيْهَا فَزِعًا يَقُولُ: لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ، فُتِحَ اليَوْمَ مِنْ رَدْمِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مِثْلُ هَذِهِ -وَحَلَّقَ بِإِصْبَعِهِ الإِبْهَامِ وَالَّتِي تَلِيهَا-.
قَالَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ: فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ؟
قَالَ: نَعَمْ إِذَا كَثُرَ الخَبَثُ " رواه البخاري 3346 ، ومسلم 2880
واختتم لأقول لكم بما قال به النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع قبل وفاته " اللهم بلغت اللهم فأشهد" أو "ألا اللهم قد بلغت، اللهم فأشهد".
أوهاج م صالح
awhaj191216@gmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: هذه الحرب من مرکب سوف لن
إقرأ أيضاً:
السكرتير العام لأسوان يوجه بحلول عاجلة لمشكلات قرية الكاجوج
وجه اللواء الدكتور إسماعيل كمال، محافظ أسوان، اللواء محمد عبد الجليل السكرتير العام المساعد بعقد اجتماع موسع مع ممثلي أهالي قرية الكاجوج بكوم أمبو، وذلك للاستماع إلى مشكلاتهم والعمل على إيجاد حلول عاجلة لها، وذلك في إطار حرصه على الاهتمام بالمواطنين وتلبية احتياجاتهم.
خلال الاجتماع، الذي حضره عدد من المسؤولين وقيادات المحافظة، تم مناقشة العديد من القضايا التي تهم أهالي القرية، وعلى رأسها مشاكل البنية التحتية والمرافق، وخدمات المياه والصرف الصحي، والكهرباء.
وقد تم تشكيل لجنة فنية لمعاينة المشكلات المطروحة على أرض الواقع ووضع خطط زمنية لتنفيذ الحلول اللازمة، وذلك بالتعاون مع الجهات المعنية.
كما شدد المحافظ على ضرورة الإسراع في تنفيذ المشروعات الخدمية الجارية في القرية، ومنها مشروع الصرف الصحي ضمن مبادرة "حياة كريمة"، وتوفير المياه النقية لجميع الأهالي.
وأكد السكرتير العام المساعد على أهمية التواصل المستمر مع المواطنين والاستماع إلى آرائهم ومقترحاتهم، مشيراً إلى أن حل مشاكل المواطنين هو أولوية قصوى للمحافظة.