جيش الحكم الثنائي المغتصب.!!
تاريخ النشر: 26th, September 2024 GMT
من غرائب السودان وعجائبه أن مؤسسة الجيش هي الأسبق وجوداً من الدولة بثلاثين عاماً، 1925-1955، ومن هنالك جاء الجنين الشائه للدولة، ولأن الجيش هو نتاج الحكم الثنائي الإنجليزي – المصري، كان لابد وأن تكون أولى أولوياته حماية مصالح ملكة بريطانيا العظمى والملك فاروق (ملك مصر ام الدنيا والسودان)، ولما لم نسمع أو نقرأ عن تعديل قانون الجيش المؤسس أجنبياً عبر برلمانات الحكومات الديمقراطية الثلاث التي تلت (الاستقلال)، يظل منهج الجيش (قوة دفاع السودان) هو القتال تحت التاجين البريطاني والمصري، والدليل على ذلك المشاركة الفاعلة لكتائب الجيش السوداني في الحروب التي شنتها مصر على إسرائيل، وخوض كتائب الجيش من أبناء النوبة للمعارك الضارية في صف المستعمر البريطاني بليبيا، من أجل محو الوجود الإيطالي وكبح جماح النفوذ الفرنسي، تلك الكتيبة التي بفضلها منح السودان استقلالاً صورياً بعد ثلاثة عقود من تأسيس الجيش، بعدها ظلت المؤسسة تعمل على قدم وساق لوأد الأجنة الناشئة للحكومات المدنية خدمةّ لأجندة المؤسسين، والناظر لمنهج التدريب العسكري للجيش سواء كان الخاص بالجنود المستجدين أو الضبّاط المستوعبين بالكلية الحربية، يلحظ تدريبات تعديل السلوك المستهدف به المجند في خمسة وأربعين يوماً، المدة التي يطلق عليها المعلمون اسم (العسكرة) – الانتقال من المدنية إلى العسكرية، ومن أهم ركائز هذه المدرسة الإذلال والحط من قيمة الانسان وازدراءه، ليتحول إلى روبوت يطيع أوامر من هو أعلى رتبة، فالقهر يصنع المقهور، والمقهور بالضرورة أن يمارس كل ما من شأنه شفاء غله ممن أوجد فيه هذه الحالة الشعورية المؤلمة، لذلك رأينا المشاهد البشعة للجنود وضباطهم وهم يغتصبون النساء والفتيات بالجنوب وجبال النوبة ودارفور – قرية تابت وحي (رجال ما في).
أهلنا الذين خدموا كجنود بازنقر تحت قيادة ضباط الكلية الحربية – مصنع (المغتصبين) بكسر الصاد أو فتحها، حكوا لنا عن الفظائع التي كانوا هم أنفسهم جزء منها، لقد استباحوا جنوب السودان أرضاً وشعباً، منذ العهد الأول للحرب (تمرد توريت 1955)، حتى العهد الظلامي الأخير، وما يجري الآن من حرب بين الجيش وقوات الدعم السريع بمثابة سداد للدين القديم، الذي استدانته القوات المسلحة من شرف وكرامة سكان الجنوب وجبال النوبة ودارفور، وهذا يتطابق مع الكارما، بأن الطير الذي يأكل النمل سيأكله النمل بعد أن يموت، أو كما تدين تدان، فحينما كانت وكالات الأنباء العالمية تتحدث عن تجاوزات الحرب في دارفور من جميع الأطراف، كان الحكّام في الخرطوم يقللون من شأن تلك الجرائم، متجاهلين دورة التاريخ وتربص دوائر الكون، بكل بن أنثى وان طالت سلامته يمشي بقدمين على سطح البسيطة، بأن يتجرع ذات السم ومن نفس الكأس، ليُحمل بعد ذلك على الآلة الحدباء، فما توعّد به الجنرالان توفيق أبو كدوك وحسن بشير نصر من مسح لجنوب السودان بشراً وشجراً، عاد وبالاً على شمال السودان الكبير الذي كان يغط في نوم عميق، إبان متحركات كتائب صيف العبور والفتح المبين والمغيرات صبحا، المبيدة للشعب الجنوبي الجميل، فالاغتصاب كان وما يزال يمثل سلوكاً غير مستهجناً من جنود وضباط الجيش، بل كانت الدولة المتوارثة من المستعمر تمجد المرتكبين لهذه الجريمة غير الأخلاقية بحق المكونّات الجنوبية والغربية، فاغتصاب الغربية والجنوبية في العقل الجمعي لجنرالات جيش الحكم الثنائي، لا يعتبر جريمة من الأساس، طالما أن الضحايا يختلفون عرقياً عن الجناة، لذلك لم يتورع الدكتاتور حينما قال بأن المغتصبة من هذه المكونات الجهوية والاجتماعية يجب أن يكسو وجهها الفخار، أن حظيت بوطء جندي من جنوده، ومحصلة كل هذا الفساد العظيم هو طوفان منتصف أبريل قبل عام وأشهر.
