يمكننا أن نزعم أن مجزرة تل الزعتر هي أول وأكبر مجزرة ارتُكبت بحق الشعب الفلسطيني، ونُفذت بأيدٍ عربية..ويمكننا أن نزعم أيضاً أنه لم يسبقه أي حدث حظي بكثافة التفاعل الفني والثقافي، في مجتمع ثقافي يساري ناهض في تلك الفترة.

واليوم في 12 آب / أغسطس 2023، وبعد 47 عاماً على المجزرة، ما زال هناك من يسأل ويستفسر عن بعض البديهيات من حكاية استشهاد مخيم الصمود، وعاصمة الفقراء ـ كما سماه مظفر النواب ـ رغم شهرته وانتشار تفاصيله.



قد لا يعلم البعض أن هناك أكثر من 12 كتاباً عن هذا المخيم المنكوب المنسي الذي مازال يحتضن جثامين أبنائه الشهداء تحت أنقاضه.

فيما يلي جمعنا ما لدينا من كتب عن المخيم، لنضعها بين يديكم، لمزيد من الاطلاع على قصة مخيمنا الذي خرجنا منه تحت وابل الرصاص ووسط آلاف المجازر والضحايا.

تشكلت الكتب الأولى عن المخيم والمجزرة على أمرين:

1 ـ وقائع الحصار
2 ـ شهادات الناجين

وبعضها زاد في المنهجية قوائم الشهداء والجرحى.. التي كانت ما تزال بدائية.. وقد صدرت هذه الكتب في السنة الأولى بعد سقوط المخيم. وهو ما كان يبدو توجُّهاً عاماً في الإعلام الموحد لمنظمة التحرير، كي يتناول كل كتاب الجانب الذي يهم الكاتب، كالشعر والكتابة والرسم والأغاني والتقارير وغيرها. في المرحلة الثانية، تناولت الكتب الوقائع والبيئة السياسية والرُّؤى والآراء والتحليلات.

نأتي إلى الكتب المبكّرة:

1 ـ النهوض مرة أخرى (شهادات واقعية من تل الزعتر):

كان هذا الكتاب من أوائل الكتب المنهجية عن المخيم. ألّفه الكاتب علي حسين خلف، وأصدره الإعلام المركزي في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، وصدر في بيروت في كانون الثاني (يناير) 1977، أي بعد خمسة شهور من سقوط المخيم.



يقع الكتاب في نحو 250 صفحة، فيه تسعة فصول وملحق للصور. ويتضمن الكتاب تجربة مخيم تل الزعتر، شهادات المقاتلين، شهادات الجرحى، شهادات أمهات الشهداء، شهادات عامة، شهادات الصحفيين العرب والأجانب، جداول الشهداء، غيرها من الفصول في الكتاب.

2 ـ  تل الزعتر: الرمز والأسطورة

عندما سقط المخيم، وخرج المقاتلون، كان بينهم المناضل عدنان عقلة أو أبو أحمد الزعتر، وهو الذي كتب عنه محمود درويش "أنا أحمد العربي". خرج وقد احتفظ في ذاكرته وأوراقه ما استطاع، وأعدّ كتابه "تل الزعتر.. الرمز الأسطورة.

قدَّم للكتاب القائد جورج حبش، وأصدرته اللجنة السياسية الإعلامية المركزية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. وصدر بعد سنة من سقوط المخيم، أي في 12 آب (أغسطس) 1977 في بيروت.



يقع الكتاب في 284 صفحة، ويضم المقدمة والفصل الأول عن الوضع الديمغرافي والجغرافي لمخيم تل الزعتر. والفصل الثاني عن حرب تل الزعتر ومعركة حرش ثابت ويوميات الحصار والصمود. أما الفصل الثالث فيتضمن أسماء شهداء الجبهة الشعبية في المخيم. ويتوسع الفصل الرابع بأسماء شهداء منظمة التحرير والحركة الوطنية.

أما الفصل الخامس فهو عن التضامن الأممي ومذكرات إحدى المناضلات الأمميات في الدفاع عن المخيم.

