يستمر تطور الاحداث في الجنوب وعلى الجبهة الجنوبية عبر التصعيد الاسرائيلي الذي كان امس قريباً الى حدّ كبير من العدوان الاول الذي وقع في الايام الاولى من المعركة، وهذا يوحي بأن عملية التصعيد هذه هي مقدمة لمشاورات سياسية قد تشكّل مدخلاً لوقف اطلاق النار بين "حزب الله" واسرائيل وفق ما تؤكد المصادر الغربية.



وبحسب المصادر فإنّ عملية وقف اطلاق النار ستحصل بالتوازي مع هدنة مماثلة في قطاع غزة، على اعتبار ان "الحزب" لن يوافق على وقف اطلاق النار في لبنان من دون وقف النار في غزة، حتى انه لن يوافق على عملية العودة إلى ما قبل التصعيد الاسرائيلي الاخير حتى لو وافقت اسرائيل على ذلك وقبلت ان يستمر بجبهة الاسناد، لأنّ "الحزب" لن يقبل بما يسمى بالأيام القتالية ولن يقبل بوقف اطلاق النار على التوقيت الاسرائيلي.

و تعتبر المصادر بأن الإتصالات ستحصل خلال الساعات المقبلة وقد تؤدي إلى تسوية ما ترضي "الحزب" وترضي اسرائيل وتخفف من حجم المأزق الذي وقعت فيه رغم المجازر التي قامت بها في لبنان. ولكن ثمة احتمال جدي أيضاً بأن لا يحدث كل ذلك وأن تفشل الاتصالات والمفاوضات وأن لا تصل الى اي نتيجة فعلية، لذلك هناك احتمالات اخرى موضوعة على الطاولة.

وتقول المصادر بان الاحتمالات الموضوعة على الطاولة هي احتمالات الذهاب الى موجة تصعيد جديدة، لكن هذه المرة من قبل "حزب الله" على اعتبار ان اسرائيل قامت بكل ما قامت به وأسقطت كل أوراقها ولا يمكنها اضافة المزيد الا في حال ذهابها إلى عملية تصعيد شاسعة تطال مناطق في العمق مثل الضاحية الجنوبية، وهذا الأمر يبدو غير وارد في المرحلة الراهنة لأن "تل ابيب" ستصبح حتماً تحت النار وهذا اخر ما تريده الحكومة الاسرائلية لان ذلك سيعني سقوط نتنياهو.

لكن موجة التصعيد هذه في حال حصولها ومهما كان مستواها، سيعود بعدها الحديث عن وقف إطلاق النار بالطرق الديبلوماسية بعد مفاوضات مكثّفة، لذلك فإنّ الحرب مهما طالت لن تكون طويلة، كما المعارك الحاصلة في قطاع غزة منذ طوفان الأقصى لأن اسرائيل لا تتحمل إدخال جبهتها الداخلية بهذا القدر من عمليات إطلاق النار الحاصلة. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: وقف اطلاق النار

إقرأ أيضاً:

يهود إسرائيل يحجون إلى جنوب لبنان.. عملية سرية عند قبرٍ قد يُشعل فتيل أزمة

دخلت مجموعة من المستوطنين اليهود صباح اليوم الى قبر العباد الواقع ضمن الأراضي اللبنانية في اطراف بلدة حولا ضمن "زيارة دينية" نظمتها قوات الإحتلال الإسرائيلي الى الموقع الذي يدعي الاسرائيليون انه تابع للحاخام آشي.

وفي مشهد يعكس التوتر المستمر على الحدود اللبنانية الجنوبية كان أقدم نحو 70 متدينًا يهوديًا، قبل أسابيع، على اختراق الحدود من جهة فلسطين المحتلة نحو الأراضي اللبنانية، مدفوعين بقناعات دينية ترتبط بأحد المواقع التي يعتبرونها "مقدسة". وكشفت الحادثة عن بُعد جديد من الصراع حول النقاط الحدودية المتنازع عليها، وعلى رأسها تلة الشيخ عباد.

‎تلة الشيخ عباد: موقع جغرافي أم بُعد ديني؟
تقع تلة الشيخ عباد عند الحدود اللبنانية الفلسطينية بين بلدة حولا اللبنانية والمستوطنة الإسرائيلية مرغليوت، التي أُقيمت على أنقاض قرية هونين الفلسطينية المهجرة. تتمتع هذه التلة بأهمية استراتيجية بالغة، حيث تطل على مساحات واسعة من الأراضي اللبنانية وأجزاء من شمال فلسطين المحتلة، مما جعلها نقطة مراقبة حيوية للجيش الإسرائيلي، الذي أقام فيها برجًا للمراقبة والتجسس مزودًا بأحدث المعدات. لكن الأهمية العسكرية ليست وحدها التي جعلت هذه التلة بؤرة للتوتر. فمنذ عقود، تُثار روايات متضاربة حول هويتها الدينية. بينما يؤكد اللبنانيون أن التلة تحوي مدفن الشيخ عباد، وهو ناسك زاهد عاش قبل مئات السنين واشتهر بورعه، في حين تدّعي الروايات الإسرائيلية أن الموقع يضم قبر الحاخام آشي، أحد أبرز محرري التلمود البابلي في القرن الخامس الميلادي. هذه الروايات المتضاربة زادت من تعقيد المشهد، خاصة بعد انسحاب الاحتلال من جنوب لبنان عام 2000، عندما تم ترسيم "الخط الأزرق" الذي قسم التلة إلى نصفين، جزء تحت سيطرة لبنان، وآخر تحت السيطرة الإسرائيلية، لينقسم القبر الموجود هناك إلى قسمين.وحسب معلومات عن مصادر ميدانية، أكّدت لـ"لبنان24" أنّه خلال فترة الهدنة الأخيرة، تم تجديد وصيانة القبر بسرية، وسربت معلومات عن زيارة يخطط لها الكيان الإسرائيلي لمجموعة من المتدينين كرحلة إلى القبر في السابع من آذار، وهذا ما حصل بالفعل اليوم.

