الحرب ستفقد أطفال غزة خمس سنوات من تعليمهم
تاريخ النشر: 26th, September 2024 GMT
أصدر فريق من الأكاديميين من جامعة كامبردج بالشراكة مع وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أول تقرير بحثي يقيس بشكل شامل خسائر الحرب على التعلم منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، وقد تبين للباحثين التأثير المدمر للحرب على غزة على الأطفال والشباب والمعلمين، والذين سيفقدون 5 سنوات من التعليم.
وتُظهر الدراسة التي أصدرها الفريق أن أطفال غزة فقدوا بالفعل 14 شهرًا من التعليم منذ عام 2019 بسبب كوفيد-19 والعمليات العسكرية الإسرائيلية السابقة والحرب الحالية على قطاع غزة.
وأوضح الباحثون أن التنبؤ الأكثر تفاؤلا بافتراض وقف إطلاق النار الفوري هو أن الطلاب سيخسرون عامين من التعلم. وإذا استمر القتال حتى عام 2026، فقد تمتد الخسائر إلى خمس سنوات. وهذا لا يأخذ في الاعتبار التأثيرات الإضافية للصدمة والمجاعة والنزوح القسري، التي تعمل جميعها على تعميق أزمة التعليم في غزة.
دروس في مدرسة خان يونس الابتدائية المشتركة التي تديرها الأونروا في أغسطس/آب 2024 (الأونروا) أليس التعليم منقذا للحياة؟وتظهر الدراسة أن التعليم أصبح أقل أولوية في جهود المساعدات الدولية لصالح مجالات أخرى. ويحذر التقرير من أن "التعليم، ببساطة، لا يُنظر إليه على أنه منقذ للحياة".
ووفقًا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد قُتل أكثر من 10 آلاف و600 طفل و400 معلم في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة بحلول أغسطس/آب 2024، وأصيب أكثر من 15 ألفا و300 طالب و2400 معلم، إلى جانب نزوح مئات الآلاف من الشباب الذين يعيشون في الملاجئ.
وأكدت صور الأقمار الصناعية التي حللتها مجموعة التعليم في الأراضي الفلسطينية المحتلة، أن أكثر من 90% من المدارس تضررت، والعديد منها لا يمكن إصلاحها. ومنذ أغسطس/آب الماضي، قدمت الأونروا التعليم في الملاجئ حيث وصلت إلى حوالي 8000 طفل.
وبحسب الدراسة، فإن 14 شهرًا من فقدان التعليم حتى الآن قد أدت إلى زيادة "فقر التعلم"، أي نسبة الأطفال غير القادرين على قراءة نص أساسي في سن العاشرة، بما لا يقل عن 20 نقطة مئوية، مع احتمالات أن يكون الرقم الدقيق أعلى من ذلك.
آثار الدمار التي خلفها القصف الإسرائيلي على حي الرمال شمال شرق غزة (الجزيرة) فقدوا ما هو أكثروتسلط الدراسة الضوء على العواقب النفسية المدمرة للأطفال الفلسطينيين الذين كانوا يعيشون بالفعل "في خوف دائم وانعدام الأمل" بعد 17 عامًا من الحصار.
وقد قدرت منظمة "أنقذوا الأطفال" أن أكثر من 10 أطفال فقدوا أطرافهم يوميًا منذ بدء الحرب. وتحذر الدراسة من ارتفاع أعداد الإعاقات الأقل وضوحًا، الأمر الذي سيزيد من الضغوط على نظام تعليمي غير مجهز لدعم الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.
وعلى الرغم من النداء العاجل من مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فإن التحليل يظهر أن 3.5% فقط من المساعدات المقدمة إلى غزة تم استثمارها في التعليم، وقد أهمل المانحون الرئيسيون التعليم في حزم مساعداتهم، ولا يزال الحصار يعيق تسليم الموارد، بحسب بيان صحفي رسمي من جامعة كامبردج.
ويحذر التقرير من أن العواقب الطويلة الأمد على الجيل القادم في قطاع غزة سوف تتفاقم في غياب المزيد من التمويل والوصول إلى التعلم واللعب المنظم وغير ذلك من أشكال الدعم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات التعلیم فی أکثر من
إقرأ أيضاً:
270 طفلاً بسجون الاحتلال يواجهون الاحتلال مرحلة أكثر دموية بظل الحرب
رام الله - صفا
قال نادي الأسير الفلسطيني وهيئة شؤون الأسرى والمحررين، "إن الأطفال الفلسطينيين يواجهون مرحلة هي الأكثر دموية بحقهم في تاريخ قضيتنا، مع استمرار حرب الإبادة وعمليات المحو الممنهجة، اللتين أدتا إلى استشهاد الآلاف منهم، إلى جانب آلاف الجرحى، والآلاف ممن فقدوا أفرادا من عائلاتهم أو عائلاتهم بشكل كامل".
وأضافت النادي والهيئة في بيان مشترك، صدر لمناسبة اليوم العالمي للطفل، الذي يوافق العشرين من تشرين الثاني/نوفمبر من كل عام "أن مستوى التوحش الذي يمارسه الاحتلال بحق أطفالنا، يشكل أحد أبرز أهداف حرب الإبادة المستمرة منذ أكثر من 411 يوما، لتكون هذه المرحلة من التوحش امتداداً لسياسة استهداف الأطفال التي يمارسها الاحتلال منذ عقود طويلة، إلا أن المتغير اليوم، هو مستوى الجرائم الراهنة وكثافتها".
وأشارا إلى أن قضية الأطفال المعتقلين شهدت تحولات هائلة منذ بدء حرب الإبادة، فقد تصاعدت حملات الاعتقال بحقهم، سواء في الضفة التي سُجل فيها ما لا يقل عن (770) حالة اعتقال بين صفوف الأطفال، إضافة إلى أطفال من غزة لم تتمكن المؤسسات من معرفة أعدادهم، في ضوء استمرار جريمة الإخفاء القسري، ويواصل الاحتلال اليوم اعتقال ما لا يقل عن (270) طفلا يقبعون بشكل أساسي في سجني (عوفر، ومجدو)، إلى جانب المعسكرات التابعة لجيش الاحتلال، ومنها معسكرات استحدثها بعد الحرب، مع تصاعد عمليات الاعتقال التي طالت آلاف المواطنين.
واستعرضا جملة من المعطيات والحقائق عن واقع عمليات الاعتقال للأطفال، وظروف احتجازهم:
وبينا أنه ومنذ بدء حرب الإبادة، تعرض ما لا يقل عن 770 طفلاً من الضفة تقل أعمارهم عن 18 عاما، للاعتقال على يد قوات الاحتلال، ولا يشمل ذلك من أبقى الاحتلال على اعتقاله، ومن أفرج عنه لاحقاً.
ولا يزال ما لا يقل عن 270 طفلاً معتقلين في سجون الاحتلال وتتراوح أغلبية أعمارهم بين (14-17) عاماً، مع الإشارة إلى أنه لا معطى واضح عن أعداد الأطفال الذين تعرضوا للاعتقال من غزة، في ضوء استمرار جريمة الإخفاء القسري بحقهم داخل المعسكرات التابعة لجيش الاحتلال.