وقع “مجلس سيدات أعمال الشارقة” في العاصمة البلجيكية بروكسل، مذكرة تفاهم مع الرابطة النسائية الأوروبية، تستهدف تبادل أفضل الممارسات والاستراتيجيات، وتشجيع الاستثمارات الثنائية، وتنظيم الفعاليات المشتركة في بلجيكا وأوروبا. جاء ذلك على هامش مشاركة المجلس، ضمن وفد إمارة الشارقة في الدورة الثانية من “ملتقى سيدات الأعمال بين الشارقة وأوروبا” الذي عقد في بلجيكا خلال الفترة 22 – 26 سبتمبر الجاري.

وتهدف المذكرة، التي وقعتها مريم بن الشيخ، مديرة مجلس سيدات أعمال الشارقة، ويوليا ستارك، مؤسسة ورئيسة جمعية المرأة الأوروبية، إلى تمكين المرأة من دخول عالم ريادة الأعمال والاقتصاد والمساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتشجيع مؤسسات الأعمال على التفاعل والتواصل وتبادل التجارب والخبرات، بالإضافة إلى توفير مساحة مجتمعية آمنة لرائدات الأعمال يمكنهن فيها التغلب على التحديات والحواجز التي تعرقل مشاركتهن في القطاعات الاقتصادية، مع تسليط الضوء على عدد من المبادرات الحكومية لدى الجانبين، وتعزيزها لدعم ريادة الأعمال النسائية، إلى جانب توفير الفرصة للمؤسسات النسائية لتعزيز حضورها في المبادرات والفعاليات التي تسعى إلى تمكين المرأة اقتصادياً. وبموجب الاتفاقية سيعمل الطرفان على تعزيز فرص الاستثمار المتاحة في بلديهما، وبحث الموضوعات الرئيسية ذات الاهتمام المشترك، بما يتماشى مع مصالح المؤسسات النسائية، والشابات الطامحات إلى الريادة في عالم الأعمال والتكنولوجيا والابتكار. وتنص المذكرة على توجيه كل طرف الدعوة للطرف الآخر للمشاركة في الندوات والمؤتمرات والمبادرات المختلفة التي ينظمها الجانبان، والتعاون في الفعاليات والمؤتمرات والمنتديات الإقليمية والدولية في الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتوفير فرص التواصل مع القادة وصناع السياسات لبحث مواضيع الاستدامة وتمكين المرأة بما يسهم في تحقيق المصالح المشتركة للجانبين، مع ترشيح عدد من المتحدثين الملهمين والموهوبين والخبراء لإدارة جلسات التوجيه والتدريب، إلى جانب تقديم فرص الحصول على منح دراسية والمشاركة في برامج ينظمها أي من الجانبين أو الشركاء والرعاة والداعمون. وقالت مريم بن الشيخ، مديرة مجلس سيدات أعمال الشارقة: “إن توقيع مذكرة التفاهم مع الرابطة النسائية الأوروبية يشكل خطوة جديدة نحو تمكين عضوات مجلس سيدات أعمال الشارقة، وشهادة حية على حرص المجلس على دعمهن وتعزيز مشاركتهن في القطاعات الاقتصادية، وتطوير قدراتهن لتنمية أعمالهن ومشاريعهن التجارية، إذ سيكون لها أثر مباشر على اكتساب المعرفة وتبادل الخبرات مع سيدات أعمال بلجيكا، ومد جسور التواصل والتعاون والشراكات بين المرأة الإماراتية والأوروبية”. وأضافت: “ستسهم هذه المذكرة بشكل مباشر بتحقيق أهدافنا الرامية إلى تعزيز مكانة الشارقة على خارطة ريادة الأعمال العالمية، وتسليط الضوء على دورها كبوابة إلى أسواق منطقة الشرق الأوسط، من خلال استعراض المزايا والفرص التي تقدمها”. وجاء توقيع المذكرة بعد جلسة حوارية نظمها “مجلس سيدات أعمال الشارقة” خلال فعاليات “ملتقى سيدات الأعمال بين الشارقة وأوروبا” بعنوان “تسريع التمكين الاقتصادي للمرأة من خلال الشراكات”، شهدت مشاركة مريم بن الشيخ، مديرة مجلس سيدات أعمال الشارقة، وفاطمة المقرب، مديرة إدارة العلاقات الدولية في غرفة تجارة وصناعة الشارقة، وهالة عودي، المديرة التنفيذية لشركة “أونيزيما”، ولورانس هيبلوم، مستشارة اقتصادية وتجارية في سفارة مملكة بلجيكا لدى الكويت، وأدارتها أسماء حسوني، مديرة المكتب الإعلامي للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة. وناقشت المتحدثات التحديات التي تواجه سيدات الأعمال خلال محاولة إبرام شراكات جديدة لتعزيز تمكين المرأة، وسبل التغلب على تلك التحديات، كما استعرضن عدداً من النماذج الناجحة والمؤثرة للشراكات ومساهمتها في تعزيز دور المرأة في الاقتصاد، إلى جانب كيفية قياس نجاح الشراكات وأثرها الإيجابي على تمكين المرأة اقتصادياً، والمؤشرات الأساسية المستخدمة في ذلك. يشار إلى “مجلس سيدات أعمال الشارقة” يشارك في “ملتقى سيدات الأعمال بين الشارقة وأوروبا” الذي تنظمه “غرفة تجارة وصناعة الشارقة” بالتعاون مع “الرابطة النسائية الأوروبية”، بهدف ترسيخ ثقافة ريادة الأعمال النسائية، وتعزيز مجالات التعاون لدفع مشاركة المرأة في القطاعات الاقتصادية، وتشهد الدورة الثانية من الملتقى مشاركة عدد من المسؤولين والسفراء وممثلي الجهات الحكومية في إمارة الشارقة، وحضور 500 مشارك دولي ومجموعة من رائدات الأعمال من دولة الإمارات وبلجيكا والدول الأوروبية.

