شهد لبنان عددا من الغارات الإسرائيلية التي وصلت إلى أكثر من 2000 غارة جوية بتنفيذ من جيش الاحتلال، الذي استهدف مناطق لبنانية خلال اليومين السابقين، وتصاعد التوترات بين إسرائيل وجماعة حزب الله ليس الأول من نوعه بل استمر الصراع عبر الحدود بين الطرفين لعقود طويلة.

الغارات الإسرائيلية على لبنان ليست الأولى

ويعود الصراع بين إسرائيل ولبنان إلى عام 1948؛ إذ دعمت دولة لبنان إلى جانب دول عربية أخرى فلسطين وقت الحرب آنذاك؛ إذ وصل إلى لبنان نحو 100 ألف نازح من فلسطين التي كانت تحت الحكم البريطاني أثناء الحرب، واتفقت لبنان مع إسرائيل على هدنة عام 1949، حسبما أفادت شبكة «رويترز».

وزادت التوترات على الحدود عندما دمّرت غارات إسرائيلية 12 طائرة في مطار بيروت ردًا على هجوم شنته جماعة فلسطينية متمركزة في لبنان على طائرة ركاب إسرائيلية، وانتقلت منظمة التحرير الفلسطينية إلى لبنان بعد طردها من الأردن بعامين.

وفي العام 1972، قتلت قوات إسرائيلية خاصة متخفية 3 من قادة الفصائل الفلسطينية في بيروت؛ ردًا على مقتل رياضيين إسرائيليين في أولمبياد ميونيخ آنذاك. 

مزيد من الغارات الإسرائيلية في سبعينيات القرن الماضي 

وزادت الغارات الإسرائيلية على لبنان، خاصة في الحرب الدائرة بين الفصائل الفلسطينية وجيش الاحتلال الإسرائيلي خلال سبعينيات القرن الماضي، ما أدى إلى فرار لبنانيين للجنوب البلاد، وبالتالي تفاقمت الأوضاع الطائفية في لبنان، وبدأت الحرب الأهلية.

وفي عام 1978 غزت إسرائيل جنوب لبنان وأقامت منطقة احتلال ضيقة في عملية ضد الفصائل الفلسطينية بعد هجوم مسلح بالقرب من تل أبيب وفقًا لما ذكرت «سكاي نيوز بالعربية»

وفي العام عام 1982غزت إسرائيل لبنان حتى بيروت في هجوم خلف إطلاق نار متبادر عبر الحدود، وبعدها تم إجلاء آلاف من المسلحين الفلسطينيين عن طريق البحر بعد حصار مدته 10 أسابيع للعاصمة اللبنانية والذي شمل قصفًا إسرائيليًا لبيروت الغربية.

 

وانسحبت إسرائيل من وسط لبنان في عام 1983 لكنها احتفظت بقوات في الجنوب، وأنشأت منطقة احتلال رسمية في جنوب لبنان بعمق يصل نحو 15 كيلومترًا.

وبينما يهاجم حزب الله القوات الإسرائيلية في الجنوب بشكل منتظم ويطلق الصواريخ على شمال إسرائيل، شنت إسرائيل هجومًا استمر 17 يومًا تحت اسم «عملية عناقيد الغضب» أسفر عن مقتل أكثر من 200 شخص في لبنان، بما في ذلك 102 قتلوا عندما قصفت إسرائيل قاعدة للأمم المتحدة بالقرب من قرية قانا في جنوب لبنان، عام 1996. 

وفي عام عام 2000، انسحبت إسرائيل من جنوب لبنان منهيةً بذلك 22 عامًا من الاحتلال؛ ولكن في يوليو 2006 عبر حزب الله الحدود إلى إسرائيل واحتجز جنديين إسرائيليين وقتل آخرين ما أشعل فتيل حرب استمرت 5 أسابيع تضمنت ضربات إسرائيلية مكثفة على حزب الله. 

