سودانايل:
2025-03-23@16:52:30 GMT

الدور الأمريكي الخفي في السودان- قراءة تحليلية

تاريخ النشر: 26th, September 2024 GMT

تحليل السياسة الأميركية تجاه الأزمة السودانية يعكس تبايناً واضحاً بين رؤية الديمقراطيين والجمهوريين، ويتداخل مع المصالح الاستراتيجية لأميركا في المنطقة، بجانب تفاعلها مع منافسيها مثل روسيا والصين وإيران.
من وجهة نظر الديمقراطيين، كما يتضح في موقف نائبة الرئيس كامالا هاريس، التركيز ينصب على دعم حقوق الإنسان والتحول الديمقراطي في السودان.

الديمقراطيون يسعون للوقوف بجانب القوى المدنية، كما حدث في عهد بيل كلينتون بفرض العقوبات على السودان بسبب دعمه للإرهاب وارتكابه انتهاكات حقوقية. هذه الرؤية تركز على تعزيز النظام الديمقراطي المدني، وهو ما تم دعمه خلال حكومة ما بعد الثورة السودانية التي أُطيحت بانقلاب.
على الجانب الآخر، يتسم الموقف الجمهوري براغماتية أكبر. الرئيس السابق دونالد ترامب، المرشح الحالي للرئاسة، قد يتبنى مقاربة أكثر تساهلاً مع الحكومات العسكرية أو الأمر الواقع، كما يتجلى في التاريخ السياسي للحزب الجمهوري، حيث سعى الرئيس جورج بوش الابن إلى التعاون الاستخباراتي مع السودان رغم النظام الاستبدادي. هذه الرؤية تركز على الاستقرار والأمن الإقليمي حتى وإن تطلب ذلك التعامل مع جهات عسكرية.
فيما يخص المصالح الأميركية في السودان، يتضح أن الأهمية الاستراتيجية للبلاد تكمن في موقعها الجغرافي على البحر الأحمر ودورها في مكافحة الإرهاب. الولايات المتحدة تشعر بالقلق من توسع النفوذ الروسي في السودان، خاصة بعد إعادة إحياء اتفاقية القاعدة العسكرية الروسية على البحر الأحمر. هذه المنافسة الدولية تزيد من أهمية الملف السوداني للإدارة الأميركية، والتي قد تشهد تعديلات جوهرية في حال فوز ترامب أو هاريس في الانتخابات المقبلة.
السياسة الأمريكية بين الديمقراطيين والجمهوريين
هناك فرق واضح بين رؤية الحزبين الديمقراطي والجمهوري تجاه السودان. بينما يركز الديمقراطيون، مثل إدارة كامالا هاريس، على التحول الديمقراطي ودعم حقوق الإنسان، كما يظهر في فرض العقوبات في عهد كلينتون، يميل الجمهوريون، بقيادة شخصيات مثل دونالد ترامب، إلى البراغماتية. تعامل الجمهوريون مع أنظمة استبدادية عبر التاريخ مثلما فعل بوش الابن، ما يعكس تفضيلهم للاستقرار الإقليمي على حساب الديمقراطية.
المصالح الاقتصادية الأمريكية
الولايات المتحدة ترى في السودان فرصة استثمارية كبيرة بفضل موارده الطبيعية الوفيرة مثل النفط والذهب. في الوقت نفسه، تشعر واشنطن بالقلق من النفوذ المتزايد للصين في البنية التحتية، وروسيا في القطاع العسكري. هذا يدفع الإدارة الأمريكية لمحاولة تعزيز وجودها في السودان عبر دعم استثمارات وشراكات مع الشركات الأميركية.
الأمر المؤكد هو أن السياسة الأميركية تجاه السودان لا تقتصر على الجانب الإنساني فحسب، بل تتأثر بتوازنات القوى العالمية وبالمصالح الاقتصادية والأمنية في المنطقة، مما يجعل التعامل مع هذه الأزمة معقداً ومتشابكاً.
أن التحليل الأمريكي للسودان يجمع بين مصالح سياسية واقتصادية وأهداف استخباراتية مركزة، مما يُظهر صورة واضحة لاستراتيجية واشنطن في المنطقة. أمريكا تسعى إلى تعزيز نفوذها في السودان من خلال عدة محاور
المرامي السياسية والاقتصادية الأمريكية في السودان
التحول الديمقراطي تسعى الولايات المتحدة لدعم الانتقال السياسي في السودان لتحقيق الاستقرار، حيث يشكل دعمها للتحول الديمقراطي جزءاً أساسياً من استراتيجيتها. واشنطن تهدف إلى إنشاء شريك ديمقراطي مستقر يمكن أن يكون حليفًا لها في المنطقة، مما يعزز الاستقرار السياسي في القرن الإفريقي.
