لبنان ٢٤:
2024-09-26@22:44:20 GMT

كيف قرأ حزب الله كلام الرئيس الإيراني؟

تاريخ النشر: 26th, September 2024 GMT

كيف قرأ حزب الله كلام الرئيس الإيراني؟

عندما سمع كثيرون الرئيس الإيراني مسعود بازشكيان يقول إن "حزب الله" لا يستطيع وحده أن يحارب إسرائيل" لم يصدّقوا أن ما سمعوه صحيحًا أو هُيئ لهم. وما أدهش هؤلاء أقلق آخرين بالتأكيد، وبالأخص قيادة "حزب الله"، التي كانت تعّول كثيرًا على الدعم الإيراني في هذه الظروف الصعبة والقاسية، التي يتعرّض فيها الحزب لأبشع أنواع الحروب وأشدّها ضراوة، حيث يستهدف العدو أبرز قياداته العسكرية استنادًا إلى معلومات مخابراتية عن أماكن وجودهم وحركة تنقلاتهم، إضافة إلى استهداف المناطق، التي يُعتقد أنها تحوي على مخازن أسلحة.

     على ما يبدو فإن الحرب طويلة. وقد تطول أكثر مما طالت الحرب على غزة، ونحن على مشارف طي صفحة سنتها الأولى. وإذا طالت الحرب المفتوحة والشاملة على لبنان، ولم يتمكّن أحد من الضغط على إسرائيل لوقف عدوانها فإن ما تبقّى من مقومات صمود اجتماعي لدى اللبنانيين ستنهار تدريجيًا، خصوصًا أن "المال النظيف" لإعادة إعمار ما تهدّم لن يأتي على الأرجح هذه المرّة. هذا ما وصل إليه اللبنانيون من خلاصات بعدما سمعوا كلام الرئيس الإيراني. فإيران مشغولة اليوم، على ما يبدو، بأمور كثيرة لها علاقة بمصالحها الإقليمية قبل أي شي آخر. وكما تُركت غزة تواجه مصيرها لوحدها هكذا سيُترك لبنان يواجه الآلة الإسرائيلية المدّمرة باللحم الحي لوحده. وكما لم تستطع الولايات المتحدة الأميركية التأثير على تل أبيب لوقف عدوانها المستمر على غزة، على رغم محاولاتها المتكرّرة، فهي لن تتمكن من لَي الذراع الإسرائيلية في لبنان، لأن لنتنياهو حسابات أخرى غير الحسابات الأميركية والأوروبية.   فكلام الرئيس الإيراني وصل إلى مسامع نتنياهو وأركان حكومة الحرب في تل أبيب، التي لها تفسير يختلف عن أي تفسير آخر، سواء في لبنان أو في العواصم المعنية بما يمرّ به اللبنانيون من أزمات وجودية. فالقراءة الإسرائيلية للكلام الإيراني غير المسبوق توحي بأن إيران بدأت تعيد حساباتها الجديدة في المنطقة، والتي تنطلق من انتهاج خط من شأنه أن يؤمّن لها مصالحها الإقليمية قبل أي شيء آخر. ويذهب البعض، سواء في الخارج أو الداخل، إلى حدّ القول بأن إيران قد أوصلت "حزب الله" إلى "نص البير وقطعت به الحبل".   إلّا أن التفسير الذي يُعطى للكلام الإيراني السياسي من قبل بيئة "حزب الله" فهو يختلف اختلافًا جوهريًا عمّا يحاول البعض الاستفادة من كلام قيل وله ظروفه السياسية الموضعية، وله مبرراته الظرفية التي أملت على الرئيس الإيراني اتخاذ هذا الموقف السياسي، الذي يتعارض من حيث الشكل على الأقل مع موقف المسؤولين في الحرس الثوري الإيراني، الذي لا تزال كلمتهم هي النافذة في المسائل العسكرية والأمور اللوجستية، التي لها علاقة مباشرة بمدى تأمين الدعم المعنوي والمادي لجميع حلفاء إيران في المنطقة، وبالأخصّ "حزب الله"، الذي ساند لوحده فلسطينيي غزة، وهو اليوم يواجه أعتى الغارات الجوية على مواقعه.   ولكن إذا كان ما تم تسريبه عبر الإعلام الأميركي من أن طهران أبلغت "حزب الله" بأن الوقت غير مناسب الآن لخوض حرب مع إسرائيل صحيحًا، فإنه يصبح في الإمكان رسم صورة تقريبية للموقف الإيراني، بحيث يتضح للمراقبين الخلاصة، التي يمكن الخروج منها، وهي أن طهران غير معنية بالحرب المحتدمة في لبنان، وهو الموقف المشابه من حرب "حماس" في غزة، حين أعلن المرشد الروحي الإمام الخامنئي بأن "حماس" لم تبلغنا بعملية طوفان الأقصى مسبقاً.  وكما كان الاسناد لغزة غير فاعل وغير مجدٍ، فإن أي اسناد لـ "حزب الله" في حربه مع إسرائيل من قبل إيران لن يبصر النور حتى يعرف المرء مدى فعاليته وجدواه. هذا ما يقوله المتشائمون، أو الذين قرأوا كلام الرئيس الإيراني مع ما يلائم رغباتهم أو تمنياتهم، الذين استعادوا كلامًا قاله الرئيس السابق ميشال عون لوفد من "حزب الله" الذي زاره في منزله، واستمع إلى وجهة نظر النائب محمد رعد وعن الدوافع التي أملت على "الحزب" الانخراط في حرب غزة عبر اشعال جبهة الجنوب، فقال له ما حرفيته: "وجهة النظر هذه بالنسبة إليّ ضعيفة غير مقنعة. أعتبرها معركة خاسرة. أنا خائف عليكم، لكنني خائف على لبنان أيضاً. لا أعرف إلى أي مدى يسع الحزب الاستمرار في هذه المعركة والمدى الذي سيصل إليه، بينما أخشى من النتائج لأن موازين القوى ليست في مصلحته ولا في مصلحتنا نحن". فالمعركة بالنسبة إليه "غير متكافئة". فهي ليست من واحد الى واحد، بل انخرط الغرب كله فيها بدءاً بالأميركيين وصولاً إلى الأوروبيين وراء إسرائيل التي تملك أكبر قوة تدميرية في الشرق الأوسط، في إمكانها أن تطاول الشرق الأوسط بأكمله بفضل جسور الدعم والتمويل والتسليح المقدّمة إليها، خصوصاً من الأميركيين. وانتهى إلى القول "لا أعرف إلى أي مدى يسع "حزب الله" الاستمرار في معركة موازين قواها ليست في مصلحته ولا في مصلحتنا".   المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله کلام ا

