شمسان بوست / خاص:

في حدث وصف بـ”التاريخي”، أعلنت الحكومة اليمنية استعادة 14 قطعة أثرية نادرة تعود إلى الحقبة القتبانية، وذلك بعد تهريبها في وقت سابق. وتم وضع هذه القطع بشكل مؤقت في متحف المتروبوليتان للفنون بمدينة نيويورك، بالتنسيق مع الولايات المتحدة ونيوزيلندا.

أكد الدكتور رشاد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، على التزام اليمن بالشراكة مع المجتمع الدولي والمؤسسات الثقافية العالمية لحماية التراث الإنساني اليمني واستعادة الآثار التي تعرضت للنهب نتيجة الظروف الصعبة التي فرضتها الحرب والانقلاب الحوثي.

وفي حفل أقامه متحف المتروبوليتان، وصف العليمي تسليم القطع الأثرية بأنه “لحظة تاريخية”، معبراً عن امتنان اليمن لاستعادة هذه الآثار من نيوزيلندا. كما وجه شكره لعائلة هيغ النيوزيلندية التي تعاونت مع الحكومة اليمنية لإعادة هذه القطع الثمينة.



وأعرب العليمي عن شكره لحكومتي الولايات المتحدة ونيوزيلندا على جهودهما في تسهيل استعادة هذه القطع الأثرية. ورحب بعرضها مؤقتاً في متحف المتروبوليتان، مشيراً إلى أن هذه القطع تعد شاهداً على الحضارات القديمة التي ازدهرت في اليمن، وتروي قصصاً عن تاريخ اليمن العريق وحضارته المتميزة.



وأشار العليمي إلى أن هذا التعاون يعكس التزاماً دولياً بالحفاظ على التراث الثقافي المشترك للبشرية، مؤكداً على أهمية هذا النوع من التعاون لتعزيز التفاهم بين الثقافات. وأضاف أن هذا الإنجاز ما كان ليتحقق لولا التنسيق الوثيق بين السلطات اليمنية والأميركية والنيوزيلندية.

كما أعرب العليمي عن أسفه للأضرار التي لحقت بالتراث اليمني نتيجة الحرب المستمرة والنهب الذي تعرضت له الآثار بسبب الانقلاب الحوثي المدعوم من إيران. لكنه عبر عن أمله في استمرار الشراكة مع المؤسسات الثقافية العالمية لحماية هذا التراث والترويج له على مستوى دولي.

وشارك في الحفل المبعوث الأميركي إلى اليمن تيم ليندركينغ، ومدير متحف المتروبوليتان ماكس هولن، والدكتورة كيم بنزل، المسؤولة عن جناح الشرق الأدنى في المتحف. وتحدثوا جميعاً عن أهمية الشراكة اليمنية – الأميركية في الحفاظ على التراث الثقافي، مشيرين إلى أن هذه القطع الأثرية التي تمت إعارتها للمتحف تعود إلى فترة الدولة القتبانية التي ازدهرت في محافظة شبوة.

المصدر: شمسان بوست

كلمات دلالية: متحف المتروبولیتان هذه القطع

إقرأ أيضاً:

دراسة أثرية: القدماء المصريين أول من اعترف بحقوق العمال

كشفت دراسة قدمتها حملة الدفاع عن الحضارة المصرية برئاسة الدكتور عبد الرحيم ريحان، أن مصر القديمة أول من اعترف بحقوق العمال حيث كفلتها الدولة المصرية القديمة لعمال بناء حضارتها؛ وذلك في إطار استشراف معالم الحضارة المصرية التي تكشف للبشرية كل يوم عن مواطن إبداعها كحضارة إنسانية كانت فجر الضمير للعالم وكان العمال جزءًا لا يتجزأ من منظومتها الحضارية.


وكشفت الدراسة التي أجرتها لجنة الدراسات والبحوث بحملة الدفاع عن الحضارة المصرية برئاسة الدكتورة رنا التونسي نائب رئيس الحملة عن مراعاة العمال في مصر القديمة سواءً من الناحية التنظيمية للعمل أو من ناحية توفير سبل المعيشة لهم من مسكن ومأكل وملبس ومشرب ورعاية صحية وتذليل معظم العقبات التي حالت دون إتمام العمال لعملهم خاصة بعد ما أصبح البناء بالحجر له شأن عظيم


وتضيف الدكتورة رنا التونسي، أن عمال البناء في مصر القديمة كان لهم شأن عظيم نظرًا للتوجه العام للدولة المصرية في التوسع في تشييد المباني الضخمة؛ وقد أبرزت النصوص المصرية القديمة هذه الحقوق بوضوح تام حقوق العمال في الحصول على أجورهم كاملة وتوفير مساكن وملابس وتغذية وتحديد ساعات عمل ورعاية صحية وإجازات مرضية.