وقالت منظمة "دورشي يهوداخ" التابعة لجماعة بريسلوف الحسيديم إن "الجيش الإسرائيلي نفذ قبل شهر من السابع من  تشرين الأول غارة وحرك سياج الحدود مترين إلى الوراء، تاركا قبر الحاخام أشي خلف السياج، ما سمح للإسرائيليين بالدخول الكامل إلى القبر، بعد أن قاموا بطلائه باللون الازرق. وزعمت المنظمة أن هدف الحسيديم هو "الصلاة من أجل شعب إسرائيل" ونقل رسالة إلى الجيش الإسرائيلي بشأن إعادة السياج إلى موقعه الأصلي ومنح الدخول المجاني لليهود للصلاة في الموقع.

وعلى مر السنين، لم تكن التلة مجرد نقطة خلاف حدودية، بل تحولت إلى رمز للصراع الأيديولوجي والتاريخي. فمنذ احتلال فلسطين عام 1948، عمدت إسرائيل إلى فرض رؤيتها التاريخية على العديد من المواقع في الجنوب اللبناني، مستخدمة ذلك كأداة سياسية لترسيخ نفوذها في المنطقة. ومع انسحابها من الجنوب عام 2000، استمر النزاع على التلة التي ظلت في مرمى الأطماع الإسرائيلية. وفي هذا السياق، تحولت زيارات المتدينين اليهود إلى المنطقة، رغم حساسيتها الأمنية، إلى وسيلة ضغط على الحكومة الإسرائيلية، حيث يطالب هؤلاء بالسماح لهم بالدخول بحرية إلى الموقع الذي يعتبرونه جزءًا من "تراثهم الديني". 

‎ولطالما انتهجت إسرائيل سياسة المماطلة والتسويف في معالجة الملفات الحدودية العالقة مع لبنان. فرغم وضوح القرارات الدولية التي تفرض عليها الانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية، إلا أنها ما زالت تحتفظ بمواقع حدودية متقدمة، من بينها التلال الخمس التي تسيطر عليها اليوم في الجنوب اللبناني. هذه المواقع، التي تشمل تلة الحمامص وتلة العويضة وتلة العزية وجبل بلاط وتلة اللبونة، تشكل شريطًا استراتيجيًا يمنح الاحتلال قدرة رقابية واسعة على الأراضي اللبنانية. ولم تتوقف هذه السياسة عند الجوانب العسكرية فقط، بل امتدت إلى التلاعب بالتراث والتاريخ، كما هو الحال في تلة الشيخ عباد، حيث زعمت إسرائيل أن المدفن الموجود هناك يعود إلى أحد حاخاماتها، متجاهلة الوثائق والشهادات التاريخية التي تؤكد أن الموقع يعود للشيخ عباد، وهو ما أثار جدلاً واسعًا على مدى السنوات الماضية.

‎في ظل استمرار هذا النزاع، تبدو المنطقة أمام سيناريوهات مفتوحة. فلبنان يتمسك بحقه في استعادة كل شبر من أراضيه، مستندًا إلى القرارات الدولية، فيما تحاول إسرائيل فرض وقائع جديدة على الأرض، عبر سياسات التهويد والتبرير الديني.. ويبقى السؤال: هل يمكن أن يؤدي التصعيد المتكرر حول هذه النقاط المتنازع عليها إلى مواجهة جديدة ؟ أم أن الحل الدبلوماسي، برعاية أممية، قادر على منع تفجر الأوضاع؟ المؤكد أن تلة الشيخ عباد والتلال الخمس الأخرى ستظل نقاطًا ساخنة، تعكس حقيقة الصراع المستمر بين لبنان والاحتلال الإسرائيلي، حيث تتشابك المصالح العسكرية والدينية والسياسية في بؤرة واحدة من أكثر المناطق توترًا في الشرق الأوسط.
  المصدر: خاص لبنان24

مقالات مشابهة

  • اطلاق النار على رجل مسلح قرب البيت الأبيض
  • بين التصعيد وخريطة الطريق.. هل يعود اليمن للحرب الشاملة؟
  • الاشتراكي.. مواقف حاسمة ضد اسرائيل
  • شركة أسلحة تركية ساعدت في تأجيج الحرب الأهلية الوحشية في السودان، قامت بتهريب الأسلحة سرًا إلى الجيش السوداني وفقًا للسجلات
  • حزب الله لن يسكت و التصعيد قريب
  • إعادة الإعمار بين فكي التمويل والشروط الأميركية
  • القيادة السياسية توعز لجيش الاحتلال بالاستعداد الفوري لاستئناف الحرب على غزة
  • تركيا تشن 14 هجوما على اقليم كوردستان منذ إعلان اوجلان وقف اطلاق النار
  • يهود إسرائيل يحجون إلى جنوب لبنان.. عملية سرية عند قبرٍ قد يُشعل فتيل أزمة
  • لقاء عون وبري اليوم لحسم التعيينات والثنائي لن يتساهل