سفير الصين: نقدر جهود الأردن لوقف الحرب على غزة
تاريخ النشر: 26th, September 2024 GMT
سرايا - عبر السفير الصيني في عمان تشن تشوان دونغ، عن تقدير بلاده لجهود الأردن المهمة المستهدفة وقف الحرب على قطاع غزة إضافة لجهود تقديم الإغاثة الإنسانية التي قادها جلالة الملك عبدالله الثاني.
وأضاف السفير مساء الأربعاء في كلمة له خلال حفل الاستقبال بمناسبة الذكرى الـ75 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية أن الجانب الصين سيبذل جهودا مشتركة مع الأردن ودول أخرى لتعزيز التحرك الدولي وإحياء الأفق السياسي لحل الدولتين، وإيجاد حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية.
وحضر حفل الاستقبال وزير الاستثمار مثنى الغرايبة وعدد من المسؤولين وأعضاء السلك الدبلوماسي والضيوف.
ولفت السفير النظر إلى أن الحرب "الإسرائيلية" على قطاع عزة توشك أن تكمل عامها الأول والتي تسببت بأزمة إنسانية غير مسبوقة.
وحول موقف بلاده من الحرب على غزة، قال تشوان دونغ إن الصين دفعت بقوة وقف إطلاق النار والدفاع عن العدالة والضمير وتقديم المساعدات الإنسانية.
ووصف الدبلوماسي الصيني الشرق الأوسط بأنه مهد للحضارة الإنسانية، موضحا أن منطقة الشرق الأوسط تعاني حاليا من نيران الحرب ودمار واسع.
وتتطرق السفير لاحتفال الأردنيين باليوبيل الفضي لتولي جلالة الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستورية، مشيدا بما حققه الأردن من إنجازات مهمة في بناء الدولة.
وشدد تشوان دونغ على أن الصين تشترك مع الأردن في مساعيهما للإصلاح والتحديث، ليبقى البلدان صديقان وشريكان في المسيرة الجديدة.
ولفت إلى أنه منذ تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين الأردن والصين عام 1977، وتحت التوجيهات الاستراتيجية للقيادتين، تطورت العلاقات الثنائية بخطوات سليمة ومطردة. وفي العام الماضي، شهدت الشراكة الاستراتيجية بين البلدين توطيدا وتطورا مستمرين.
وفي حديثه عن الزيارات المشتركة على المستوى الرسمي قال إنه زار الصين كل من رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز ورئيس المجلس القضائي محمد الغزو، بما يدفع بقوة التعاون التشريعي والقضائي بين البلدين.
كما تواصل ائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي مع نظيره الصيني وانغ يي للتنسيق المكثف حول وضع المنطقة.
فيما يخص العلاقات الاقتصادية بين قال تشوان دونغ إنه جرى تشغيل مصنع ملابس جديد تستثمره شركة صينية في العقبة حيث تعاونت شركة صينية مع سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة في تطوير منطقة صناعية جديدة، من المأمول أن تجذب استثمارا بأكثر من مليار دولار.
كما أشار إلى أن شركة صينية بحثت مع الجانب الأردني التعاون في مجال طاقة الهيدروجين الأخضر.
ولفت إلى أن مشروع إعادة تأهيل طريق السلط - العارضة اكتمل بمنحة صينية.
كما أشار إلى أنه ذهب أكثر من 500 أردني إلى الصين للتدريب.
وبين أنه شارك وفد فني صيني في مهرجان جرش، وحظيت الفعاليات الثقافية الصينية لفن الشاي والشعر بإقبال واسع.
ولفت الدبلوماسي الصيني إلى أن السفارة الصينية أصدرت تأشيرة لنحو 10 آلاف شخص، إضافة إلى أن أكثر من 500 طالب صيني يدرس في الأردن.
