لبنان ٢٤:
2025-01-31@00:06:31 GMT

كيف يتحرّك حزب الله تحت الحرب؟ تفاصيل ميدانية!

تاريخ النشر: 26th, September 2024 GMT

كيف يتحرّك حزب الله تحت الحرب؟ تفاصيل ميدانية!

تصعيد الحرب الإسرائيلية على لبنان وتحويلها إلى أيام أو أشهر قتاليّة، يرتبط بمدى فحوى الاتصالات الدوليّة الهادفة لوقف إطلاق النار، بينما المشكلة الأكبر ترتبطُ بما يواجهه "حزب الله" من ضغوط داخلية تدفع لثنيه عن استمرار حربه وإن كانت المكاسب التي حققها غير ظاهرة أو واضحة حتى الآن.   إنطلاقاً مما قيل عن "الحزب"، فإن ما يجري ميدانياً يكشف عن الطريقة التي يتمّ العمل بها مع أحداث جنوب لبنان والبقاع والمناطق الأخرى، حيث يأتي القصف عشوائياً من دون أدنى ضوابط.

. فما الذي يفعله "حزب الله" خلال هذه المرحلة؟ ما هي القراءة الميدانية الحالية للأحداث؟ وما هي خطوة "حزب الله" التالية بعد كل ما يجري؟
ما يحدث حالياً هو أن "حزب الله" تحرّر بشكلٍ كبير اعتباراً من يوم الإثنين الماضي، وذلك حينما بدأت إسرائيل بتوسيع هجماتها ضد لبنان.
منذ ذلك اليوم، باتت "السقوف" التي وضعها "حزب الله" من الماضي، والدليل الأكبر على ذلك هو استهدافه لتل أبيب بالإضافة إلى إتمام ضربات نوعية أصابت الكيان الإسرائيليّ برعبٍ كبير.
ضمنياً، فإن كل ما يجري يُعتبر لصالح الحزب، فالأخير وجد نفسه "محشوراً" بالنمط القديم المرتبط بوضع الحرب إلا أنه تحرّر الآن تماماً من كل الأمور التي كان يربطها بنفسه.
إزاء كل ذلك، فإن الخطة التي يسير عليها "حزب الله" ترتبط بتحفيز بيئته الداخلية، تنفيذ خطوط النار والخطط المرتبطة بالهجمات المتقدمة، إدخال الصواريخ الجديدة إلى الميدان مثلما حصل مؤخراً عبر قذائف "فادي" و "قادر".
وحالياً، فإن ميدان الجنوب بات شبه فارغٍ من سكانه، لكن ما تبين هو أن جل النازحين كانوا من النساء والكبار في السن وليس من الشباب الذين بقوا ضمن الجنوب حتى الآن. هنا، تقول المعلومات إن "الشبان الذين لم يتركوا مناطقهم هم يعملون ضمن كادر الحزب، فوظيفتهم أمنية بينما أدوارهم تختلف بحسب التوجيهات".
إحدى النازحات الجنوبيات تقول لـ"لبنان24" إنّها "تركت منزلها في بلدة أنصارية جنوب لبنان، وذلك كي تتيح الفرصة لعناصر الحزب بالتحرك بشكل مستقل ومن دون أي عراقيل"، وأضافت: "واجبنا أن نؤمن ساحة القتال للعناصر كي ننتصر في النهاية وحتماً سننتصر".
أمام كل هذا، يأتي السؤال الأهم: ماذا بعد؟ وماذا سيفعل حزب الله في المرحلة التالية؟ في الوقت الراهن، تبرز المحادثات لوقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل لكن المساعي لم تُثمر خيراً حتى الآن. ضمنياً، فإن ما يجري هو أن "الحزب" وإسرائيل يلعبان في الوقت الضائع، وهو ما يعني خطورة كبيرة تساهم في امتداد الحرب أو توسعها.
من مصلحة "الحزب" أيضاً أن تستمر الحرب على حالها والسبب هو أن القدرة على تحريك العناصر باتت استنثائية أكثر فأكثر، ما يساهم في إحباط حرب التجسس التي تطال "حزب الله". ضمنياً، إن تم النظر نوعاً ما إلى هذا الأمر، فإن ما ستتم ملاحظته هو أن الحماية الأمنية مطلوبة ضمن الحزب إن بقيت الأمور على حالها، لكن أي تصعيد قد يحصل قد يدفع من بقي في سكان حنوب لبنان لدخول الملاجئ.
إنطلاقاً مما تم ذكره، يمكن استنتاج ماذا سيفعله "حزب الله" لاحقاً، وتتصل الخطوة الأولى بفرض شروطه ضمن أي تفاوض كي يكسب ما يطالب به، وإلا فإن أي سيناريو يعاكس هذا الأمر يعتبر "مقتلاً" للحزب.
أما الخطوة الثانية فتتصل بأن يقوم "حزب الله" بإعادة استنهاض واقعه الأمني وتقييم أدوار أنفاقه الحرب، ما يشير إلى أن الحزب بات أمام مرحلة نقدٍ وتأهيل وتصحيح، ما يشير إلى أيام كثيرة قد تكشف المئات عن "حزب الله".
في خلاصة القول، ما يجب انتظاره بشكل أساسي هو نتائج محادثات وقف النار.. فهل ستنجح حقاً أم أن الأمور ستتمدد قريباً؟ هنا، وكما يقول أحد المقربين من "حزب الله": "كل شيء وارد".
 ش المصدر: خاص- "لبنان ٢٤"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله ما یجری

