الأمم المتحدة تندد بـ«جحيم» يعيشه السودانيون في ظل الحرب
تاريخ النشر: 26th, September 2024 GMT
نيويورك: «الشرق الأوسط»
أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لقائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان عن «قلقه البالغ» حيال «تصعيد» النزاع في السودان، بينما نددت الجمعيات الإنسانية بـ«الجحيم» الذي يعيشه المدنيون في هذا البلد، وفق ما أوردته «وكالة الصحافة الفرنسية».
وأعرب غوتيريش للبرهان خلال لقاء بينهما، أمس (الأربعاء)، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، عن «قلق بالغ إزاء تصعيد النزاع في السودان»، مندداً بـ«تداعياته المدمّرة على المدنيين السودانيين ومخاطر تمدّده إقليمياً»، وفق ما أفاد المتحدث باسم الأمين العام في بيان.
كذلك بحث المسؤولان «الحاجة إلى وقف إطلاق نار فوري ودائم» والسماح بوصول الإغاثة الإنسانية إلى المدنيين «دون عوائق».
وحذّر المفوض السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، أمس، من أن الأوضاع مروعة في السودان.
وقال: «إذا لم يمت الناس بالرصاص، فإنهم يموتون من الجوع. وإذا تمكنوا من البقاء على قيد الحياة، يواجهون الأمراض أو الفيضانات أو التهديد بالعنف الجنسي وغيرها من الانتهاكات المروعة التي لو ارتكبت في أماكن أخرى لتصدرت عناوين الصحف اليومية، في حين لا يحصل هذا هنا».
والسودان من بين الملفات التي تتصدر جدول أعمال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الأسبوع، ويهيمن تدهور الأوضاع الإنسانية وأزمة اللاجئين على المناقشات المتعلقة بالسودان.
وانزلق هذا البلد إلى حرب مدمّرة العام الماضي بين الجيش بقيادة البرهان و«قوات الدعم السريع» بقيادة محمد حمدان دقلو الملقب بـ«حميدتي».
وتسببت الحرب حتى الآن بسقوط عشرات آلاف القتلى ونزوح أكثر من عشرة ملايين شخص لجأ أكثر من مليونين منهم إلى دول أخرى، فيما يعاني نحو 26 مليون سوداني يمثلون نصف السكان من انعدام حاد في الأمن الغذائي، بحسب الأمم المتحدة.
«حرب لا معنى لها»
في كلمتها خلال مؤتمر حول السودان عُقد، أمس، في مقر الأمم المتحدة، قالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس-غرينفيلد إن «هذه الكارثة الإنسانية هي من صنع الإنسان، ناجمة عن حرب لا معنى لها أدت إلى عنف لا يوصف، وعن الحرمان القاسي لضحاياها من الغذاء والماء والدواء».
وأعلنت عن مساعدة جديدة بقيمة 424 مليون دولار للسودانيين ومن ضمنهم اللاجئون خارج بلادهم.
وأكدت أن «الاغتصابات والتعذيب والتطهير الإثني واستخدام الجوع سلاحاً، كلها غير مقبولة»، داعية إلى «عدم غض الطرف» عما يجري في السودان.
ودعت وكالات تابعة للأمم المتحدة ودول أعضاء خلال المؤتمر إلى اتخاذ «تدابير ملموسة»، ولا سيما لحماية المدنيين وزيادة المساعدات الإنسانية غير الكافية إطلاقاً لسد الحاجات.
وقالت جويس مسويا، القائمة بأعمال منسق الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة، إن «الشعب في السودان عاش الجحيم على مدى 17 شهراً، والمعاناة في تزايد»، معلنة تخصيص 25 مليون دولار من صندوق الأمم المتحدة للطوارئ من أجل مكافحة المجاعة في هذا البلد.
