بيروت - خاص صفا

داخل مخيمات وتجمعات فلسطينية في لبنان، يتجمع آلاف الفتية من الجنسين ضمن دورات "جيل الأقصى – القدس لنا"، بهدف تعزيز انتمائهم وارتباطهم الوثيق في فلسطين، وخاصة المسجد الأقصى المبارك، وإعداد جيل قوي قادر على تحريره من الاحتلال الإسرائيلي.

ويُصر اللاجئون الفلسطينيون أينما تواجدوا على التمسك بحق العودة والحفاظ على الهوية الفلسطينية، وتعميق الانتماء لفلسطين وتاريخها العريق، وضرورة العمل على نصرة القدس والمسجد الأقصى.

ولأن المسجد الأقصى يشكل أهمية خاصة ومكانة عظيمة في قلوب المسلمين، ووجوب معرفة الأخطار المحدقة به، وضرورة العمل على نصرته وتحريره، كان لابد من انطلاق دورات "جيل الأقصى" في المخيمات اللبنانية.

وتضم دورات "جيل الأقصى - القدس لنا" نحو ٤٠٠٠ طالب وطالبة تتراوح أعمارهم بين ٩ إلى ١٤ عامًا، من مختلف المخيمات والتجمعات الفلسطينية اللبنانية.

وتأتي هذه الدورات، في ظل هجمة إسرائيلية غير مسبوقة، وتصاعد الأخطار المحدقة بالمسجد، في محاولة لتغيير الواقع التاريخي والقانوني فيه، وفرض واقع جديد، تمهيدًا لهدمه وبناء "الهيكل" المزعوم مكانه.

جيل واعٍ

وتُفرد "جيل الأقصى" مساحة كبيرة لتعريف الفتية الفلسطينيين بالمسجد الأقصى، ثالث مُسجد قدسيةً لدى المسلمين، بعد المسجدين الحرام والنبوي، والتهديدات الإسرائيلية التي يتعرض لها، كما يقول العضو في إدارة الدورات فرج أبو شقرا.

ويوضح أبو شقرا، في حديث لوكالة "صفا"، أن "جيل الأقصى" دورات صيفية تستهدف الأطفال في المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان، بهدف استثمار العطلة الصيفية، للتعريف بالمسجد، وضرورة حمايته والدفاع عنه من إجراءات الاحتلال ومخططاته.

ويضيف أن القائمين على الدورات يُوضحون للمشاركين من خلال برامج تفاعلية، المخاطر المحدقة بالأقصى، وتهديدات الجماعات اليهودية المتطرفة بالهدم، ومحاولة الاحتلال تغيير الوضع القائم في مدينة القدس.

ويؤكد أن الدورات تُعزز الوعي الوطني الفلسطيني وتحافظ على الهوية الوطنية للمشاركين، وتقدّم معلومات مهمة عن المسجد الأقصى، وتسلط الضوء على الاعتداءات الإسرائيلية التي يتعرض لها.

وتهدف هذه الدورات أيضًا، إلى بناء جيل ينتمي لقضية فلسطين والأقصى، من أجل مواجهة التحديات المحيطة بهم والمساهمة في دعم القضية الفلسطينية.

ويتابع "لأننا نؤمن بأن الفلسطيني في لبنان هو جزء أساسي في مشروع التحرير والعودة، وشريك في معركة الدفاع عن المسجد الأقصى، قمنا بتصميم برنامج توعوي تفاعلي بعنوان (الفتى المقدسي)، وإعداد ميدان على شكل خريطة فلسطين مع بعض المعالم الأساسية فيها كالمسجد الأقصى".

تعزيز الانتماء

ويبدأ البرنامج بجولة ميدانية في فلسطين، يتم خلالها تعريف المشاركين بحدودها ومساحتها ومدنها الأساسية ومواقعها وبماذا تشتهر، إلى جانب تقديم شرح وافٍ عن المسجد الأقصى والتمييز بينه وبين قبة الصخرة المشرفة والمسجد القبلي، عبر المجسمات التي تُقرب المشهد إلى الواقعية أكثر، وتُضيف تفاعلًا كبيرًا لدى الطلاب.