وفي حديثه عن التقديم الاقتصادي للصين لفت السفير تشوان دونغ إلى حصة بلاده في الاقتصاد العالمي ارتفعت من 1.7% في عام 1978 إلى نحو 17% في عام 2023، وتجاوزت مساهمتها في نمو الاقتصاد العالمي 30% لسنوات عديدة.
إقرأ أيضاً : أونروا: أكثر من 625 ألف طفل بغزة يعانون صدمات نفسيةإقرأ أيضاً : سموتريتش: المعركة يجب أن تنتهي بسحق حزب اللهإقرأ أيضاً : جيش الإحتلال: قصفنا ليلة أمس نحو 75 هدفا لحزب الله
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: إلى أن
إقرأ أيضاً:
هذه مُهمّة السفير الأميركي الجديد
كتب ميشال نصر في" الديار": بخلاف الاتجاه السائد في المنطقة وفقا للمنظور الاميركي، تتعامل واشنطن مع لبنان. فالدولة التي اعتادت اعتماد سفراء لها في بيروت من السياسيين والامنيين المعروفين من قبل الجهات اللبنانية، قلبت الآية هذه المرة، فاختار بولس مسعد، الذي اعد طبخته اللبنانية "عا رواق" شخصية من "خارج العلبة"، فجاءت النتيجة مايكل عيسى، ابن بسوس، سفيرا "للانكل سام" في بيروت.
اختيار طرح اكثر من علامة استفهام لجهة طبيعته وظروفه، التي تعارض الى حد التناقض الاوضاع والاجواء المهيمنة على لبنان والمنطقة، والتي يمكن وضعها في اطار المؤشرات التالية:
- يأتي هذا التعيين في ظل تصاعد التحديات الديبلوماسية والاقتصادية التي تواجه لبنان، حيث تلعب واشنطن دورا رئيسيا في دعم الاستقرار الإقليمي، وسط مشاورات حول مستقبل العلاقات الأميركية – اللبنانية، في ظل التطورات السياسية المتسارعة في المنطقة.
- نغمة التطبيع والسلام بين "اسرائيل" ولبنان، والذي ارتفعت نسبة تردادها على لسان المسؤولين الاميركيين هذه الايام، من مستشار الامن القومي ستيفن ويتكوف، الى مستشار الرئيس ترامب للشؤون العربية والشرق اوسطية، الذي كتب بخط يده "الوثيقة - التعهد" التي وقعها الرئيس دونالد ترامب خلال لقائه الجالية اللبنانية في متشيغين، والذي تحدثت صراحة عن السلام بين البلدين.
- اتجاه المنطقة نحو العسكرة والامن، مع قرع طبول الحرب من "تل ابيب" الى طهران، مرورا بسوريا والعراق وغزة، على وقع تهديدات البيت الابيض ونبرة سيده العالية.
- الضغط الكبير الذي يتعرض له لبنان بعد وقف اطلاق النار، وما انتجه من تغييرات وانقلاب في المشهد السياسي اللبناني الداخلي، ومحاولات تطويق وعزل حزب الله وبيئته، تحت اكثر من عنوان وقرار دولي، واتجاه الكونغرس الاميركي الى اقرار سلسلة قوانين تعزز هذا الاتجاه، مهددة في الوقت نفسه الاستقرار الداخلي.
- الحديث المتكرر عن دعم الجيش اللبناني والقوى الامنية، واهمية دورها خلال الفترة القادمة، وهو ما حتم فرض وجود قائد الجيش جوزاف عون في بعبدا، انطلاقا من اعتبار ان المرحلة عنوانها العسكر.
- التعثر الاقتصادي المستمر، وعدم نجاح الطبقة السياسية في اخراج لبنان من الازمة المالية والاقتصادية التي انفجرت عام ٢٠١٩، وعنوانها الابرز والاساسي اموال المودعين واعادة هيكلة القطاع المصرفي، الذي يدور في الفلك الفرانكفوني، كمدخل اساسي لاية خطة انقاذ وانعاش اقتصادي.
