كشف مصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي، اليوم، عن تقرير الاستقرار المالي لعام 2023، متضمنا تقييما شاملا لاستقرار النظام المالي، والتطورات المالية في المجالات كافة.

وأكد التقرير أن القطاع المصرفي في دولة الإمارات العربية المتحدة، أظهر مرونة قوية، تجلت في احتياطيات رأس المال الراسخة، والسيولة الكافية، والتقدم في مؤشرات جودة الأصول، وزيادة الربحية.

وأوضح أن استمرار مرونة النظام المالي في الدولة، يعكس فعّالية السياسات والإجراءات التنظيمية للمصرف المركزي.

كما يتضمن التقرير التدابير التي يوظفها المصرف المركزي في أداء مهامه في المجال الاحترازي الكلي، إضافة إلى عرض تحليلي لمستجدات المشاريع المحورية في مجالات الرقمنة والاستدامة، التي تبرز بمجملها الدور الحيوي للقطاع المصرفي في تعزيز القدرة التنافسية والمرونة الاقتصادية لدولة الإمارات.

وأسهمت الأوضاع المحلية المحفزة في توفير الحماية للنظام المالي من الاتجاهات الاقتصادية العالمية المعاكسة، حيث نما الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي لدولة الإمارات بنسبة 3.6% في عام 2023، مدفوعا بالارتفاع الملحوظ في الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي بنسبة 6.2%، لا سيما في قطاعات التمويل والسياحة والعقارات.

وقال معالي خالد محمد بالعمى، محافظ مصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي، إن المصرف المركزي يواصل دعم جهود تحقيق النمو الاقتصادي، وإنجاز مستويات التنمية الاقتصادية الطموحة، وتعزيز قوة وصلابة النظام المالي للدولة، من خلال انتهاج سياسات استباقية تتسم بالمرونة والسرعة.

وأضاف : “نعمل باستمرار على توفير وتحديث منظومة التشريعات والأنظمة، وتوطيد الجهود المبذولة لتقوية البنية التحتية المالية، وتنفيذ التدابير التنظيمية الصلبة، وفق أفضل الممارسات والمعايير الدولية، لتعزيز قدرة القطاع المصرفي للدولة على مواجهة الصدمات المالية المحتملة وتجاوز تداعيات التحديات العالمية”.

وأكد معاليه : “ملتزمون بإدارة المخاطر بطريقة فاعلة، وإطلاق المبادرات الابتكارية المتميزة، لضمان استقرار النظام المالي في الدولة والحفاظ على سلامته، ودعم القدرة التنافسية للقطاع المالي والاقتصاد الوطني، لترسيخ مكانة دولة الإمارات كمركز مالي واقتصادي عالمي رائد”.

وأظهر اختبار الضغط الذي أجراه المصرف المركزي في عام 2023، لقياس قدرة بنوك الدولة على مواجهة المخاطر والتحديات الافتراضية المختلفة، أن النظام المصرفي لدولة الإمارات قادر على مواجهة الضغوطات، بما فيها التضخم وعدم اليقين في السوق.

وفي إطار التزامه بالاستدامة، أبرز تحليل سيناريو مخاطر المناخ، الذي أجراه المصرف المركزي، التدابير الاستباقية المطلوبة لمواجهة المخاطر المناخية.

وحققت قطاعات المؤسسات المالية غير المصرفية نتائج إيجابية ملحوظة في مختلف المستويات، حيث واصل قطاع التأمين تعزيز مرونته مع تحقيق وضع ملائم للملاءة المالية، واستمرار النمو في إجمالي أقساط التأمين المكتتبة، فيما حافظت شركات التمويل على كفاية رأس مال قوي، مع زيادة ملحوظة في مستويات السيولة والربحية الإجمالية، في حين أظهرت أعمال شركات الصرافة نموا مدفوعا بارتفاع مطرد في الأنشطة التجارية.