ويبين أبو شقرا أن البرنامج يهدف إلى ترسيم المعلومات التي اكتسبها الطلاب أثناء الدروس النظرية في دورات "جيل الأقصى"، من خلال مجموعة من الألعاب، بغية تعزيز معرفتهم بالمكان والثقافة.

ومن خلال المجسمات، يتم كذلك شرح المخاطر التي تتهدد المسجد المبارك، ولاسيما التهويد والاعتداءات الإسرائيلية، والاقتحامات، ومحاولات التقسيم الزماني والمكاني.

وبعد الجولة، كما يوضح أبو شقرا، يشارك الطلاب في مجموعة من الألعاب التنافسية المصممة من وحي البرنامج مثل "تركيب بازل، معرفة صورة شهيد، دخول غزة من الأنفاق، تسلق السلم الحديدي، وغيرها".

ويشير إلى أن أهمية هذا البرنامج تُكمن بأنه يُسهم في تنشئة الأطفال على الانتماء لوطنهم ومقدساتهم، وتُكسبهم وعيًا بقضية الأقصى والمخاطر المحدقة به، مما يجعلهم لاحقًا من العاملين لأجل قضيتهم والمدافعين عن قدسهم ومسجدها المبارك.

ووفقًا لأبو شقرا، فإن الدورات تُقدم مجموعة متنوعة من البرامج النظرية والتطبيقية، والدروس التي يتم تطبيقها مباشرة، بما يعزز من تطوير المهارات الشخصية والاقتصادية لدى الأطفال، إلى جانب تشجيعهم على البناء العلمي من خلال برنامج يتضمن تجارب عملية كيميائية وكهربائية وروبوتية.

ولم تبتعد الدورات عن القيم الإسلامية والمجتمعية، فكانت حريصة على تقديم معرفة دينية، لغرس الثقافة الإسلامية في نفوس الأطفال، من خلال برامج متنوعة تتناول البعد الديني، ولاسيما بر الوالدين واحترام الآخرين، كما شملت تنمية مهاراتهم في جوانب حياتية متعددة.

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: اللاجئين الفلسطينيين مباردة دورات المسجد الأقصى فی لبنان من خلال

إقرأ أيضاً:

قبيل رمضان.. هكذا تُحكم شرطة الاحتلال قبضتها على الأقصى

مع قرب حلول شهر رمضان المبارك تكثف سلطات الاحتلال من تضييقاتها على القدس والمقدسيين خاصة المصلين الوافدين إلى المسجد الأقصى والبلدة القديمة.

وبالإضافة إلى الانتشار العلني والسري لعناصر من شرطة ومخابرات الاحتلال، فإن مراكز الشرطة التي زُرعت بقوة الاحتلال في البلدة القديمة تُسهم بشكل مباشر في قمع الفلسطينيين وتكثيف مراقبتهم.

وتدير شرطة الاحتلال عمليات المراقبة والقمع من 5 مراكز تتبع لها داخل سور القدس التاريخي، وتحدث للجزيرة نت عن تاريخ هذه المراكز الباحث في تاريخ القدس إيهاب الجلاد:

من إجراءات الاحتلال في محيط المسجد الأقصى في أكتوبر/تشرين الأول 2023 (غيتي إيميجز)

الخلوة الجنبلاطية: شُيد هذا البناء في القرن الـ17 داخل المسجد الأقصى، ويقع شمال صحن مصلى قبة الصخرة المشرفة، وبناها عام 1605 المعماري عبد المحسن نمّر بتبرع من ابن جنبلاط الذي أراد أن يُخلد اسمه من خلال عمل خير في المسجد الأقصى المبارك.

استُخدمت الخلوة كمقر للشرطة خلال فترة الحكم الأردني للقدس، وبمجرد احتلال شرقي المدينة عام 1967 حلّت الشرطة الإسرائيلية مكان الأردنية.

القِشلة: بُنيت عام 1833 على يد القائد العسكري المصري إبراهيم باشا، وكان يستخدم لتدريب العسكر آنذاك، وتوالى استخدام المكان للغرض ذاته في كل من العهد العثماني والبريطاني والأردني، ولاحقا استلمته إسرائيل وحولته لمركز للشرطة والمخابرات.

إعلان

ويُنقل إلى هذا المركز عادة من يعتقل من داخل البلدة القديمة والمسجد الأقصى، ويحقق معه بداخله قبل أن يُفرج عنه أو يمدد اعتقاله ويحول بالتالي إلى مركز تحقيق المسكوبية غربي المدينة.

