يشهد لبنان أعنف الغارات الإسرائيلية التي خلّفت خسائر بشرية هائلة إضافة إلى خسائر مادية مرشحة للارتفاع في ظل تواصل الغارات الإسرائيلية على لبنان.
 وفي تصريح سابق أعلن رئيس مجلس الجنوب المهندس هاشم حيدر ان حجم الأضرار بلغ في الجنوب 3000 وحدة سكنية مهدمة بشكل كامل وجزئي، 12000 وحدة سكنية تعرضت لأضرار جسيمة، 20000 وحدة أضرار طفيفة، وطبعا هذا الرقم مرشح للارتفاع مع اتساع رقعة الضربات الإسرائيلية نحو البقاع والضاحية الجنوبية لبيروت.


 
وإضافة إلى تهدم أو تضرر الأبنية السكنية جراء الحرب الدائرة من المعلوم ان خطر المباني المهددة بالسقوط في لبنان لا يقل عددها عن 16 ألف مبنى هي غير صالحة للسكن وتحتاج إلى إعادة تأهيل، فماذا عن الأبنية المُجاورة لتلك التي تعرّضت للقصف خاصة في الجنوب وفي حي الجاموس في الضاحية الجنوبية الذي تعرّض لضربة يوم الجمعة الماضي استهدفت شقة في مبنى سكني بصاروخين ما أدى إلى انهيار مبنيين ووقوع دمار هائل في الشارع، فهل الأبنية المُحيطة لا تزال آمنة؟
 
في هذا الإطار، تقول رئيسة الهيئة اللبنانية للعقارات المحامية أنديرا الزهيري عبر "لبنان 24" ان "ثقافة صيانة الأبنية وحمايتها مفقودة في العقلية اللبنانية فكيف إذا كانت المنطقة ككل معرّضة للنزاعات والحروب ولعدوان غاشم يتجاهل القوانين الدولية والمعايير الأخلاقية"؟
 
وفي ما يتعلّق بالأبنية المُتضررة في الضاحة الجنوبية، أشارت الزهيري إلى انه "بعد حرب تموز 2006 أعيد بناء الضاحية الجنوبية وفقا لأبنية من المُفترض ان تكون حديثة ولكن للأسف تطور التكنولوجيا ونوعية استخدام الأسلحة والقنابل "الفراغية" التي تؤدي إلى انهيار وتضرر الأبنية قبل ان تصطدم بها تجعل أي مبنى مهما كان مبنيا طبقا لمعايير السلامة العامة وبأساسات وأعمدة متينة ضعيفا ولا يمكنه الصمود أمام هذه القذائف الذكية".
 
وتتابع ان "الأبنية في الضاحية الجنوبية لا تقل عن الـ 10 طوابق وهي متلاصقة ومُكتظة وتضم تجمعات تضم آلاف العائلات بالإضافة إلى تجمعات تربوية ومستشفيات ومقار رسمية وبالتالي فان تضرر أي بناء سيؤثر أيضا على محيطه".
 
ولفتت إلى ان "الأبنية التي لم تتضرر بشكل مباشر من القذائف قد تكون تعرّضت لتشققات أو تصدعات وبالتالي قد تشكّل خطرا على المارة وعلى قاصدي هذه الأبنية فقد تقع شرفة أو أحد الأسقف ولذلك يجب الحرص على القيام بمسح جدي وتكليف مختصين وضبط الوضع سيما ان هناك مناطق تضم أبنية قديمة تتأثر بجدار الصوت فكيف بالقصف والقنابل "الخطيرة" التي تستخدمها إسرائيل؟".  
 
وتؤكد الزهيري ان "وضع عدد كبير من الأبنية غير سليم وسيظهر وجود أبنية بتراخيص غير قانونية ولديها مخالفات عديدة سيتطرق إليها المهندسون في حال لم تتضرر جراء القذائف ستضرر أساساتها من قوة الوهج أو الهزات التي يُحدثها القصف".
 
وأكدت ان "هناك عشرات الآلاف من الأبنية المُهددة بالسقوط"، وقالت: "نحن حذرنا من هذا الأمر قبل وقوع انفجار مرفأ بيروت وقبل الهزات الأخيرة التي تعرّض لها لبنان والآن يُضاف إلى القائمة الحرب الإسرائيلية الضروس على الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية".
 
وتحذر الزهيري من ان "الخطر على السلامة العامة جراء هذا الأمر أصبح مُحدقا"، مشيرة إلى ان "الخطورة أيضا تكمن في ان النزوح الداخلي للمواطنين هربا من المناطق غير الآمنة والخطرة بسبب العدوان واللجوء الى مناطق أخرى من المُفترض ان تكون آمنة، كما ان تواجد النازحين السوريين الذين لجأوا الى مناطق ذات اكتظاظ سكاني وذات أبنية متلاصقة، كل ذلك حوّل هذه الأبنية إلى "قنابل موقوتة" تزداد خطورتها لعدم اجراء اي ترميم او تدعيم  أو حتى مُعاينة العقار من قبل مهندسين وخبراء بشكل مدروس".
 
