الـMiddle East Eye: إسرائيل تسعى لعزل غزة عن لبنان.. القول أسهل من الفعل
تاريخ النشر: 26th, September 2024 GMT
رأى موقع "Middle East Eye" البريطاني أنه "في ظل الحاجة إلى تحويل الخطاب العام عن تحرير الأسرى الإسرائيليين والحرب المفتوحة على غزة، كانت الحرب على لبنان هي الخطوة المثالية لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. لقد كان التصعيد، الذي بدأ بتفجير أجهزة النداء واللاسلكي في مختلف أنحاء لبنان الأسبوع الماضي، ناجحاً حتى الآن في هذا الصدد.
وبحسب الموقع، "لقد استندت فلسفة الدفاع الإسرائيلية، لعقود من الزمن، على "الردع". وكانت هذه هي الفلسفة التي استندت إليها سياسة إسرائيل في مواجهة حماس على مدى السنوات الخمس عشرة الماضية. ولكن هذا الردع تقوض بشدة بسبب الهجوم الذي قادته حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول. والآن في لبنان عاد هذا الخطاب: إن الضرب هناك هو وسيلة لإسرائيل لاستعادة قوتها الرادعة. إن "النجاحات" الأخيرة التي حققها الجيش الإسرائيلي في لبنان تُنسب إلى نتنياهو، وبالتالي، تعززت صورة رئيس الوزراء كزعيم يتطلع إلى المستقبل ولا يستسلم للضغوط، لا من الجيش ولا من الأميركيين. والشعور السائد في إسرائيل هو أن البلاد استعادت قدرتها على الردع في الشرق الأوسط، وذلك بفضل نتنياهو إلى حد كبير". الغزو البري ليس في مصلحة إسرائيل
وبحسب الموقع، "يبدو أن الغزو البري لجنوب لبنان لدفع قوة الرضوان النخبوية التابعة لحزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني قد لا يتناسب مع نوايا إسرائيل في الوقت الراهن. إن ما يريده نتنياهو والجيش الآن هو الضغط على حزب الله لقبول وقف إطلاق النار في لبنان، والتخلي عن دعمه للفلسطينيين في غزة، دون الحاجة إلى إرسال قوات برية إلى لبنان. منذ الغزو البري لغزة في أواخر تشرين الأول، قتل المقاتلون الفلسطينيون ما يقرب من 350 جندياً إسرائيلياً وجرحوا الآلاف، وفقاً للجيش الإسرائيلي. ومن الممكن أن يؤدي الاستيلاء على أراض في جنوب لبنان إلى استنزاف كبير في الجنود، لأن الجغرافيا هناك أكثر تعقيداً من غزة، وحزب الله أفضل تجهيزاً من حماس".
وتابع الموقع، "من المرجح أن يجر غزو لبنان إسرائيل إلى حرب طويلة، والحرب الطويلة تتناقض مع فكرة الردع ذاتها، والتي بموجبها يمكن للقصف الجوي أن يحل محل العمليات البرية. فضلاً عن ذلك، ورغم أن قطاع غزة ليس معترفاً به دولياً باعتباره جزءاً من دولة ذات سيادة، فإن غزو لبنان يعني غزو دولة ذات سيادة، ومثل هذا العمل ينطوي على فرصة أكبر لإشعال حرب إقليمية. وقد تشعر دول مثل إيران وسوريا والعراق، أو ربما حتى دول عربية أخرى، بالحاجة إلى الرد إذا غزت إسرائيل دولة عربية ذات سيادة. وعلى هذا فإن الغزو البري الكامل لجنوب لبنان ليس من الأمور التي تهم نتنياهو أو الجيش، على الأقل في الوقت الراهن".
وأضاف الموقع، "إن إسرائيل تعيش الآن حالة من النشوة بعد ما يراه الجمهور الإسرائيلي نجاحات عسكرية في الهجمات على حزب الله. ويشعر الإسرائيليون أنه بعد مرور ما يقرب من عام على الحرب، أخذت إسرائيل زمام المبادرة واستعادت قدرتها على الردع في الشرق الأوسط. إن الهجوم الدبلوماسي الإيراني، الذي تجلى في لقاء الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان مع يهود وأكاديمي إسرائيلي في نيويورك، وخطابه المدروس في الجمعية العامة للأمم المتحدة، يُنظَر إليه في إسرائيل باعتباره دليلاً على أن قدرتها على الردع تعمل أيضاً على طهران".