لقد قتل المئات من ضباط الكلية الحربية وتم أسر آلاف الجنود وضباط الصف في هذه الحرب، وسقطت الحاميات والمقرات العسكرية تحت قبضة قوات الدعم السريع، واستسلمت أهم الفرق العسكرية، وسقط صنم الجيش الذي ما فتئ يقتل ويغتصب شعبه منذ أن أسسه المستعمران البريطاني والمصري، وبدأت ملامح تكوين الجيش الوطني تلوح في الأفق المكدس بدخان متفجرات الطيران العميل، وقد نعى الناعي أسطورة الترسانة العسكرية القديمة الخادمة والراعية لمصالح جارة السوء الخديوية، باستلام كتائب الإرهاب الإقليمي والدولي لقيادة معارك الجيش الخاسر أمام جحافل الأشاوس، لقد انهار الجيش الليبي بعد أن دخل الإرهابيون ليبيا، فنتج عن ذلك جيشاً وطنياً غير كتائب القذافي، خاض حرب استرداد الدولة المختطفة من قبل المتطرفين، فأينما حل الإرهابيون حلت الفوضى وشاع الدمار واشتعلت النيران، ومن محاسن الصدف أن الذين وضعوا بذرة فناء جيش الحكم الثنائي هم المتطرفون، حينما انقلبوا على الشرعية قبل ثلاثة عقود ونصف العقد، لقد فعلوها بأيديهم فارتدت عليهم سهامهم، وهم الآن يحصدون ما زرعوا، ويعيبون زمان تأسيس منظومة قوات الدعم السريع والعيب في زمانهم، الذي تمكنوا فيه سلطوياً ثم أجهزوا على جيش الخديوية المصرية، عندما رفدوه بمليشيات الدفاع الشعبي وكتائبهم الإرهابية، وهكذا حدثت نظرية الانهيار الداخلي، فالحضارات تزدهر ثم تحتضر بأسباب داخلية، فيا سودانيين اقرأوا الفاتحة على روح جيش الحكم الثنائي، واشرعوا في تأسيس جيشكم الوطني المؤتمر بأمركم لا بأصبع الملك فاروق.
إسماعيل عبدالله
ismeel1@hotmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
إصدار ضوابط الإقراض والاقتراض الثنائي للأوراق المالية والبيع على المكشوف المُغطَّى
مسقط- الرؤية
أعلنت بورصة مسقط وشركة مسقط للمقاصة والإيداع، عن إصدار ضوابط نشاط الإقراض والاقتراض الثنائي للأوراق المالية المؤهلة والبيع على المكشوف المغطى، والتي تهدف إلى تعزيز كفاءة السوق وتحسين السيولة في البورصة.
وقالت البورصة في بيان صحفي إن هذه الضوابط ستوفر آليات جديدة لصناع السوق ومزودي السيولة وصناديق السيولة، مما يعزز من استقرار التداولات ويسهم في توسيع الفرص الاستثمارية. ويأتي إصدار هذه الضوابط في ظل التطوير والتحديث المستمر لأنظمة وتشريعات سوق رأس المال، وبما يواكب المستجدات والتطورات العالمية التي يشهدها هذا القطاع الحيوي، واحتياجاته على المستوى المحلي.
وبموجب الإطار التنظيمي، ستخضع عمليات البيع على المكشوف المغطى، لضوابط بورصة مسقط الصادرة بقرار رقم 143 لسنة 2024، كما ستخضع تلك العمليات لقواعد إقراض واقتراض الثنائي للأوراق المالية، الصادر بقرار رقم 2 لسنة 2024، وقواعد وإجراءات شركة مسقط للمقاصة والإيداع.
السالمي: إصدار الضوابط يُغيِّر ملامح الاستثمار في البورصة
وقال هيثم السالمي الرئيس التنفيذي لبورصة مسقط إن اصدار هذه الضوابط سيغير ملامح الاستثمار، من خلال توفير طرق مبتكرة لصناع السوق وصناديق السيولة لتنويع محافظهم، وإدارة مخاطرهم بشكل فعال. حيث ستساهم في تعزيز السيولة وسيستفيد جميع شرائح المتداولين من بيئة تداول أكثر ديناميكية، مع الالتزام بالمتطلبات التنظيمية، لجعل العملية أكثر أمانًا. وأشار إلى أن هذه الأنشطة ستفتح فرصًا جديدة؛ الأمر الذي يتيح القدرة على تنفيذ استراتيجيات التحوط والاستفادة من كفاءة الاسواق مما سيعزز من ثقة المستثمرين ودعم استدامة السوق.