إقرأ أيضاً:

نعيم قاسم أعلنها.. حقائق عن مصير حزب الله

"سجلوا.. هذا نصر".. 3 عباراتٍ قالها وكررها أمين عام "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم في خطابٍ مسجل له، أمس الإثنين، تعليقاً على تطوّرات عودة سكان جنوب لبنان إلى بلداتهم وقراهم الحدودية رغم وجود جيش العدو الإسرائيليّ فيها.

كلام كثير قاله قاسم تحت عنوان "المصارحة"، متوجهاً إلى "جمهور المقاومة"، بينما الرسائل التي جاءت ضمن كلامهِ لا يمكن إلا أن تكون ترجمةً لواقع واضح يعيشه "حزب الله" حقاً بعد الخسائر العسكرية التي مُني بها إبان حربه الأخيرة ضد إسرائيل.

بشكلٍ أو بآخر، كان قاسم قد اعترف بأنّ قوة الحزب الماضية "لم تعد كما هي"، لكنه لم يقل ذلك بشكلٍ واضح وإنما عبر 6 أمور مختلفة وهي كما ذكرها حرفياً:

- بسبب الإمكانات التي راكمناها كمقاومة، مثل صواريخ وطائرات مسيرة والمناورات التي أبرزت قوتنا الاستثنائية، ظن الكثيرون أننا سنهزم إسرائيل عسكرياً بالضربة القاضية إذا حصلت معركة بيننا وبينها واعتبروا أن هذه القوة كافية لهزيمة إسرائيل عسكرياً، وهذا كان موجوداً في العقل الباطني.

- قدرة الردع التي حققناها خلال 17 سنة، حيث لم يستطع الإسرائيلي أن يقوم بأي إجراء بسبب خوفه من ردة الفعل، جعل ذلك الناس يعتبرون أن قوتنا العسكرية بمستوى الردع الكبير والحقيقي.

- التحرير سنة 2000 وانتصارنا في حرب تموز سنة 2006، بالإضافة إلى انتصارنا على داعش والتكفيريين سنة 2017، أعطت انطباعاً بأننا دائماً منتصرون عسكرياً، بسبب التفوق الموجود لدينا.

