شاركت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة فى الإجتماع رفيع المستوى بشأن التصدي للتهديدات الوجودية التي يفرضها ارتفاع مستوى سطح البحر الذى يعقد تحت عنوان "التصدي لارتفاع مستوى سطح البحر: أولوية عالمية "، وذلك على هامش مشاركتها فى أسبوع المناخ، ضمن فعاليات الدورة الـ ٧٩ للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك خلال الفترة من ٢٢ إلى ٢٩ سبتمبر الجارى.

وأوضحت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة أن الإجتماع يركز على بناء التفاهم المشترك، وتعبئة القيادة السياسية، وتعزيز التعاون متعدد القطاعات ومتعدد الأطراف والتعاون الدولي من أجل التصدي للتهديدات التي يفرضها ارتفاع مستوى سطح البحر. كما يهدف إلى تقديم حلول عملية للدول المتضررة والمجتمعات في الخطوط الأمامية، وهذا سيكون  بمثابة خطوة هامة إلى الأمام نحو تعزيز العمل بشأن ارتفاع مستوى سطح البحر.

 

وأكدت د. ياسمين فؤاد أن ارتفاع مستوى سطح البحر في العالم اليوم يشكل تحديًا كبيرًا، وخاصة في المناطق الساحلية ودلتا الأنهار، وتتطلب هذه القضية حلولًا شاملة ونتائج عملية كما تتطلب تقدير التأثيرات وبناء القدرة على الصمود للبلدان المتضررة والمجتمعات التي تقع على خط المواجهة، والعمل على معالجة هذا التحدي بفعالية،لذا فلا بد من اتباع نهج شامل يدمج تدابير التكيف والتمويل والحد من مخاطر الكوارث وبناء القدرة على الصمود.

وأضافت د. ياسمين فؤاد  أنه خلال  مؤتمر الأطراف السابع والعشرين تمكنت مصر إلى جانب العديد من البلدان الأخرى من فتح مسارات جديدة للتعاون فيما يتعلق بمستقبل التكيف، والطاقة، والتحولات العادلة، والتمويل المبتكر، والأمن الغذائي والمائي، وتعزيز الدعم للمجتمعات الضعيفة، مؤكدةً أن إنشاء صندوق الخسائر والأضرار  والمبادرات الواعدة التى تم اطلاقها فى شرم الشيخ، كانت بمثابة إنذار للجميع للعمل على زيادة الوعي بالإجراءات والحلول اللازمة للتكيف وبناء القدرة على الصمود مؤكدةً أن توفير التمويل الكافي والمتوقع للدول النامية يعد بمثابة اختبار حاسم لالتزاماتنا وإرادتنا السياسية لمعالجة تغير المناخ وارتفاع مستوى سطح البحر.

ولفتت وزيرة البيئة إلى أن تأثر مناطق معينة بارتفاع منسوب سطح البحر يؤدى إلى نزوح سكانها إلى مناطق أخرى مما يتسبب فى  الضغط على الخدمات العامة ويزداد الموضوع سوءًا مع  تدفق أكثر للسكان على هذه المناطق، وتتطلب معالجة هذه التحديات جهودًا منسقة لتوفير الإغاثة الفورية والطويلة الأجل التي تعزز مرونة المجتمع وتضمن التنمية المستدامة في التعامل مع مستويات سطح البحر.

وشددت وزيرة البيئة على أهمية وجود هذا الموضوع على أجندة أسبوع المناخ، مُشيدةً باهتمام السكرتير العام للامم المتحدة ودعواته لفكرة الانذار المبكر،حيث يهدد ارتفاع منسوب سطح البحر مجتمعات كثيرة داخل الدول الساحلية ومصر ضمن الدول المتأثرة بآثار تغير المناخ،كما يتسبب فى تأثيرات على المجتمعات المحلية والنظم الاجتماعية والاقتصادية لتلك الدول، ولفتت وزيرة البيئة إلى الاجراءات التى أتخذتها الدولة المصرية لحماية الشواطئ ورصد ارتفاع منسوب سطح البحر  والتعامل الفورى مع الازمات سواء كانت سيول أو أحداث مناخية متطرفة، مؤكدةً على ضرورة العمل على زيادة البحث والدراسة للتعرف على حجم المشكلة وسرعتها، مع الحاجة إلى خطط متكاملة للتكيف والخفض والتقليل من المخاطر والصمود وربطها بالتمويل.

