“إياتا” يصدر خرائط طريق محسنة للسياسات والتمويل لتحقيق صافي انبعاثات صفرية
تاريخ النشر: 26th, September 2024 GMT
أعلن الاتحاد الدولي للنقل الجوي “إياتا”، اليوم، إصدار خرائط طريق محدّثة في مجالي السياسات والتمويل، للوصول إلى الانبعاثات الصفرية.
وقال الاتحاد، في بيان له، إن خرائط الطريق المحسّنة، تتضمّن تحليلات موسّعة ومعمّقة، تركز على أربع استنتاجات رئيسة، وهي تحول الطاقة في قطاع النقل الجوي قابل للتحقيق بحلول عام 2050، وحجم الاستثمارات اللازمة لإنجاز هذا الهدف، إضافة إلى الوقت المتبقي لتوحيد الجهود المبذولة، لتحقيق تحول الطاقة في قطاع النقل الجوي يتضاءل كل دقيقة، كل تأخير في التحرك يمثل فرصة ضائعة.
وقال ويلي والش، المدير العام للاتحاد الدولي للنقل الجوي “إياتا”، إن خرائط الطريق المحدثة في مجال السياسات والتمويل من أجل الوصول إلى انبعاثات صفرية من الاتحاد الدولي للنقل الجوي، تؤكد إمكانية تحقيق هدف إزالة الكربون بحلول عام 2050، موضحا أنها تمثل تحذيرا بضرورة تحقيق تعاون أوسع وتحرك أكثر إلحاحا، بين جميع أصحاب المصلحة، لا سيما واضعي السياسات، للوصول إلى الهدف المرجو.
وتؤكد خارطة طريق السياسات أهمية تسلسل السياسات الاستراتيجية، وتتناول الحاجة إلى التعاون العالمي، بما فيه خارج قطاع الطيران.
وتقرّ التوصيات بعدم وجود حل شامل مناسب للجميع، وأنه لا بد أن تضمن السياسات مشاركة جميع الدول في السوق العالمية المستقبلية لوقود الطيران المستدام.
وتقدم خارطة طريق التمويل عرضا تفصيليا للاستثمارات المطلوبة، للوصول إلى الانبعاثات الصفرية بحلول عام 2050، إلى جانب التكاليف التي ستتحملها شركات الطيران لشراء الحلول الجديدة.
ويساهم تحديد عدد محطات التكرير الحيوي الجديدة، التي يجب بناؤها، وتسليط الضوء على فائدة منتجاتها في عملية تحول الطاقة في جميع القطاعات، في زيادة التركيز وتعزيز وحدة الهدف بين واضعي السياسات، الأمر الضروري لنجاح عملية التحول.
ويبلغ متوسط النفقات الرأسمالية السنوية اللازمة لبناء المرافق الجديدة على مدى 30 عاما، للوصول إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050 حوالي 128 مليار دولار سنويا، في أفضل السيناريوهات، وهو أقل بكثير من مجموع الاستثمارات التقديرية في أسواق الطاقة الشمسية وطاقة الرياح التي تبلغ 280 مليار دولار سنويا بين عامي 2004 و2022.
وتُقدّر التكلفة السنوية للتحول، أي التكلفة التي تضاف إلى تكلفة وقود الطائرات نتيجة شراء وقود الطيران المستدام والهيدروجين وغيرها من الأدوات الرئيسة، بنحو 1.4 مليار دولار في عام 2025، بينما تشير تحليلات “إياتا” إلى أنّ تكلفة التحول قد تصل إلى 744 مليار دولار في عام 2050.وام
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: بحلول عام 2050 ملیار دولار للوصول إلى
إقرأ أيضاً:
ترميم خرائط نادرة يحيي الأمل في الحفاظ على تاريخ ليبيا
يمثل مشروع ترميم خرائط نادرة لمعالم ليبيا يعود بعضها إلى منتصف القرن الـ20 هدفا لمجموعة من الباحثين والأثريين الذين يتطلعون إلى الحفاظ على تاريخ بلدهم والإبقاء على ملامحه الجغرافية.
وفي ظل انقسامات منذ الإطاحة بمعمر القذافي عام 2011 لا يجد قطاع الآثار اهتماما رسميا كافيا من الحكومات المتعاقبة أو المتنازعة على السلطة في البلد النفطي مما جعل مهمة ترميم نحو 200 خريطة تاريخية أشبه بالإبحار وسط محيط دون أشرعة.