العبري: الضوابط خطوة استراتيجية نحو تعزيز كفاءة السوق ورفع مستوى السيولة
وحول ضوابط الإقراض والاقتراض الثنائي للأوراق المالية المؤهلة، أكد محمد العبري الرئيس التنفيذي لشركة مسقط للمقاصة والإيداع أن هذه الضوابط تُعد خطوة استراتيجية نحو تعزيز كفاءة السوق ورفع مستوى السيولة وزيادة مرونته. هذا النشاط يعد أداة محورية لدعم استقرار السوق، كما إنه يتيح للمستثمرين فرصًا إضافية لتعظيم عوائدهم. وقال العبري: "إن دورنا في شركة مسقط للمقاصة والإيداع يتمثل في ضمان سير عمليات الإقراض والاقتراض بسلاسة وشفافية، مع الالتزام التام بأعلى معايير الأمان والامتثال للتشريعات المعمول بها. من خلال هذ النشاط، نؤكد حرصنا على تقديم حلول مبتكرة تُلبي احتياجات المستثمرين وتعزز ثقتهم في السوق العُماني".
وتكمُن أهمية اصدار هذه الضوابط، في أنها تُساهم في رفع تصنيف بورصة مسقط من سوق حدودية إلى سوق ناشئة، وتُضيف أنشطة خدمات مالية جديدة تهدف إلى زيادة حجم أنشطة وأعمال شركات الخدمات المالية، ورفع قدرة هذه الشركات على توفير بدائل استثمارية؛ الأمر الذي يُشجِّع على تداول الأوراق المالية غير المتداولة، ويُساهم في زيادة أحجام التداول. وسيوفر نشاطَا الإقراض والاقتراض الثنائي للأوراق المالية والبيع على المكشوف المُغطّى، أدوات حديثة للمستثمرين لإدارة استثماراتهم؛ مما يضع البورصة في مصاف الأسواق المتقدمة؛ لجذب المزيد من المؤسسات المالية والمستثمرين الباحثين عن بيئة استثمارية متنوعة.
وعلى صعيد الإقراض والاقتراض للأوراق المالية الثنائي، فإنه يقصد به، قيام المقترض بنقل ملكية الأوراق المالية بصفة مؤقتة أو بيعها إلى المقترض خارج السوق بثمن مؤجل الدفع، مع التزام المقترض بردها أو إعادة بيعها إلى المقرض بناءً على طلبه في أي وقت خلال الفترة المتفق عليها.
ومن جانب آخر، تسعى خدمة الإقراض والاقتراض الثنائي، إلى زيادة السيولة وتحسين كفاءة السوق، من خلال عروض بيع وطلبات شراء مستمرة. وتوفير احتياطي من الأوراق المالية لصناع السوق في حالة نفاد المخزون. ويسعى قطاع سوق المال من توفير هذه الأداة، إلى تحريك الرصيد الراكد للأوراق المالية بشكل آمن، مما يتيح للمستثمرين المقرضين الحصول على عوائد إضافية.
وتضطلع شركة مسقط للمقاصة والإيداع بدور أساسي في ضمان سير عمليات الإقراض والاقتراض الثنائي بسلاسة وشفافية، من خلال إدارة عمليات الإقراض والاقتراض وإدارة الضمان النقدي والبنكي، بما يضمن حقوق جميع الأطراف. بالإضافة إلى نقل ملكية الأوراق المالية بين المقرض والمقترض بطريقة آمنة وفعالة. كما ستقوم شركة مسقط للمقاصة والإيداع بنشر تقارير دورية تتضمن إجمالي الأوراق المالية المقترضة من كل جهة مصدرة عبر الموقع الإلكتروني الرسمي لشركة مسقط للمقاصة والايداع. وتأتي هذه الخطوات جميعها لضمان توافق المعاملات مع التشريعات المعمول بها في السلطنة.
وتتولى الجهات المرخصة، أي من يحصلون على ترخيص كوكيل للإقراض والاقتراض، العمليات التنظيمية بين المُقرض والمقترض. الأمر الذي يعزز الشفافية وحوكمة المعاملات ويضمن الامتثال لكافة التشريعات السارية.