وأشارت د. ياسمين فؤاد أن  الاجتماع رفيع المستوى يتضمن جلسة افتتاحية، وأربع حلقات نقاشية مختلفة الموضوعات ومتعددة الأطراف تعقد تحت عنوان "المعرفة والبيانات والعلوم لتوجيه تقييمات مخاطر ارتفاع مستوى سطح البحر واتخاذ القرارات"، "التكيف والتمويل والمرونة فيما يتعلق بارتفاع مستوى سطح البحر"، "سبل العيش والتحديات الاجتماعية والاقتصادية والثقافة والتراث فيما يتعلق بارتفاع مستوى سطح البحر"، "ارتفاع مستوى سطح البحر وأبعاده القانونية"، وستتناول الجلسة الافتتاحية بيانات من رئيس الجمعية العامة في دورتها التاسعة والسبعين، والأمين العام، ورئيس الجمعية العامة في دورتها الثامنة والسبعين، وممثل دولة متأثرة بالآثار الضارة لارتفاع مستوى سطح البحر، ولفتت وزيرة البيئة إلى أن الحلقات النقاشية ستُعقد، بالتوازي مع الجلسة العامة، وسوف يرأس كل من المناقشات الأربع التي يشارك فيها أصحاب المصلحة المتعددون ممثلان، أحدهما من دولة نامية والآخر من دولة متقدمة يعينهما رئيس الجمعية العامة من بين الممثلين الذين يحضرون الاجتماع الرفيع المستوى، بالتشاور مع الدول الأعضاء، مع مراعاة التوازن بين الجنسين والتمثيل الجغرافي. وسوف يقدم الرؤساء المشاركون للجان ملخص للمناقشات في الجلسة الختامية.

جديرًا بالذكر ان ارتفاع مستوى سطح البحر يعد من أبرز آثار التغيرات المناخية، ويعد قضية متعددة الأبعاد وتمتد إلى ما هو أبعد من السكان الساحليين، فهي تؤثر على كل قارة ومنطقة، ولا تترك أحدًا محصنًا من الكارثة المحتملة، وسوف يؤثر ارتفاع مستوى سطح البحر على المجتمعات في الدول الجزرية الصغيرة النامية، وكذلك الدول الساحلية، وسيتعين على ملايين أخرى التكيف مع الفيضانات والعواصف والتآكل والنزوح القسري.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: البيئة المناخ مؤتمر المناخ تغير المناخ ارتفاع مستوى سطح البحر وزیرة البیئة یاسمین فؤاد

إقرأ أيضاً:

ارتفاع درجات الحرارة وتغير المناخ يزيد من انتشار الأمراض الفطرية بين البشر

يعرض الموسم الجديد من ” ذا لاست أوف أس ” في 13 أبريل. في المسلسل، يصب فطر خيالي البشر وينتشر عبر الهواء.

تبدو هذه الفكرة واقعية بشكل مقلق، لأن بعض الفطريات الحقيقية تنتشر عبر الأبواع المحمولة جوا مسببة عدوى فطرية.

يعرف العلماء منذ زمن طويل الفطريات التي تغزو الكائنات الحية بطرق مدهشة.

ومن بينها فطرالكورديسيبس، الذي يصيب النمل ويؤثر على سلوكه حتى ينتشر الفطر وينثر 

أبواغه على أهداف غير متوقعة في أرض الغابة.

