المشروع العربي مقابل إفلاس السلام المزعوم..!
تاريخ النشر: 26th, September 2024 GMT
#المشروع_العربي مقابل إفلاس السلام المزعوم..!
د. #مفضي_المومني.
2024/9/26
قال بعض الحكام العرب كل شيء في كلماتهم في الجمعية العامة للامم المتحدة المنعقدة حاليا… وخلاصة ما قالوه أن العالم يكيل بمكيالين، وان الكيان الغاصب محمي ومدعوم من الصهيونية الامريكية . ودول الاستعمار الغربي…، وأن الاحتلال وجرائم العدو ووحشيته مستمرة منذ نيف وسبعين عام…وأن الكيان مارق وفوق القانون الدولي حتى لو لم يقولوا أن كل هذا بتغطية وقحة وفجة من ذات قوى الاستعمار… وبعد 7 اكتوبر انكشف الغطاء… وفذلكة الماكنة الاعلامية الموجهة… واصبحت كل شعوب العالم تعرف كل قذارات الإحتلال وشركائه… عدا بعض الحكام المتصهينين شرقاً وغرباً… والسعي للسلام المعلن… اصبح ملهاة وضحك على الذقون.
اكثر ما يغيظني وأنا اتابع الأخبار تصريحات الدبلوماسيين الامريكان والغربيين… وقد اخترعوا لغة غاية في المكر والكذب والتعامي عن الحقائق… اصبحت ساذجة مبتذلة في ظل الحقائق على الأرض… وكل هذا لحماية الكيان المحتل… ولم يعد ينطلي كل هذا على الشعوب الحية أو المقموعة أو المتفرجة… حتى أن هذه اللغة الساذجة عرت كل الزعامات المنقادة والموالية والمتفرجة أو المغلوب على أمرها… واخرجت الكثير منهم عن صمته… فبتنا نسمع خطاباً قريباً لنبض الشعوب… لم نألفه من قبل إلا من البعض وعلى إستحياء أو استجداء..!
في ظل هذا الوضع البائس… وفي ظل المشروع الصهيو امريكي غربي المعلن… والذي ينفذ بكل وقاحة… لتحقيق الحلم التلمودي الخرف لاسرائيل الكبرى… والذي ينفذ فعليا على الأرض بمباركة من ذات الجهات… ولأن الدور قادم على الجميع… ومن لم يدرك هذا فهو إما غارق في العمالة… أو غافل… أو أحمق… ولسنا هنا في مقام الإتهام او التجريم… بل في مقام بعث الصحوة في الأمة العربية والإسلامية… لنخرج بمشروع عربي إسلامي، يستند لبناء قوى وطنية مقاومة ولو بذات طرق المقاومات في غزة ولبنان… في ظل عدم التكافؤ لجيوشنا وجيوش القوى الغاشمة… ونبني قوة عسكرية استراتيجية مؤثرة…تدعم مباشرة الموقف السياسي العربي الإسلامي وننتقل من دور الخانع المنفذ إلى دور القرار الوطني ونغير قواعد اللعبة التي استمرئتها القيادات… والحكام منذ عقود خلت… لنضع حداً للإحتلال وشركائه…ونبني علاقاتنا مع الآخر على قاعدة الحقوق والاحترام المتبادل والمصالح المتبادلة… ونلقي في الجحيم مقولة (أؤمر… انا عبدك وانت سيدي…!).
الأمر ليس مستحيلاً… تعلمنا من التاريخ أن دورة الحضارات والحضارات المهيمنة خيراً وشراً ليست أبدية…والمسألة قضية زمن… أمريكا وصلت الذروة… وخط التهاوي سيكون داخلياً إذا استحال خارجياً… المارد الصيني يكبر ولو في قمقمة… الشعوب تنام ولا تموت… ودولة الباطل ساعة ودولة الحق إلى قيام الساعة.
تناغم بعض حكامنا في خطاباتهم… وقالوا ما يجب أن يقال… ويبقى أن يعلنوا بداية المشروع العربي الإسلامي لمواجهة المشروع الإستعماري الصهيو امريكي الغربي… الذي أفسد حياتنا… واحتل أرضنا وقرارنا واستباح خيراتنا ومواردنا… ورغيف خبزنا… ويسعى لتكريس تدمير مستقبلنا.
مشروع بمواجهة مشروع… هذا هو الحل… وهذا هو الوقت المناسب لنبدأ… وغير ذلك سيبقى الإستفراد… والسيطرة…. والسرطان يتغلغل فينا…. ونحن ندد ونستنكر ونشجب…!
انكشف كل شيء… ولا سبيل لمداهنة الشعوب… ولا الرقص على الأوجاع… الطريق واضح… فهل فهمنا الدرس… يا سادة..! ؟. حمى الله الاردن.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: مفضي المومني
إقرأ أيضاً:
العلمانيون العرب: يقفون على رؤوسهم لرؤية الواقع بالمقلوب!
