غارديان: سيناريو 2006 يلاحق إسرائيل في لبنان
تاريخ النشر: 26th, September 2024 GMT
يرى المراسل الحربي بيتر بومونت أنه لا وجود لحربين متشابهتين، بما فيها الحروب التي تدور بين المقاتلين أنفسهم وعلى الأرض نفسها، ومع ذلك، تظل تحديات كثيرة كما هي.
شهد حزب الله لحظة "صدمة ورعب"
وكتب بومونت في صحيفة "الغارديان" أن القائد العسكري الأعلى في إسرائيل أبلغ قواته أن الغارات الجوية ستستمر داخل لبنان بينما يستعد الجيش الإسرائيلي لعملية برية محتملة.
وإذا عبرت قواته الحدود الشمالية، فمن المرجح أن تواجه عقبات سبق أن واجهتها.
عندما توغلت الدبابات الإسرائيلية في جنوب لبنان سنة 2006، وليس للمرة الأولى، وجدت عدواً تغير بشكل كبير، منذ انسحاب إسرائيل من لبنان قبل 6 سنوات. كيف؟
حتى في ذلك الوقت القصير، نظم حزب الله قدراته وطورها. في منطقة الحدود الوعرة التي تطل عليها التلال الصخرية الشديدة الانحدار، تم إعداد أنفاق قتالية. وتم تكييف تكتيكات وأسلحة جديدة ستضايق القوات الإسرائيلية عند دخولها.
كانت الدبابات على وجه الخصوص عرضة للصواريخ المضادة لها، بينما أطلق مقاتلو حزب الله وحليفته حركة أمل، قذائف الهاون على وحدات المشاة الإسرائيلية المتقدمة أثناء شق طريقها عبر البساتين وحقول التبغ.
Can Israel avoid same pitfalls of past ground offensive in Lebanon? https://t.co/dHINIzmKiQ
— The Guardian (@guardian) September 25, 2024
بالنسبة إلى أولئك الذين شهدوا القتال عن قرب، بمن فيهم كاتب المقال، كان ذلك مفيداً.
في تلك الحرب ــ كما في الحرب الحالية ــ سيطرت الطائرات النفاثة والمسيرات الإسرائيلية على الأجواء، فقصفت البنية الأساسية لحزب الله ومواقعه دون مقاومة. وكانت الزوارق الحربية الإسرائيلية التي أبحرت غالباً في ما وراء الأفق تقصف الساحل وتهدد الطريق الساحلي الرئيسي يومياً. لكن عند الاقتراب من الحدود، كانت الصورة مختلفة جداً.
آنذاك، كما هي الحال الآن، كان حزب الله يمتلك مواقع معدة جيداً. وكانت الصواريخ تنطلق من مواقع مخفية على سفوح التلال القريبة، فتستدعي ضربات مضادة من جانب إسرائيل، سواء من الطائرات النفاثة أو المدفعية على الحدود، بحيث يبدو من المستحيل النجاة منها. لكن في كثير من الأحيان، وبعد توقف لبضع ساعات، كانت الصواريخ تنطلق مرة أخرى من نفس المكان، فتبدأ دورة جديدة من الأحداث.
وفي تعليقاته للجنود، بدا رئيس الأركان الإسرائيلي هيرتسي هاليفي وكأنه يشير إلى حقيقة مفادها أن أي توغل بري سيكون صعباً، ويواجه معارضة.
Can Israel avoid same pitfalls of past ground offensive in Lebanon? https://t.co/OMpBkzVkU1 pic.twitter.com/kHfFB92x3b
— Guardian Weekly (@guardianweekly) September 25, 2024
أضاف الكاتب أن أي حملة برية ستكون مهمة أكثر تعقيداً بكثير من الهجمات التي تقودها الاستخبارات، والتي كانت إسرائيل تسعى إليها في مناورة تفجير أجهزة النداء والغارات الجوية اللاحقة.
وكما كتب المراسل العسكري لصحيفة هآرتس عاموس هاريل في 2016: "تم نقل فرق جيش الدفاع الإسرائيلي دون هدف، مع عجز الحكومة والجيش عن تحديد المناورة، التي من شأنها أن تكسب اليد العليا".
وفي حين حسّن الجيش الإسرائيلي دروعه للدفاع بشكل أفضل ضد الأسلحة المتنقلة المضادة للدبابات والاستعداد للقتال في لبنان، لا يزال غير واضح ما إذا كان التوغل البري الإسرائيلي يمكن أن يتجنب المزالق نفسها، أو ما إذا كانت أهدافه أكثر واقعية. فخ
وذكر بومونت أن حزب الله أفضل تسليحاً بكثير مما كان عليه سنة 2006، وأصبح مقاتلوه أكثر خبرة في القتال بعد سنوات من القتال في سوريا، لكن يبدو أن إسرائيل تقع في نفس الفخ المتمثل في سوء فهم طبيعة حزب الله.