وقد سلط ذكر “ذا لاست أوف أس “في العرض الضوء أيضًا على الأبحاث التي أجراها الدكتور جيم كرونستاد، عالم الأحياء الدقيقة في مختبرات مايكل سميث في جامعة كولومبيا البريطانية .

وهو من بين الذين يدرسون الفطريات التي يمكنها التكيف مع المناخات الدافئة، مما يثير المخاوف من أن بعض الأنواع قد تصبح أكثر ضررا على البشر.

مخاوف المناخ

يسبب فطر يسمي الكوكسيديا حمى الوادي، يمكن أن يسبب التهابات رئوية خطيرة ، ويشتبه العلماء في أن ارتفاع درجات الحرارة قد يوسع نطاق انتشاره.

هناك ممرض آخر، وهو المبيضة أوريس، يتصدر عناوين الصحف لقدرته على الانتشار في المستشفيات.

العديد من الأدوية المضادة للفطريات المتاحة لا تُجدي نفعا ضده، ويخشى البعض من أن يزدهر على نطاق أوسع في البيئات الأكثر حرارة.

الجراثيم الفطرية والالتهابات القاتلة

أشار الدكتور كرونستاد إلى أن “الفطريات تُحب إنتاج الأبواج”، ويمكن لهذه الأنواع المجهرية أن تستقر في رئتي الأشخاص الذين يستنشقون، مسببة العدوى.

يعد فطر الكريبتوكوكس نيوفورمانس مثالاً على فطر يدخل الجسم عن طريق استنشاق الجراثيم، ويؤدي أحيانًا إلى التهاب السحايا، خاصةً لدى الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة.

الفطريات تنتقل من التربة إلى البشر

اكتشف الباحثون مؤخرا فطر رودوسبوريديوبولوس فلوفياليس لدى البشر، بعد أن كانوا قد اكتشفوه سابقًا في التربة فقط.

ويرى البعض أن هذا دليل إضافي على قدرة الفطريات على تغيير العوائل والبيئات بطرق غير متوقعة.

قد يشجع تغير المناخ بعض أنواع الفطريات على التكيف مع ارتفاع درجات الحرارة.

ويبحث الخبراء في  قدرة هذه الكائنات الحية على النمو داخل أجسام البشر بسهولة أكبر مع ارتفاع درجات الحرارة العالمية.

الفطريات تساعد البشر والكوكب أيضًا

وأضاف الدكتور كرونستاد: “الفطريات بالغة الأهمية، وما قدمته للبشر أمر مذهل

ولا تشكل الفطريات جميع التهديدات، فهي تُحلل النفايات إلى مغذيات، وتُساعد في تخزين الكربون في التربة، ولطالما كانت مصدرًا للغذاء.

أجرى العلماء تجارب على مواد أساسها الفطريات في مجالات متنوعة، بدءًا من التغليف الصديق للبيئة ووصولًا إلى عناصر البناء المحتملة، تتميز هذه الألياف الفريدة بمتانتها وخفتها.

يسلط الخيال الضوء على التهديدات

ربما اختار صناع العرض تسليط الضوء على الجراثيم لتعكس الأبحاث الواقعية التي تشير إلى أن انتقال الفطريات عبر الهواء قد يكون خطيرًا.

في حين أن فكرة سيطرة الفطريات الفعلية على العقول البشرية هي فكرة بعيدة المنال، فإن فكرة المسافرين المجهريين المتسللين ليست غريبة إلى هذا الحد.

تفضل دراسات حديثة كيف يمكن أن تشتد العدوى الفطرية في الحياة البرية والبشر مع ازدياد السفر وتغيّر أنماط المناخ.
ويأمل العلماء أن يُمكّننا استكشاف بيولوجيا الفطريات الآن من التفوق.

الطعام وأكثر من ذلك

غالبا ما يربط الناس الفطريات بالفطر أو الخميرة، بالإضافة إلى ذلك، تلعب أنواع عديدة دورا محوريا في إنتاج الخبز والجبن، وحتى اللحوم البديلة.

