البنك الأوروبي يحذر.. التصعيد يفاقم أزمة لبنان الاقتصادية
تاريخ النشر: 26th, September 2024 GMT
الاقتصاد نيوز - متابعة
قال البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية الخميس إن الحرب والطقس المتطرف يؤثران على النمو الاقتصادي في دول يغطيها البنك، مشيرا إلى أن الأزمة الآخذة في التصاعد في الشرق الأوسط تفاقم الأزمة السياسية والاقتصادية في لبنان وتضر بدول مجاورة مثل الأردن ومصر.
وذكر البنك في تقرير نصف سنوي أن التعديل الهبوطي لنمو الناتج المحلي الإجمالي بالمنطقة التي يغطيها البنك طفيف إلا أنه ثاني تعديل بالخفض في تلك المنطقة التي تشمل اقتصادات ناشئة في أوروبا ووسط آسيا والشرق الأوسط وإفريقيا.
وعدل البنك توقعات النمو إلى 2.8 بالمئة هذا العام و3.5 بالمئة لعام 2025 بانخفاض 0.2 و0.1 نقطة مئوية على الترتيب.
وقالت بياتا يافورشيك كبيرة الخبراء الاقتصاديين في البنك لرويترز "عندما أسافر عبر مدن أوروبية أرى أن الحالة العامة في تراجع واضح... هناك شعور بأن أوروبا في أزمة من نوع ما" مضيفة أن أوروبا تعاني من صراعات متزايدة وتكاليف طاقة مرتفعة.
وأضاف تقرير البنك أن ركود إنتاج قطاع التعدين في كازاخستان وأوزبكستان والصراع في قطاع غزة ولبنان والجفاف الشديد في المغرب وتونس، كلها عوامل تضغط أيضا صوب تقليص النمو.
أخبار ذات صلةوقالت يافورشيك إن إجراءات التحفيز الصينية قد تعزز صادرات الدول أعضاء البنك المصدرة للسلع الأساسية، وإن الحواجز التجارية دفعت بكين إلى ضخ مليارات الدولارات في هنغاريا وصربيا والمغرب، وهي استثمارات أجنبية مباشرة قد تزيد أكثر إذا منعت سياسة التجارة العالمية المزيد من الواردات من الصين.
لكن يافورشيك قالت إن الأزمة المتصاعدة في منطقة الشرق الأوسط، مع قصف إسرائيل لأهداف لجماعة حزب الله في لبنان، من شأنها أن تفاقم الأزمة السياسية والاقتصادية في لبنان وتضر بدول مجاورة مثل الأردن ومصر.
وأضافت "من المرجح جدا أن تشهد البلدان القريبة من الصراع في الشرق الأوسط زيادة في علاوة المخاطر، وبالتالي فإن تكاليف الاقتراض بها ستكون أعلى".
المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز
كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار
إقرأ أيضاً:
حصار جماعة نصرة الإسلام في مالي يفاقم الأزمة الإنسانية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في قلب منطقة الساحل المالي، وفي ظل صراع مستمر منذ سنوات، يواجه المدنيون في شمال ووسط مالي واقعًا مريرًا بفعل الحصار الذي تفرضه جماعة نصرة الإسلام. هذه الجماعة، التي تسيطر على العديد من المناطق، لا تكتفي بفرض قوانينها الصارمة على السكان، بل تسببت في موجة تهجير واسعة النطاق، إذ أصبحت حياة الملايين مهددة بين جدران الحصار ونيران العنف المستمر.
"نحن هنا اليوم كما كنا في 2012"
"جماعة نصرة الإسلام تسيطر على منطقتنا، وتفرض علينا ما تراه مناسبًا للبقاء على قيد الحياة".
لكن إذا كنت تتعامل معهم، فأنت تصبح هدفًا للحكومة، حتى لو لم تكن من المتطرفين".
هكذا يصف أحد سكان منطقة ندورغولي، في حديثه لأحد منظمات حقوق الإنسان الدولية .
فما بين الرغبة في البقاء على قيد الحياة وعبور خطوط حمراء قد تُسهم في تصعيد الأوضاع، يصبح الخيار الوحيد هو الصمت، خشية الوقوع في قبضة الأطراف المتصارعة.
موجة تهجير غير مسبوقة
ومع تصاعد الهجمات وازدياد الحصار المفروض على المدن والقرى، ارتفعت أعداد المهجرين في المنطقة بشكل مذهل. ففي تقرير حديث للأمم المتحدة، تم الكشف عن أن ما يقرب من 5 ملايين شخص قد هُجروا من منازلهم في منطقة الساحل حتى أغسطس 2024.
وهذه الزيادة بلغت 25% مقارنة بعام 2020، مما يجعلها واحدة من أكبر موجات التهجير في تاريخ المنطقة.
الوضع الإنساني في أسوأ حالاته
الصور القادمة من المناطق المتضررة تظهر معاناة المدنيين الذين يكابدون من أجل الحصول على أبسط مقومات الحياة. القرى والمدن المحاصرة تشهد نقصًا حادًا في الغذاء والماء، في وقتٍ تزداد فيه الحاجة للرعاية الصحية. الفقر واليأس يحومان في الأجواء، والسكان يعيشون بين أملٍ ضئيل في تحسن الوضع وواقع مرير يدفعهم للهروب بحثًا عن الأمان.
نداءات للضغط الدولي والتحرك العاجل
وفي هذا السياق، أطلق المسؤولون المحليون في مالي نداءات عاجلة للمجتمع الدولي للتدخل ووقف الأزمة الإنسانية التي تتفاقم يومًا بعد يوم.
السيد سيما عيسى مايغا، نائب عمدة غاو، والذي تعرضت مدينته للحصار في عام 2024، قال في تصريح لمجلة "نيو هيومانيتيريان": "يجب أن يكون إنهاء الحصار على رأس أولوياتنا، فالأشخاص والبضائع يجب أن يتحركوا بحرية، خاصة على الطرق الرئيسية."
الوضع يقترب من الانفجار
تواجه منطقة الساحل في مالي كارثة إنسانية حقيقية، ورغم مرور أكثر من عقد على بداية الصراع، لا يزال الوضع في تدهور مستمر.
وهذه الأزمة لا تحتاج فقط إلى حلول سياسية، بل إلى تحرك عاجل من قبل المنظمات الدولية والمحلية لمساعدة المدنيين في النجاة من الحصار المميت.
وإذا استمر هذا الوضع، فإن المنطقة قد تجد نفسها على حافة الانفجار.