عربي21:
2024-11-22@12:31:41 GMT

الآكلون بألسنتهم وأقلامهم على موائد الصهاينة!

تاريخ النشر: 26th, September 2024 GMT

الأحداث الكبرى التي تعيشها الأمة ـ رغم قسوتها، وشدتها، والآثار المادية التي تنتج عنها ـ إلا أنها كاشفة كذلك عمن يعيش وفي خاطره وقلبه قضايا أمته، ومن يعيش، وجسده عربي أو مسلم، لكن العقل والقلب مع العدو، سواء كان العدو غربيا، أم صهيونيا، ولو لم تأت الأحداث لانطلى على كثير من الناس، ما كان يطنطن به هؤلاء من حديثهم حول قضايا تتعلق بالعروبة والإسلام، أو بالإنسان وحقوقه.



كثيرا ما يتساءل الناس: لماذا تبدو هذه الظاهرة في لحظات ضعف العالم الإسلامي، وتبدو بشكل فج، في وقت تكون فيه الأمة أحوج ما تكون لكل صوت يدعم قضيتها، فإذ بهم يطعنون المقاومين للعدوان، والرافضين للظلم والظلمة، فنجدهم مع العدو والظلم، وضد الحق وأمتهم، وإن بدوا أمام الناس أنهم منا، يتحدثون بألسنتنا، وألوانهم كألواننا؟!

أليس ما نراه على بعض قنوات، وبرامج، وبعض مقدمي برامج، وبعض كتاب مقالات، وأصحاب أقلام عرب ومسلمون، هو ما تعبر عنه هذه الأحاديث، وتحذر منه، من قوم يأكلون بألسنتهم وأقلامهم على موائد الصهاينة، وعلى موائد المحتل، أو وكلائه في بلداننا، وهو ما نراه من قصف مستمر على كل مقاوم والحقيقة أن هذه الظاهرة حين نراها، فهي تزيدنا إيمانا بقرآننا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم، فقد أخبرنا الوحي بهذه الظاهرة، وأنها ستوجد في الحياة، وهؤلاء الأشخاص الذين يأكلون بألسنتهم وأقلامهم على موائد العدو الداخلي والخارجي، هم مصداق لنبوة محمد صلى الله عليه وسلم، والذي ذكرت بعض أحاديثه الشريفة أوصاف هؤلاء، ونعتهم، وتفاصيل دقيقة لأفعالهم ومنهاجهم، بل شبهتهم تشبيهات غاية في البلاغة والوصف.

ورد في تشبيه الذين يأكلون بألسنتهم وأقلامهم بالباطل على مائدة العدو والظالم، في حديثين مهمين، أما الأول: فقوله صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة حتى يخرج قوم يأكلون بألسنتهم؛ كما تأكل البقر بألسنتها"؛ ويقول العلماء عن سر هذا التشبيه بالبقر في طريقة أكلها: كما أن البقر تأكل الحشيش من كل نوع ولا تميز بين النافع والضار، فكذلك هؤلاء لا يبالون بما يقولون من كلامهم.

وقيل: إن البقرة كما لا تهتدي إلى الكلأ، ولا تتمكن من الاحتشاش إلا بلسانها، فكذلك هؤلاء لا يهتدون إلى المآكل إلا بذلك، لا يميزون بين الحق والباطل، وبين الحلال والحرام، سمَّاعون للكذب أكَّالون للسحت، فوقع ضربُ المثل بالبقر عن هذين المعنيين.

وقد ورد الحديث برواية أخرى، فقال صلى الله عليه وسلم: "إن الله عز وجل يبغض البليغ من الرجال، الذي يتخلل بلسانه، كما تخلل الباقرة بلسانها"، وقال شراح الحديث في معناه أيضا: إن الله تعالى يبغض البليغ، أي: الفصيح، وهو المبالغ في الكلام. وقوله: "الذي يتخلَّل بلسانه"، أي: يأكل بلسانه؛ يعني يدير اللسان حول الأسنان في التكلم تفاصحا، أي يتشدق في الكلام، ويفخم لسانه، ويلفه كما تلف البقرة الكلأ بلسانها، والمراد: يدير لسانه حول أسنانه مبالغة في إظهار بلاغته، ثم يستخدم هذه اللون من التفاصح لنصرة الباطل، أو لتزيينه، وإخفاء الحق عن الناس.