محاربة الإرهاب السودان خرج من قائمة الدول الراعية للإرهاب عام 2020، ولكن واشنطن ما زالت تتابع عن كثب الأنشطة الإرهابية المحتملة في السودان. هذه الجهود تسعى إلى منع السودان من أن يصبح أرضاً خصبة للجماعات الإرهابية.
التوازن الإقليمي السودان يُعتبر محورًا مهمًا للأمن الإقليمي، خاصة في البحر الأحمر وأفريقيا، لذا فإن تعزيز استقراره يهدف إلى منع نفوذ روسيا والصين من التوسع في المنطقة.
الاستثمار في الموارد السودان غني بالموارد الطبيعية كالنفط والمعادن، والولايات المتحدة تسعى للاستثمار في هذه القطاعات، مما يعزز علاقتها الاقتصادية مع الخرطوم ويقلل من نفوذ الدول المنافسة مثل الصين وروسيا.
قضية المياه والطاقة التعاون في ملف سد النهضة وقضايا المياه الإقليمية يُعد أحد النقاط التي توليها الولايات المتحدة اهتمامًا كبيرًا. السودان يشكل عنصراً مهماً في هذا الصراع الذي يشمل إثيوبيا ومصر.
التحليل الاستخباراتي الأمريكي للسودان
التحليل الاستخباراتي الذي تقوم به الولايات المتحدة يعتمد على مراقبة السودان عبر عدة جوانب وهي
المراقبة السياسية واشنطن تتابع عن كثب التغيرات السياسية الداخلية، خاصة ما يتعلق بعلاقة الجيش بالقوى المدنية. هذا يشمل تقييم استقرار السلطة وتحليل طبيعة التحالفات السياسية في البلاد.
مراقبة المنافسين الدوليين وهي الأهم روسيا والصين تعتبران منافسين رئيسيين في السودان، حيث تسعى روسيا لتعزيز وجودها العسكري في البحر الأحمر، بينما تتوسع الصين في الاستثمارات والبنية التحتية.
التحديات الأمنية القضايا الأمنية، بما في ذلك التهديدات المتزايدة من الميليشيات المسلحة وتهريب الأسلحة، تحظى باهتمام كبير من قبل الأجهزة الاستخباراتية الأمريكية.
الدور الدبلوماسي الدولي تركز الولايات المتحدة على جمع المعلومات وتنسيق الجهود الدبلوماسية مع المجتمع الدولي، مثل الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي، للضغط على الأطراف المتنازعة في السودان.
الاستفادة من السودانيين الأميركيين لماذا وكيف ؟
يمكن للسودانيين الأميركيين أن يلعبوا دوراً مهماً في دعم المصالح الأميركية في السودان -
الدبلوماسية الشعبية السودانيون في الولايات المتحدة يمكنهم أن يكونوا وسطاء بين واشنطن والخرطوم، مما يعزز جسور التفاهم بين البلدين.
التأثير السياسي السودانيون الأميركيون يمكنهم لعب دور في الضغط على الكونغرس لتمرير سياسات تدعم مصالح الولايات المتحدة في السودان.
الاستثمارات السودانيون في الخارج يمكنهم المساعدة في جلب استثمارات أميركية إلى السودان وتعزيز العلاقة الاقتصادية.
السياسة الخارجية الأميركية تجاه السودان
السياسة الأميركية تجاه السودان تعتمد على مزيج من العقوبات والمساعدات. واشنطن تستخدم العقوبات كأداة للضغط على الجهات التي تُعتبر تهديدًا للاستقرار، وتقديم مساعدات مالية لدعم الحكومة الانتقالية في إطار دعم التحول الديمقراطي.
كما أنها تسعى إلى التنسيق مع الحلفاء الإقليميين مثل مصر والسعودية لتحقيق أهدافها في المنطقة.
بالتالي، يُمكن القول إن أهداف الولايات المتحدة في السودان تتراوح بين تحقيق الاستقرار، منع التهديدات الإرهابية، تعزيز النفوذ الاقتصادي، وموازنة التنافس الدولي في المنطقة.
أما السودانيون الأميركيون فيمكن استغلالهم كأداة لتعزيز المصالح الأميركية في الخرطوم عبر بناء جسور دبلوماسية وتعزيز الاستثمارات والمصالح التجارية.