أما فيما يخص ضوابط الاقراض والاقتراض الثنائي، فإنه يجب إبرام عقد بين المُقرض والمقترض لتحديد حقوق وواجبات كل طرف. وستتولى شركة مسقط للمقاصة والإيداع نقل ملكية الأوراق المالية مؤقتًا من المقرض إلى المقترض. ويكون الحق في الاقتراض مقتصر على صناع السوق، مزودي السيولة، وصناديق السيولة، أو أي جهة ترخصها الهيئة. وعلى المقترض تقديم ضمانات نقدية أو ضمانات بنكية تساوي 110% من القيمة السوقية للأوراق المالية المقترضة. وفي الجهة المقابلة، فإنه يقتصر الحق في الاقتراض على صناع السوق، مزودي السيولة، وصناديق السيولة، أو أي جهة ترخصها الهيئة.
وعلى الصعيد التنظيمي، فقد حٌدِدَت الضوابط الأشخاص المؤهلين للإقراض وشملت وحدات الجهاز الإداري للدولة والجهات العاملة في مجال الأوراق المالية، وشركات التأمين وشركات التأمين التكافلي، وأيضًا المؤسسات المالية المرخصة من البنك المركزي العُماني وصندوق الحماية الاجتماعية، وأي شركة أو صندوق استثماري تتجاوز إجمالي أصوله مليون ريال عُماني أو ما يعادلها بالعملات الأجنبية. وأيضًا يعتبر الأفراد من الأشخاص المؤهلين للإقراض، بشرط أن تتجاوز أصولهم الشخصية أو بالاشتراك مع أزواجهم وأولادهم القصر خمسمائة ألف ريال عُماني أو ما يعادلها بالعملات الأجنبية، باستثناء قيمة السكن الرئيسي للشخص.
وفي الجانب الآخر، يُقصد بالبيع على المكشوف المغطى، قيام المستثمر المؤهل (المقترض وفقًا لأحكام ضوابط إقراض واقتراض الأوراق المالية الثنائية، والذي يرغب في تنفيذ صفقة البيع على المكشوف المغطى وفقًا لأحكام هذه الضوابط) ببيع أوراق مالية مقترضة، على أن تتم تغطية الصفقة في تاريخ التسوية.
وتنص قواعد البيع على المكشوف المغطى على أنه يجب تنفيذ المعاملة بوحدة مزايدة سعرية واحدة من آخر سعر تم تداوله، أو السعر الذي يتم تداوله وقت إدخال الأمر. وفي حالة انخفاض سعر الورقة المالية المؤهلة محل البيع على المكشوف المغطى، بنسبة 5% من سعر إغلاق اليوم السابق، فإنه يتم تعليق العملية على تلك الورقة لمدة يومَي تداول، على أن تستعمل عمليات البيع على المكشوف المغطى بعد انتهاء فترة التعليق إذا لم يكن هناك انخفاض اضافي بنسبة 5% في السعر.
أما فيما يخص ضوابط خدمة البيع على المكشوف المغطى، فإن المستثمر المؤهل، عليه الحصول على موافقة البورصة لممارسة البيع على المكشوف المغطى، وبإمكانه تقديم طلب إلى البورصة مع ارفاق قدراته الفنية والادارية اللازمة، متبوعة بملائته المالية، وفقًا للمعايير الصادرة عن هيئة الخدمات المالية، ويثبت بأن لديه نظام لتلقي وإدارة الاوامر، لتمييز هذه الأوامر عن الأوامر الأخرى، وأيضًا يتطلب منه تقديم تقرير يوضح الانظمة الفنية المستخدمة لإدارة هذه الحسابات والأوامر، وتقديم تقرير آخر يوضح أنظمة وأسس الرقابة الداخلية والمراجعة لعمليات البيع على المكشوف.
وعلى المستثمر المؤهل الالتزام بفتح حساب منفصل في نظام إدارة الأوامر والتأكد من وجود أوراق مالية مقترضة في الحساب المخصص لهذه العمليات قبل تنفيذ أمر البيع، ويجب أيضا تزويد بورصة مسقط بالتقارير المتعلقة بالبيع على المكشوف، والحصول على الموافقة قبل اجراء اي تعديل على نظام الأوامر وتقديم تقارير فنية بشأن استيفاء النظام المعدل للمتطلبات المنصوصة.
ولضمان الاستفادة المثلى من نشاطَيْ الإقراض والاقتراض الثنائي للأوراق المالية، والبيع على المكشوف المغطى، تدعو البورصة المهتمين إلى الاطلاع على الضوابط والاجراءات الخاصة بهذه الخدمات على الموقع الالكتروني لبورصة مسقط www.msx.om، وشركة مسقط للمقاصة والايداع www.mcd.om.