وفي مجال نظم الدفع، حقق المصرف المركزي تقدما كبيرا في تعزيز الاستقرار المالي داخل البنية التحتية للمدفوعات في الدولة، من خلال الاستراتيجية الوطنية لأنظمة الدفع، حيث شهد عام 2023 مرحلة جديدة في مسيرة الدفع الرقمي، مع تأسيس المصرف المركزي لشركة الاتحاد للمدفوعات، لإدارة العمليات اليومية والإشراف المستمر لأنظمة الدفع الحيوية في دولة الإمارات، وإطلاق منصة الدفع الفوري “آني” بمشاركة مؤسسات مالية، بما فيها بنوك، وشركات صرافة، ومزودي خدمات تكنولوجيا المعلومات لتسريع المدفوعات الرقمية داخل الدولة، وإطلاق منظومة البطاقات المحلية “جيون”، ونجاح إنجاز المرحلة الأولى من تحويل جميع معاملات البطاقات في نقاط البيع داخل الدولة عبر مقسم الإمارات الإلكتروني، إضافة إلى التقدم المتحقق في برنامج العملة الرقمية للبنك المركزي”الدرهم الرقمي”، والمقرر إطلاقه بشكل أولي في عام 2024.

ويعكس إعلان مجموعة العمل المالي (فاتف)، خروج دولة الإمارات من عملية المراقبة المعززة في مارس 2024، الجهود الفاعلة والمستدامة التي تتخذها دولة الإمارات في إطار مكافحة جرائم غسل الأموال وتمويل الإرهاب، والمبادرات والمساعي الكبيرة التي بذلتها الوزارات والهيئات الحكومية المعنية بتسريع وتيرة خطة العمل الوطنية، ومنها المصرف المركزي، مُعززة بذلك نزاهة وسلامة النظام المالي للدولة.

وبهدف ضمان مساهمة النظام المالي بشكل فعال في التنمية الاقتصادية المستدامة، أنشأت دولة الإمارات مجلس الاستقرار المالي في عام 2023، بهدف تعزيز وحماية الاستقرار المالي على مستوى الدولة، وتسهيل التعاون بين السلطات الرقابية والسلطات الأخرى.وام


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: الاستقرار المالی المصرف المرکزی النظام المالی دولة الإمارات فی عام عام 2023

إقرأ أيضاً:

“كوالكوم” تنضم للجيل التالي من الاستثمارات الأجنبية المباشرة في الإمارات

 