لم يعد غريبا أن تطلق الجماهير العربية الفطنة على إحدى القنوات وصف العبرية، وعلى كتاب وإعلاميين أوصافا تحول أسماءهم من اسم عربي لعبري، لأنهم وصفوه بما ينضح به قلبه، وينطق به لسانه، ولو حاول أن يلحن في القول، أو يدعي الحياد والمهنية، لأن المواقف باتت كاشفة وفاضحة. أما الحديث الآخر، فهو أشد حكما، وأبلغ وصفا، لما نعيشه الآن من أقلام وأصوات، ظاهرهم أنهم منا، قومية ووطنا ولغة، لكن حقيقة الأمر أنهم على غير ذلك، بل هم سهم في كنانة العدو ضد أمتهم وقضاياها، فقد كان حذيفة بن اليمان رضي الله عنه يسأل عن الشر مخافة أن يقع فيه، وحتى يتجنبه إذا بدا له، فظل يسأل هل بعد هذه المرحلة النبوية بخيرها من حال آخر، فأخبر بنعم، ثم سأل عن الفتن المختلفة التي تأتي، فأخبره صلى الله عليه سولم عن شريحة من الناس ستأتي أيضا، تكون من دعاة الشر، سماهم النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: "دعاة إلى أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها" فقال حذيفة: قلت: صفهم لي يا رسول الله؟ قال: "هم ‌من ‌جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا".

فهم ليسوا دعاة لحق، ولا مناصرين له، بل يدعون إلى أبواب جهنم، أي: كل أبواب الشر والفتن، وكل أبواب الخيانة والعمالة الظاهرة والخفية، يزينونها للناس، تارة بالهجوم على أهل الخير، أو دعاته، وتارة بالدفاع عن العدو، ومما يزين ما يفعلون، أنهم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا، فهم ليسوا غرباء عنا، لا غرباء البدن، ولا غرباء اللسان. فهم من أنفسننا وقومنا، فهم في الظاهر مثلنا ومعنا، وفي الباطن مخالفون لنا في أمورهم وشؤونهم.

فقد قال العلماء كذلك في معنى قوله صلى الله عليه وسلم: "‌من ‌جلدتنا"، أي: من أنفسنا وعشيرتنا، وقيل: معناه من أهل ملتنا. ويتكلمون بما قال الله تعالى، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، أي بالمواعظ والحكم. وما في قلوبهم شيء من الخير، يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم. وأراد أنهم في الظاهر مثلنا؛ معنا، وهم في باطن الأمور هم مخالفون لنا، وجلدة الشيء ظاهره، وإنما أراد به القرب، فظن السمرة غالبة عليهم، واللون إنما يظهر في الجلد.

وقد كان الشيخ الغزالي رحمه الله يصف هؤلاء بوصف دقيق، ويطلق عليهم هذا العنوان المعبر: (الإنجليز السُّمْر)، فقد كان المحتل الإنجليزي مختلف البشرة عن أهل بلادنا، لكنه قبل أن يرحل عن بلادنا ترك وكلاء وعملاء له، تختلف بشرتهم عن بشرته، لكن المنهج والهدف والغاية متفقة ومتماهية تماما معه، فهم استعماريو الهوى، سمر البشرة، كي يكون كلامهم مقنعا للبسطاء من أبناء الأمة، فلا بد من قرب البشرة واللسان من الناس، حتى يمرر ما يقولون.

أليس ما نراه على بعض قنوات، وبرامج، وبعض مقدمي برامج، وبعض كتاب مقالات، وأصحاب أقلام عرب ومسلمون، هو ما تعبر عنه هذه الأحاديث، وتحذر منه، من قوم يأكلون بألسنتهم وأقلامهم على موائد الصهاينة، وعلى موائد المحتل، أو وكلائه في بلداننا، وهو ما نراه من قصف مستمر على كل مقاوم، ولذا لم يعد غريبا أن تطلق الجماهير العربية الفطنة على إحدى القنوات وصف العبرية، وعلى كتاب وإعلاميين أوصافا تحول أسماءهم من اسم عربي لعبري، لأنهم وصفوه بما ينضح به قلبه، وينطق به لسانه، ولو حاول أن يلحن في القول، أو يدعي الحياد والمهنية، لأن المواقف باتت كاشفة وفاضحة.

[email protected]

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه عربي احتلال علاقات عرب رأي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد صحافة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة صلى الله علیه وسلم ما نراه

إقرأ أيضاً:

فضل صلاة الجمعة وأهميتها في حياة المسلم

فضل صلاة الجمعة وأهميتها في حياة المسلم،صلاة الجمعة هي شعيرة عظيمة من شعائر الإسلام، وقد خصها الله بمكانة مميزة بين سائر الصلوات. 

يوم الجمعة هو سيد الأيام، وصلاة الجمعة تجمع المسلمين في وقت واحد لتقوية روابط الأخوة الإيمانية، والاستماع إلى خطبة تذكرهم بالله وتحثهم على الخير. 

إنها ليست مجرد صلاة عادية، بل محطة إيمانية أسبوعية تمنح المسلم دفعة من النشاط الروحي والوعي الديني.

