في أقصى الحدود الشمالية لفلسطين تقع قرية فلسطينية صغيرة جميلة تبعد فقط نصف كيلو متر عن الحدود اللبنانية الجنوبية وتحتضن قلعة تاريخية لها تاريخ حافل في الحروب الصليبية ـ الإسلامية قبل أكثر من ١١٠٠  عام. إنها قرية هونين المحتلة والتي تبعد 28 كيلومترا شمال مدينة صفد وتبعد نصف كلم عن الحدود الفلسطينية ـ اللبنانية.



وقال الدكتور رياض شاهين أستاذ التاريخ في الجامعة الإسلامية بغزة: "كانت قرية هونين تتبع لبنان حتى عام 1923، وضمت إلى فلسطين إثر تعيين خط الحدود السياسية بين لبنان وفلسطين.

وأضاف شاهين لـ "عربي٢١": "بلدة هونين لها تاريخ حافل في الحروب الإسلامية ـ الإفرنجية، حيث احتلها الإفرنج مع غيرها من بقاع الجليل، في عام 1157م، وقبل معركة الملاحة المعروفة، فشل هجوم للإفرنج على معسكر أسد الدين قرب هونين".


                                رياض شاهين أستاذ التاريخ في الجامعة الإسلامية بغزة

واضاف: "في عام 1179م شيّد الإفرنج في البلدة قلعة عرفت باسم (القلعة الجديدة)، إلا أنه وبعد نحو عقد من الزمان وتحديدا في العام 1187م حاصرها المسلمون فاستسلم من فيها صلحا في كانون الأول من العام نفسه، لكن الإفرنج استعادوها صلحا في عام 1240م وظلوا فيها إلى أن حرّرها الظاهر بيبرس نهائيًا في عام 1266م.

 وأشار إلى أنه وفي العام 1837م ضرب زلزال كبير البلدة أدّى إلى تهدّم القلعة وجعلها غير صالحة للسكن.

وقال شاهين: "إن العصابات الصهيونية التي احتلت فلسطين عام 1948م. شرّدت سكان القرية العرب ودمروها عن بكرة أبيها."

وأضاف: "في عام 1951 أسّس يهود هاجروا من العراق واليمن على أراضي القرية مستوطنة زراعية (موشاف) أطلقوا عليه اسم (مرغليوت)".

وتابع: "لا تزال المقبرة، المدرسة الابتدائية والقلعة الصليبية في القرية ماثلة للعيان؛ حيث باتت القلعة موقعًا أثريًا يجتذب السياح، أمّا المدرسة فيستعملها الإسرائيليون مستودعًا زراعيًا، بينما الأراضي المجاورة للقرية يستغلها المزارعون الإسرائيليون".

وأشار إلى أن المستوطنين اليهود أقاموا مستعمرة "مسغاف عام" في سنة 1945 في الشطر الشمالي من أراضي القرية، ويوجد فيها قاعدة عسكرية لجيش الاحتلال.

ومن جهتها قالت آمال وهدان الباحثة في متحف الذاكرة الفلسطينية: "قرية هونين أقيمت على جبال الجليل الأعلى على ارتفاع 840م عن سطح البحر الأبيض المتوسط على تل منبسط يمتدّ من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي، ترتفع الجبال في غرب القرية لتصل إلى أقصى ارتفاع لها في قمة الشيخ عباد التي ترتفع 902 م عن سطح البحر وتقع على بعد 1,5 كم جنوبي شرقي القرية."

وأضافت وهدان لـ"عربي٢١": "أما في شرق القرية فالسفوح شديدة الانحدار. كما أنّه هناك جرف صخري يبدأ من جنوبها الشرقي مباشرة ويمتدّ نحو الجنوب مسافة تزيد على الكيلومتر. يبدأ من شرقها وادي البداني الذي ينتهي في الطرف الشمالي لسهل الحولة."

وتابعت: "ومن الشمال الشرقي للقرية يقع واد ضيق يسير في لبنان ويرفد نهر الليطاني. وفي طرف القرية الجنوبي الغربي بركة ماء، تقع عين العجل في شرقها، وعين الجنجر وعين العقارب في جنوبها الشرقي."

واوضحت وهدان أن  القرية على الخارطة تشبه في شكلها العام المستطيل الذي يمتدّ من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي تبعًا لامتداد التلّ الذي أنشئت فوقه.

ومن جهته أكد الدكتور محمد أبو الفحم أستاذ الإعلام في الجامعات الفلسطينية على ضرورة استخدام الأسماء الأصلية للمدن والقرى الفلسطينية وعدم استخدام المسميات الإسرائيلي.

وقال أبو الفحم لـ"عربي٢١": "يجب على كافة الإعلاميين ووسائل الإعلام تعميم هذه المسميات الفلسطينية لأن الجميع يعرف مستوطنة مرغليوت التي تقام على أنقاض قرية هونين ولا يعرفون هذه القرية الفلسطينية المحتلة."


                        حمد أبو الفحم أستاذ الإعلام والاتصال في الجامعات الفلسطينية.

وأوضح أنه كان في القرية 233 مسكنًا في عام 1931 وبلغت مساحتها 81 دونمًا في عام 1945 ومساحة أراضيها 14,224 دونمًا، كان لليهود منها 486 دونمًا، أيّ 3,4% فقط.

