السنيورة بعد لقائه دريان: ندعم مواقف ميقاتي على أساس احترام القرار 1701
تاريخ النشر: 26th, September 2024 GMT
استقبل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى الرئيس فؤاد السنيورة والوزيرين السابقين خالد قباني ورشيد درباس.
وقال الرئيس السنيورة بعد اللقاء: "تطرقنا في حديثنا مع صاحب السماحة الشيخ عبد اللطيف دريان هذا الصباح إلى الأوضاع الوطنية والإنسانية والاجتماعية الخطيرة التي يعيشها لبنان واللبنانيون في هذه الأيام الصعبة، وخصوصا في ظل هذا العدوان الإسرائيلي الواسع والهمجي الغاشم الذي يطال كل المناطق اللبنانية وكل اللبنانيين، إذ هو عدوان يستهدف كل لبنان من أقصاه الى أقصاه، ولا يستهدف فئة بعينها او حزبا او طرفا بمفرده فقط، ولقد كنا مع سماحته على أتم التوافق حول مجمل القضايا والمسائل التي بحثناها سوية".
اضاف: "لا بد لي بداية من أن أتطرق أيضا إلى أن حرب الإبادة الجماعية الإجرامية التي يشنها العدو الإسرائيلي على لبنان لن تجديه نفعا، كما لم تجده أيضا حرب الإبادة الجماعية والتدمير المنهجي التي لا يزال يشنها على إخوتنا الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، ذلك لأن هناك طريقا واحدا لإنهاء هذا الصراع العربي الفلسطيني الإسرائيلي، ألا وهو تطبيق حل الدولتين كما جاء في المبادرة العربية للسلام، وذلك بإنشاء وطن فلسطيني ودولة فلسطينية كاملة السيادة في الضفة الغربية وغزة وعاصمتها القدس الشرقية".
وتابع: "بالعودة إلى لبنان، وبطبيعة الحال، فإني أود بداية التوجه بالتعزية الحارة الى أهلنا وإخواننا في الجنوب والبقاع وبيروت وضاحيتها وباقي المناطق اللبنانية التي استهدفت بالعدوان الغاشم، بالتعزية القلبية الحارة لسقوط الشهداء والضحايا الأبرياء من المدنيين والنساء والأطفال والعجز وكبار السن. كما أسأل الله تعالى أن يضمد جراح المصابين، ويمن عليهم بالشفاء العاجل، وأشد على أيادي جميع اللبنانيين وأشيد بروحهم الوطنية العالية، وهم الذين بادروا بكل أريحية إلى إغاثة المواطنين اللبنانيين الذين اضطروا إلى النزوح عن بلداتهم وقراهم ووقفوا معهم للمساعدة والإغاثة الفورية. كما أشيد بالدور الإنساني والوطني للجهاز الطبي في قطاع المستشفيات العاملة في كل المحافظات وفي وزارة الصحة العامة، وكذلك بالهيئة العليا للإغاثة وبوزارات وإدارات ومؤسسات عامة أخرى في استمرارها في تحمل مسؤولياتها الجسيمة بكفاية عالية".
وشدد على أن "الواجب الوطني يقتضي من جميع اللبنانيين التضامن والتماسك والتصرف على قاعدة الوحدة والإخوة الوطنية الواحدة في مواجهة هذا العدوان الغاشم وفي العمل على تحقيق الإنقاذ. وانطلاقا من هذا التوجه وفي هذه الظروف الاستثنائية، أود التشديد على ان الحلول للبنان لن تكون ويجب ألا تكون إلا عبر الحلول الوطنية الجامعة والتي تركز على التمسك باتفاق الطائف والدستور وبالدولة وسلطتها الواحدة وبقرارها الحر ودورها المسؤول في حماية الوطن والسيادة الوطنية ومسؤوليتها تجاه شعبها وأمنه واستقراره. ولهذه الأسباب، وفي خضم هذه الأوضاع الخطيرة على كل الأصعدة الوطنية والسياسية والأمنية والإنسانية والاقتصادية والاجتماعية، ولأن العدوان يطال كل لبنان ويصيب كل اللبنانيين، فان التفكير والبحث يجب ان ينصب على ضرورة أن تعود الدولة لتأخذ على عاتقها زمام الأمور وما يقتضيه ذلك من موقف وطني جامع، بحيث نحتضن بعضنا بعضا ويكون همنا الوحيد هو إنقاذ لبنان وإخراجه من أتون هذه الأزمة المستفحلة والخطيرة التي تهدد كيان الوطن ووحدة اللبنانيين وتماسكهم ومصيرهم".
