كتاب “اقفز” لستيف هارفي يقدم درسًا عميقًا عن الإيمان بالنفس والسعي لتحقيق الأحلام، حتى في مواجهة الصعوبات والاستخفاف من الآخرين. في هذا الكتاب، يسرد هارفي تجربته الشخصية، ويقدم نصائح مستوحاة من مسيرته الطويلة في عالم الكوميديا والإعلام، والتي لم تكن مفروشة بالورود بل كانت مليئة بالتحديات.

الحلم الطفولي والمواجهة مع المعلمة

يبدأ ستيف هارفي قصته عندما كان طفلًا يبلغ من العمر أحد عشر عامًا.

خلال حصة مدرسية، طلبت المعلمة من التلاميذ كتابة ما يتمنون أن يصبحوا عليه عندما يكبرون. فكتب هارفي أنه يريد أن يظهر على شاشات التلفاز. وعندما طلبت المعلمة منه قراءة ما كتبه أمام الجميع، تلقى استهزاءً شديدًا منها بسبب مشكلته في التلعثم والتهتهة، مما جعل أصدقاءه يسخرون منه.

يمكن اعتبار هذه اللحظة من اللحظات الفارقة في حياة هارفي، إذ لم يكن الحلم بالسهل، خاصة مع الظروف التي تحيط به. كثير من الناس يواجهون مواقف مماثلة في حياتهم، حيث يقلل الآخرون من قيمة أحلامهم. مثلًا، يمكن أن نجد الكثيرين من المبدعين والفنانين الذين واجهوا رفضًا وسخرية في بداياتهم، لكنهم استطاعوا أن يحققوا نجاحات عالمية.

دعم الأب والإيمان بالموهبة

عاد هارفي إلى منزله بعد هذا الموقف وأخبر والدته بما جرى، إلا أنها بدورها وبخته بشدة قائلة إنه جلب لهم العار بكتابة حلمٍ “غير واقعي”. وعلى الرغم من هذا، كان لأبيه رأي مختلف، إذ شجعه بقوله: “أنت شخص رائع، ويمكنك بالتأكيد الظهور في التلفزيون”. كان لهذه الكلمات تأثير كبير على ستيف، وأصبحت مصدر إلهام له طوال حياته.

العديد من القصص الشهيرة تعكس دور الدعم العائلي في تحقيق الأحلام. على سبيل المثال، توماس إديسون، مخترع المصباح الكهربائي، تم طرده من المدرسة لأنه وُصف بأنه “غبي”، ولكن والدته آمنت بقدراته، فدعمته ووقفت بجانبه حتى حقق نجاحاته التي غيّرت العالم.

الفشل الدراسي والسعي نحو الحلم

مع تقدم هارفي في العمر، بدأ يفقد اهتمامه بالدراسة، ونتيجة لذلك تم فصله من الجامعة. هذه المرحلة كانت تحديًا جديدًا، حيث اضطر إلى البحث عن عمل لتأمين احتياجاته ومساعدة عائلته. إلا أن العمل لم يكن دائمًا متاحًا، وعانى من البطالة لفترات طويلة.

رغم ذلك، لم يتخلَّ عن حلمه. حاول هارفي شق طريقه في عالم الكوميديا عبر إلقاء النكات على أصدقائه وفي المناسبات المختلفة. وفي النهاية، جاءت الفرصة التي كان ينتظرها عندما التقت به إحدى منتِجات المسرح، وأعجبت بخفة دمه وموهبته، لتدعوه لتقديم عرض كوميدي في المسرح.

القفز نحو المجهول وعدم الاستسلام

قرار ستيف هارفي بترك كل شيء خلفه، بما في ذلك العمل المستقر، للتركيز على حلمه في الكوميديا هو ما يسميه “القفز”. القفز في هذا السياق يعني المخاطرة والتخلي عن منطقة الراحة. كثير من الناس يخشون القفز نحو المجهول بسبب الخوف من الفشل. لكن ستيف كان مختلفًا، فقد آمن أن الله معه وأنه سيتجاوز العقبات.

تخلى هارفي عن الراحة المادية، وعاش سبع سنوات في سيارته، متنقلًا من مكان إلى آخر لتقديم عروضه. ورغم هذه الظروف القاسية، لم يتوقف عن ملاحقة حلمه. قصص النجاح العالمية مليئة بأمثلة مشابهة، مثل قصة “والت ديزني” الذي تم طرده من وظيفته لأنه “يفتقر إلى الخيال”، ولكنه لم يستسلم حتى أنشأ واحدة من أكبر إمبراطوريات الترفيه في العالم.

الانتقام الإيجابي ومساعدة الآخرين

بعد أن حقق ستيف هارفي نجاحًا كبيرًا وأصبح اسمًا لامعًا في عالم التلفزيون والكوميديا، لم ينسَ معلمته التي سخرت من حلمه في الصغر. في كل عام، يرسل لها تلفازًا جديدًا ومعه رسالة بسيطة: “افتحي التلفاز وشاهدي”.

هذه الحركة ليست نوعًا من الانتقام السلبي، بل هي تذكير بأن الأشخاص الذين يسخرون من أحلامنا قد يكونون أول من يندهشون من نجاحاتنا لاحقًا. وعلى الجانب الآخر، ستيف لم ينسَ دعم والده والأشخاص الذين وقفوا معه خلال رحلته، فحرص على مساعدتهم بعد أن أصبح مقتدرًا.