وقالت «منظمة الصحة العالمية» هذا الشهر إنّ عدد القتلى في السودان بلغ 20 ألف شخص على الأقل. لكن بعض التقديرات تشير إلى حصيلة أعلى من ذلك بكثير. وقال المبعوث الأميركي إلى السودان توم بيرييلو إن عدد القتلى ربما وصل إلى 150 ألف شخص.
وحذّر تقرير لهيئة مدعومة من الأمم المتحدة من خطر تفشي المجاعة على نطاق واسع في السودان على نحو لم يشهده أي مكان في العالم منذ عقود.
وسمحت السلطات السودانية مؤخراً بإعادة فتح معبر أدري على الحدود مع تشاد للسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى منطقة دارفور المهددة بالمجاعة، غير أن المساعدات لا تزال غير كافية.
من جهتها، دعت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا إلى وقف إطلاق نار فوري، مبدية قلقها حيال التدخلات الأجنبية.
وأعلنت في بيان مشترك أن على «الأطراف الأجنبية» أن «تمتنع عن تقديم دعم عسكري للأطراف المتحاربة».
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: للأمم المتحدة الأمم المتحدة فی السودان
إقرأ أيضاً:
زيارة مشتركة للأمم المتحدة إلى مدينة الكفرة ومناقشة أوضاع اللاجئين السودانيين
زار وفد رفيع المستوى من الأمم المتحدة مدينة الكفرة، وذلك للوقوف على أعمال الاستجابة الإنسانية للاجئين السودانيين.
وضم الوفد القائمة بأعمال رئيس البعثة ونائبة الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة السيدة ستيفاني خوري، بالإضافة إلى المنسق المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية السيد اينيس تشوما، وممثلين عن المنظمة الدولية للهجرة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي وصندوق الأمم المتحدة للسكان والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين ومنظمة اليونيسف ومنظمة الغذاء العالمي ومنظمة الصحة العالمية.
وتواصل وفد الأمم المتحدة مع السلطات المحلية والشركاء واللاجئين والمجتمعات المضيفة للتباحث “حول تنفيذ خطة الاستجابة للاجئين السودانيين بالنسبة لليبيا. وكان الهدف من هذه الزيارة الاطلاع بشكل مباشر على التحديات التي تواجه المجهودات الإنسانية الجارية ونجاحاتها وأيضاً تحديد المجالات القابلة للتحسين فيما يتعلق بتقديم المساعدات الكفيلة بإنقاذ الأرواح للعدد المتزايد من اللاجئين السودانيين في المنطقة وكذلك تمكين المجتمعات المضيفة من الصمود بالشراكة مع السلطات الليبية”.
والتقى الوفد “باللاجئين والمجتمعات المضيفة وتفقد المساحات الآمنة للمرأة والطفل والتي تقدم خدمات التعليم والدعم النفسي والاجتماعي وزار أيضاً ملعباً لكرة القدم رممته الأمم المتحدة ويعرف هذا الملعب بتعزيزه لأواصر الوحدة بين الشباب، وكذلك تفقد الوفد مركز التوزيع والتسجيل”.
وبموجب خطة الاستجابة للاجئين السودانيين للعام 2024 بالنسبة لليبيا بقيادة المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، “استهدفت الأمم المتحدة وشركائها في تقديمها للمساعدة الإنسانية عدد 194 ألف سوداني وعنصر من عناصر المجتمع المضيف بما في ذلك مدينة الكفرة وهي البلدية الأقرب للحدود مع السودان. ومن أبرز الإنجازات تقديم خدمات الرعاية الصحية لعدد 155 ألف شخص وتقديم السكن والتجهيزات الأساسية لعدد 50 ألف شخص وتقديم خدمات الحماية لما يزيد عن 73 ألف شخص والدعم النفسي والاجتماعي والمساعدات الغذائية الضرورية لعدد 44,600 شخص. بالإضافة إلى تنفيذ برامج التعليم وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي تلبيةً لاحتياجات الفئات المستضعفة وخصوصًا النساء والأطفال”.