3 ـ طريق تل الزعتر

هو كتاب إنساني منوّع، يقع في 120 صفحة، ألّفه هاني مندس، وأصدره مركز الأبحاث في منظمة التحرير الفلسطينية في بيروت عام 1977 (من دون تحديد الشهر)، كتب مقدمته الشاعر محمود درويش، واعتمد على مقاطع وفلاشات وصور ورسوم لأطفال الذين المخيم عبّروا فيها عن المجزرة.



يتحدث الكتاب عن مشاهد اشتهرت في الحصار من خلال اقتباسات وشهادات من أهل المخيم ومقاتليه، بعناوين، مثل: الجفاف، أيام العدس، الماء الأحمر (حنفية الماء)، الجحيم، الموت في رعاية الصليب الأحمر، وغيرها من الفصول..

4 ـ تل الزعتر: الشهيد والشاهد

كتاب من إعداد نساء تل الزعتر، بدأنَ بجمع شهاداتِهنّ وتجربتهنّ بدعمٍ من الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، وصدر الكتاب عن اللجنة التنفيذية والشؤون الثقافية في الاتحاد في نيسان (أبريل) 1977 في بيروت.



صدر الكتاب في 183 صفحة، ويتضمن شهادات حية لنساء المخيم، في مقدمتها شهادة والدة كاتب هذه السطور، مع ملحق الأهازيج الفلسطينية الخاصة بتل الزعتر، بالإضافة إلى ملحق للصور من مراحل الحصار والتهجير.

5 ـ يوميات طبيب في تل الزعتر

كان في مخيم تل الزعتر طبيبان فلسطينيان، هما يوسف عراقي وعبد العزيز اللبدي.. أصدر كل منهما كتاباً. وقد استطاع الدكتور يوسف عراقي إصدار كتابه في عام 1977، وفيه يومياته كطبيب في 126 صفحة.

تناول فيها يومياته في ترتيب وإدارة العمل الإسعافي في المخيم، وسلط الضوء في تدهور الوضع الطبي والإنساني في الحصار. وأرفق الكتاب مع لوحات للفنان الفلسطيني توفيق عبد العال.

وقد أصدر الدكتور يوسف عراقي نسخة مُحدَّثة في فلسطين عام 2016.

6 ـ يا وَحدَنا.. أوراق تل الزعتر

هذا الكتاب الذي ألَّفه الدكتور عبد العزيز اللبدي، صدر عن الإعلام الموحد في منظمة التحرير الفلسطينية في 163 صفحة. روى فيها اللبدي مذكراته الشخصية المندمجة بالتجربة الإسعافية والإنسانية في المخيم.



وتزين الكتاب برسومات خاصة للفنانة التشكيلية تمام الأكحل التي تحدثت في مذكراتها عن رسوم تل الزعتر وكيف أن زوجها الفنان اسماعيل شموط كان "يرسم ويشهق"!.

7 ـ حكايتي مع تل الزعتر

هو أيضاً كتاب للدكتور عبد العزيز اللبدي، الذي أصدرته دار منشورات ضفاف عام 2016 في بيروت في الذكرى الأربعين لسقوط المخيم. وهو قراءة ثانية مُتأنّية وموسَّعة لما جرى، فيه جزء من كتاب "يا وحدنا" المذكور أعلاه عن وقائع الحصار.



يقع الكتاب في 348 صفحة، بالإضافة إلى الملاحق والفهارس والصور، ويتحدث فيه أيضاً عن تجربته الشخصية بالعمل الوطني عموماً وتل الزعتر خصوصاً.

8 ـ تل الزعتر.. ذاكرة فلسطينية خالدة

صدر هذا الكتاب عن دار الندى في بيروت للناشط والكاتب حسين فارس عام 2007، في 288 صفحة، ويُعدُّ كتاباً توثيقياً استفاد من ذاكرة المؤلف وذاكرة الأحياء من أهالي تل الزعتر، ومن علاقات المؤلف بالأهالي، ومما توفّر لديه من كتب سابقة ووثائق عن يوميات المخيم. وأرشيف الجرائد والمجلات التي كانت تصدر خلال أحداث حرب السنتين. وقائمة طويلة بأسماء الشهداء مفروزين حسب فصائلهم بالإضافة إلى الشهداء المدنيين.