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: مجلس سیدات أعمال الشارقة سیدات الأعمال ریادة الأعمال تمکین المرأة

إقرأ أيضاً:

“تقدم” – العمياء التي لا ترى ما حولها.!!

الحراك المدني والسياسي في بلادنا لم يتعافى من أمراض الماضي، ظل يكرر التجارب السابقة بكل عيوبها، هذا إذا لم يزد في وتيرة العيب التراكمي، فحين انقلب الاخوان على الحكومة الشرعية برئاسة الصادق المهدي، لم ينتفض رئيس الوزراء الشرعي (الصادق)، الانتفاضة التي تليق به كصاحب حق أصيل منحه الشعب عبر صناديق الاقتراع، فخان الأمانة التي تستوجب مواصلة المشوار النضالي المعارض )بصدق(، فهادن النظام الذي سيطر على مقاليد أموره صهره زعيم الاخوان، وعمل على تهدئة الأنصار الغاضبين، باستحداث تنظير جديد أفرز نوع غريب من المعارضة أسماه (الجهاد المدني)، الذي كان بمثابة تعطيل لصمود بعض الشرائح الحزبية الساعية لمواجهة الانقلابيين عسكرياً، ومن غرائب ومدهشات هذا (الصادق المهدي)، أنه لم يكتف بإقناع اتباعه بضرورة سلوك الجهاد المدني (النضال الاستسلامي)، بل عمل سرّاً مع الانقلابيين لتعضيد بقائهم في السلطة، التي نزعوها منه نزعاً، وذلك باختراقه للتجمع الوطني – التحالف السياسي والعسكري العريض، الذي تأسس من أجل إزالة الحكومة الاخوانية المنقلبة على شرعية (رئيس الوزراء الصادق المهدي)، الذي خرج من الخرطوم على مرأى ومسمع أجهزة الحكومة الاخوانية، في رحلة سفر بريّة عبر الحدود السودانية الارترية، والتحق بالتجمع الوطني الديمقراطي في أسمرا، ثم عاد بعد مضي أشهر قليلة، أعقبها تفكك التحالف الهادف لاستعادة الشرعية، وحصل من النظام على المكافأة، هذا الحدث التاريخي المهم يجب على السياسيين (الشرفاء)، أن يلقنونه للأجيال الحاضرة، وأن لا يخدعوهم بتسويق الرجال الديمقراطيين المزيفين الرافضين لحكم العسكر نفاقاً، فمثل هذا التآمر المدني مع الانقلابيين العسكريين الاخوانيين، هو واحد من أسباب معاناة شعبنا من بطش العصابة الاخوانية، لذلك يجب الربط بين الخذلان الذي مارسه زعيم حزب الأمة، والأسباب الجوهرية التي مهدت لوصول الاخوان (الجبهة الإسلامية) للسلطة عبر الانقلاب.
عاشت قيادات أحزاب الأمة والاتحادي والبعث والشيوعي وغيرها، في توائم وانسجام مع منظومة دولة الانقلاب، التي رأسها البشير لثلاثين سنة، فسجدوا جميعهم داخل قبة برلمان (التوالي السياسي)، الذي وضع لبنة تأسيسه حسن الترابي شيخ الجماعة الاخوانية، هذا التماهي مع الانقلاب خلق طبقة سياسية حزبية داجنة ومذعنة لما يقرره العسكر الانقلابيون، لذلك جاءت ردة فعل القوى السياسية المشاركة في حكومة حمدوك مهادنة بعد انقلاب العسكر عليها، ولم تساند رئيس وزراء الثورة المساندة القوية والمطلوبة، ليصمد أمام الأمواج العاتية القادمة من بحر الانقلابيين الهائج المائج، فقدم حمدوك استقالته وغادر البلاد، وفشل طاقم الحكومة الشرعية في اختيار رئيس وزراء جديد ولو من منازلهم، ليقود الحراك الثوري المشروع، وكذلك أخفق أعضاء المجلس السيادي الشرعيين، في اختيار رئيس لمجلسهم للاستمرار في تمثيل السيادة التي اختطفها الانقلابيون، فارتكبوا ذات خطأ رئيس الوزراء الأسبق الذي انقلب عليه الاخوانيون، فاستسلم وانهزم وقدم لهم خدماته الجليلة، الخطأ الثاني هو عودة حمدوك لقيادة طاقم حكومته الشرعية تحت مسمى تحالف سياسي جديد مناهض للحرب أسموه "تقدم"، في خلق ازدواج للجسم السياسي الحاضن للشرعية "قحت"، كان يجب أن تستمر "قحت" في لعب دورها الداعم لثورة الشباب وحكومة الانتقال الحقيقية، وأن تترك رئيس الوزراء المستقيل ليكوّن التحالف المدني (غير السياسي)، المنوط به إيقاف الحرب، فاستقالة حمدوك ابّان ذروة الصلف الانقلابي هزمت الثوار وطاقم حكومته، فما كان له أن يعود للتعاطي السياسي بعد أن غادر السلطة طواعيةً، ومن الأفضل أن يكون أيقونة مدنية ورمز وطني يسعى بين السودانيين بالحسنى بقيادة آلية مدنية توقف الحرب.
الضعف السياسي والمدني المتوارث عبر الأجيال، فتح الباب واسعاً أمام فلول النظام البائد، لأن يصولوا ويجولوا بين بورتسودان وعطبرة مختطفين سيادة البلاد وحكومتها، فالمؤتمر الذي أقيم في كينيا بغرض تشكيل حكومة يعتبر خطيئة كبرى من "قحت" المتحورة إلى "تقدم"، كان الأجدى أن يمارس وزراء حمدوك دورهم الشرعي الذي لا يجب أن يهدده الانقلاب غير الشرعي، وأن يختاروا من بينهم رئيساً للوزراء بديلاً للمستقيل، ليصدر قرارات بإعفاء جميع رموز الحكومة التنفيذية المنخرطين في الانقلاب من وزراء وولاة وحكام أقاليم، ويستعيض عنهم بكوادر دستورية بديلة ممن يذخر بهم السودان، وأن يقوم أعضاء مجلس السيادة أصحاب الشرعية الدستورية بالدور نفسه، وأن يستمر دولاب العمل في المناطق المحررة بوتيرة طبيعية، تهيء الأجواء لقيام الدستوريين بدورهم الوطني، إنّ ما فعلته القوى السياسية والمدنية من تخبط وخلط لأوراق اللعبة السياسية بالمدنية والعسكرية، هو ما قاد لهذا الوضع الضبابي الذي يشي بحدوث انشقاقات أميبية، سوف تعصف بوحدة تحالف "تقدم"، بحسب ما يرى المراقبون، بل وتفتح الباب لاتساع الفراغ السياسي المتسع يوماً بعد يوم منذ أن اندلاع الحرب، لقد لعبت "تقدم" دور الأعمى الذي لا يرى ما يعوزه من أشياء هي في الأساس موجودة حوله، وعلى مرمى حجر من عكازه الذي يتوكأ عليه، فتقدم في حقيقتها هي "قحت" الحاضن لأجهزة الانتقال – حكومة تنفيذية ومجلس سيادي وجهاز تشريعي لم يؤسس، فلماذا تبحث عن شرعية تمتلكها؟، وكيف سمحت لأن يقودها العميان لإضفاء شرعية على حكومة بورتسودان الانقلابية المشعلة للحرب؟.