وبحسب الموقع، "لكن مع ذلك فإن الغزو البري الإسرائيلي لا يزال ممكناً، وربما يبدأ الضغط الشعبي في التشكل في هذا الاتجاه.وإذا استمر حزب الله في إطلاق الصواريخ على الرغم من الهجمات الإسرائيلية الواسعة النطاق الأخيرة، فقد يزداد الضغط على الحكومة والجيش الإسرائيليين لإرسال قوات إلى لبنان، حيث قد يُنظَر إلى هذا باعتباره السبيل الوحيد لوقف هجمات حزب الله والسماح للإسرائيليين بالعودة إلى منازلهم في الشمال". ماذا وراء التصعيد؟
بحسب الموقع، "إن الهدف الحقيقي لإسرائيل من التصعيد الأخير هو الضغط على حزب الله بشكل مباشر، بالقوة العسكرية، أو بشكل غير مباشر من خلال وسطاء، للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.ومن خلال تحقيق ذلك، تسعى إسرائيل إلى فصل حزب الله عن حليفته حماس. وبهذا المعنى، فإن دفع قوة الرضوان إلى ما وراء نهر الليطاني وتنفيذ قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701 يأتيان في مرتبة ثانوية بالنسبة لنتنياهو، فهو يحتاج إلى وقف إطلاق النار في الشمال ليكون له حرية التصرف في قطاع غزة.ولكن خلاصة القول هي أن نتنياهو بهذا التصعيد يريد إعادة إسرائيل إلى المكان الذي كانت عليه في السادس من تشرين الأول". القول أسهل من الفعل
بحسب الموقع، "إن المشكلة الوحيدة، وهي مشكلة ضخمة بطبيعة الحال، هي أن حزب الله ليس مستعداً لوقف إطلاق النار، ويواصل إطلاق الصواريخ على إسرائيل بوتيرة متزايدة. إن أغلب الإسرائيليين الذين يتعرضون الآن لهجمات حزب الله في الشمال يؤيدون القصف الإسرائيلي المكثف في لبنان في الوقت الراهن، ولكن إذا استمر حزب الله في الرد، فقد يتغير المزاج بسرعة كبيرة، حيث لن يقترب الإسرائيليون من العودة إلى ديارهم. وإذا زاد حزب الله من مدى صواريخه، فسوف يضطر المزيد من الإسرائيليين إلى مغادرة منازلهم، كما حدث أثناء حرب لبنان الثانية في عام 2006".
وتابع الموقع، "هناك أيضاً الوضع الاقتصادي في إسرائيل الذي يتدهور باستمرار. وتشير بعض التقارير إلى أن وكالات التصنيف الائتماني العالمية سوف تواصل خفض التصنيف الائتماني لإسرائيل إذا استمرت الحرب وتوسعت. والآن، تلغي شركات الطيران العالمية رحلاتها إلى إسرائيل الواحدة تلو الأخرى، وإذا اشتدت الحرب في لبنان، فلن يكون هناك أي أمل لاستئنافها. إن الشعور بالحصار، الذي يسود إسرائيل بالفعل، سوف يتزايد. وبعد أن تتلاشى النشوة الحالية الناجمة عن النجاحات المفترضة في لبنان، قد يجد نتنياهو والجيش الإسرائيلي والجمهور الإسرائيلي أنفسهم في نفس المكان الذي كانوا فيه قبل أسبوعين: في حرب تستنزف مواردها البشرية والاقتصادية، ولا نهاية في الأفق ولا أهداف واضحة".
وأضاف الموقع، "هناك قضية أخرى. نتنياهو يريد الوصول إلى الانتخابات الأميركية في تشرين الثاني من دون اتفاق في غزة، ويبدو أن التصعيد الحالي يضمن له ذلك. ولكن إذا تدهور الصراع مع حزب الله إلى حرب إقليمية، وهو ما تفضل إسرائيل تجنبه في الوقت الحالي، فقد تتعرض المصالح الأميركية للخطر. وفي هذا السيناريو، قد تضطر إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، على الرغم من ترددها في مواجهة إسرائيل، إلى الضغط عليها لوقف الحرب، سواء في لبنان أو في غزة. وهذه نتيجة سيرغب نتنياهو في تجنبها". المصدر: ترجمة "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الغزو البری إطلاق النار فی إسرائیل فی الوقت حزب الله فی لبنان
إقرأ أيضاً:
نتنياهو أمام اختبار آخر.. ماذا لو ثبت أن الرهائن قد قتلوا بنيران الجيش الإسرائيلي كما تقول حماس؟
تداعيات خطيرة على نتنياهو إذا أثبتت فحوصات الحمض النووي مقتل رهائن غزة بنيران إسرائيلية، قد تبدأ من الداخل ولا تتوقف عند حد الاحتجاجات.
في تطور قد يؤثر بشدة على ملامح الساحة السياسية والأمنية في الدولة العبرية، يترقب الإسرائيليون نتائج فحوصات الحمض النووي لجثث أربعة رهائن سلمتهم حماس للصليب الأحمر في 20 فبراير 2025. وإذا ما أكدت النتائج أن هؤلاء الرهائن – أم وطفلاها بالإضافة إلى رهينة رابعة – لقوا حتفهم بنيران إسرائيلية خلال الحرب في غزة، فإن هذا الكشف سيُحدث زلزالًا سياسيًا وأخلاقيًا قد يعصف بمكانة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الرازح أصلا تحت وطأة انتقادات بسبب طريقة إدارته للحرب ناهيك عن ملفات الفساد التي تكبّله.