لكن الباحثين في مراقبة آثار بنغازي، وهي هيئة حكومية، نجحوا في ترميم نحو 75 خريطة من أصل 200 تقريبا يعود بعضها لخمسينيات القرن الماضي بأقل الإمكانيات رغم ما تشكله هذه العملية من صعوبة وما تحتاجه من دقة وما تستلزمه من أدوات وتقنيات حديثة.
وقال مراقب آثار بنغازي المكلف عبد الله مفتاح إن أهمية هذه الخرائط "تكمن في كونها مرجعا أساسيا لمن يريد أن يدرس علم الآثار بصفة عامة وتاريخ ليبيا خاصة"، مشيرا إلى أن الخرائط تظهر مباني ومواقع أثرية مهمة صورت جوا بواسطة الأميركيين والبريطانيين إبان فترة الاحتلال الإيطالي وما بعدها.
وقال: "تعد أهم الخرائط لدينا تلك التي تعود إلى فترة السبعينيات، والتي عمل عليها الأميركيون، ولدينا أيضا خرائط من فترة الاحتلال البريطاني تتضمن مخططات لمواقع مبان أثرية، بعضها اختفى أو أزيل واندثر".
إعلانوأضاف: "تكمن أهمية هذه الخرائط في أن تلك المباني لم تعد موجودة على أرض الواقع، لكن بفضل هذه الخرائط أصبح بإمكاننا العودة إليها ومعرفة شكلها وتصميمها، وفي المجمل، جميعها بالغة الأهمية بالفعل".
وظلت ليبيا تحت الاحتلال الإيطالي من عام 1911 حتى عام 1943، لكن بعد الحرب العالمية الثانية قسمت إلى مناطق نفوذ بريطانية وفرنسية حتى نالت استقلالها عام 1951.
وقال رئيس قسم الشؤون الفنية بمراقبة آثار بنغازي منعم محمد منصور: "أقدم خريطة وجدناها هي خريطة مبنى القشلة، ولدينا خرائط لمختلف القواطع بالكامل. عدد الخرائط هنا يزيد عن 200 خريطة، وقد وجدناها للأسف مهملة بطريقة غريبة. الخرائط التي تم ترميمها حتى الآن تتراوح بين 50 و75 خريطة، ولا أستطيع أن أحدد لك العدد بدقة".
وأضاف: "سنقوم بتصوير الخرائط بمجرد الانتهاء من أعمال الترميم بالكامل، إذ سنأخذ الخرائط ونقوم بمسحها ضوئيا (سكانر)".
وأوضح أن الاستفادة من هذا الجهد ستسهم في خدمة البحث العلمي، وستوفر الكثير من الوقت والجهد.
وقال: "سيتمكن أي باحث أو مهندس أو أي شخص يحتاج إلى خريطة لأي موقع من الوصول إليها مباشرة عبر الكمبيوتر، بدلا من الذهاب إلى الخرائط الورقية مما قد يؤدي إلى تمزيقها أو إهمالها أكثر. سنتمكن ببساطة من سحب الخريطة بالكامل من الجهاز".
وأضاف: "بالطبع، بعد الانتهاء من ترميم هذه الخرائط وأرشفتها وتصويرها بالماسح الضوئي (السكانر) وحفظها على أجهزة الكمبيوتر، من المفترض أن يتم وضع النسخ الأصلية في متحف. لكن للأسف الشديد، لا يوجد متحف في بنغازي رغم كونها ثاني أكبر مدينة في ليبيا، وتعد من أهم المواقع الأثرية".
وقال رئيس وحدة الترميم بمراقبة آثار بنغازي محمد عبد الله عمر التير: "واجهتنا صعوبات كبيرة في عملية الترميم هنا، إذ كانت الخرائط مهملة لفترة طويلة في المخازن، مما أدى إلى تلف جزء منها خلال عملية الترميم التي أجريناها بأبسط الإمكانيات".
إعلانوأضاف: "تمكنا من استعادة بعض الخرائط باستخدام أدوات بسيطة مثل الممحاة، لكن للأسف لم نحصل على أي دعم، لا من داخل الدولة ولا من خارجها".
وتابع قائلا: "أهم خريطة قمنا بترميمها تعود إلى فترة الخمسينيات والستينيات، وهي توثق مواقع أثرية رومانية وإغريقية وبعضها بيزنطي، بالإضافة إلى بعض المواقع الإسلامية".