جنوب لبنان عام 2023

وفي الثامن من أكتوبر عام 2023 بعد يوم من مهاجمة حركة المقاومة الفلسطينية بلدات في جنوب إسرائيل ما أشعل حرب في غزة، بدأ حزب الله أيضًا تبادل إطلاق النار مع جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وقال حزب الله إنّ الهدف من هجماتها دعم الفلسطينيين الذين يتعرضون للقصف الإسرائيلي؛ لتشن إسرائيل غارات جوية على مناطق حدودية في جنوب لبنان وتستهدف مواقع في وادي البقاع، في حين تشن حزب الله غارات على شمال إسرائيل، ما أدى إلى فرار عشرات الآلاف من منازلهم على جانبي الحدود. 

أحدث الغارات الإسرائيلية على لبنان

وشنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي غارة إسرائيلية على مرتفعات الجولان المحتلة أسفرت عن مقتل 12 شخصًا، بينما اغتالت إسرائيل فؤاد شكر قائد عسكري من جماعة حزب الله بالقرب من بيروت.

وفي أغسطس، رد حزب الله بإطلاق مئات الصواريخ والطائرات بدون طيار على إسرائيل، قائلا إنه استهدف قاعدة شمال تل أبيب.

وتصاعد الصراع في سبتمبر عندما انفجرت آلاف من أجهزة الاتصالات اللاسلكية «البيجرز» التابعة لحزب الله في هجوم إسرائيلي، ما أسفر عن مقتل العشرات وإصابة الآلاف، وبعدها تم تنفيذ غارة إسرائيلية في بيروت أسفرت عن مقتل كبار قادة حزب الله.

وبعد أيام، شنّت إسرائيل أعنف قصف لها منذ بدء الحرب، ما أسفر عن مقتل أكثر من 500 شخص في يوم واحد ودفع عشرات الآلاف إلى الفرار من الجنوب، وفقا للسلطات اللبنانية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: جنب لبنان لبنان الغارات الإسرائيلية إسرائيل الغارات الإسرائیلیة على لبنان جنوب لبنان حزب الله فی جنوب عن مقتل

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تمهّد لمناورة بريّة بالحشود والاستهدافات لعزل الجنوب عن الجبل

مقالات مشابهة البرلمان الجزائري يبحث طلب التحقيق في «تزوير» الاستحقاق الرئاسي

‏7 دقائق مضت

تركيا تجدد استعدادها للوساطة لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا

‏12 دقيقة مضت

«بنك أوف أميركا»: «الفيدرالي» يكسب معركة التضخم

‏16 دقيقة مضت

الحرب الإسرائيلية مستمرة على جبهتي غزة والضفة

‏22 دقيقة مضت

«المركزي التشيكي» يخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس

‏26 دقيقة مضت

الخريف يستعرض في جامعة كولومبيا رحلة التحول في الصناعة والتعدين بالسعودية

‏32 دقيقة مضت

رسمت خريطة الاستهدافات الجوية لقرى جنوب لبنان شبهات حول تمهيد إسرائيلي لسيناريو عملية برية، سواء بغزو واسع أو محدود، أو إنزالات جوية، تعززت بإعلان الجيش الإسرائيلي عن أنه استدعى لواءين احتياطيين من أجل «مهام عملياتية» في الشمال، في حين تبادل الطرفان استهداف القدرات التجسسية، من بينها هدف أعلن الحزب عن استهدافه في تل أبيب للمرة الأولى.

وعلى مدار ثلاثة أيام، شنت الطائرات الإسرائيلية مئات الغارات على أهداف قال الجيش إنها عائدة لـ«حزب الله»، بغرض شل قدراته الصاروخية الهجومية، وضمت في الجنوب مناطق واسعة تبدأ من الحدود الجنوبية، وتصل إلى تخوم مدينة صيدا وإقليم الخروب، وهي أوسع مروحة من القصف الواسع، لم يشهدها لبنان في جميع حروبه من إسرائيل، واستهدفت منازل مدنية ومجاري الأنهار والوديان، وبنك أهداف يقول السكان إن قسماً كبيراً منه لا يعود لـ«حزب الله» ولا مقاتليه، بل يطال بيوت ومنشآت المدنيين.