صدمة داخلية وتشكيك في الرواية الرسميةفمن شأن تأكيد هذه الفرضية أن يُحدث صدمة كبيرة في المجتمع الإسرائيلي الذي أبدى تعاطفًا عميقًا مع قضية الرهائن ودعمًا قويًا للحرب على غزة حتى تحريرهم. وإثبات أن الجيش الإسرائيلي هو المسؤول عن مقتلهم سيُفند السردية الرسمية التي استندت إليها حكومة نتنياهو.
كما قد يُثير هذا الاكتشاف تساؤلات حادة حول إدارة الأزمة من قبل القيادة السياسية والعسكرية، وسيهدد بإضعاف الثقة في أكثر الحكومات يمينية في تاريخ الدولة العبرية، مُحدثًا انقسامًا داخليًا عميقًا قد يُؤدي إلى اتهامات بتضليل الرأي العام واستغلال مشاعر الإسرائيليين لتحقيق مكاسب سياسية.
ضغط إعلامي ومعارضة سياسية شرسةوإذا ما صدق هذا السيناريو، فإنه من المتوقع أن تواجه حكومة نتنياهو حملة إعلامية شرسة من الصحافة المحلية والدولية، خاصة من صحف المعارضة التي ستعتبر هذا التطور دليلًا على سوء الإدارة والاستهتار بحياة المدنيين. وستُثار دعوات قوية لإجراء تحقيق مستقل في ملابسات مقتل الرهائن، ما قد يُعزز موقف المعارضة ويُضعف حكومة نتنياهو.
في الكنيست، قد تجد المعارضة بقيادة يائير لابيد وبيني غانتس فرصة سانحة لتوجيه انتقادات لاذعة ضد نتنياهو، والدعوة إلى تشكيل لجنة تحقيق برلمانية. كما قد تستغل الأحزاب اليمينية المتطرفة هذا الموقف للضغط من أجل تغييرات جذرية في السياسات الأمنية.
تداعيات دولية ومواقف دبلوماسية محرجةعلى الصعيد الدولي، قد تواجه إسرائيل انتقادات حادة من المنظمات الحقوقية والدول الداعمة للقضية الفلسطينية، مما سيؤثر سلبًا على صورتها في المحافل الدولية. وسيضع هذا الكشف نتنياهو في موقف دفاعي حرج أمام الدول التي دعمت العمليات العسكرية الإسرائيلية باعتبارها "دفاعًا مشروعًا عن الرهائن".
Relatedنتنياهو: إسرائيل أمام فرصة تاريخية لـ"تغيير وجه الشرق الأوسط" مع تعيين قائد جديد للجيشنتنياهو يتحدث للإسرائيليين عن "يوم صادم" تسلم فيه حماس أربع رهائننتنياهو يرفض إدخال مساعدات إعادة إعمار غزة رغم الاتفاق..هل تفشل جهود التهدئة؟وفي الاتجاه نفسه، قد تُمارس ضغوط دبلوماسية على إسرائيل لإعادة النظر في سياساتها العسكرية، كما قد تُعقّد هذه الحادثة جهود بنيامين نتنياهو في تعزيز العلاقات مع بعض الدول العربية، خاصة إذا ما تم استغلالها كورقة ضغط من قبل حماس والفصائل الفلسطينية.
سيناريوهات مستقبلية: خيارات صعبة أمام نتنياهوإذا تأكدت مسؤولية إسرائيل عن مقتل الرهائن، فإن نتنياهو سيواجه تحديات سياسية غير مسبوقة، بما في ذلك:
- دعوات للاستقالة: قد تتعالى الأصوات المطالبة بتنحيه عن منصبه، سواء من المعارضة أو حتى من داخل ائتلافه الحاكم.
- تظاهرات شعبية: قد تشهد إسرائيل عودة للاحتجاجات الشعبية الواسعة للتنديد بالإدارة السياسية والعسكرية للحرب.
وفي حال تدحرجت الأمور أكثر، وتفاقمت الأزمة، وفق هذا السيناريو، فقد يضطر نتنياهو إلى الدعوة لانتخابات مبكرة في محاولة لامتصاص الغضب الشعبي وإعادة ترتيب المشهد السياسي.
وعليه فإن الكشف عن ملابسات وظروف مقتل الرهائن وإذا تأكد أنهم قُتلوا بنيران إسرائيلية، فسيكون هذا بمثابة هزة سياسية وأخلاقية عنيفة في إسرائيل، وسيضع نتنياهو أمام اختبار تاريخي في إدارة الأزمة وتحمل المسؤولية.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية صفقة التبادل بين التململ الإسرائيلي وخطة ترامب وتصعيد حماس.. فهل تندلع الحرب مجددا في غزة؟ شاهد لحظة تسليم حماس 3 رهائن إسرائيليين للصليب الأحمر ضمن الدفعة الخامسة لصفقة التبادل ضوء أخضر إسرائيلي لإتمام صفقة تبادل أسرى مع "حماس" حركة حماسغزةأسرىبنيامين نتنياهو