ودعت المواطنين إلى مراقبة وضع أبنيتهم وخصوصا التصدعات والتشققات وتجنب التواجد تحت الأسقف المهترئة والناتئة بسبب انتفاخ الورقة الاسمنتية وفتح الشبابيك لتخفيف الضغط من تأثير خرق جدار الصوت. كما دعت إلى إنشاء ممرات للطوارئ والإجلاء والإخلاء لتسهيل عمل الدفاع المدني وفرق الإسعاف بحال تضرر الأبنية أو في حال اندلاع حريق، مشيرة إلى انه "للأسف التنظيم المدني لم يلحظ هذا الأمر والناس تتجمع في مكان الحادث ما يؤدي إلى تعريض أنفسهم للخطر بدل التفتيش عن مكان آمن".
 
إذا مع تدهور الوضع في لبنان وبانتظار الساعات المُقبلة وما ستؤول إليه التطورات الميدانية على اللبنانيين التحلي بالوعي في هذا الظرف الدقيق والمصيري الذي يمر به البلد.




المصدر: لبنان 24

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الأبنیة الم من الم إلى ان

إقرأ أيضاً:

واشنطن تعلن قصف أهداف لتنظيم الدولة في الصومال

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الولايات المتحدة شنت اليوم السبت "ضربات جوية" على عدد كبير من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في الصومال.

وقال ترامب عبر منصته "تروث سوشال" إن هذه الضربات استهدفت قياديا في التنظيم الجهادي، إضافة إلى "إرهابيين آخرين جندهم وقادهم في الصومال"، موضحا أنها أسفرت عن "تدمير كهوفا كان هؤلاء يعيشون فيها وعن مقتل عدد كبير من الإرهابيين من دون المساس بالمدنيين".

ولم يذكر ترامب اسم القيادي المستهدف أو يؤكد مقتله، لكن وزير الدفاع بيت هيغسيث قال إنه "بحسب تقييمنا الأولي، قُتل عدد من العناصر" في الضربات التي استهدفت جبال غوليس في شمال الصومال.

وأضاف الوزير أن هذا الإجراء من شأنه أن يقلل بشكل أكبر من قدرة تنظيم الدولة الإسلامية على التخطيط وتنفيذ الهجمات التي تهدد المواطنين الأميركيين.

في المقابل، نقلت رويترز عن مسؤول في مكتب الرئيس الصومالي تأكيده وقوع الضربات وقال إن الحكومة الصومالية ترحب بهذه الخطوة.

وأضاف المسؤول -الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته- أن "الصومال لا يمكن أن يكون ملاذا آمنا للإرهابيين"، مشيرا إلى أن تأثير الضربات ما زال قيد التقييم.

وحظور تنظيم الدولة محدود نسبيا في الصومال مقارنة بحركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة، لكن الأمم المتحدة حذرت هذا العام من تزايد نشاط مجموعات تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في البلاد.

إعلان

وأبرز وجوه التنظيم في الصومال هو عبد القادر مؤمن. وأكد توري هامينغ من المركز الدولي لدراسة التطرف في مطلع يناير/كانون الثاني أن مؤمن "هو الشخص الأكثر أهمية والأكثر قوة. وهو الذي يسيطر على الشبكة الدولية لتنظيم الدولة الإسلامية".

مقالات مشابهة

  • روسيا: ما قامت به أوكرانيا من استهداف مدرسة داخلية يعتبر جريمة حرب
  • الأبراج التي لا تناسبها حياة العزوبية
  • واشنطن تعلن قصف أهداف لتنظيم الدولة في الصومال
  • هذا جديد ملف دولارات اللبنانيين في المصارف
  • الرئيس اللبناني يشدد على ضرورة إعادة الأسرى اللبنانيين الذين اعتقلتهم إسرائيل خلال الحرب
  • الصحة اللبنانية: مقتل اثنين بالغارة الإسرائيلية الأخيرة على البقاع
  • نهرا ترأس اجتماعًا لحل أزمة الأبنية المتصدعة في طرابلس وتأمين مساكن بديلة
  • بيان من إسرائيل بشأن الضربات في شرق لبنان
  • بين القنابل والكتب.. آثار الحرب على الطلاب اللبنانيين
  • عاجل. الجبهة الداخلية الإسرائيلية: صفارات الإنذار تدوي في الغجر والمطلة على الحدود مع لبنان