وأفضت كثافة الغارات الجوية المتزامنة على جميع البلدات والقرى التي يسكنها لبنانيون من الطائفة الشيعية في الجنوب، إلى نزوح كبير، حتى بدت القرى والبلدات شبه خالية، وهو ما رفع تقديرات لدى بيئة الحزب بأن اليوم ما يجري «خطة لإخلاء المنطقة من السكان بما يتيح له المناورة البرية».

وتبدو خريطة القصف ساعية إلى عزل الجنوب عن باقي المناطق اللبنانية، في حال كانت هناك خطة لمناورة برية، سواء أكانت واسعة أو محدودة، أو عبارة عن إنزالات جوية، علماً بأن الغارات استهدفت جميع مجاري الأنهار في الجنوب، وهي «مواقع يُفترض عسكرياً أنها حيوية لإطلاق الصواريخ من الوديان»، حسبما يقول محللون عسكريون.

#عاجل #سهام_الشمال جيش الدفاع يستمر في مهاجمة أهداف إرهابية على أرض لبنان: خلال اليوم تمت مهاجمة حوالي 280 هدفًا، منها المنصات التي نُفذت من خلالها عمليات الإطلاق باتجاه منطقة صفد، ونهاريا والأغوار هذا الصباحطائرات حربية أغارت خلال اليوم على حوالي 280 هدفًا تابعًا لمنظمة حزب… pic.twitter.com/XN5VNE7tmO

— افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) September 25, 2024

وتتعزز تلك التقديرات بعاملين إضافيين: أولهما إعلان الجيش الإسرائيلي في بيان أنه «وفقاً لتقييم الوضع»، استدعي «لواءين احتياطيين من أجل مهام عملياتية على الجبهة الشمالية»، مضيفاً: «سيسمح هذا بمواصلة القتال ضد منظمة (حزب الله) الإرهابية، والدفاع عن دولة إسرائيل، وإيجاد الظروف لتمكين سكان شمال إسرائيل من العودة إلى منازلهم».

أما العامل الثاني، فيتمثل في إعلانه عن إصابة 60 هدفاً تابعاً لدائرة مخابرات الحزب، وقوله في بيان إن «الضربات دمرت أدوات جمع معلومات المخابرات ومراكز القيادة وبنية تحتية إضافية يستخدمها العدو لتقييم وضع المخابرات».

وجاء الإعلان الأخير في سياق إعلانات متبادلة عن استهدافات تطال المنظومات الأمنية للطرفين؛ فقد أعلن «حزب الله» عن إطلاق صاروخ باليستي من نوع «قادر – 1» مستهدفاً مقر قيادة الموساد في ضواحي تل أبيب، قائلاً في بيان إنه «المسؤول عن اغتيال القادة وعن تفجير (البايجرز) وأجهزة اللاسلكي»، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي أنّ الدفاعات الجويّة اعترضت صاروخاً واحداً أُطلِق من لبنان باتجاه تل أبيب.

إسرائيليون يتفقدون الأضرار نتيجة صواريخ «حزب الله» على كيبوتس «ساعر» قرب نهاريا (أ.ف.ب)

ووسّعت الطائرات الحربية الإسرائيلية غاراتها إلى مناطق تُستهدف للمرة الأولى بتاريخ الحروب بين لبنان وإسرائيل، حيث قصفت بلدة المعيصرة في كسروان بجبل لبنان، وهي بلدة تسكنها أغلبية شيعية، وسط محيط مسيحي، كما استهدفت الغارات بلدة جون في ساحل قضاء الشوف الجنوبي، مما أسفر عن سقوط 9 ضحايا و4 مصابين.

ووثقت وزارة الصحة العامة، حتى بعد ظهر الأربعاء، 51 شخصاً في غارات إسرائيلية على مناطق مختلفة في لبنان، قبل الإعلان عن انتشال 10 ضحايا وعشرات الجرحى جراء قصف العنيف الذي استهدف بلدة طير فلساي جنوب لبنان.