“If there is an Israeli ground invasion of Lebanon, paradoxically, Hezbollah could feel that it is back in its ‘comfort zone’, they are used to fighting Israeli invasions, they know every single street corner in south Lebanon,” Karim Bitar told Al Jazeera” https://t.co/IwvDVuv6Sc…
— Karim Emile Bitar (@karimbitar) September 26, 2024
بينما نجحت عملية تفجير أجهزة النداء والضربات الإسرائيلية في إزالة طبقة من القيادة والسيطرة، إن جوهر حزب الله كقوة لبنانية ــ على النقيض من وظيفته كوكيل استراتيجي لإيران ــ لا يزال سليماً في نهاية المطاف. في جوهره يظل قوة محلية متغلغلة منتشرة في المدن والقرى والريف بمهمة واحدة ومفهومة جيداً: اعتراض القوات الإسرائيلية.
أوجه قصور في التفكير الإسرائيلي
بينما شهد حزب الله لحظة "صدمة ورعب" في هجمات النداء واللاسلكي والغارات الجوية، تعاني إسرائيل من عيوبها الخاصة ــ ليس أقلها التمدد المفرط في قدرتها العسكرية، والإرهاق المتزايد في المجتمع الإسرائيلي بعد عام من الحرب.
وتم نقل العديد من الوحدات نفسها التي كانت تقاتل في غزة إلى الشمال. كما أن الأزمة المتفاقمة في الضفة الغربية تستنزفها أيضاً مع استمرار الصراع في غزة. لقد تباهى الجيش الإسرائيلي منذ فترة طويلة بقدرته في القتال على جبهات عدة، لكن الحملة الطويلة القاتمة ضد حماس لم تكتمل، كما لم تتضح الخطة التي ينبغي تنفيذها بعد ذلك.
وأظهرت تلك الحملة أوجه القصور في التفكير العسكري الإسرائيلي ــ ليس أقلها الفكرة القائلة إن حرب المناورة قادرة على إلحاق الهزيمة بالجهات الفاعلة غير الحكومية، التي تتصرف أحياناً مثل القوات التقليدية، لكنها قد تلجأ أيضاً إلى الحرب غير التقليدية.
عن الغزوات السابقة
إذا كان للتاريخ أن يعلم المراقبين شيئاً ــ وفي أعقاب غزوات إسرائيل السابقة للبنان عام 1978، والتي استهدفت آنذاك قواعد منظمة التحرير الفلسطينية، وفي 1985 التي أدت إلى احتلال دام حتى سنة 2000، كما في 2006 ــ فإنه من المرجح أكثر أن يكون أي غزو بري قاصراً عن تحقيق أهدافه.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: إسرائيل وحزب الله تفجيرات البيجر في لبنان رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل حزب الله
إقرأ أيضاً:
طلب البعثة الاممية التي قدمه حمدوك كانت تصاغ وتُكتب من داخل منزل السفير الانجليزي في الخرطوم!!!
من أحاجي الحرب( ٨٧٠٢ ):
○كتب: د. Ameen Banaga
في الوقت الذي يتهم ويدين مشروع القرار الانجليزي لمجلس الأمن الميليشيا بارتكاب جرائم حرب و تطهير عرقي و عنف جنسي و تدمير الممتلكات الخاصة و البنية التحتية، على الرغم من كل هذه الادانات والاتهامات المتكررة، يأتي السؤال لماذا و حتى هذه اللحظة لم تقم المملكة المتحدة بتصنيف هذه الميليشيا كمنظمة إرهابية!؟ و لماذا تسمح بقيادات الميليشيا لزيارة المملكة المتحدة والتي وثقتها الكاميرات في احياء لندن الراقية حيث وثقفت وجود قيادي للميليشيا مع بطل افريقيا في سباقات الحواجز نصر الدين عبد البارئ!؟ و لماذا لا تعترف المملكة المتحدة بحق السودانيين بالدفاع عن أنفسهم كما تعطي هذا الحق لاوكرانيا و إسرائيل كما وصف المندوب الروسي!؟
كما يجب أن نتذكر ان اكثر الداعمين للمجموعات المنبتة و المفارقة لمجتمعنا والتي يمثلها هؤلاء القحاتة يأتي تحديدا من رأس هذه الدولة الاستعمارية بريطانيا كلنا نتذكر صفاقة و بجاحة السفير الانجليزي السابق بالسودان عرفان صديق، و كلنا نتذكر تلك الحفلات المخمورة التي تقام في منزل السفير الانجليزي و التي يحضرها هؤلاء القحاتة، بل ان كثيرا من مشاريع التدخل الأجنبية في الشؤون السودانية بما فيها طلب البعثة الاممية التي قدمه حمدوك كانت تصاغ و تُكتب من داخل منزل السفير الانجليزي في الخرطوم!!!
إنضم لقناة النيلين على واتساب