إقرأ أيضاً:

الرئيس الإيراني: يجب ألا نسمح بأن يصبح لبنان غزة أخرى

قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إن المجتمع الدولي "يجب ألا يسمح بأن يصبح لبنان غزة أخرى" بالتزامن مع استمرار غارات إسرائيلية على لبنان لليوم الثاني على التوالي أدت إلى مقتل أكثر من 500 شخص.

وتحدث بزشكيان لشبكة "سي إن إن" الأميركية، وقال "يجب ألا نسمح بأن يصبح لبنان غزة أخرى على يدي إسرائيل"، محذرا من أن الأحداث الحالية "قد تتفاقم إلى صراع إقليمي يمكن أن يكون خطيرا على مستقبل العالم".

وأشار إلى أن حزب الله لا يمكنه أن يقف بمفرده "ضد دولة يدعمها الغرب ويزودها بالسلاح".

وفي تصريحات أخرى للصحفيين على هامش مشاركته في الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، دعا بزشكيان إلى الحوار لحل الوضع المتوتر في الشرق الأوسط وألقى باللوم على إسرائيل في تأجيج الصراع، مشيرا إلى الاغتيالات في طهران وأماكن أخرى قال إن إسرائيل نفذتها.

وأضاف "إذا اندلعت حرب أكبر في الشرق الأوسط، فلن يستفيد منها أحد في جميع أنحاء العالم. إسرائيل هي التي تسعى إلى خلق هذا الصراع الواسع".

وتابع "نحن لا نريد الحرب.. نريد أن نعيش بسلام، لا نرغب في أن نكون سببا في عدم الاستقرار في المنطقة".

معايير مزدوجة

وانتقد الرئيس الإيراني الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى لما أسماه بالمعايير المزدوجة حيث ينتقدون إيران بسبب حقوق الإنسان لكنهم يتجاهلون الفظائع الإسرائيلية في غزة.

وعن إمكانية التفاوض على اتفاق جديد مع الولايات المتحدة بشأن البرنامج النووي، قال بزشكيان إن إيران لا تهتم باتفاق نووي جديد ولكنها تهتم بالعودة إلى اتفاق 2015 الذي انسحبت منه الولايات المتحدة في 2018.

من جانبه، قال جواد ظريف، نائب الرئيس الإيراني، إن بلاده مستعدة للتعاون مع الدول الأخرى لوقف الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وأعرب ظريف -في حوار مع شبكة "إن بي سي" الأميركية- عن رغبة بلاده في التحرك "نحو عالم أكثر سلاما واستقرارا"، وأضاف "لا نسعى للحرب، لكننا سندافع عن أنفسنا".

وأكد أن لإيران الحق في الرد في الوقت الذي تختاره على ما وصفه بانتهاك واضح لسيادة إيران عند اغتيال رئيس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية في العاصمة طهران في يوليو/تموز الماضي.

مقالات مشابهة

  • معاون الرئيس الإيراني للشؤون الاستراتيجية يوجه رسالة هامة للسيد حسن نصر الله.. تفاصيل ما جاء فيها
  • هل تتدخل طهران ضد العدوان الإسرائيلي على لبنان؟.. نائب الرئيس الإيراني يجيب
  • الرئيس الإيراني من منبر الأمم المتحدة: لن نسمح بأن يصبح لبنان غزة أخرى
  • الرئيس الإيراني: "حزب الله" لا يستطيع مواجهة إسرائيل منفردًا
  • الرئيس الإيراني: يجب ألا نسمح بأن يصبح لبنان غزة أخرى
  • الرئيس الإيراني: لا يمكن لـ” حزب الله” أن يواجه إسرائيل بمفرده
  • الرئيس الإيراني: "حزب الله" لا يستطيع مواجهة إسرائيل منفردا
  • الرئيس الإيراني: حزب الله “لا يمكنه البقاء بمفرده” في وجه الكيان الصهيوني
  • الإعلام الإيراني يؤكد كلام بزشكيان بشأن خفض التوتر مع إسرائيل