الدروس المستفادة

كتاب “اقفز” هو دعوة لكل من يحمل حلمًا كبيرًا بأن لا يستسلم تحت ضغط الصعوبات أو السخرية من الآخرين. إنه يذكرنا بأن الطريق إلى النجاح قد يكون مليئًا بالتحديات والفشل، ولكن المثابرة والإيمان بالله وبالنفس هما المفتاح للوصول إلى القمة.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: مصطفى ثابت ستيف هارفي عوامل النجاح الثقة بالنفس ستیف هارفی

إقرأ أيضاً:

جورج وسوف يعلق على سقوط الأسد: هل هو تحول سياسي جديد؟

ديسمبر 15, 2024آخر تحديث: ديسمبر 15, 2024

المستقلة/- في خطوة مفاجئة، عبّر الفنان السوري الكبير جورج وسوف عن موقفه من الأحداث الجارية في سوريا بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد، متمنياً “مستقبلاً مشرقاً” لبلاده. هذا الموقف جاء بعد فترة طويلة من الصمت السياسي، وهو الأول من نوعه منذ الهجوم الذي شنته فصائل المعارضة المسلحة على دمشق، وأثار جدلاً واسعاً بين متابعيه ووسائل الإعلام.

جورج وسوف يتمنى “مستقبلاً مشرقاً” لسوريا

في منشور له على حساباته الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي، كتب وسوف مساء السبت: “أتمنى لسوريا وطني مستقبلاً مشرقاً جامعاً تسوده المحبة والاستقرار والازدهار، مستقبلاً يليق بشعبها الغالي”. هذا التصريح لاقى تفاعلاً كبيراً على منصات التواصل الاجتماعي، حيث رأى البعض فيه دعماً غير مباشر للتغييرات السياسية التي تشهدها سوريا بعد سيطرة الفصائل المسلحة على العاصمة دمشق، بينما اعتبر آخرون أن تصريحاته تحمل رسائل مبطنة قد تؤدي إلى صراع داخل المجتمع الفني السوري.

الصداقات السياسية والعلاقة مع الأسد

لطالما كانت علاقة جورج وسوف بالرئيس السوري السابق بشار الأسد محط أنظار الإعلام. فقد كانت له عدة زيارات علنية للأسد، وأثبتت الأيام عمق العلاقة بين “سلطان الطرب” والنظام السوري. في وقت سابق، وأثناء وفاة نجله وديع في 2023، قدم وزير الإعلام السوري آنذاك، بطرس الحلاق، تعازي الأسد وزوجته أسماء الأخرس إلى الفنان الكبير، ما أثار استغراب البعض من إمكانية أن يكون وسوف قريباً من دائرة دعم النظام في مراحله الأخيرة.

تساؤلات حول الموقف السياسي للفنانين السوريين

تصريحات جورج وسوف جاءت في وقت حساس للغاية، بعد سيطرة المعارضة على العاصمة دمشق في 8 ديسمبر 2024، مما جعل الكثير من الفنانين السوريين يخرجون عن صمتهم. أيمن زيدان و أيمن رضا و سلاف فواخرجي و دريد لحام كانوا من بين الشخصيات الفنية التي أصدرت تصريحات عبروا فيها عن مواقفهم من الأحداث، مما جعل المواقف تتباين بين الدعم والتحفظ، حيث إن البعض ربط تصريحاته بتغيرات سياسية قادمة قد تؤثر على مستقبل الفن والسياسة في سوريا.

هل هو إعلان عن موقف سياسي جديد؟

موقف جورج وسوف، الذي جاء بعد تردد طويل، قد يكون مؤشراً على تحول في موقفه الشخصي من النظام السوري والأحداث السياسية في بلاده. فهل سيشهد المجتمع الفني السوري المزيد من الانقسامات في ظل التطورات الراهنة؟ أم أن تصريحاته هي مجرد تعبير عن أمل بسلام واستقرار بعيداً عن الصراعات السياسية؟

في جميع الأحوال، يبقى مواقف الفنانين السوريين جزءاً مهماً من المشهد السياسي والاجتماعي، ومواقف مثل هذه تعكس التوترات التي تسيطر على الوضع السوري في الوقت الراهن.

مقالات مشابهة

  • برلماني: موقف مصر والأردن تجاه سوريا وفلسطين ولبنان ثابت وتاريخي
  • لامين يامال يكشف عن حلمه في كرة القدم
  • علاء ثابت: كليات الإعلام تمتلك فرصة ذهبية لمواكبة سوق العمل المستقبلي
  • مصطفي محمد على "الدكة" ..في مباراة نانت وبريست في الدوري الفرنسي
  • أثار السخرية والانتقاد..سموتريتش: لم أسمع بقوة النخبة في حماس قبل 7 أكتوبر
  • جورج وسوف يعلق على سقوط الأسد: هل هو تحول سياسي جديد؟
  • خبير عسكري: عملية جباليا نوعية وقوات الاحتلال تحولت لهدف ثابت للمقاومة
  • «ثابت» يحيي اليوم الوطني لقطر: نتمنى لها دوام التقدم والازدهار
  • بعد التسبب في مقـ.تل طالبة بسبب السخرية منها.. الحبس سنة عقوبة التنمر
  • وفاة سيناتور أمريكي استقرأ تحول بغداد إلى مركز للفصائل الموالية لإيران