zuhair.osman@aol.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الولایات المتحدة الأمیرکیة تجاه البحر الأحمر تجاه السودان فی المنطقة فی السودان

إقرأ أيضاً:

السياح يتجنبون السفر إلى الولايات المتحدة في عهد ترامب

في غضون أسابيع قليلة خيم الغموض على آفاق السياحة الأميركية نتيجة لبعض قرارات الرئيس دونالد ترامب السياسية التي أثارت غضب بعض الزوار الأجانب عدا عن مخاوف من ازدياد الأسعار وارتفاع قيمة الدولار.

ومن المتوقع أن ينخفض عدد الأجانب الوافدين إلى الولايات المتحدة بنسبة 5,1 % في 2025 مقارنة بالعام الماضي، مقابل زيادة متوقعة سابقا بنسبة 8,8 %، وفقا لتقرير في نشرة « اقتصاديات السياحة » أواخر الشهر الماضي. ويتوقع أن يتراجع إنفاقهم بنسبة 10,9 في المئة.

منذ نشر التقرير « تدهور الوضع بشكل أكبر » وستكون النتيجة أسوأ على الأرجح، بحسب رئيس النشرة آدم ساكس، مشيرا إلى « تأثير مشاعر النفور تجاه الولايات المتحدة ».

في الأسابيع الأخيرة فرضت إدارة ترامب رسوما على كندا والمكسيك والصين وهددت بفرضها على الاتحاد الأوروبي. وتكثفت حملة واسعة ضد الهجرة.

وألغيت برامج عدد كبير من الهيئات الحكومية، مثل الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، وس ر ح آلاف الموظفين المدنيين من محامين إلى حراس حدائق، ووضع ترامب خططا مثيرة للجدل للحربين في أوكرانيا وغزة.

وقالت نشرة « اقتصاديات السياحة » التابعة لمؤسسة « أكسفورد إيكونوميكس » إن « وضعا تتسم فيه سياسات وخطابات إدارة ترامب بالاستقطاب… سيثني الناس عن السفر إلى الولايات المتحدة ».

وأضافت « ستشعر بعض المؤسسات بضغوط لتجنب استضافة فعاليات في الولايات المتحدة أو إرسال موظفيها إليه ما سيقلل عدد رحلات العمل ».

وقال معهد منتدى السياحة العالمي، إن مزيجا من سياسات الهجرة الصارمة وقوة الدولار والتوترات السياسية العالمية « قد يؤثر بشكل كبير » على الوافدين الدوليين، « ما قد يعيد تشكيل قطاع السياحة في البلاد لسنوات ».

ومن بين سكان 16 دولة أوروبية وآسيوية شملهم استطلاع أجرته شركة « يوغوف » في ديسمبر، قال 35 في المئة من المشاركين إنهم أقل ميولا للقدوم إلى الولايات المتحدة في عهد ترامب، مقابل 22 في المئة عبروا عن رأي مغاير.

بالنسبة إلى سياح من فرنسا وأوزبكستان والأرجنتين الذين أجرت وكالة فرانس برس مقابلات معهم في ساحة تايمز سكوير بنيويورك، لم تغير مواقف ترامب خططهم بشكل جذري.

مع ذلك استخدمت كل من ماريانيلا لوبيز وأيلين هادجيكوفاكيس، وكلاهما تبلغان 33 عاما، جواز سفرها الأوروبي بدلا من الأرجنتيني لتجنب أي مشاكل على الحدود.

وقالت لوبيز « كنا خائفين بعض الشيء بشأن الوضع لكننا لم نغير خططنا ».

وأكدت عائلة لاغاردير القادمة من فرنسا أن الوضع لم يؤثر على خططها أيضا.

وقال لوران لاغاردير البالغ 54 عاما إن « الأميركيين انتخبوا هذا الرئيس. إنها الديموقراطية. إذا لم يكونوا راضين، فسيغيرونها في غضون أربع سنوات ».

وأضاف لاغاردير « هو (ترامب) كما هو » وتجنب الولايات المتحدة « لن ي غي ر شيئا ».

وأشارت التوقعات إلى وصول عدد السياح الأجانب إلى 77,7 مليونا في 2024، بزيادة 17 في المئة على أساس سنوي، وفقا للمكتب الوطني للسفر والسياحة الذي لم تتوافر لديه بعد أرقام نهائية للعام الماضي.