فضل صلاة الجمعة وأهميتها في حياة المسلم

صلاة الجمعة هي فريضة على كل مسلم بالغ عاقل مقيم، وهي علامة على الوحدة والتكافل بين المسلمين.

فضل صلاة الجمعة وأهميتها في حياة المسلم

 قال الله تعالى في كتابه العزيز: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ." (الجمعة: 9).

فضل صلاة الجمعة

1. تكفير الذنوب:
من فضل الله ورحمته أن جعل صلاة الجمعة سببًا في مغفرة الذنوب. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر." (رواه مسلم).


2. ساعة الإجابة:
يوم الجمعة يحتوي على ساعة مباركة لا يُرد فيها الدعاء، كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم: "فيها ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله شيئًا إلا أعطاه إياه." (رواه البخاري).


3. تضاعف الأجر:
حضور صلاة الجمعة يمنح المسلم أجرًا مضاعفًا، ويعتبر من أعظم الطاعات. 

قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من غسل يوم الجمعة واغتسل، ثم بكّر وابتكر، ومشى ولم يركب، ودنا من الإمام فاستمع ولم يلغُ، كان له بكل خطوة عمل سنة أجر صيامها وقيامها." (رواه الترمذي).


4. تأكيد على وحدة الأمة:
تجمع المسلمين في صلاة الجمعة يعكس وحدة صفوفهم وتماسكهم، وهو أمر يعزز الأخوة الإيمانية ويقوي الروابط بينهم.

دعاء للآباء في يوم الجمعة آداب صلاة الجمعة

1. الاغتسال والتطيب:
يُستحب للمسلم أن يغتسل ويتطيب قبل التوجه لصلاة الجمعة، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: "غسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم." (رواه البخاري).


2. لبس أحسن الثياب:
من السنة أن يرتدي المسلم أفضل ما لديه من ملابس نظيفة وجميلة، مما يظهر احترامًا لبيت الله وللمناسبة.


3. المشي إلى المسجد:
من المستحب الذهاب إلى المسجد سيرًا على الأقدام بهدوء ووقار، لما في ذلك من أجر عظيم.


4. الإنصات للخطبة:
من آداب صلاة الجمعة الاستماع باهتمام إلى الخطبة دون حديث أو تشويش، فذلك جزء من العبادة.


5. قراءة سورة الكهف:
يُستحب قراءة سورة الكهف يوم الجمعة لما لها من فضل كبير، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين." (رواه الحاكم).

الذكر في يوم الجمعة: غذاء الروح وسكينة القلب دروس مستفادة من صلاة الجمعة

1. تعزيز الروح الجماعية:
صلاة الجمعة تجمع المسلمين وتعلمهم قيم التآخي والمساواة، حيث يقف الجميع سواسية أمام الله.


2. زيادة الوعي الديني:
خطبة الجمعة تذكّر المسلم بتعاليم دينه، وتحثه على الطاعات، وتوجهه نحو القيم السامية في الحياة.


3. تجديد النشاط الإيماني:
يوم الجمعة بمثابة محطة أسبوعية يُراجع فيها المسلم نفسه، ويجدد نشاطه الروحي لمواصلة الحياة بقلب مطمئن.

 

دعاء للأخ في يوم الجمعة المبارك


صلاة الجمعة ليست مجرد فريضة يؤديها المسلم، بل هي شعيرة تحمل في طياتها العديد من الفضائل والدروس. 

إنها يوم تلتقي فيه الأرواح على طاعة الله، ويستعيد المسلم فيه قوته الإيمانية.

 فلنحرص على أداء هذه الصلاة بخشوع واتباع آدابها، ولنغتنم بركات هذا اليوم العظيم بالذكر والدعاء والعمل الصالح.

 

مقالات مشابهة

  • قصة صحابي اهتز لوفاته عرش الرحمن.. بكى عليه النبي حتى ابتلت لحيته
  • حكم أكل البصل يوم الجمعة.. هل نهى النبي عن تناوله؟
  • صيغة الصلاة على النبي صلي الله عليه وسلم يوم الجمعة
  • ممانعو التيار يتجنبون الاعلام
  • كيفية إحسان الصلاة على سيدنا النبي عليه السلام
  • مفتاح الجنة: عبادة بسيطة تقربك من رسول الله صلى الله عليه وسلم
  • حكم تلحين القرآن وتصويره تصويرًا فنيًا
  • ياوطني ماحك جلدك مثل ظفرك الديسمبري الثوري [2]
  • اليونيسف : اسرائيل قتلت أكثر من 200 طفل لبناني في أقل من شهرين
  • فضل صلاة الجمعة وأهميتها في حياة المسلم