واردف: "لذلك، فإنني أتوجه بداية إلى الحكومة اللبنانية ورئيسها من أجل مطالبة مجلس الأمن الدولي لكي يبادر إلى إصدار قرار بوقف فوري لإطلاق النار في لبنان، وبأن يتحمل مجلس الأمن الدولي مسؤولياته في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين عبر تأكيد التزام جميع الأطراف بالتطبيق الكامل والفوري للقرار الدولي 1701 بمندرجاته كافة وعلى احترام القرارات الدولية ذات الصلة".
كما توجه السنيورة إلى المجلس النيابي ورئيس المجلس نبيه بري "باعتبار المجلس الذي يمثل الشعب اللبناني بأسره، بأن يبادر فوراً ومن دون أي تأخير إلى الانعقاد لمناقشة المخاطر التي تتربص بالدولة اللبنانية وبالشعب اللبناني في حاضره ومستقبله، وذلك بما يحفظ الكيان اللبناني ويحترم الدستور ويحافظ على وحدة لبنان وسلامة أراضيه. كما والمبادرة إلى الدعوة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية دون أي إبطاء يستطيع أن يجمع اللبنانيين، وبالتالي لتشكيل حكومة مسؤولة تتولى التنفيذ الكامل للقرار 1701، وتعمل على استعادة العافية والسيادة اللبنانية ودور الدولة الكامل في الحفاظ على استقلال لبنان وسيادته وحريته واستعادة نهوضه واستقراره".
وناشد السنيورة "جميع الأشقاء العرب كونهم أشقاء الدم والهوية وبالتالي أولى بالمعروف، وكذلك جميع الدول الصديقة والمؤسسات الدولية الإنسانية، تقديم كل المساعدات اللازمة والعاجلة لصيانة كرامة النازحين المنتزعين من بلداتهم وقراهم والحفاظ على كرامة اللبنانيين".
وردا على سؤال عما اذا تواصل مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الموجود في نيويورك، قال: "تواصلت معه وبالتالي نحن على تواصل، وخلال وجوده من الطبيعي ان نكون على التوصل معه. نحن ندعم مواقفه ونؤكد ضرورة ان يكون ذلك على أساس الاحترام الكامل والتطبيق الكامل للقرار 1701".
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
ميقاتي: تمديد وقف النار بعد التشاور مع عون وبري.. تشكيل الحكومة دخل مرحلة اختيار الاسماء
يتركز الاهتمام الرسمي بصورة موازية على ملفين اساسيين هما ملف وقف اطلاق النار في الجنوب واستمرار العدوان الاسرائيلي وملف تشكيل الحكومة الجديدة لمواكبة انطلاقة عهد الرئيس جوزاف عون.
في الملف الجنوبي، من المقرر ان تصل الى بيروت خليفة مبعوث الرئيس الاميركي اموس هوكشتاين مورتان اورتاغوس نهاية الاسبوع الحالي او الاسبوع المقبل، لمناقشة تفاصيل تمديد وقف النار، والمفاوضات بشأن اسرى حزب الله الـ7 الذين اعتقلهم الجيش الاسرائيلي خلال الحرب، و9 شبان اعتقلوا امس الاول في القرى اللبنانية الحدودية.