انضمت “كوالكوم تكنولوجيز”، الشركة المتخصصة في تطوير تقنيات الاتصال اللاسلكي المتقدمة والحوسبة والذكاء الاصطناعي، إلى مبادرة الجيل التالي من الاستثمارات الأجنبية المباشرة الهادفة إلى جذب الشركات المعتمدة على التكنولوجيا إلى دولة الإمارات.
وعززت “كوالكوم” حضورها في أبوظبي، لتبدأ مرحلةً جديدة في توسيع نطاق شراكاتها مع أهم الفاعلين المحليين في المنظومة.
وتُعد شركة “كوالكوم تكنولوجيز”، التي تأسست في سان دييغو بكاليفورنيا، من الشركات الرائدة في مجال التكنولوجيا اللاسلكية وأشباه الموصلات، حيث كانت في طليعة الداعمين لتقنيات الجيل الثالث والرابع والخامس، والحوسبة عالية الأداء ومنخفضة الطاقة، كما تعاونت مؤخراً مع شركة الذكاء الاصطناعي “G42” في دولة الإمارات لدمج المنتجات السحابية للذكاء الاصطناعي “Cloud AI” في شركة “Core42”.
وبالإضافة إلى تعزيز حضورها في أبوظبي، ستدعم “كوالكوم تكنولوجيز” كذلك مبادرة الجيل التالي من الاستثمارات الأجنبية المباشرة عبر ذراعها الاستثمارية “كوالكوم فنتشرز”، التي تركز على الشركات الناشئة من المراحل المبكرة حتى النمو في قطاعات مثل الجيل الخامس والذكاء الاصطناعي والسيارات وإنترنت الأشياء والحوسبة السحابية المؤسسية.
وسيشمل التعاون تقييم الشركات الناشئة الواعدة في إطار مبادرة الجيل التالي من الاستثمارات الأجنبية المباشرة وإمكانية الاستثمار فيها، إلى جانب تقديم الدعم للشركات الناشئة ضمن محفظة “كوالكوم فنتشرز” التي تتطلع إلى التوسع في دولة الإمارات والمنطقة.
وتضم محفظة “كوالكوم فنتشرز” أكثر من 150 شركة نشطة، إضافة إلى العديد من عمليات التخارج الناجحة.
ورحب معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير دولة للتجارة الخارجية، بانضمام “كوالكوم تكنولوجيز” إلى مبادرة الجيل التالي من الاستثمارات الأجنبية المباشرة في دولة الإمارات، مؤكدًا أنه يشكّل خطوة مهمة تعزز منظومة الابتكار في الدولة وتدعم طموحاتها الاقتصادية لتصبح مركزاً عالمياً للتكنولوجيا.
وقال معاليه، إنه التقى مسؤولي “كوالكوم” خلال معرض الإلكترونيات الاستهلاكية 2025 في لاس فيغاس، وتعرف على رؤيتها وخططتها للتوسع في دولة الإمارات، لافتا إلى أن ابتكاراتها في مجالات الجيل الخامس والذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء تؤدي دوراً محورياً في تعزيز التحول الرقمي في الإمارات، ومعربا عن تطلعه إلى توسيع نطاق تأثيرها من خلال مبادرة الجيل التالي من الاستثمارات الأجنبية المباشرة؛ حيث تتطلب الطموحات الرقمية لدولة الإمارات إسهام الشركات والمؤسسات العالمية الرائدة.
وقال إنه يمكن لشركة “كوالكوم تكنولوجيز” في هذا الإطار، دعم تطوير قدرات الإمارات في الجيل الخامس والذكاء الاصطناعي، ما يوفر إمكانات جديدة للشركات والمستهلكين والخدمات الحكومية، كما سيسهم حضورها في تعزيز مكانة الإمارات كمركز عالمي للابتكار والتكنولوجيا، وتسريع مسيرة تحولها الرقمي.
من جانبه، قال أكاش بالخيوالا، الرئيس التنفيذي للعمليات والرئيس التنفيذي المالي في “كوالكوم تكنولوجيز”، إن الشركة تفخر بتعزيز حضورها في دولة الإمارات وأبوظبي وانضمامها لمبادرة الجيل التالي من الاستثمارات الأجنبية المباشرة، لافتا إلى أن تطورات الجيل الخامس والذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء تحفز نمو منظومة التكنولوجيا، وأن حضور “كوالكوم” في أبوظبي يعزز دورها في الإسهام في دعم الطموحات الرقمية لدولة الإمارات.
وأضاف أن “كوالكوم” تعمل عن كثب مع شركات إماراتية لتطوير حلول تقنية مبتكرة محلياً وعالمياً، حيث أعلنت شركة “Core42” عن إطلاق تقنية الاستدلال كخدمة، بدعم من مسرعات الذكاء الاصطناعي السحابية وحزمة الاستدلال من “كوالكوم”.وام


مقالات مشابهة

  • العراق في المركز 98 عالمياً بمؤشر “القوة الناعمة”
  • رئيس الدولة يبدأ يوم 24 فبراير الجاري “زيارة دولة ” إلى إيطاليا
  • الإمارات تعزز موقعها في المرتبة العاشرة عالمياً في مؤشر القوة الناعمة العالمي لعام 2025
  • “جوريلا إنرجي” تدشن مصنعا لمشروبات الطاقة في دبي
  • “كوالكوم” تنضم للجيل التالي من الاستثمارات الأجنبية المباشرة في الإمارات
  • “الهوية والجنسية” تدعو المستثمرين وأصحاب رؤوس الأموال للاستفادة من تأشيرة استكشاف فرص الأعمال
  • الصحة تعزز التعاون مع “روش” السويسرية لتوفير حلول صحية متكاملة للمرضى العراقيين
  • المصرف المركزي يفرض عقوبة مالية على شركة صرافة عاملة في الدولة
  • مسؤولون: الشراكة الاقتصادية بين الإمارات وأوكرانيا تعزز النمو والاستثمار
  • البنك المركزي الصيني يضخ 539 مليار يوان في النظام المصرفي