#سواليف
#العلمانيون_العرب: يقفون على رؤوسهم لرؤية الواقع بالمقلوب!
بقلم : ا د #محمد_تركي_بني_سلامة
إذا أردت أن تفهم تناقضًا صارخًا وسخرية مريرة، فلا تبحث بعيدًا عن ما يفعله “علمانيو العرب”. هؤلاء الذين حولوا العلمانية إلى مطيّة مشوهة لفهمهم المقلوب للديمقراطية والحريات. يرفضون الحاكم “الملتحي”، لا لأنه ديكتاتور أو ظالم، بل لأن لحيته تجعلهم يعانون من حساسية مفرطة تجاه أي شيء يمتّ للإسلام بصلة. وكأن الديمقراطية في قاموسهم المختزل تقتصر على بقاء البارات مفتوحة، والنوادي الليلية عامرة، وتحرير النساء من ملابسهن بدلاً من تحرير الشعوب من الظلم والاستبداد!
مقالات ذات صلة الأردن.. كتلة هوائية باردة وفرص أمطار قادمة – تفاصيل 2024/12/21أليس غريبًا أن هؤلاء يتغنون ليل نهار بالحرية وحقوق الإنسان، لكنهم يصابون بحالة من الهلع عندما تأتي صناديق الاقتراع بشخص يحمل ذرة انتماء للهوية الإسلامية؟ بالنسبة لهم، الاختيار الشعبي يصبح عبئًا إذا لم يتماشى مع أهوائهم. الديمقراطية، في عيونهم الضيقة، ليست أداة للتعبير عن إرادة الشعوب، بل وسيلة لفرض ما يناسب نمط حياتهم “المتحرر” فقط. وكأن شعاراتهم الكبيرة تُختزل في قضايا مثل الخمر والتعري، بينما يختفون عندما يُطرح الحديث عن الفساد السياسي أو الاستبداد العسكري!
هؤلاء، الذين يُقدمون أنفسهم كمنقذين للعالم العربي، يحاولون إقناعنا بأن العلمانية هي الحل السحري لكل أزماتنا. ولكن مهلاً، أليست العلمانية الحقيقية هي التي تفصل بين الدين والدولة لتحقيق العدالة للجميع؟ أليست هي التي لا تُقصي الدين ولا تعاديه، بل تضمن حرية الاعتقاد والتعبير للجميع، بما في ذلك أصحاب اللحي والعباءات؟ يبدو أن علمانيتهم من نوع خاص، حيث يتم إقصاء ملايين المسلمين من دائرة الديمقراطية فقط لأن خياراتهم السياسية تتماشى مع هويتهم الثقافية والدينية.
ومن الطريف أن هؤلاء “الحداثيين” يعتقدون أنهم يقودون معركة التنوير في مجتمعاتنا. ولكن الواقع يقول غير ذلك؛ فهم، بوعي أو بغير وعي، يساهمون في تعميق الانقسامات. إنهم يستبدلون الاستبداد العسكري والفساد السياسي بديكتاتورية فكرية باردة تقصي الآخر المختلف فكريًا أو دينيًا. وفي هذا المشهد العبثي، يصبح الإسلام، كهوية وثقافة، العدو الأول الذي يجب القضاء عليه ليكتمل مشروعهم العلماني “المزعوم”.
إذا كانت الديمقراطية في فهمهم هي “تجنّب كل ما يمت للإسلام بصلة”، فأين احترام خيارات الشعوب؟ أم أن الديمقراطية تصبح صالحة فقط عندما تأتي بنتائج توافق رغباتهم؟ يبدو أنهم يعيشون في حالة “نرجسية فكرية”، حيث لا يرون إلا مرآة أفكارهم المنعكسة على الواقع، ويرفضون تقبل أي تنوع أو اختلاف.
لكننا نقول لهؤلاء: الديمقراطية والعلمانية ليستا أدوات فارغة لتبرير الهروب من مواجهة الاستبداد الحقيقي أو لتمرير الإملاءات الغربية. الديمقراطية الحقيقية هي احترام إرادة الشعوب، والعلمانية الحقيقية تُعلمنا التعايش والتعددية، وليس تحويل القضايا الهامشية مثل الخمر والتعري إلى معارك مصيرية.
وأخيرًا، إذا كانت مشكلتكم الحقيقية مع الإسلام لأنه يختلف مع أهوائكم، فربما يجب أن تُعيدوا النظر في عقولكم المعلّبة بشعارات جوفاء. المشكلة ليست في الدين، بل في العقول التي ترى في كل ذقن ملتحٍ تهديدًا لوجودها. أما شعوبنا، فستظل تختار من يمثلها وفق إرادتها، شاء من شاء وأبى من أبى.