ويقع مركز القِشلة في الجهة الغربية للبلدة القديمة جنوبي قلعة القدس وقرب باب الخليل.

الاحتلال يستخدم المدرسة التنكزية مركزا لقواته (الصحافة الفلسطينية)

المدرسة التنكزية: بُنيت عام 1327 على يد الأمير تنكز الناصري بهدف منح الشهادات الجامعية، وكان الطلبة يتلقون تعليمهم على مقاعدها لمدة 4 أعوام، ويُنفق عليها من عائدات سوق القطانين وخان تنكز وحمامي العين والشفاء.

وتحول البناء في الفترة العثمانية إلى محكمة، ثم سكن لمفتي القدس الحاج أمين الحسيني في ثلاثينيات القرن الماضي، ولاحقا شغلت المدرسة الثانوية الشرعية المبنى حتى استولى الاحتلال عليه عام 1969 وحوله لمقر لقواته حتى يومنا هذا.

بيت إلياهو: كان يطلق على هذا البناء اسم المدرسة الجالقية التي بناها عام 1311 أحد قادة المماليك بيبرس الجالق لتكون مدرسة ومدفنا له، وتقع هذه المدرسة على زاوية بين درجَي العين والسلسلة.

ونتيجة تفجير حصل في سبعينيات القرن الماضي حفرت سلطات الاحتلال نفقا يؤدي إلى ساحة البراق، واستولت على جزء من المدرسة الجالقية ليستخدم كنقطة مراقبة.

بيت الحنان: في أواخر شهر أكتوبر/تشرين الأول من عام 2024 أعلنت شرطة الاحتلال عزمها بناء مركز جديد لها في طريق الواد بالبلدة القديمة وقرب باب الحديد (أحد أبواب المسجد الأقصى).

وقالت الشرطة حينها إن البناء سيكون ملاصقا لـ"بيت الحنان"، وهو عقار كان يستخدم كمخزن استولت عليه سلطات الاحتلال عام 1991، بعد العثور على جثة مستوطن بداخله قتله فلسطينيان وهو في طريقة إلى ساحة البراق.

برج اتصالات ومراقبة فوق الرواق الغربي للمسجد الأقصى (الجزيرة) وسائل قمع مختلفة

وبالإضافة لخطورة هذه المراكز التي تشكل طوقا يخنق المسجد الأقصى، فإن مئات كاميرات المراقبة المزروعة أعلى هذه المراكز وفي كل زقاق داخل البلدة القديمة تشكل خطرا على عشرات الآلاف من روّاد المسجد الأقصى خلال شهر رمضان.

وفي أواخر عام 2024 المنصرم نظّمت شرطة الاحتلال مسابقة لاختيار أفضل وحدة تتبع لها في القدس، والتي تميزت باستخدام الكاميرات التي تعمل بخاصية 360 درجة.

إعلان

وفازت في هذه المسابقة ما يطلق عليها اسم وحدة "جبل الهيكل" أي المسجد الأقصى بالجائزة، وهذا يدلل على مدى دقة ومتابعة هذه الكاميرات ومساعدتها لشرطة الاحتلال في مراقبة تحركات المصلين بأحدث التقنيات المتاحة.

ويضاف إلى كاميرات المراقبة ومراكز الشرطة، النقاط التابعة لها أمام كل باب من أبواب أولى القبلتين، ويتعامل أفراد شرطة الاحتلال المتمركزين على الأبواب بعشوائية ومزاجية في سماحهم أو منعهم للمصلين من الدخول، كما اعتُقل ونُكّل بكثير من المصلين عند هذه النقاط قبل نقلهم إلى مراكز الشرطة القريبة.

اعتقالات سابقة داخل المسجد الأقصى (رويترز) مراقبة وتخويف

أستاذ دراسات بيت المقدس بجامعة إسطنبول 29 مايو/أيار، ومسؤول الإعلام والعلاقات العامة السابق بالمسجد الأقصى عبد الله معروف قال في مستهل حديثه للجزيرة نت إنه لو عدنا بالتاريخ للعهد العثماني فسنجد أن وجود المراكز الأمنية كان محدودا بمركز واحد تمثل في منطقة قلعة القدس وما حولها فقط، وهذا يدل على مستوى الاستقرار الذي عرفت به مدينة القدس في الفترة التي حكمها بها المسلمون.

