لبنان ٢٤:
2025-03-04@12:24:09 GMT
مع اشتداد الضربات الإسرائيلية غير المسبوقة.. قنابل داخلية موقوتة تُهدد حياة اللبنانيين
تاريخ النشر: 26th, September 2024 GMT
يشهد لبنان أعنف الغارات الإسرائيلية التي خلّفت خسائر بشرية هائلة إضافة إلى خسائر مادية مرشحة للارتفاع في ظل تواصل الغارات الإسرائيلية على لبنان.
وفي تصريح سابق أعلن رئيس مجلس الجنوب المهندس هاشم حيدر ان حجم الأضرار بلغ في الجنوب 3000 وحدة سكنية مهدمة بشكل كامل وجزئي، 12000 وحدة سكنية تعرضت لأضرار جسيمة، 20000 وحدة أضرار طفيفة، وطبعا هذا الرقم مرشح للارتفاع مع اتساع رقعة الضربات الإسرائيلية نحو البقاع والضاحية الجنوبية لبيروت.
وإضافة إلى تهدم أو تضرر الأبنية السكنية جراء الحرب الدائرة من المعلوم ان خطر المباني المهددة بالسقوط في لبنان لا يقل عددها عن 16 ألف مبنى هي غير صالحة للسكن وتحتاج إلى إعادة تأهيل، فماذا عن الأبنية المُجاورة لتلك التي تعرّضت للقصف خاصة في الجنوب وفي حي الجاموس في الضاحية الجنوبية الذي تعرّض لضربة يوم الجمعة الماضي استهدفت شقة في مبنى سكني بصاروخين ما أدى إلى انهيار مبنيين ووقوع دمار هائل في الشارع، فهل الأبنية المُحيطة لا تزال آمنة؟
في هذا الإطار، تقول رئيسة الهيئة اللبنانية للعقارات المحامية أنديرا الزهيري عبر "لبنان 24" ان "ثقافة صيانة الأبنية وحمايتها مفقودة في العقلية اللبنانية فكيف إذا كانت المنطقة ككل معرّضة للنزاعات والحروب ولعدوان غاشم يتجاهل القوانين الدولية والمعايير الأخلاقية"؟
وفي ما يتعلّق بالأبنية المُتضررة في الضاحة الجنوبية، أشارت الزهيري إلى انه "بعد حرب تموز 2006 أعيد بناء الضاحية الجنوبية وفقا لأبنية من المُفترض ان تكون حديثة ولكن للأسف تطور التكنولوجيا ونوعية استخدام الأسلحة والقنابل "الفراغية" التي تؤدي إلى انهيار وتضرر الأبنية قبل ان تصطدم بها تجعل أي مبنى مهما كان مبنيا طبقا لمعايير السلامة العامة وبأساسات وأعمدة متينة ضعيفا ولا يمكنه الصمود أمام هذه القذائف الذكية".
وتتابع ان "الأبنية في الضاحية الجنوبية لا تقل عن الـ 10 طوابق وهي متلاصقة ومُكتظة وتضم تجمعات تضم آلاف العائلات بالإضافة إلى تجمعات تربوية ومستشفيات ومقار رسمية وبالتالي فان تضرر أي بناء سيؤثر أيضا على محيطه".
ولفتت إلى ان "الأبنية التي لم تتضرر بشكل مباشر من القذائف قد تكون تعرّضت لتشققات أو تصدعات وبالتالي قد تشكّل خطرا على المارة وعلى قاصدي هذه الأبنية فقد تقع شرفة أو أحد الأسقف ولذلك يجب الحرص على القيام بمسح جدي وتكليف مختصين وضبط الوضع سيما ان هناك مناطق تضم أبنية قديمة تتأثر بجدار الصوت فكيف بالقصف والقنابل "الخطيرة" التي تستخدمها إسرائيل؟".
وتؤكد الزهيري ان "وضع عدد كبير من الأبنية غير سليم وسيظهر وجود أبنية بتراخيص غير قانونية ولديها مخالفات عديدة سيتطرق إليها المهندسون في حال لم تتضرر جراء القذائف ستضرر أساساتها من قوة الوهج أو الهزات التي يُحدثها القصف".
وأكدت ان "هناك عشرات الآلاف من الأبنية المُهددة بالسقوط"، وقالت: "نحن حذرنا من هذا الأمر قبل وقوع انفجار مرفأ بيروت وقبل الهزات الأخيرة التي تعرّض لها لبنان والآن يُضاف إلى القائمة الحرب الإسرائيلية الضروس على الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية".