- جمهورنا لم يتوقع أن نخسر هذا العدد الكبير من القيادات وعلى رأسهم سيد شهداء المقاومة في فترة زمنية قصيرة وبانتشار كبير، لم يتوقعوا أن يحصل هذا وحتى نحن لم نتوقع.

- الانكشاف المعلوماتي وسيطرة العدو على الاتصالات والذكاء الاصطناعي وسلاح الجو الذي غطى لبنان بكامله كانت من العوامل المؤثرة في الضربات التي وجهت للمقاومة. هذه ثغرة كبيرة جداً، ونحن نجري الآن تحقيقاً لأخذ الدروس والعبر واتخاذ الإجراءات اللازمة.

- المقاومة لا يمكن أن تكون أقوى عسكرياً، ولا يمكن الاعتماد على غلبتها كغلبة عسكرية.. المقاومة غلبتها على إسرائيل بإيمانها، بشبابها، بنسائها، بأطفالها.

ما إن يقرأ أو يسمع أي شخصٍ هذا الكلام، سيجدُ أن قاسم قد اعترف بأمرٍ واحد وهو أنّ "حزب الله لم ينتصر في حربه الأخيرة من الناحية العسكرية"، وهو ما يعتبرُ إقراراً واضحاً بهذا الأمر، وتثبيتاً لما قيل عن أن الحزب قد تلقى انتكاسات عسكرية فعلياً بعد قوة سابقة.

القراءة الحرفية أيضاً لكلام قاسم تكشف أن الأخير اعترف بأنّ هناك "أفكاراً غير واقعية وليست حقيقية" عن "حزب الله" زُرعت في عقول الناس الباطنية لاسيما أنه كان يتم تصوير "حزب الله" على أنه قوة خيالية وكبيرة، لكن الحقيقة هي عكس ذلك. هنا، أراد قاسم القول إن الواقع الجديد والحقيقي هو التالي: الحزب لا ينتصر دائماً - الحزب لا يمكن أن يهزم إسرائيل من الضربة القاضية كما كان يقول - الحزب انكشف معلوماتياً أمام إسرائيل وأصيب بثغرة خطيرة.

هل ما قاله قاسم منطقي؟

تقول مصادر معنية بالشأن العسكري لـ"لبنان24" إنه في حال "تمّ النظر بميزان المنطق تجاه ما قاله قاسم، فإن ما يمكن استنتاجه هو أنّ الأخير كان صريحاً وواقعياً، وبالتالي اعترف بوضعية "حزب الله" الحالية عسكرياً وبدأ يحاول "نزع الأوهام" التي سيقت عن الحزب طوال السنين الماضية.

وأضافت: "هنا، فإن كلام قاسم قد لا يعني أن الحزب لم يكن قوياً في السابق، فمن يراجع القوة العسكرية والترسانة التي كان يمتلكها، سيعي هذا الأمر. أما الآن وبعد الحرب الأخيرة، فإن الحزب خسر الكثير من المقدرات، وبالتالي تضاءلت القوة التي كان يتميز بها وهذا ما يكشفه كلام قاسم بشكل واضح".

وتابعت: "عملياً، لا يستطيع قاسم القول إن حزب الله انهزم أو خسِر، لأن البيئة الشعبية لن تقبل بهذا الأمر، ولن يقبل بإحباط معنوياتها خصوصاً أن الحرب لم تنتهِ. في الوقت نفسه، كان قاسم مجبرا على الإقرار بالواقع وإن كان بطريقة لا تُزعج جمهور "حزب الله" وتحافظ على معنوياته تمهيداً لمرحلة جديدة قد يحاول فيها الحزب ترميم قدراته العسكرية".

لهذا السبب، فإن خطاب قاسم كان اعترافاً بـ"حقائق دامغة" سبق وإن تحدث عنها البعض، في حين أن قوله عن أن المقاومة استعادت عافيتها لم يكن مقصوداً به "القدرة العسكرية"، لأن كل ما قيل سابقاً يتنافى مع ذلك، بحسب المصادر.