وعلم ان لجنة مراقبة وقف النار ستجتمع خلال الساعات المقبلة، لمحاولة ايجاد مخرج لمطالبة اسرائيل البقاء في خمسة مواقع استراتيجية في اللبونة ويارون والعديسة وكفركلا والخيام، وايجاد صيغة لمعالجة هذه القضية الشائكة.
ورأى مبعوث الرئيس الاميركي دونالد ترامب الى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف "أن انتخاب رئيس في لبنان أمر رائع"، مؤكدا "التغلب على عثرات بشأن تمديد الاتفاق بين لبنان و إسرائيل بالحوار الجيّد وهذا مؤشر إيجابي".
وفي سياق التحرّك الديبلوماسي لمعالجة الوضع في الجنوب، إجتمع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مع السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو في السرايا، وشكر لفرنسا الجهود التي تقوم بها من أجل لبنان لا سيما لتأمين الانسحاب الاسرائيلي من الأراضي المحتلة في الجنوب ووقف التعديات والخروقات.
وقال: "إننا نثمن الدور البناء الذي بقوم به السفير ماغرو تجاه لبنان والتعاون الايجابي مع الحكومة في العديد من المجالات، ما أعطى العلاقات اللبنانية - الفرنسية دفعاً اضافياً".
كذلك اجتمع ميقاتي مع سفيرة الولايات المتحدة الاميركية ليزا جونسون ورئيس لجنة مراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار الجنرال الأميركي الجنرال جاسبر جيفرز، وشدد على أنَّ "لبنان قام بتنفيذ البنود المطلوبة من التفاهم، إلا أنّ إسرائيل تماطل في تطبيق بنود التفاهم وما زالت تقوم بانتهاك القرار الدولي الرقم1701".
وأضاف: "بعد التشاور مع فخامة رئيس الجمهورية ودولة رئيس مجلس النواب لعدم إعطاء إسرائيل أي عذر لعدم الانسحاب من كافة الاراضي اللبنانية، وافقت الحكومة على استمرار العمل بموجب تفاهم وقف إطلاق حتى 18 شباط 2025، ولكن هذا الامر يتطلب في المقابل الضغط لوقف الاعتداءات الاسرائيلية والخروقات المتكررة وتأمين الانسحاب الاسرائيلي الكامل من الاراضي المحتلة في الجنوب".
اما في الملف الحكومي فغابت حركة اللقاءات والاتصالات في العلن واستمرت في الكواليس، واشارت المعلومات الى اتصال جرى بين الرئيسين جوزاف عون ونواف سلام، تناول الملف الحكومي وسط أجواء مشجعة.
وكانت معلومات "لبنان 24" امس افادت ان الحكومة الجديدة سوف تبصر النور في خلال 48 ساعة كحدّ اقصى وهي ستكون على مستوى طموحات اللبنانيين بالشخصيات التي تتضمنها وكيفية توزيع الحقائب.
وتوقعت مصادر مواكبة لعملية التأليف أن تؤدي الاتصالات الى تذليل العقد وإعلان الحكومة في وقت قريب، انطلاقاً من أمرين: الأول وجود إرادة لدى الرئيسين عون وسلام بتأليف حكومة سريعة لانطلاقة قوية للعهد، الثاني وجود ضغط دولي وعربي لتأليف الحكومة بوقت قريب، وبالتالي أي تأجيل لا يخدم المصلحة الوطنية.
وفي هذا السياق، افيد أن البحث بدأ بمراجعة أسماء المرشحين للوزارة، وانّ خطوات متقدّمة انجزت خلافاً للانطباع السابق بأنّ الأمور معقّدة. وبات من شبه المؤكّد انّ الحكومة ستكون مؤلفة من أهل الاختصاص الذين لن يكونوا حزبيين بالمعنى الضيّق للكلمة ولكنهم مقبولون من الأحزاب وغالبيتهم من الوجوه الشابة مع مراعاة تمثيل المرأة اللبنانية.
المصدر: لبنان 24