وقال أبو الفحم:" ضمت القرية مدرسة ابتدائية للبنين. كما كان فيها مئذنة شيدّت في عام 1087م لجامع بُني عام 1166م. تهدم الجامع وبقيت مئذنته وبعض جدرانه".

واضاف:"كان عدد السكان في هونين 1,075 نسمة من العرب في عام 1931، وارتفع العدد إلى 1,620 نسمة في عام 1945. يشمل هذا العدد سكان قريتيّ الحولة والعديسة، وهما قريتان لبنانيتان تقع الأولى غرب هونين والثانية شمالها.

وأوضح أبو الفحم أن اقتصاد القرية اعتمد على الزراعة وتربية المواشى قبل أن تحتلها العصابات الصهيونية وتحولها إلى مستوطنة زراعية تحمل اسم "مشاف".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي تقارير تقارير فلسطينية تاريخية قرية هونين الاحتلال احتلال فلسطين تاريخ قرية هونين تقارير تقارير تقارير تقارير تقارير تقارير سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قریة هونین ا فی عام

إقرأ أيضاً:

الأسيرة الفلسطينية “ضحى الوحش” فرحة الحرية وحزن الفقد

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال الإسرائيلي يعيشون تجربة لا يمكن وصفها إلا بأنها معاناة تفوق حدود التصور الإنساني. سنوات طويلة من العزلة، القهر، وانتهاك الكرامة تركت آثارًا عميقة على أجسادهم وأرواحهم. ومع ذلك، فإن لحظة الحرية، رغم جمالها، تحمل في طياتها مشاعر مختلطة بين الفرح والانكسار، فكيف يمكن لأحد أن يحتفل بحريته فيما لا تزال وطنه ينزف تحت وطأة الاحتلال.

قصص الأسرى الفلسطينيين ليست مجرد حكايات عن معاناة فردية، بل هي شاهد على نضال شعب بأكمله من أجل الحرية والكرامة. ورغم الألم، يظل الأمل مشتعلاً في قلوبهم، يضيء لهم طريق الصمود حتى التحرير.
 قصة.. ضحى الوحش – فرحة الحرية وحزن الفقد

بالكاد وقفت ضحى الوحش، الطالبة بكلية الطب، على قدميها لحظة خروجها من سجون الاحتلال الإسرائيلي، كانت عيناها تمتلئان بالدموع، ليس فقط بسبب استنشاق هواء الحرية، بل بسبب ألم الفقد الذي رافقها خلال سنوات الأسر، تلقت ضحى خبر استشهاد شقيقها أثناء فترة اعتقالها، ليصبح هذا الحدث كابوسًا يطاردها داخل أسوار الزنزانة.
 “في تلك اللحظة شعرت وكأن قلبي توقف عن النبض”، هكذا وصفت ضحى صدمتها، وأضافت: “كنت أحلم بالخروج لأعانق شقيقي، لكن الاحتلال حرمني من ذلك، السجن لم يكن أسوأ ما واجهته، بل كان الحزن على فقدان أهلي أعظم ألم”.
 ورغم المأساة، تحمل ضحى قلبًا مليئًا بالأمل. تقول: “ما زلت أحلم بغدٍ أفضل لوطني، فلا شيء يعوض فقدان الأحبة، لكنني مصرة على متابعة دراستي لأكون قادرة على خدمة شعبي”.

يذكر أن هيئة السجون في إسرائيل أعلنت إطلاق سراح 90 أسيرا فلسطينيا من سجن عوفر، وذلك بعد إطلاق سراح 3 أسيرات إسرائيليات من قطاع غزة، وقالت هيئة البث الإسرائيلية، إنه من المفترض الإفراج عن 4 محتجزين إسرائيليين جدد السبت المقبل ضمن المرحلة الأولى من صفقة التبادل ضمن اتفاق غزة.

وأعلنت حركة حماس فى بيان أيضًا الإفراج عن الدفعة الثانية من المحتجزين سيتم مساء السبت المقبل، وقال مسؤول إسرائيلى إن المحتجزات الثلاث بصحة جيدة، وجرى نقلهم إلى مستشفى تل أبيب، وذلك بعد أن بدأ تنفيذ قرار وقف اطلاق النار بين الطرفين.

مقالات مشابهة

  • الاحتلال يمنع الاحتفالات الفلسطينية بإطلاق سراح الأسرى
  • اعلام عبري: يد الحوثيين باقية على الزناد
  • «الخارجية الفلسطينية» تُطالب بفرض عقوبات على المستوطنين
  • الأسيرة الفلسطينية “ضحى الوحش” فرحة الحرية وحزن الفقد
  • لا معالم له.. آثار الدمار في مخيم الشابورة بفعل العدوان الإسرائيلي
  • إصابة جندي لبناني جراء إطلاق نار على حدود سوريا
  • ذكريات (قوري الجاي ) على (صوبة علاء الدين ) و(منقلة الفحم)
  • الخضيري: لا تستخدموا فحم التدفئة إلا بعد فتح النوافذ والباب
  • رئيس الأركان الإسرائيلي: القتال المكثف مهد الظروف لإعادة الأسرى
  • التحمير الزائد .. تحذير من طهي الدجاج بهذه الطريقة