لكن مع دخول الاحتلال البريطاني بدأت مسألة الأمن تسيطر باعتبار أنه من طبائع الاحتلال الاهتمام بمحاولة كسر إرادة المقاومة لدى الشعوب من خلال إيجاد صبغة أمنية معينة تحيط بهم من كل مكان.

وهذا ما يحدث في عهد الاحتلال الإسرائيلي حاليا فهو لم يكتف بنقطة القشلة باعتبارها نقطة الشرطة الكبرى في البلدة القديمة، وإنما اعتبر أن منطقة الأقصى باعتبارها المنطقة الأكثر حساسية والتي يريد الاحتلال أساسا السيطرة عليها يجب أن تكون محاطة بعدد من النقاط الأمنية.

وتهدف هذه النقاط وفقا للأكاديمي معروف لإرهاب المقدسيين ونشر عقيدة الرعب بينهم عبر جعلهم تحت المراقبة الأمنية الإسرائيلية.

وفي السنوات الأخيرة يقول معروف إنه لوحظ عدم اكتفاء الاحتلال بهذه النقاط الأمنية، فبدأ بنشر أخرى ثابتة ومتنقلة كتلك التي أنشئت في باب العامود، أو قرب المسجد الأقصى خلال شهر رمضان مما يدلل على خشيته من هذا الشهر الذي يتوافد خلاله المسلمون بشكل كثيف إلى المسجد.

الاحتلال يمنع وصول فلسطينيي الضفة إلى المسجد الأقصى ويقتصر الحضور على فلسطينيي القدس وعرب 48 (الجزيرة) مواجهة جديدة

ويكتسب شهر رمضان الوشيك أهمية خاصة حسب معروف باعتباره الأول الذي يحلُّ منذ بدء وقف إطلاق النار في غزة، "وكما يظهر في وسائل الإعلام الإسرائيلية يسبب ذلك تخوفا كبيرا لدى الأجهزة الأمنية الإسرائيلية خشية أن تنتقل الأحداث والمواجهة من غزة إلى القدس انطلاقا من بوابة الأقصى، وذلك بعد تدهور الأوضاع في الضفة الغربية".

إعلان

وختم الأكاديمي المقدسي حديثه بالتأكيد على أن الاحتلال لا يفعل ذلك من باب الحفاظ على الأمن في المدينة المقدسة، وإنما لكسر إرادة المقدسيين وتقديما لتنفيذ مخططه الكبير في الأقصى وهو اقتطاع أجزاء منه وإقامة كنيس داخله كما صرح بذلك قادة تيار الصهيونية الدينية وجماعات المعبد المتطرفة مرارا، بموافقة ومباركة من بعض أعضاء الحكومة.

وبالتالي، هناك محاولة لمنع تمدد المواجهة القائمة حاليا في الضفة الغربية بعد غزة إلى المسجد الأقصى الذي يمكن أن يفجر الأوضاع من جهة، ولإرهاب المقدسيين ودفعهم للصمت تجاه التحركات المتوقعة للاحتلال في الفترة القادمة لتغيير الوضع القائم بالأقصى عبر تقسيمه بين المسلمين واليهود من جهة أخرى.

مقالات مشابهة

  • مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي
  • توصية إسرائيلية بفرض قيود على الصلاة بالمسجد الأقصى خلال شهر رمضان
  • توصيات أمنية إسرائيلية بفرض قيود مشددة في الأقصى خلال رمضان
  • عشرات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى
  • الاحتلال يعتزم منع أسرى محررين من دخول الأقصى في رمضان
  • قبيل رمضان.. هكذا تُحكم شرطة الاحتلال قبضتها على الأقصى
  • عشرات المستوطنين يقتحمون باحات المسجد الأقصى
  • عرض عسكري مهيب لخريجي دورات “طوفان الأقصى” في مدينة زبيد بمحافظة الحديدة
  • عرض عسكري مهيب لخريجي دورات التعبئة في مدينة زبيد بالحديدة
  • «فقه الصيام».. دورات علمية موسعة لتأهيل الأئمة قبل رمضان