د.مصطفي ثابت يكتب: اقفز نحو حلمك.. كيف تحول ستيف هارفي من السخرية إلى النجومية؟
تاريخ النشر: 26th, September 2024 GMT
كتاب “اقفز” لستيف هارفي يقدم درسًا عميقًا عن الإيمان بالنفس والسعي لتحقيق الأحلام، حتى في مواجهة الصعوبات والاستخفاف من الآخرين. في هذا الكتاب، يسرد هارفي تجربته الشخصية، ويقدم نصائح مستوحاة من مسيرته الطويلة في عالم الكوميديا والإعلام، والتي لم تكن مفروشة بالورود بل كانت مليئة بالتحديات.
الحلم الطفولي والمواجهة مع المعلمةيبدأ ستيف هارفي قصته عندما كان طفلًا يبلغ من العمر أحد عشر عامًا.
يمكن اعتبار هذه اللحظة من اللحظات الفارقة في حياة هارفي، إذ لم يكن الحلم بالسهل، خاصة مع الظروف التي تحيط به. كثير من الناس يواجهون مواقف مماثلة في حياتهم، حيث يقلل الآخرون من قيمة أحلامهم. مثلًا، يمكن أن نجد الكثيرين من المبدعين والفنانين الذين واجهوا رفضًا وسخرية في بداياتهم، لكنهم استطاعوا أن يحققوا نجاحات عالمية.
دعم الأب والإيمان بالموهبةعاد هارفي إلى منزله بعد هذا الموقف وأخبر والدته بما جرى، إلا أنها بدورها وبخته بشدة قائلة إنه جلب لهم العار بكتابة حلمٍ “غير واقعي”. وعلى الرغم من هذا، كان لأبيه رأي مختلف، إذ شجعه بقوله: “أنت شخص رائع، ويمكنك بالتأكيد الظهور في التلفزيون”. كان لهذه الكلمات تأثير كبير على ستيف، وأصبحت مصدر إلهام له طوال حياته.
العديد من القصص الشهيرة تعكس دور الدعم العائلي في تحقيق الأحلام. على سبيل المثال، توماس إديسون، مخترع المصباح الكهربائي، تم طرده من المدرسة لأنه وُصف بأنه “غبي”، ولكن والدته آمنت بقدراته، فدعمته ووقفت بجانبه حتى حقق نجاحاته التي غيّرت العالم.
الفشل الدراسي والسعي نحو الحلممع تقدم هارفي في العمر، بدأ يفقد اهتمامه بالدراسة، ونتيجة لذلك تم فصله من الجامعة. هذه المرحلة كانت تحديًا جديدًا، حيث اضطر إلى البحث عن عمل لتأمين احتياجاته ومساعدة عائلته. إلا أن العمل لم يكن دائمًا متاحًا، وعانى من البطالة لفترات طويلة.
رغم ذلك، لم يتخلَّ عن حلمه. حاول هارفي شق طريقه في عالم الكوميديا عبر إلقاء النكات على أصدقائه وفي المناسبات المختلفة. وفي النهاية، جاءت الفرصة التي كان ينتظرها عندما التقت به إحدى منتِجات المسرح، وأعجبت بخفة دمه وموهبته، لتدعوه لتقديم عرض كوميدي في المسرح.
القفز نحو المجهول وعدم الاستسلامقرار ستيف هارفي بترك كل شيء خلفه، بما في ذلك العمل المستقر، للتركيز على حلمه في الكوميديا هو ما يسميه “القفز”. القفز في هذا السياق يعني المخاطرة والتخلي عن منطقة الراحة. كثير من الناس يخشون القفز نحو المجهول بسبب الخوف من الفشل. لكن ستيف كان مختلفًا، فقد آمن أن الله معه وأنه سيتجاوز العقبات.
تخلى هارفي عن الراحة المادية، وعاش سبع سنوات في سيارته، متنقلًا من مكان إلى آخر لتقديم عروضه. ورغم هذه الظروف القاسية، لم يتوقف عن ملاحقة حلمه. قصص النجاح العالمية مليئة بأمثلة مشابهة، مثل قصة “والت ديزني” الذي تم طرده من وظيفته لأنه “يفتقر إلى الخيال”، ولكنه لم يستسلم حتى أنشأ واحدة من أكبر إمبراطوريات الترفيه في العالم.
الانتقام الإيجابي ومساعدة الآخرينبعد أن حقق ستيف هارفي نجاحًا كبيرًا وأصبح اسمًا لامعًا في عالم التلفزيون والكوميديا، لم ينسَ معلمته التي سخرت من حلمه في الصغر. في كل عام، يرسل لها تلفازًا جديدًا ومعه رسالة بسيطة: “افتحي التلفاز وشاهدي”.
هذه الحركة ليست نوعًا من الانتقام السلبي، بل هي تذكير بأن الأشخاص الذين يسخرون من أحلامنا قد يكونون أول من يندهشون من نجاحاتنا لاحقًا. وعلى الجانب الآخر، ستيف لم ينسَ دعم والده والأشخاص الذين وقفوا معه خلال رحلته، فحرص على مساعدتهم بعد أن أصبح مقتدرًا.
الدروس المستفادةكتاب “اقفز” هو دعوة لكل من يحمل حلمًا كبيرًا بأن لا يستسلم تحت ضغط الصعوبات أو السخرية من الآخرين. إنه يذكرنا بأن الطريق إلى النجاح قد يكون مليئًا بالتحديات والفشل، ولكن المثابرة والإيمان بالله وبالنفس هما المفتاح للوصول إلى القمة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: مصطفى ثابت ستيف هارفي عوامل النجاح الثقة بالنفس ستیف هارفی
إقرأ أيضاً:
فوز الكاتبة البريطانية سامانثا هارفي بجائزة بوكر عن روايتها الأدبية أوربيتال
لندن "د.ب.أ": فازت الكاتبة البريطانية، سامانثا هارفي، بجائزة "بوكر" الأدبية للأعمال الروائية، عن روايتها "أوربيتال" (أي /مداري/)، وهي رواية قصيرة مليئة بالعجائب تدور أحداثها على متن محطة الفضاء الدولية، وتتأمل في جمال الأرض ومدى هشاشتها.
وكانت هارفي قد حصلت أمس الثلاثاء، على الجائزة المالية التي تبلغ قيمتها 50 ألف جنيه إسترليني (64 ألف دولار)، عن الرواية التي وصفتها بأنها "رعوية فضائية" تدور أحداثها حول ستة رواد فضاء يدورون حول الأرض، والتي كانت قد بدأت في كتابتها أثناء فرض عمليات الإغلاق بسبب تفشي جائحة فيروس كورونا.
وقالت إن الرواية "لا تدور حول تغير المناخ تحديدا، ولكنها تتضمن وجهة نظر أن حقيقة تغير المناخ من صنع الإنسان".
وأهدت هارفي الجائزة لكل من يتحدث "لصالح الأرض وليس ضدها، ولصالح كرامة باقي البشر والحياة الأخرى وليس ضدهم".