غزة - صفا وجهت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، نداءً عاجلًا لأبناء شعبنا وأمتنا العربية وأحرار العالم للتحرك الفوري على كافة الأصعدة، في ظل المحرقة الإسرائيلية المتصاعدة في لبنان، وتزامنًا مع حرب الإبادة المستمرة في قطاع غزة، ونتيجةً للتورط الأمريكي المباشر في العدوان.  ودعت الجبهة في بيان وصل وكالة"صفا"، يوم الخميس، أبناء شعبنا في الضفة والقدس والداخل المحتل إلى تحويل يوم غدٍ إلى يوم للتصعيد الشامل، من خلال الاشتباك المفتوح ضد الاحتلال، تعبيرًا عن رفضهم للعدوان ودعمًا للمقاومة.

وطالبت الشعوب العربية بالنزول إلى الميادين والساحات العامة في كل العواصم، لتوجيه رسالة دعم لا لبس فيها للمقاومة، ورفضًا للتواطؤ الرسمي العربي في هذه الجرائم. ووجهت نداءً عاجلًا لأحرار العالم للتحرك عبر تنظيم وقفات احتجاجية واسعة، وحصار سفارات الاحتلال والأمريكية. وأكدت أن هذه السفارات تُمثّل أداةً لنظام الإبادة، ولتسويغ آلة الحرب التي تستهدف أطفالنا ونساءنا. وشددت على أن الجرائم المروعة ضد شعبينا في لبنان وغزة يجب أن تُقابل بإرادة شعبية جامعة تتحدى الأنظمة المتواطئة، وأن كل من يقف مكتوف الأيدي هو مشارك ومتورط في هذه الجرائم. ودعت الجبهة، شعوب العالم لأن تفرض إرادتها اليوم، وأن تأخذ زمام المبادرة، وأن تعلن بصوتٍ واحد أن زمن الصمت انتهى، وأن الوقوف إلى جانب فلسطين ولبنان هو الخيار الثابت والأولوية العاجلة.

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: طوفان الأقصى حرب غزة لبنان المقاومة الشعبية

إقرأ أيضاً:

حروب الإبادة.. وعبثية الوجود

أعلن ألبرت كامو، أحد أبرز الشخصيات في الفكر الوجودي، أن الحياة عبثية، ومتناقضة في جوهرها بين رغبة الإنسان الفطرية في إيجاد معنى وغاية للحياة، وبين غياب التفسير لصدامات الإنسان مع عالم خال من المعنى الموضوعي.

وبالنسبة لكامو، فإن العبث ينشأ من الرغبة الإنسانية في إيجاد المعنى في عالم لا يبالي ببحثنا.. في وقت يسعى الإنسان إلى التماسك، وإلى سرد يبرر معاناتنا وأفراحنا.. ومع ذلك، فإن الكون لا يقدم أيا من ذلك. ولكن في مواجهة هذا التناقض، نجد أنفسنا في مواجهة الصمت، الذي يتركنا في صراع مع التنافر بين توقعاتنا والواقع.

لكن هذه الرؤية التي طرحها كامو في أعماله الروائية وطرحها غيره من الفلاسفة الوجوديين واجهت نقدا كبيرا سواء من الفلاسفة الدينيين، وخاصة في الفلسفة الإسلامية والمسيحية، أو حتى من غيرها من الفلسفات، مثل الفلسفة العقلانية والفلسفة الماركسية.. وكلهم رأوا أن للحياة معنى كبيرا.. وآمنوا بوجود غاية إلهية حتى وإن لم يكن من الممكن فهمها بالكامل بعقلنا المحدود. وقدمت الماركسية تفسيرا ماديا للتاريخ والحياة، وربطت معنى الحياة بالصراع الطبقي وبناء مجتمع عادل. بالنسبة للفكر الماركسي، الحياة ليست عبثية بل هي جزء من عملية جدلية تاريخية، ومن خلال العمل المشترك والتغيير الاجتماعي، يمكن للإنسان أن يحقق هدفا وغاية جماعية، وهذا الهدف هو القضاء على الظلم الطبقي وتحقيق العدالة الاجتماعية.

لكن ما يحدث في العالم اليوم من حروب وكوارث ومجاعات وإبادات جماعية يعيد طرح فلسفة «عبثية الحياة».. وكل ما يحدث في هذه الحياة دليل على عبثيتها، وعجز الإنسان عن وقف إبادة أخيه الإنسان يعزز الشعور باللاجدوى والعبث.

إن هذه الحروب التي نشاهدها بشكل مباشر على شاشات التلفزيون تعزز تناقضات الإنسان الداخلية، ويشعر أن جهوده لتحقيق السلام والعدالة تتلاشى في ظل الفوضى والعنف المستمر. ورغم أن الفكر الوجودي لا يدعو إلى الاستسلام التام إلا أن نموذج «سيزيف» الذي يعرف أن جهوده عبثية لكنه يواصل العمل بصلابة ليست قابلة للاستنساخ دائما.

يبدو أن تنامي الشعور العام في العالم العربي بعبثية الحياة في ظل الظلم الواقع على الشعب الفلسطيني دون أن يكون في مقدور أحد عمل شيء من شأنه أن يكرس «العبثية» والشعور بالاستسلام واليأس والضياع.. أو حتى التمرد الوجودي..وهذا يضيف عبئا جديدا ليس هذا أوانه في العالم العربي على أقل تقدير.

مقالات مشابهة

  • "الشعبية": الاحتلال يصعد استهدافه للمدنيين محاولا الهروب من مأزقه
  • روسيا تدعو لوقف فوري للتصعيد في الشرق الأوسط
  • حكومة صنعاء تجدد دعمها الكامل للمقاومة في غزة ولبنان ضد الاحتلال الإسرائيلي
  • الشعبية: قصف "تل أبيب" ومواقع جيش الاحتلال عمل نوعي لحماية لبنان وفلسطين
  • حروب الإبادة.. وعبثية الوجود
  • تظاهرة حاشدة في مدينة ألمانية تنديدًا باستمرار العدوان على غزة ولبنان
  • "الشعبية": "العدو يبث الأوهام والأكاذيب والمقاومة تستند إلى أرضية صلبة وإرادة قوية"
  • بعد الإبادة في غزة.. مقابة الصحفيين تدعو لجبهة موحدة ضد العدوان الصهيوني
  • وكالات أممية ودولية تدعو قادة العالم للعمل على إنهاء الجرائم الإسرائيلية في فلسطين