ويلقي خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية الضوء على هذه الدراسة موضحًا أن التغذية وإطعام هذا الكم الهائل من العمال كانت من أعظم التحديات التي واجهت الدولة والسلطات من أجل تحقيق نجاح المشروع، فكانت الوجبات اليومية أثناء ساعات الراحة من العمل حقًا من حقوق العمال وجزءا من أجورهم منذ عصر الدولة القديمة وشهدت البقايا الأثرية في مدن العمال علي إمدادهم بما يكفيهم من حاجاتهم اليومية، وقدمت لهم "حمية البحر الأبيض المتوسط" التي تعتمد بنسبة كبيرة علي الثوم وزيت الزيتون والخبز والخضروات والفواكه والأسماك والقليل من اللحوم.


وتابع الدكتور ريحان بأن الدولة عملت علي تنظيم العمل اليومي في مواقع العمل من تنظيم ساعات العمل مع كامل حقوقهم الكاملة في الأجازات، ففي عصر الدولة القديمة أثناء بناء الأهرامات كان يستيقظ العمال في وقت مبكر من الصباح قبل شروق الشمس يسيرون في طوابير من خلال الباب الموجود في منتصف سور حائط الغراب متجهين إلى موقع بناء الهرم وبعد عدد من ساعات العمل حتى الظهيرة يحصل العمال علي قسط من الراحة (حوالي ساعة)، يتناولون فيها وجبة من الطعام ثم يعودون مرة أخرى لاستئناف العمل حتى وقت الغروب، ثم يعودون إلي ثكناتهم مرة أخرى، وعمال قرية دير المدينة كانوا يوميًا يخرجون من مساكنهم في القرية متجهين إلى موقع عملهم بالوادي عند مطلع الفجر ليزاولوا عملهم علي امتداد ثماني ساعات بعد أن يتسلموا أدواتهم من الكاتب وعند الظهيرة يتوقف العمل حيث يترك العمال موقع العمل ويتجهون لأكواخ مصنوعة من الدبش أو من بقايا أحجار المقابر ليحصلوا علي وجبة خفيفة ثم ينالوا قسطًا من الراحة قبل أن يعاودوا إلى العمل مرة أخرى حتى موعد الانتهاء من العمل المكلفين به. 


كما ألقت الدراسة الضوء على الرعاية الصحية للعمال من خلال النصوص المصرية القديمة حيث كانت تحدث إصابات عديدة للعمال لاستخدامهم للأدوات الصلبة والحادة والمواد ثقيلة الوزن كالأحجار التي تصل أوزانها في بعض الأحيان إلى الأطنان، فمن المؤكد أن يتعرض هؤلاء العمال إلى حوادث العمل التي تحدث بشكل مفاجئ وخاصة وأن هناك فئات تشارك في هذه الأعمال ليس لديها الخبرة الكافية للتعامل مع تلك المواد والأدوات كالفلاحين اللذين يعملون في فترات الفيضان.


ومن أجل ذلك اهتمت الحكومة في مصر القديمة برعاية العاملين بها صحيًا بهدف توفير التوازن البدني والنفسي للعامل وحمايته من كل الأمراض والأخطار التي قد تؤثر على أدائه وإنتاجه فأنشأت مراكز الطوارئ واتاحت الأجازات المرضية والعلاج وتوفير الأطباء بتعيين طبيب في مناطق تجمع العاملين خاصة أعمال المناجم في سيناء لاستخراج النحاس والفيروز لعلاج الأمراض المختلفة إلى جانب حالات السموم الناجمة عن لدغ الثعابين والعقارب 
علاوة على وجود أطباء المجموعات وهم فئة مخصصة لتقديم الرعاية الصحية لمجموعة محددة من الأفراد يعيشون في مجتمع محدد ومقيد وطبيب المعبد الجنائزي وطبيب المقبرة للعاملين في بناء المقابر، وقد عثر على تمثال للطبيب "بوير" يرجع إلى عصر الأسرة التاسعة عشر محفوظ الآن بالفاتيكان منقوش عليه لقبه "كبير الأطباء في الجبانة".

طباعة شارك حملة الدفاع عن الحضارة المصرية مصر القديمة معالم الحضارة المصرية

مقالات مشابهة

  • المشروع السعودي “مسام” يدمر أكثر من أربعة آلاف قطعة متفجرة في أبين جنوبي اليمن
  • جدل واسع بعد نقل سفارة اليمن في واشنطن مخطوطات نادرة إلى مكتبة أمريكية
  • دراسة أثرية: القدماء المصريين أول من اعترف بحقوق العمال
  • الجمهورية اليمنية تُطلّق التقرير الوطني الـ10 عن آثار العدوان على اليمن
  • الجمهورية اليمنية تُطلّق التقرير الوطني العاشر عن آثار العدوان على اليمن
  • صلاح الدين.. اكتشاف قبور وهياكل عظمية وجِرار أثرية في موقع آشور
  • وزارة العدل اليمنية: 2303 شهداء وجرحى منهم 214 طفلاً و67 امرأة جراء العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن
  • مُسن سعودي يحوّل منزله إلى متحف مفتوح.. فيديو
  • حرب السودان .. تعرض آلاف القطع الأثرية للنهب والدمار
  • الصليب الأحمر: استهداف مركز إيواء بصعدة يسلط الضوء على المأساة التي يتعرض لها المدنيون في اليمن