إسماعيل عبد الله
ismeel1@hotmail.com  

مقالات مشابهة

  • تفاهم بين «أمريكية الشارقة» والرابطة الفرنسية بالإمارة
  • «أميركية الشارقة» و«الرابطة الفرنسية» توقعان مذكرة تفاهم
  • فُلك البحرية” توقع مذكرة تفاهم مع معهد لوجستيات الشرق الأوسط العالي للتدريب
  • رفع التهاني بفوز المملكة باستضافة كأس العالم 2034.. “الشورى” يعقد جلسته العادية الـ13 من أعمال السنة الأولى للدورة الـ9
  • “فُلك البحرية” توقّع مذكرة تفاهم مع معهد لوجستيات الشرق الأوسط العالي للتدريب
  • “تقدم” – العمياء التي لا ترى ما حولها.!!
  • “نائب وزير الصناعة لشؤون الصناعة” يبحث الفرص المشتركة في صناعة الأغذية والأدوية والتقنية الحيوية مع شركات مصرية
  • "جمعية المرأة" بالرستاق تنظم "اليوم التقني" لدعم المبتكرين
  • “الدعم السريع” تطلق مناشدة بشأن معسكر “زمزم” وتوجّه اتهامات للجيش و”المشتركة” 
  • أيمن الجميل: مكاسب ضخمة لجولة الرئيس السيسي الأوروبية على صعيد تعزيز مكانة مصر والتعاون الاقتصادى وزيادة الاستثمارات