بدلاً من تهديد إسرائيل بعمليات انتقامية لاذعة، كما يفعل الجناح المُتشدّد في النظام الإيراني والحرس الثوري بانتظام، دعا الرئيس مسعود بيزشكيان خلال كلمته في الأمم المتحدة، المُجتمع الدولي إلى تحمّل المسؤولية عن "عدم السماح بتحوّل لبنان إلى غزة أخرى".

تغيّر كبير رأى فيه عدد من الكُتّاب والمحللين السياسيين الفرنسيين، أنّ طهران مُحرجة بشدّة بسبب الهجوم الإسرائيلي على حزب الله، وتحرص في الوقت الراهن، على عدم الرد على الضربات التي يتلقاها تلميذها اللبناني، خوفاً من الفخ الذي ترغب إسرائيل في جرّها إليه، حسب اعتقاد مسؤولين إيرانيين.

كما أنّ إيران لا تملك في ذات الوقت القُدرة على مساعدة حزب الله على الأرض اللبنانية، باستثناء إرسال الأسلحة والمُستشارين من فيلق القدس.

L’embarras de l’Iran face à l’offensive israélienne contre le Hezbollah https://t.co/jYxZJ1O3Bv via @lemondefr

— Hélène Sallon (@helenesallon) September 25, 2024 الخوف على البنية التحتية النووية 

ورأت كلّ من هيلين سالون وغزال كلشيري، في تحقيق نشرته "لو موند"، أنّ غموض الاستراتيجية الإيرانية ردّاً على التصعيد العسكري الإسرائيلي في لبنان، ظهر ضمناً في خطاب بيزشكيان، في نيويورك، حيث لم يستخدم الرئيس الإيراني الجديد كلمات قاسية بما فيه الكفاية لإدانة "الجرائم ضدّ الإنسانية" و "الهمجية اليائسة" التي ترتكبها إسرائيل، مُكتفياً بالقول إنّ هجماتها ضدّ لبنان "لا يُمكن أن تبقى دون رد".

وبينما يُعاني حزب الله من انتكاسة تلو الأخرى، وتُواصل إسرائيل تدمير البنية التحتية العسكرية التي بناها على مدى عقدين من الزمن، فإنّ الجمهورية الإسلامية التي ساعدته فيما بناه، لا تُبدي أيّ إشارة إلى رغبتها في نجدته، مُعتقدة أنّ هذا هو على وجه التحديد الفخ الذي يأمل بنيامين نتانياهو أن يقودها إليه.

ويهدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بانتظام بعملية عسكرية ضدّ البنية التحتية النووية الإيرانية. كما ولا تريد طهران، من خلال مغامرة عسكرية ضدّ إسرائيل، إفساد اجتماع الأمم المتحدة، حيث جاء مبعوثوها لمُناشدة الغرب من أجل "حقبة جديدة" في علاقاتهم وإنهاء عزلة بلادهم.

???????? The escalation of conflict in Lebanon is putting the UN General Assembly to the test.

An emergency meeting of the Security Council will take place in New York on Wednesday, to discuss the operations launched by Israel in Lebanon against Hezbollah.https://t.co/1wqwSbbGTn

— Le Monde in English (@LeMonde_EN) September 25, 2024 تجنّب الحرب المفتوحة 

وقال الكاتب والمحلل السياسي فيليب ريكارد، إنّ التصعيد في لبنان يضع الجمعية العامة للأمم المتحدة على المحك، فيما تتصاعد التحذيرات من انفجار الشرق الأوسط من جانب رؤساء الدول والحكومات، الذين يتناوبون على الجلوس على منصّة الأمم المتحدة هذه الأيام، مما يوضح القلق والتوترات التي تولدها هذه المرحلة الجديدة من العنف بين إسرائيل ودول المنطقة، بدءاً بإيران.

ومن جهتها، وصفت شبكة "راديو فرانس" الدولية، الهجوم الإسرائيلي على حزب الله بأنّه يجعل من موقف الحكومة الإيرانية الجديدة صعباً للغاية، فيما يُثير الصراع المُتفاقم في الشرق الأوسط القلق بين جزء كبير من المجتمع الدولي الذي يُسابق الزمن لوقف إطلاق النار.