- "النقمة" على السفيرة ليز جونسون، داخل فريق الرئيس ترامب، حيث كثرت الاتهامات الموجهة اليها، على خلفية التقارير التي ترسلها الى الخارجية، ومقاربتها السياسية والامنية للوضع اللبناني، التي لا زالت قائمة على الاسس التي وضعها الرئيس بايدن في التعامل مع لبنان، يضاف لكل ذلك، هفوة اصدارها بيانا باسم السفارة يخالف بروحيته ما كانت أدلت به "اورتاغوس" من بعبدا.
- المنحى الواضح للعهد الترامبي باستخدام الآليات العسكرية لخدمة مشروعه الاقتصادي، وهو ما يطبق حاليا في غزة و"ريفييراتها".
انطلاقا من كل ذلك، قرأت مصادر مواكبة للعلاقات اللبنانية - الاميركية، أن طبيعة نشاط السفير الجديد، الذي خبرته في حقلي المصارف والنفط من جهة، وعدم تمتعه باي خبرة سياسية من جهة ثانية، مؤشر واضح لاولويات الادارة الترامبية لبنانيا، ما يوحي وكأن واشنطن تتعامل مع لبنان على انه انتقل الى مرحلة جديدة.
وتتابع المصادر، بان الهدف الواضح حتى الساعة، وفقا لما يمكن فهمه من اجواء واشنطن، ان الرئيس دونالد ترامب قلب طاولة الاهتمامات في بيروت، واضعا الملف الاقتصادي والمالي اولوية، ما يعني اتجاها واضحا لاعادة هيكلة القطاع المصرفي وفقا للرؤية الاميركية، وتحت اشراف واشنطن المباشر، مع تحويله من النظام الفرنكوفوني الى الانغلوساكسوني، وهنا اهمية موقع حاكم مصرف لبنان.
اما المؤشر الثاني، فهو وضع اليد الاميركية المباشرة على قطاع الغاز الناشئ، وبالتالي اخراج كل التحالفات التي قامت خلال الفترة الماضية، من قطرية وفرنسية وغيرها، ودخول الشركات الاميركية بشكل مباشرعلى الخط، وهو ما بدأ فعلا، حيث باشرت شركة "شيفرون"، العاملة في الحقول "الاسرائيلية"، اجراء دراسات اولية للملف اللبناني.
عليه هل يمكن القول ان اسس السياسة الاميركية، التي قامت على الاعتماد على الجيش قد تغيرت؟ تسارع المصادر الى التأكيد ان رؤية الادارة الجمهورية تختلف كليا على ما يبدو عن الادارة الديموقراطية السابقة، وهي نابعة من قراءة واقعية لوضع المؤسسات الامنية والعسكرية اللبنانية، التي لا يمكن تحميلها اكثر مما تحمل، الا ان ذلك والكلام للمصادر، لا يعني وقف الدعم للجيش، انما اعادة جدولة للاولويات التي على اساسها تحدد كيفية وحدود التعامل مع القوى المسلحة في الفترة القادمة، ذلك ان الاستقرار في لبنان هو قرار خارجي اكثر منه قوة تفرض في الداخل.
وتابعت المصادر، بان الايجابي في الامر، هو اعتبار واشنطن ان الملف اللبناني شارف على نهايته امنيا وعسكريا، وهو ما دفعها الى الانتقال لمرحلة جديدة بعنوان جديد هو الاقتصاد، بدأ شق طريقه عبر تعيين السفير الجديد.
بعد كل ما تقدم، هل ان ثمة مشروعا ما يحضر للبنان، على غرار "ريفييرا غزة"، تحديدا نفطيا وغازيا؟ ام هي دخول بيروت عمليا في مدار النظام المصرفي الاميركي، من خلال اشراف السفير المباشر على اعادة هيكلة المصارف؟