موقع 24:
2024-09-27@00:19:13 GMT

جمال الشعر لا يتناغم مع طائفية البرغوثي

تاريخ النشر: 26th, September 2024 GMT

جمال الشعر لا يتناغم مع طائفية البرغوثي

لقد سطعت حضارة بني أمية، رغم بساطة أصولها، كمنارة للعلم والمعرفة، شاهدة على انفتاح العرب على الثقافات الأخرى وتقديرهم للعلم والعلماء. ولكن، في مشهد مؤسف، تكشّف وجه قبيح للتعصب المقيت، متجسداً في تميم البرغوثي، الذي انتهز فرصة وجوده على منبر عريق في معرض بغداد الدولي للكتاب ليُطلق سموم الطائفية، محاولاً النيل من إرث بني أمية الزاهر، وإرضاء أسياده من ميليشيات إيران.


إن بني أمية، بل العرب جميعاً، لغنِيّون عن أي دفاع يسوّق لهم، فمكانتهم التاريخية الراسخة وحضارتهم الواسعة التي أثْرت البشرية في شتى المجالات، لأبلغ من أي كلام. لقد أقاموا حضارة نهل منها الشرق والغرب، حضارة تشع علماً وجمالاً ومحبة وانفتاحاً على الآخر. فمن مشارق الأرض إلى مغاربها، بسطوا نفوذهم، ونشروا لغتهم وثقافتهم، وتركوا إرثاً خالداً من الأدب والعلم والفكر، ما زلنا ننهل منه حتى يومنا هذا.
أما البرغوثي، فقد أَراد بحجته الباهتة أن يفر من سخط الجماهير، زاعماً أن القصيدة قيلت في البيت الذي اقتطعوه بصوت السيدةِ زينب بنت علي - رضي الله عنها - وهو زعم باطل، فما كانت لتقول ما نسب إليها، وإنما هو تَقَوُّلٌ عليها لأغراض أيديولوجية وطائفية، يكمن وراء القناع حقد دفين على العرب.
كان الأَولى به أن يعتذر، فالاعتذار فضيلة، وأن يقر بخطئه، لا أن يزيد الطين بلة، ويسيء إلى سيدة عربية تعتز بحضارتها وقيمها العربية الأصيلة.
إن البرغوثي، اليتيم شعراً وخُلقاً، لم يقتصر غدره على خيانة العرب فحسب، بل خان الشعرية العربية نفسها، تلك الشعرية التي لطالما انحازت لحضارة العرب ودولتهم الأموية، منذ ما قبل المتنبي إلى أحمد شوقي والجواهري وبدر شاكر السياب ومحمود درويش وغيرهم كثير، فهؤلاء جميعا تغنوا بمجد العرب وتاريخهم، واحتفوا بدمشق والشام، مهد الحضارة العربية الأموية.
وإذا كانت قصيدته أتت في شكلها وزناً وقافية لتذكر بقصائد شعراء العراق في مدح المدينة التي وصفها الفاروق عمر بن الخطاب بأنها "جمجمة العرب وكنز الرجال ومادة الأمصار ورمح الله في الأرض"، فما أبعد المسافة بينه وبين أبي الطيب الذي أكد إجلاله للعرب، ضد الفرس وغيرهم من الأعاجم، فقال في غير مرة:
وَإِنَّما الناسُ بِالمُلوكِ وَما
تُفلِحُ عُربٌ مُلوكُها عَجَمُ
لا أَدَبٌ عِندَهُم وَلا حَسَبٌ
وَلا عُهودٌ لَهُم وَلا ذِمَمُ
بل أكد غربته في بلاد فارس حين زارها، فلم تبهره أموالها ولم يقع في هواها وهوى ميليشياتها كما فعل البرغوثي، بل قال بيتاً خالداً يصلح لكل زمان ومكان، ويكشف رؤية عبقرية للعلاقة بين العرب وتلك البلاد:
وَلَكِنَّ الفَتى العَرَبِيَّ فيها
غَريبُ الوَجهِ وَاليَدِ وَاللِسانِ
إن انحياز الشعرية العربية إلى بني أمية فنيا وجماليا، ثابت لدى كل الشعراء، ولكن البرغوثي، على عكسهم، اختار طريق الخيانة والذلّة، ساعياً للارتماء في أحضان الميليشيات، مطلقاً لسانه بسباب العرب أجمعين، وهذا ليس بغريبٍ عليه، فقد أَلف دروب الغدر والانقلاب على الأَصل.
أما في العراق، فقد خاب سعيه وباء بالخيبة، فلم تنطل مماحكاته على أحد من شباب العراق وشعرائه، الذين ردوا عليه مدافعين عن تاريخهم وحضارتهم العربية، فصدح الشاعر أنس الدغيم بِقصيدته الرائعة رداً على البرغوثي:
خلّوا الحسينَ وآلَ البيتِ وانصرفوا
فدهركم كسروي ما به شرفُ
ويثير السخرية أن ينحاز البرغوثي، على نحو مخز، إلى سردية بغيضة متشدّدة، سردية لا تليق بجمال الشعر ولا بروح الإبداع، مشوّها بها الحضارة العربية العريقة. وذلك في الوقت الذي يتجلى فيه للعيان زيف ميليشيا حزب الله الإيرانية التي كُشِفَت سوءتها في أيام معدودات، فأضحت فضيحتها بجلاجل أمام العالم كله.
لقد بان عجز الميليشيات الإرهابية، بعد أن كلّ اللبنانيون من شعاراتها الزائفة عن تحرير فلسطين، وأدرك الجميع أن المدافع الحقيقي عن غزة وشعبها هم العرب أنفسهم، أولئك الذين يتهمهم البرغوثي ظلماً وبهتاناً بأنهم بلا شرف! لكن، ماذا عسانا أن ننتظر من أمثاله حين يتحدثون عن الشرف؟!
إن هذا الذي يتحدث عن الشرف، سبق له أن مدح حسن نصر الله، وهو يعرف ما فعلته ميليشياته في سوريا ولبنان والعراق، ويدرك انتماءاته الأيديولوجية، وانحيازه ضد لبنان واللبنانيين لصالح الملالي، لكن انحيازنا نحن للبنان وحده، "لبنان" الحضارة العربية، لبنان أهلنا وأحبابنا وإخوتنا، لبنان الذي ينبذ الطائفية، لبنان الذي زاره أبو الطيب واستمتع بصيفه وشتائه وقال عنه:
وَعِقابُ لُبنانٍ وَكَيفَ بِقَطعِها
وَهُوَ الشِتاءُ وَصَيفُهُنَّ شِتاءُ
إنها لسخرية القدر أن يحاول هذا الشخص تشويهَ صورة حضارة عربية أصيلة، تغنى بها أعظم شعراء العرب، وتغنى العراقيون أنفسهم بمجدها على مر التاريخ. لقد وقف على ذات المنبر الذي شهد أصوات "عصافير العربية"، لينكر فضائل من أسسوا للحضارة والتسامح، وليغذي بذور الفرقة والكراهية.
لكن، سيبقى إرث بني أمية خالداً، وشعلة العلم متقدة، وستزهر بغداد من جديد بأصوات العقل والحكمة، رافضة كل أشكال التعصب والظلام.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: إسرائيل وحزب الله تفجيرات البيجر في لبنان رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية مقالات بنی أمیة

