مشروع روسي سري في الصين.. لتصنيع طائرات مسيرة

المناطق_متابعات

على الرغم من دأب الصين منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير 2022، على التأكيد بانها ليست طرفا في هذه الحرب، ولا تدعم جانباً على حساب آخر، إلا أن التقارب الروسي الصيني الأخير يقلق العديد من الدول الغربية.

لا سيما أن بعض تلك الدول على رأسها أميركا كانت ألمحت سابقا وحذرت أيضاً بكين من دعم موسكو عسكرياً وفقا لـ “العربية”.

أخبار قد تهمك الصين تُطلق 5 أقمار اصطناعية 25 سبتمبر 2024 - 10:33 صباحًا الصين تحذّر من تجاوز الفيضانات مستويات الإنذار في بعض المناطق الجنوبية 23 سبتمبر 2024 - 12:02 مساءً

إلا أن مصدرين من وكالة استخبارات أوروبية فضلا عن عدة وثائق أفادت بأن روسيا وضعت برنامجا للأسلحة في الصين، من أجل تطوير وإنتاج طائرات مسيرة هجومية بعيدة المدى لاستخدامها في الحرب ضد أوكرانيا.

غاربيا-3 (جي3)

فقد بينت احدى وثائق شركة آي.إي.إم.زد كوبول التابعة لشركة صناعة الأسلحة الروسية المملوكة للدولة ألماز-أنتي، أن الشركة تجري اختبارات الطيران لنموذج جديد لطائرة مسيرة تسمى غاربيا-3 (جي3) في الصين بمساعدة متخصصين محليين، علماً أن أميركا كانت فرضت عقوبات على تلك الشركة في ديسمبر 2023.

ووفقا لهذه الوثيقة، وهي تقرير أرسلته كوبول لوزارة الدفاع الروسية في وقت سابق من العام يحدد عملها، فقد أبلغت كوبول وزارة الدفاع أنها قادرة على إنتاج طائرات مسيرة، بما في ذلك طائرات جي3، على نطاق واسع في مصنع بالصين ليتسنى نشر الأسلحة في “العملية العسكرية الخاصة” في أوكرانيا، وهو المصطلح الذي تستخدمه موسكو للحرب، وفق ما أفادت رويترز

كما أوضحت تقارير الشركة أنه يمكن للطائرة جي3 أن تقطع مسافة تقدر بنحو ألفي كيلومتر بحمولة 50 كيلوجرام. وأفادت بأنه تم تسليم عينات من الطائرة وبعض نماذج طائرات أخرى مصنوعة في الصين إلى كوبول في روسيا لإجراء مزيد من الاختبارات عليها، بمشاركة خبراء صينيين مجددا.

لكن الوثائق لم تكشف هويات المتخصصين الصينيين في الطائرات المسيرة المشاركين في المشروع الذي أوردته، ولم يتسن لرويترز تحديد هوياتهم.

إلى ذلك، كشفت وثيقتان منفصلتان، وهما فاتورتان أرسلتهما إلى كوبول في الصيف شركة روسية قال مصدرا المخابرات الأوروبيان إنها تعمل كوسيط مع الموردين الصينيين، أن كوبول تسلمت سبع طائرات عسكرية مسيرة مصنوعة في الصين، بما في ذلك طائرتان جي3، في مقرها الرئيسي بمدينة إيجيفسك الروسية. إلا أن الفاتورتين، التي تطلب إحداهما الدفع باليوان الصيني، لم تحددا تواريخ تسليم كما لم تحددا الموردين في الصين.

أول دليل ملموس

وقال مصدرا الاستخبارات إن تسليم عينة من الطائرات المسيرة إلى كوبول لهو أول دليل ملموس عثرت عليه وكالتهما على تسليم طائرات مسيرة كاملة مصنعة في الصين إلى موسكو منذ بدء حرب أوكرانيا في فبراير 2022. وطلبا عدم كشف هويتيهما ولا وكالتهما بسبب حساسية المعلومات.

كما طلبا حجب بعض التفاصيل المتعلقة بالوثائق، بما في ذلك تواريخها الدقيقة.

نفي صيني

في المقابل، أكدت وزارة الخارجية الصينية لرويترز أنها ليست على دراية بمثل هذا المشروع، مضيفة أن البلاد لديها إجراءات رقابة صارمة على تصدير الطائرات المسيرة.

من جهته، رأى فابيان هينز الباحث في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، وهو مؤسسة فكرية دفاعية مقرها لندن، أن تسليم تلك المسشيرات إلى الروس، إذا تأكد، سيكون تطورا مهما.

كما أضاف أنه “إذا نظرت إلى ما يُعرف أن الصين سلمته حتى الآن، فقد كان في الغالب سلعا مزدوجة الاستخدام، مكونات ومكونات فرعية يمكن استخدامها في أنظمة الأسلحة. هذا ما وردت تقارير عنه حتى الآن. لكن ما لم نره حقا، على الأقل بشكل علني، هو عمليات نقل موثقة لأنظمة أسلحة كاملة”.

مع ذلك، قال سامويل بينديت، الزميل البارز المساعد في مركز الأمن الأميريي الجديد، وهو مؤسسة فكرية مقرها واشنطن، إن بكين ستتردد في الانكشاف على العقوبات الدولية بمساعدة آلة الحرب في موسكو، وإن هناك حاجة لمزيد من المعلومات لإثبات أن الصين تستضيف إنتاج طائرات مسيرة عسكرية روسية.

ي حين أعرب مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض عن قلقه البالغ إزاء تلك المعلومات عن برنامج المسيرات،والذي قال إنه يبدو حالة عن شركة صينية تقدم مساعدات فتاكة لشركة روسية تخضع لعقوبات أميركية. وقال متحدث إن البيت الأبيض لم ير أي شيء يشير إلى علم الحكومة الصينية بمثل هذه الصفقة، لكن بكين تتحمل مسؤولية ضمان عدم تقديم الشركات مساعدات فتاكة لروسيا لتستخدمها قواتها.

يذكر أن بكين كانت دأبت على نفي تزويد البلاد أو أي من الشركات الصينية لروسيا بأسلحة لاستخدامها في أوكرانيا، قائلة إنها لا تزال محايدة.

المصدر: صحيفة المناطق السعودية