9 ـ مخيم تل الزعتر.. وقائع الذاكرة المنسية

صدر هذا الكتاب ضمن سلسلة "ذاكرة فلسطين" عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسيات في الدوحة نهاية العام الماضي، في كانون الأول (ديسمبر) 2022، ويقع في 463 صفحة. بذل فيها الكاتب جهداً بحثياً كبيراً، واطّلاعاً على مصادر نادرة مكتوبة ومرئية، ومقابلات مطولة. فخرج كتاباً أكاديمياً محكّماً.



يقرأ الكتابُ معركة تل الزعتر ضمن بيئتها الإقليمية وأهمية المعركة في الصراع القائم في تلك المدّة. وأثر المعركة الحاسمة فيه على مسار الحرب اللبنانية. ويتابع الكاتب قضايا أهالي الزعتر بعد سقوط المخيم.

يأخذ البعض على الكاتب أنه ليس من أبناء المخيم، وبالتالي لم تنطبع في ذاكرته أحياء المخيم ولا يعرف خريطته الداخلية، كما هو الحال مع باقي الكتب. غير أن هذا لا يُعيبُه في القيمة العلمية ووجود الخرائط التفصيلية التي يحتاجها.

هذه باختصار أهم الكتب التي ننصح بقراءتها لنعرف أكثر عن المخيم ويوميات حصاره ووقائع مجزرته، والظروف السياسية المحيطة بالمجزرة. علماً أن بعض الكتب لم ننشرها كونها أقرب للرواية من التوثيق.

*كاتب وشاعر فلسطيني

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي تقارير تقارير مجزرة الفلسطيني فلسطين مجزرة وثائق هوية تقارير تقارير تقارير تقارير تقارير تقارير سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة هذا الکتاب عن المخیم الکتاب فی فی بیروت

إقرأ أيضاً:

الانتخابات الإيرانية والتنظيم المؤسسي والدستوري

 

 

سالم بن محمد بن أحمد العبري

 

انتهت فترة الدعاية في انتخابات الرئاسة الإيرانية لكل المرشحين، ثم في الأسبوع الأخير للمرشحين السعيدين سعيد جليلي وسعيد دكرتسيسيان.

وحين ننظر للعملية الانتخابية متكاملة منذ شروعها قبل 40 يومًا، أي بعد حادث الطائرة التي أودى بحياة الرئيس إبراهيم رئيسي الذي بحق هو بمنزلة الشهيد سواء كان الحدث بالقدر الإلهي أو بتدبير بشري، فقد خسرت إيران شخصًا مميزاً على كل المستويات الإيمانية والشخصية والقيادات العالمية. لقد شهد له كل من عرفه أو تابعه أو قدر له أن يتابع عمله من فجر كل يوم وحتى منتصف الليل القادم؛ وهو كمظهر شخصي يمثل نموذجا للقائد والرئيس السليم بمظهره ومخبره، وكلما ابتعدنا عن بعض تقولات المعادين له شخصياً ولنظام الجمهورية نقف أمام شخصية مُهيئة لذلك الموقع ونتمنى أن تكون نموذجا للشخصيات الإسلامية التي ترنو إلى المواقع القيادية في هذا العالم المضطرب الذي فقد وهج الزعامات التاريخية كالعُمرين والمعتصم بالله في التاريخ الإسلامي وجمال عبد الناصر وهواري بومدين والملك فيصل وحافظ الأسد ونهرو وسيكارنو وديجول وتيتو.. إلخ، فيما بعد الحرب العالمية الثانية والتي اختفت برحيل عبدالناصر واختفاء ديجول..