إقرأ أيضاً:

ما هو صاروخ قادر1 الذي قصف به حزب الله تل أبيب؟

رام الله - دنيا الوطن
أعلن (حزب الله) اللبناني أنه قصف، صباح اليوم الأربعاء، مقرا للموساد الإسرائيلي في تل أبيب، مستخدما صاروخ "قادر1" الباليستي، للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب.

وقال الحزب في بيان له، إنه "عند الساعة السادسة والنصف، أطلقنا صاروخا ‏باليستيا من نوع "قادر1"، استهدف مقر قيادة الموساد في ضواحي تل أبيب وهو المقر المسؤول عن اغتيال ‏القادة وعن تفجير البايجرز وأجهزة اللاسلكي".‏

وأكد أن ذلك يأتي: "دعما لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة، وإسنادا لمقاومته الباسلة ‌‏‌‏‌والشريفة، ودفاعا عن لبنان ‏وشعبه".

وهذه المرة الأولى التي يستخدم فيها (حزب الله) هذا النوع من الصواريخ منذ انطلاق الحرب.

فما هو صاروخ "قادر1"؟

هو صاروخ باليستي متوسط المدى، وله رأس حربي يزن (700 - 1000) كغم، ويتحرك على ارتفاعات منخفضة وذو دقة عالية.

كما يمكنه اختراق الدروع والتحصينات العسكرية، ويستخدم نظام الطيار الآلي الرقمي (DAP).

وتجدر الإشارة إلى أن تل أبيب تبعد عن الحدود اللبنانية الجنوبية بين 110- 115 كلم تقريبا.
وكان المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أعلن عقب دوي صافرات الإنذار التي تم تفعيلها في منطقتي (دان وشارون) في تل أبيب، إنه "تم اكتشاف إطلاق صاروخ أرض-أرض عبر من لبنان، وقد تم اعتراضه من قبل مقاتلات الدفاع الجوي.

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إنها المرة الأولى التي يطلق فيها صاروخ باليستي من لبنان إلى تل أبيب، وقد تم تفعيل منظومة آرو (السهم) لاعتراضه.


مقالات مشابهة

  • العناية بالشعر خلال فصل الخريف: نصائح هامة للحفاظ على جمال شعرك
  • “الصحفيين العرب” يدين الجرائم التي يرتكبها العدو الصهيوني ضد المدنيين في لبنان
  • ما هو صاروخ قادر1 الذي قصف به حزب الله تل أبيب؟
  • قالتها زينب بنت علي.. شاعر فلسطيني يوضح اللغط بشأن أبيات ضد بني أمية رددها في العراق
  • هل أساء تميم البرغوثي لبني أمية؟.. الشاعر يرد على الجدل (شاهد)
  • بعد تداول فيديو له في العراق زُعم أنه مسيء لبني أمية.. تميم البرغوثي يرد
  • ستغرق في النهاية.. قصة الجزيرة التي ظهرت في بحر العرب (صور)
  • غدًا.. انطلاق مهرجان الشرقية السنوي للخيول العربية في بلبيس
  • عبد الحكيم عبد الناصر يعزي أسر شهداء لبنان وفلسطين: الدم سوف يهزم السيف