كما أنها تقدم فوائد مُنقذة للحياة. نشأ البنسلين من الفطريات، نحدثا ثورة طبية لا تزال تنقذ أرواحا لا تحصي.

تتزايد تهديدات العدوى الفطرية

قد يتساءل بعض مُحبي لعبة “ذا لاست أوف أس” إن كانت القصة تُنذر بتهديد فطري مُستقبلي للبشرية.

بينما يرى آخرون أنها تبرر ببساطة مدى تنوع الطبيعة وغرابتها.

يشير الخبراء إلى أنه رغم أهمية الحذر، فإن الحفاظ على منظور سليم لا يقل أهمية.

ويمكن لممارسات مثل مكافحة العدوى في المستشفيات والمراقبة المستمرة لمسببات الأمراض الناشئة أن تساعد في معالجة هذه المخاوف.

الاستعداد للتغيير

يشجع علماء البيئة جهود تتبع تجمعات الفطريات ورصد تأثير ارتفاع درجات الحرارة عليها.

ويأملون في التنبؤ بالمخاطر المحتملة قبل تفشيها بشكل خطير.

يشدد الباحثون  أيضا على أهمية تطوير مضادات فطريات جديدة لمعالجة العدوى المقاومة.

ويمكن لهذا النهج الوقائي أن يوقف انتشار الأنواع المقاومة في مرافق الرعاية الصحية.

التكيف مع المعرفة

لا يزال علم الأحياء الفطري مجالًا دراسيًا حيويًا.

وقد تكشف الأدوات الجينية الأكثر تطورا قريبا عن كيفية تطور هذه الكائنات الحية للبقاء في مناخات أكثر حرارة أو في عوائل جديدة.

يتزايد الاهتمام بمعرفة ما إذا كانت أجسامنا قادرة على التكيف أيضًا.

ويظل التفاعل بين الفطريات المتغيرة والاستجابات المناعية البشرية موضوعًا يطرح أسئلةً عديدةً لم تُجب عليها بعد.

الفطريات خطيرة وضرورية للحياة

الفطريات قديمة ومتنوعة، وغالبا ما تكون مفيدة، قدرتها على التحور واكتشاف بيئات جديدة تُذكرنا بأننا نتشارك كوكبنا مع كائنات حية ما زلنا نتعلم فهمها.

قد يثير الموسم الأخير من “ذا لاست أوف أس” موجة  جديدة من الفضول حول كيفية انتشار جراثيم الفطريات.

وإذا أدى هذا الفضول إلى مزيدٍ من البحث والتحضير الدقيق، فقد تكون الدروس المستفادة لا تُقدّر بثمن.

مقالات مشابهة

  • الجارديان تسلط الضوء على الآثار الكارثية لتغير المناخ في قارة أوروبا
  • وزيرة التضامن الاجتماعي تفتتح فعاليات معرض "ديارنا زهور الربيع"
  • أكثر من 98% لإمدادات العالم في زيت الزيتون تواجه تهديدا بيئيا غير مسبوق.. مصر تمتلك فرصة ذهبية
  • وزيرة البيئة تشارك فى فعاليات المؤتمر الختامي لاتفاقية برنامج التنمية المجتمعية
  • وزيرة البيئة جالت مع وفد اليونيسف في محطة تكرير إيعات
  • وزيرة البيئة تشهد فعاليات المؤتمر الختامي لاتفاقية برنامج التنمية المجتمعية
  • وزيرة البيئة: التنمية المجتمعية لا تنفصل عن كفاءة استخدام الموارد والنمو المستدام
  • مبادرات نوعية في قطر لحماية البيئة ومكافحة تغير المناخ
  • ارتفاع درجات الحرارة وتغير المناخ يزيد من انتشار الأمراض الفطرية بين البشر
  • «الملاذ الآمن»: 4.5% ارتفاعًا في أسعار الفضة بالأسواق المحلية خلال أسبوع