أقول يبدو لي أن رئيسي كان قد يحتل مكانًا مماثلًا لو قُدِّر له أن يكمل الفترتين. والحقيقة أن النتظيم الدستوري والمؤسسي بالجمهورية الإسلامية الإيرانية يمكنه أن يبرز الشخصيات القيادية بما يتضمنه من دستور مميز صيغ بفكر معاصر من خبراء وفقهاء يبدو لي كانوا مميزين ومخلصين ومستوعببن لأهداف الثورة العظيمة وللفكر الإسلامي والدستوري عالي الأهداف، لذلك كانت فترات الانتخابات قصيرة محكمة لا يمكن للأعداء التدخل بها من خلال الإعلام والدعاية والرأسمالية التى تشتري وتبيع مستثمرة الظروف المالية والمشاكل الداخلية وما يُحيط بهذه الدول أو تلك.

لذلك تملأ المناصب في غضون شهرين وهي فترة جد قصيرة وكافية لإشغال الوظائف الشاغرة.

ومع ذلك التنظيم الدستوري والقانوني البارع لضبط العملية كلها بدءا من إعلان شغور المنصب وآليات الاختيار والانتخاب والدعاية والمناظرات التي هي مظهر متقدم للتعرف والتمييز بين هذا وذاك.

وإذا كانت التوقعات تشير لتقارب نتائج المرشحين النهائيين، فإنني بحكم متابعاتي وميولي الخبرية فإنني أميل لفوز سعيد جليلي؛ لأنني على مدى 60 عاماً أرى أن الوسطيين والليبراليين وهم يراهنون على ترويض الغرب وصداقته، وترويض الغرب حلم بعيد والأقرب منه ترويض أسود الغابة، وكيف يُمكن للعدو أن يكون يوماً صديقاً ومن لم ينظر بكلتا عينيه عليه أن ينظر الآن في موقفه من حرب الإبادة بغزة وكيف كشَّر الغرب عن أنيابه وخلع أستاره لنراه على حقيقته مستعمرا مقسماً للأوطان وسارقاً للثروات وداعيا للسلوكيات الشائنة فكيف إذا مد نصره إلى أوكرانيا فهو معها ليس نصرة للأوكراني بل عداء لروسيا بغية السيطرة عليها وعلى العالم كاملا ضعيفه وقويه وهو عدو للعدل والإنصاف والمساواة وللسلام خاصة لأنه يحمل قيم مقاومته وهزيمته.

وأخيرا.. نُبارك للجمهورية الإسلامية الإيرانية ذلك التفوق والتميز والمعاصرة ونأمل لعالمنا العربي والإسلامي أن يتخذ من إيران نموذجا يدرسه ويستفيد من إنجازاته ونُظمه. ونبارك للرئيس الإيراني المنتخب، أيًا كان، ونتنمى له التوفيق والنجاح وأن يكون كأسلافه مناصرًا للحق والعدل والتحرر.

مقالات مشابهة

  • استشهاد 4 فلسطينيين في قصف إسرائيلي على مخيم جنين
  • تجريم الهوية الفلسطينية في أميركا.. شباب يتحدى سياسة قمع الأفواه
  • “الشارقة للاتصال الحكومي 2024” تعزز مهارات الشباب في “تحدي الجامعات” و”مخيم الذكاء الاصطناعي”
  • إجتماع للقادة الفلسطينيين: ما يُجرى في مخيم عين الحلوة أعمال مجرمة للنيل من حق العودة
  • الديمقراطية تطالب بموقف دولي ووطني فاعل لوقف المجازر بغزة
  • كيف تحولت السجون المصرية إلى محارق للمعتقلين في الصيف؟
  • إعلام فلسطيني: اشتباكات وقصف مدفعي إسرائيلي في مخيم الشابورة ودوار النجمة وسط مدينة رفح الفلسطينية
  • الانتخابات الإيرانية والتنظيم المؤسسي والدستوري
  • محكمة كندية تأذن للشرطة بتفريق مخيم مؤيد للفلسطينيين بجامعة تورنتو
  • محكمة كندية تأمر بإخلاء مخيم مؤيد لغزة في جامعة تورنتو