Offensive israélienne contre le Hezbollah: «La position du nouveau gouvernement iranien est très difficile» https://t.co/ny6XzobjPI pic.twitter.com/iJzjjWWrwS

— RFI (@RFI) September 25, 2024

ورغم أنّ إيران وحزب الله فتحا جبهة ضدّ إسرائيل، دعماً لغزة في 8 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، فإنهما لا يزالان مُصممين على تجنّب الحرب المفتوحة مع إسرائيل. وفي الوقت الحالي، لم ترد إيران على اغتيال زعيم حماس إسماعيل هنية في طهران في نهاية يوليو (تموز) الماضي، والذي ألقي باللوم فيه على تل أبيب. والصواريخ التي أرسلتها في اتجاه إسرائيل ردّاً على الهجوم على قنصليتها في دمشق في الأول من أبريل (نيسان) الماضي، لم تخلق على أيّ حال التأثير الرادع المأمول.

Israël-Liban : comment Netanyahou se rachète une popularité ⤵️ https://t.co/eefnxrw5Cp

— L'Express (@LEXPRESS) September 25, 2024 هل يستعيد نتانياهو شعبيته؟

وعلى صعيدٍ آخر، استغرب الكاتب الفرنسي تيموثي بارنو "كيف يستعيد نتانياهو شعبيته في بلاده"، وذلك من خلال حربه الجديدة على حزب الله اللبناني، مُشيراً إلى أنّه، وبينما يخشى المجتمع الدولي أن يدفع رئيس الوزراء الإسرائيلي الشرق الأوسط إلى حرب شاملة، فإنّ نتانياهو يستفيد من تجدد ثقة العديد من الإسرائيليين به خاصة بعد هجمات إسرائيل على حزب الله، مُتسائلاً "هل هي شعبية صادقة أم ظرفية؟

وبالمُقابل، يتزايد سخط المُجتمع الدولي بوضوح فيما يتعلق بالحرب التي تبدو بلا نهاية في غزة، والخوف من إعادة تحويل لبنان إلى مسرح حرب دموي، ومن صراع شامل ضدّ إيران من شأنه أن يقلب الشرق الأوسط والعالم كلّه إلى مستقبل مظلم للغاية، وهو ما بدا ملموساً في تحذير الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، من أنّه "لا شيء، لا مغامرة إقليمية، ولا مصلحة خاصة، ولا ولاء لأيّ قضية مهما كانت تستحق إثارة صراع في لبنان".

Emmanuel Macron a appelé ce mercredi à la tribune de l'ONU Israël à cesser "l'escalade au Liban" et le Hezbollah libanais à cesser ses tirs vers Israël ⤵️ https://t.co/g0htopdWdc

— L'Express (@LEXPRESS) September 25, 2024

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: إسرائيل وحزب الله تفجيرات البيجر في لبنان رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الفرنسيين الهجوم الإسرائيلي إيران إسرائيل وحزب الله فرنسا إيران الشرق الأوسط على حزب الله

إقرأ أيضاً:

دبلوماسيون فرنسيون يزورون دمشق لأول مرة منذ 12 عاماً

تزور بعثة دبلوماسية فرنسية دمشق الثلاثاء، للمرة الأولى منذ 12 عاماً، حسبما أعلن وزير الخارجية جان نويل بارو في تصريحات لإذاعة "فرانس إنتر" الأحد.