وتحذر الزهيري من ان "الخطر على السلامة العامة جراء هذا الأمر أصبح مُحدقا"، مشيرة إلى ان "الخطورة أيضا تكمن في ان النزوح الداخلي للمواطنين هربا من المناطق غير الآمنة والخطرة بسبب العدوان واللجوء الى مناطق أخرى من المُفترض ان تكون آمنة، كما ان تواجد النازحين السوريين الذين لجأوا الى مناطق ذات اكتظاظ سكاني وذات أبنية متلاصقة، كل ذلك حوّل هذه الأبنية إلى "قنابل موقوتة" تزداد خطورتها لعدم اجراء اي ترميم او تدعيم أو حتى مُعاينة العقار من قبل مهندسين وخبراء بشكل مدروس".
ودعت المواطنين إلى مراقبة وضع أبنيتهم وخصوصا التصدعات والتشققات وتجنب التواجد تحت الأسقف المهترئة والناتئة بسبب انتفاخ الورقة الاسمنتية وفتح الشبابيك لتخفيف الضغط من تأثير خرق جدار الصوت. كما دعت إلى إنشاء ممرات للطوارئ والإجلاء والإخلاء لتسهيل عمل الدفاع المدني وفرق الإسعاف بحال تضرر الأبنية أو في حال اندلاع حريق، مشيرة إلى انه "للأسف التنظيم المدني لم يلحظ هذا الأمر والناس تتجمع في مكان الحادث ما يؤدي إلى تعريض أنفسهم للخطر بدل التفتيش عن مكان آمن".
إذا مع تدهور الوضع في لبنان وبانتظار الساعات المُقبلة وما ستؤول إليه التطورات الميدانية على اللبنانيين التحلي بالوعي في هذا الظرف الدقيق والمصيري الذي يمر به البلد.
المصدر: لبنان 24
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الأبنیة الم من الم إلى ان
إقرأ أيضاً:
ماذا بعد المشادة غير المسبوقة في المكتب البيضاوي؟
ما تناقله الاعلام عن حديث دار بين الرئيس دونالد ترامب ونائبه جي دي فانس وبين الرئيس الاوكراني فلاديمير زيلينسكي في المكتب البيضاوي في البيت الأبيض لم يكن مفاجئًا كثيرًا لسياسيي العالم، سواء أولئك الذين يؤيدون السياسة الأميركية الجديدة المتبعة حاليًا، أو الذين لا تتوافق نظرتهم مع "النظرة الترامبية" لطريقة إدارة الأزمات العابرة للكرة الأرضية بطولها وعرضها، ومن بينها على سبيل المثال لا الحصر الحرب الروسية – الأوكرانية، والحروب المتنقلة في الشرق الأوسط، وأهمها الحرب التي تشنّها إسرائيل في كل الاتجاهات في كل من قطاع غزة، واستمرار احتلالها لمواقع استراتيجية في جنوب لبنان، وتمدّد سيطرتها على أجزاء واسعة من الجنوب السوري، مع ما يرافق ذلك من قلق متزايد عن مصير فلسطينيي القطاع، ولاحقًا مصير الفلسطينيين في الضفة الغربية بعد الاقتراحات غير المطمئنة عن هذا المصير للرئيس الأميركي عبر عملية "ترانسفير" من القطاع إلى صحراء سيناء، ومن الضفة الغربية إلى الأردن، مع إصرار تل أبيب على إبقاء احتلالها للمواقع الجنوبية اللبنانية بغطاء أميركي، وبالتزامن مع التوسع الممنهج في اتجاه الجنوب السوري. وهذا النهج غير المعتاد الذي ينتهجه الرئيس ترامب مع الحرب الروسية – الأوكرانية، ومع الحرب في منطقة الشرق الأوسط، ولاحقًا في القارة السوداء وفي أميركا اللاتينية، من شأنه أن يعيد خلط أوراق التحالفات الأميركية القديمة في أكثر من منطقة من العالم، وبالأخص مع جارتي الولايات المتحدة الأميركية من حدودها الشمالية مع كندا، ومن حدودها الجنوبية – الغربية مع المكسيك، وامتدادًا إلى القارة الأوروبية وإلى آسيا الوسطى ومن ضمنها منطقة الشرق الأوسط، حيث