يعد السياح القادمون من أوروبا الغربية، والذين شك لوا 37 في المئة من الزوار في 2024، الأكثر ميولا لاختيار وجهات أخرى إلى جانب الكنديين والمكسيكيين.

وحذرت جمعية السفر الأميركية في أوائل فبراير، من أن الرسوم الجمركية ستثني الكنديين الذين ي شك لون أكبر شريحة من السياح الأجانب في الولايات المتحدة والذين وصل عددهم إلى 20,4 مليون سائح في 2024، عن السفر.

ووفقا لهيئة الإحصاء الكندية انخفض عدد الكنديين العائدين من الولايات المتحدة بنسبة 23 في المئة في فبراير على أساس سنوي، في انخفاض شهري هو الثاني على التوالي.

وفي نيويورك التي استقبلت 12,9 مليون مسافر أجنبي في 2024، أصبح التأثير ملحوظا، فقد ألغى كنديون حجوزات جولات سياحية وانخفضت عمليات البحث على الإنترنت عن فنادق أو عروض برودواي، حسبما ذكرته رئيسة هيئة السياحة في مدينة نيويورك جولي كوكر لوكالة فرانس برس.

وخف ضت كوكر توقعاتها لهذا العام في فبراير لكنها قالت إنه حتى الآن، الكنديون فقط هم من يتجنبون الولايات المتحدة في عهد ترامب.

وقالت « لا نرى حاليا أي مستجدات من المملكة المتحدة أو أوروبا لأن الوقت لا يزال مبكرا جدا. نحن بالتأكيد نراقب الوضع عن كثب ».

لكن السلطات البريطانية والألمانية دعت مواطنيها أخيرا إلى توخي الحذر الشديد بشأن وثائق سفرهم، مشيرة إلى مخاطر توقيفهم.

ورصدت شركة يونايتد إيرلاينز « انخفاضا كبيرا » في السفر من كندا إلى الولايات المتحدة إضافة إلى تراجع الطلب على السفر الداخلي، كما حدث مع العديد من الشركات المنافسة.

ووفقا لتقرير « اقتصاديات السياحة » قد يخسر قطاع السياحة حوالى 64 مليار دولار من الإيرادات في 2025 بسبب انخفاض السفر الدولي والمحلي.

والأميركيون قلقون على ما يبدو في ظل التوقعات الاقتصادية، كما أن مصطلحات مثل الركود والتضخم ت خيف السياح إلى جانب احتمال ارتفاع قيمة الدولار، كما يشير الخبراء.

وأشارت « اقتصاديات السياحة » إلى أن « هذا سيجعل الولايات المتحدة أكثر كلفة للمسافرين الوافدين، ما ي ضعف عدد الزوار ومتوسط فترة الإقامة ».

ويخشى المهنيون أيضا من تداعيات تشديد سياسة الهجرة على الأحداث الرياضية الكبرى التي تستضيفها الولايات المتحدة، مثل كأس رايدر (2025)، وكأس العالم لكرة القدم (2026)، ودورة الألعاب الأولمبية الصيفية 2026 في لوس أنجليس.

(وكالات)

 

كلمات دلالية السياحة امريكا تراجع ترامب

مقالات مشابهة

  • السياح يتجنبون السفر إلى الولايات المتحدة في عهد ترامب
  • واشنطن تحذّر العراق: أي تدخل لدعم اليمن سيقابل برد عسكري مباشر
  • واشنطن تحذّر العراق: أي تدخل لدعم اليمن سيقابل برد عسكري مباشر - عاجل
  • وزير الطاقة الإسرائيلي: تنسيق كامل مع الولايات المتحدة بشأن الهجمات في اليمن
  • بدأت عام 1979.. تاريخ العقوبات الأميركية على سوريا
  • الولايات المتحدة تتحمل مسؤولية إبادة غزة.. نواب موريتانيون يوجهون رسالة قوية للسفير الأمريكي
  • صنعاء بعد القنابل الأميركية.. خوف السكان وتحدي الحوثيين
  • السفير الصيني بالقاهرة: لن نقبل بالنفاق الأمريكي ونقف مع فلسطين
  • الولايات المتحدة تشن أربع غارات جديدة على الحديدة
  • الولايات المتحدة تشن أربع ضربات على الحديدة اليمنية