وقال بارو إنّ هدف الدبلوماسيين الأربعة الذين سيتمّ إيفادهم إلى سوريا، سيكون "استعادة ممتلكاتنا هناك" و"إقامة اتصالات أولية" مع السلطات الجديدة و"تقييم الاحتياجات العاجلة للسكان" على المستوى الإنساني.
وسيعمل الوفد أيضاً على "التحقق مما إذا كانت تصريحات هذه السلطة الجديدة المشجعة إلى حد ما والتي دعت إلى الهدوء، ويبدو أنها لم تتورط في انتهاكات، يتم تطبيقها بالفعل على الأرض". في أول زيارة بعد سقوط الأسد..مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا: لا نريد عمليات انتقامية - موقع 24قال المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسون اليوم الأحد، إن على العملية السياسية في سوريا أن تكون شاملة، ويقودها السوريون أنفسهم. زار جان نويل بارو العقبة بالأردن، السبت، للقاء دبلوماسيين عرب وأمريكيين وأوروبيين وأتراك لبحث المرحلة الانتقالية في سوريا بعد الإطاحة بالرئيس بشار الأسد في 8 يناير (كانون الأول).
وسيطر تحالف من الفصائل المسلحة بقيادة "هيئة تحرير الشام" على معظم مدن البلاد بعد هجوم استمر 11 يوماً.
ووعد محمد البشير الذي كلف رئاسة حكومة انتقالية حتى الأول من مارس (آذار)، بجعل سوريا "دولة قانون" و"ضمان حقوق كل الناس"، في ظل مخاوف أعرب عنها المجتمع الدولي.
وأتاح اجتماع العقبة تهيئة الظروف التي يمكن للمجتمع الدولي في ظلها الدخول في حوار مع السلطات السورية الجديدة، وهي "احترام الأقليات" و"حقوق الإنسان" و"حقوق المرأة" و"مكافحة داعش والإرهاب"، وفق جان نويل بارو الذي أكد أنه "ليس هناك أي انتهاك مقبول".
وتابع بارو "لسنا غافلين تجاه السلطات الجديدة في دمشق، فنحن نعرف ماضي بعض هذه الفصائل"، موضحاً أن فرنسا ستتابع الفترة المقبلة "بقدر كبير من اليقظة". هل تستطيع الفصائل المسلحة إعادة بناء سوريا المحطمة؟ - موقع 24مع رحيل نظام بشار الأسد، تتزايد المخاوف بشأن مستقبل الدولة السورية، في ظل أن الحكام الجدد يسيطرون على المؤسسات إلى لطالما عانت الفساد، وسط رغبة في الانتقام من بعض ضحايا نظام الأسد، وفق ما يطرحه تقرير ريا جلبي وسارة دعدوش في صحيفة "فايننشال تايمز". وأضاف "في ما يتعلق بالأمن، يجب إسكات الأسلحة ويجب احتواء التهديد الإرهابي الذي لا يزال عالياً للغاية".
وقال بارو: "على المستوى السياسي، يجب على سلطات الأمر الواقع أن تفسح المجال أمام سلطة انتقالية تمثل جميع الأديان والطوائف في سوريا، يمكنها قيادة سوريا تدريجياً نحو دستور جديد وفي نهاية المطاف نحو انتخابات".
كما أكد المسؤول الفرنسي "نحن نعمل دون قيد أو شرط من أجل تعبئة المساعدات الإنسانية التي يجب أن تستمر في الوصول إلى السوريين الذين يحتاجون إليها"، بعد أن تسبب النزاع في "نزوح سكاني" كبير.

مقالات مشابهة

  • يخصُّ لبنان.. هدف يجمع إسرائيل وسوريا الجديدة!
  • الجيش الإسرائيلي يتلقى تعليمات من رئيس الحكومة بالبقاء في جبل الشيخ في سوريا لأكثر من عام وحتى نهاية 2025
  • لجنة الإشراف على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله تعقد اجتماعها الثاني اليوم
  • كيف نفهم تغير خطاب إيران وحزب الله تجاه سوريا؟
  • بيان لوزارة الزراعة بشأن الأضرار التي لحقت بالقطاع الزراعي جراء العدوان الإسرائيليّ
  • وزير دفاع إسرائيل: سنفرض السيطرة الأمنية على غزة مع حرية العمل هناك بعد هزيمة حماس
  • وزير دفاع إسرائيل: نحن في أقرب وقت للتوصل إلى صفقة تبادل منذ الصفقة السابقة
  • ‏وزير الدفاع الإسرائيلي: ستكون هناك أغلبية ساحقة لصالح صفقة التهدئة في غزة
  • دبلوماسيون فرنسيون يزورون دمشق لأول مرة منذ 12 عاماً
  • ‏إسرائيل تعلن أنها ستغلق سفارتها في دبلن بسبب السياسات المعادية التي تنتهجها الحكومة الأيرلندية