لإسرائيل أطماع توسعية تعود بخلفياتها وأبعادها إلى العقيدة التوراتية القائمة على فرضية توسعية لتمتدّ حدودها من البحر إلى النهر. ولو لم تلتقِ المصالح المشتركة ذات الخلفيات الاستراتيجية والاقتصادية بين سياستي كل من الرئيسين ترامب والروسي فلاديمير بوتين لما كان سُمح للإعلام بنقل ما دار في هذا اللقاء بين ترامب وزيلينسكي من أحاديث بدأت عادية قبل أن تتصاعد لهجتهما في شكل غير مسبوق، والذي بدأه فانس باتهام الرئيس الأوكراني بالقيام بجولات "دعائية"، فردّ عليه زيلينسكي بدعوته إلى زيارة أوكرانيا الامر الذي لم يلق ترحيبًا من جانب نائب الرئيس الأميركي.وبدوره، صعّد ترامب من حدة خطابه قائلا: "أنت تقامر بإشعال حرب عالمية ثالثة. فإما أن تبرم اتفاقًا أو أننا سنبتعد"، مضيفا: "أنت لا تتصرف على الإطلاق وكأنك ممتن. هذا ليس تصرفا لطيفا". ونتيجة هذا التوتر غادر زيلينسكي مبكرًا البيت الأبيض وخرج وحيدا من البيت الأبيض من دون أن يرافقه ترامب لتوديعه. وتم إلغاء المؤتمر الصحافي المشترك الذي كان من المقرر أن يعقد بعد الاجتماع. كما أفيد عن إلغاء توقيع الاتفاق الذي كان من المنتظر بين الجانبين حول استغلال موارد أوكرانيا من المعادن.
بعد المواجهة، اتهم ترامب الرئيس الأوكراني بأنه "غير مستعد للسلام"، معتبرا أنه يستغل انخراط الولايات المتحدة في النزاع لتحقيق أفضلية في المفاوضات مع روسيا. وقال ترامب عبر منصته "تروث سوشال": "الرئيس زيلينسكي غير مستعد للسلام لأنه يعتقد أن انخراطنا يمنحه أفضلية كبيرة".
وأضاف: "لقد أظهر عدم احترام للولايات المتحدة في مكتبها البيضاوي الغالي. يمكنه العودة عندما يكون مستعدا للسلام".
في وقت لاحق، ذكر زيلينسكي على حسابه الرسمي في "إكس": "شكرا لأميركا، شكرا لدعمك، شكرا لهذه الزيارة. شكرا لك الرئيس ترامب. والكونغرس والشعب الأميركي".
وأضاف: "إن أوكرانيا بحاجة إلى السلام العادل والدائم، ونحن نعمل على تحقيق ذلك بالضبط".
في المقابل، فإن ردود الفعل الدولية سواء من قِبل المسؤولين الروس أو المسؤولين الأوروبيين المعنيين مباشرة بالحرب في أوكرانيا من شأنها أن تتصاعد وتتفاعل، بحيث سيكون لها تأثير مباشر على إعادة رسم خارطة التحالفات الدولية، خصوصًا بعد انسحاب ترامب من خطة المناخ، وتلويحه من الانسحاب من منظمة الصحة العالمية ومن "الناتو". وقد ذهب البعض إلى مطالبة الرئيس الأميركي بمعاملة رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو بالطريقة نفسها التي عامل فيها الرئيس الأوكراني بعدما اتهمه بأنه يقامر بإشعال حرب عالمية ثالثة. وهذا الاتهام ينطبق أكثر على نتنياهو، الذي يضرب بعرض الحائط المقررات الدولية وقرارات محكمة العدل الدولية، ويهدّد السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط يوميًا وفي شكل مضطّرد.
فمفهوم السلام، كما يقول هذا البعض، واحد سواء أكان في أوكرانيا أو في الشرق الأوسط. فهذا المفهوم المجتزأ للسلام لا يمكنه أن يكون في أوكرانيا بـ "زيت" وفي تل أبيب بـ "سمنة".
على أي حال، فإن ما شهده المكتب البيضاوي سابقة لا يمكن لأحد التنبؤ بما يمكن أن تقود إليه مستقبلًا في أي بقعة من العالم حيث يبدو السلام فيها مهدّدًا.
المصدر: خاص "لبنان 24"