وقالت الوزارة في حصيلة أولية إن «غارة العدو الإسرائيلي اليوم على بلدة المعيصرة في كسروان» التي تقع على بُعد نحو 30 كلم شمال بيروت أدت إلى «استشهاد 3 أشخاص وإصابة 9 بجروح». وأعلنت الوزارة في بيان آخر أن «غارة العدو الإسرائيلي اليوم على بلدة جون قضاء الشوف (جنوب بيروت) أدَّت في حصيلة أولية إلى استشهاد 4 أشخاص وإصابة 7 بجروح».

وبقيت هاتان المنطقتان البعيدتان نسبياً عن معاقل «حزب الله» في جنوب البلاد وشرقها، بمنأى من الغارات الإسرائيلية منذ بدء التصعيد بين «حزب الله» وإسرائيل، قبل نحو عام.

وأدّت «غارات متتالية للعدو الإسرائيلي» على منطقة بعلبك – الهرمل (شرق) إلى مقتل 7 أشخاص، كما أسفرت غارات في بلدات في جنوب لبنان عن مقتل 9 أشخاص، بحسب وزارة الصحة.

وفي مدينة النبطية، جنوب لبنان، تعرض مستشفى حكومي لأضرار بسبب غارة إسرائيلية، وفق محافظة النبطية هويدا الترك. وقالت الترك لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن «مستشفى نبيه بري الحكومي، وهو المستشفى الحكومي الوحيد في قضاء النبطية، تعرض لأضرار كبيرة نتيجة غارة في جواره»، فضلاً عن أضرار في مركز الدفاع المدني القريب. وأوضحت أن «بعض الغرف وأجزاء من المستشفى تعرضت لضرر، لكن لم يُصَب أحد بأذى.

الدخان يتصاعد نتيجة غارة جوية استهدفت مدينة الخيام بجنوب لبنان (أ.ف .ب)

وأعلن الجيش الإسرائيلي الأربعاء أنه «شنّ هجمات واسعة في جنوب لبنان وفي منطقة البقاع» الواقعة عند الحدود الشرقية مع سوريا.

وقالت وسائل إعلام لبنانية إن الغارات استهدفت بلدات جبشيت، وحاروف، وزفتا، والبازورية، وكفرتبنيت، والخيام، ودير انطار، وبرج الشمالي، وزبقين، ودورس – بعلبك، والعباسية، وكفرمان، والنبطية الفوقا، وميفدون، وشوكين، والقصيبة، وبير السلاسل، والبيسارية، وصريفا، والعدوسية، وتفاحتا، والنجارية، والبرج الشمالي، وعين بعال، والخرايب، والحوش، والنميرية، وكفرمان، ومعركة، وتبنين، وحاريص، وياطر، وكونين، وقانا، وعرب صاليم، وجرجوع، ومرتفعات الريحان، وسجد، والنبطية، وقبريخا. وأدت إحدى الغارات على منتصف طريق النبطية – الزهراني إلى انقطاع الطريق الدولي إلى النبطية.




Source link

ذات صلة

مقالات مشابهة

  • صحة لبنان: مقتل 31 شخصًا جراء الغارات الإسرائيلية
  • إسرائيل تمهّد لمناورة بريّة بالحشود والاستهدافات لعزل الجنوب عن الجبل
  • الغارات الإسرائيلية تتجدد على جنوب لبنان
  • مقتل 51 شخصاً وإصابة في الغارات الإسرائيلية على لبنان
  • حصيلة اليوم.. مقتل 51 وإصابة 223 في الغارات الإسرائيلية على لبنان
  • ارتفاع حصيلة القتلى مع توسع الغارات الإسرائيلية على لبنان
  • عمق غارات إسرائيل على لبنان يزيد.. وعدد القتلى بارتفاع
  • ارتفاع شهداء الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان إلى 15
  • مقتل أسر لبنانية كاملة بغارات إسرائيل على بعلبك الهرمل