في المقابل، تعتبر المصادر أن "تعافي المقاومة، كما يقول قاسم، يرتبط حالياً بإكمال التشكيلات القيادية والحفاظ على قدرات المواجهة في جنوب لبنان خلال المعارك مع الجيش الإسرائيلي"، وتابعت: "هنا، فإن هذين الأمرين سيراهما قاسم إنجازاً كبيراً لحزب الله وسط الخسائر التي مر بها، وتحديداً بعد أيام من الزلزلة التي شهدها الحزب، كما قال، وتحديداً بعد اغتيال أمينه العام السابق الشهيد السيد حسن نصرالله".

من هذا المنطلق، وفق المصادر، "تحدث قاسم عن النصر عبر القول إن الحزب صمد قيادياً وميدانياً رغم انهيار الصورة القوية التي تميز بها الحزبُ عسكرياً"، وتابعت: "إن أردنا الحديث فعلياً عما حصل، فإنَّ بقاء حزب الله واندفاع إسرائيل نحو اتفاق وقف إطلاق النار يُعطي إشارة إلى وجود صمود للحزب وبالتالي عدم انتهائه. لو حصل عكس ذلك، لكانت إسرائيل تمكنت من إكمال الحرب ولكانت وجدت أن الساحة متاحة لها، لكن هناك شيئاً ما أوقفها ميدانياً وكان سيساهم بتكبيدها خسائر إضافية".

وأكملت: "في المقابل، فإن وجود إسرائيل لـ60 يوماً في جنوب لبنان بعد بدء الهُدنة يوم 27 تشرين الثاني 2024، كان الاختبار للحزب وقوته، ولمعرفة ما إذا كان حقاً سيتمكن من فتح جبهة عسكرية جديدة، لكن هذا الأمر لم يحصل. في المقابل، فإن ما ظهر هو أن القاعدة الشعبية للحزب هي التي تحركت للذهاب إلى الجنوب بحشود كبيرة، وبالتالي تصدرها مشهد المواجهة المباشرة إلى جانب الجيش ".

وتضيف المصادر بالقول: "هنا، فإن إسرائيل ستجد نفسها أمام حراك شعبيّ قد لا يقترن حالياً بتحرك ميداني للحزب، لكن هذا الأمر قد يحصل لاحقاً وبالتالي إبقاء سيناريوهات المواجهة مفتوحة داخل مناطق التوتر في القرى الحدودية ريثما يتم الانسحاب النهائي بضغط دولي".

وتختم: "هنا، سيكون الانسحاب قد تحقق، وسيكون الحزب قد ذهب باتجاه إبراز المعادلة التي يتمسك بها وهي جيش - شعب ومقاومة بشكل مباشر، وذلك من خلال إشراك الشعب بالمواجهة، وقوف الجيش بجانب الشعب على خط النار، وتحرك الحزب الآتي والمتوقع في أي لحظة عسكرياً وميدانياً بطرق مختلفة من دون قصف الداخل الإسرائيلي بل وحصر المواجهة داخل الجنوب حصراً". المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • فيديو الجيش في منشأة الحزب.. رسالة إلى الخارج
  • أزمة سيولة تُجمِّد تعويضات المتضررين من الحرب
  • حزب الأمة القومي يجيز “مشروع الخلاص الوطني” لإنهاء الحرب
  • ركام الحرب معضلة تربك لبنان
  • أسباب إرجاء الانسحاب الإسرائيلي ميدانيا واستراتيجيا
  • جيش الاحتلال يكشف تفاصيل استهداف شاحنة ومركبة تابعة لحزب الله
  • إعلام الاحتلال: حزب الله لم يُهزم ويستعيد نشاطه
  • الصايغ: مواجهة إسرائيل لا تكون في بيروت وجبل لبنان
  • حزب الله يستعيد مشهدية الانتصار
  • نعيم قاسم أعلنها.. حقائق عن مصير حزب الله